عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-02-2012, 12:41 AM
ناقل الإجابات ناقل الإجابات غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد .

فقد قال الله تعالى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ [العنكبوت:45].
وقال جل وعلا: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152].

واعلمي -وفقك الله- أن للذكر ثلاث أحوال: تارة يكون بالقلب واللسان،
وذلك أفضل الذكر، وتارة بالقلب وحده، وهي الدرجة الثانية،
وتارة باللسان وحده، وهي الدرجة الثالثة،

قال الحافظ في الفتح: ولا يشترط استحضاره لمعناه ولكن يشترط ألا يقصد به غير معناه،
وإن انضاف للنطق الذكر بالقلب فهو أكمل.
فأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان،

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده
لأن ذكر القلب يثمر المعرفة ويهيج المحبة ويثير الحياء ويبعث على المخافة ويدعو إلى المراقبة
ويزع عن التقصير في الطاعات والتهاون في المعاصي والسيئات،
وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئاً منها فثمرته ضعيفة.

لذا فإن مجرد إمرار الأذكار على القلب يحصل به الذكر القلبي,
جاء في الموسوعة الفقهية : ومع هذا، فالإسرار بالذكر بالقلب بدون تلفظ
ولا تحريك للسان، بل بإمرار الكلام الذي يذكر به على القلب من تسبيح وتحميد وتهليل
وغير ذلك كله جائز ويؤجر عليه فاعله،

لقول الله تعالى في الحديث القدسي: وإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ـ
وهذا النوع من الذكر جائز حيث يمتنع الذكر اللساني,
كحال قضاء الحاجة والجماع وعند خطبة الجمعة، ومن ذلك إمرار القرآن على القلب للجنب
أو الحائض, قال ابن علان: ومن ذلك الهمس به من غير أن يسمع نفسه،
لأنها ليست بقراءة فلا يشملها النهي. اهـ.

-------------
جواب السؤال الثاني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد .

فقد أخرج البخاري من حديث جابر بن عبد الله قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة
من القرآن يقول: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة
ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم
فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، ............. إلى آخر الحديث

فتصلي ركعتين من غير الفريضة (تطوعا) إذا أردت أن تقومي بأمر من الأمور،
وتقولي هذا الدعاء المذكور في الحديث، وتمضي في حاجتك،
فإن كانت خيرا سييسرها الله لك وإن كانت غير ذلك سيصرفها عنك.


وعن المقصود " بإذا هم أحدكم بالأمر .... "

قال بدر الدين العيني رحمه الله تعالى في عمدة القاري:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة
ويقول: إذا هم أحدكم بالأمر أي إذا قصد الإتيان بفعل أو ترك. اهــ .

وفي فتح الباري للحافظ ابن حجر:
ووقع في حديث ابن مسعود إذا أراد أحدكم أمراً. اهــ.

والله أعلم

المجيب / مركز الفتوى بإسلام ويب