عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 01-27-2011, 01:39 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

قال الشيخ رحمه الله :
الباب الثاني فيذِكْر معرفة اللَّهِ عزَّ وجلَّ بالدليل والنَّظر

معرفة الله عز وجل أولواجب، فإذا ثبت وجوبها، وجب على المكلّف النظر والاستدلال المؤديان إلى المعرفة،وهو أنْ يتصفَّح بعقلِه صنع الله عز وجل، فيعلم حينئذ: أنه لا بد للمبنى من بنّاء،ولو أن إنساناً مرّ في برية، ثم عاد فرأى قصراً مبنيّاً، عَلِم أنه لا بد من بانٍبنى ذلك القصر.
فرؤية هذا المهاد الموضوع، وهذا السقف المرفوع، والمياه الجارية،والنبات المعدّ للأغذية، والمصالح والمعادن في الأرض، لموضع الاحتياج إلى كل شيءمنها.
ثم النظر في البدن، ووضعه على قانون الحكمة، ونمائه بفنون الأغذية، ثم وضعالأسنان لتقطع الطعام، والأضراس لتطحنه، وبلّه بالريق، ليمكن البلع، واللسان لتقليبالممضوغ، وتسليط الحوادب للبلع، وإقامة الكبد لتطبخ المطعوم، وتفرّق ما يتخلص منهمن الدماء على كل عضو بحسب حاجته، ودفع ما هو كالثفل، وإعداد شيء من خالص ذلكمنياً، يكون منه ما تخلَّق هذا الشخص الذي لا شيء مثله.
كل ذلك دليل على حكمةالواضع، وقدرة الصانع، وهذا الخالق سبحانه لا مثل له في ذاته، ولا يشبه شيئاً منمخلوقاته.
سنتوقف عند هذا الباب لأمر مهم وهو أن الشيخ رحمه الله يريد أن يبين في هذا الباب أن الإيمان لا يتم إلا بالنظر وهذا قول باطل وهو قول المعتزلة ، فالإيمان لا يشترط فيه النظر ، ومعنى النظر أن المرء لا يكون مؤمنًا إلا بعد أن ينظر في آيات الله عز وجل . الأيمان عندنا بالفطرة ، فإذا صدق الإنسان بما نظر فتصديقه مقبول لأن الإيمان موجود في فطرته ، فقول الشيخ رحمه الله أنه يجب على المكلف النظر قول يخالف قول أهل السنة والجماعة . وهذا يحتاج إلى تفصيل إن شاء الله في المرة القادمة . لماذا آتى بالباب الثاني بعد الباب السابق سنذكر هذا أيضًا في المرة القادمة إن شاء الله سبحانه وتعالى وجلا وعلا .
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس