عرض مشاركة واحدة
  #115  
قديم 03-26-2009, 06:39 AM
ام احمد المصرية ام احمد المصرية غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




Icon42 القاعدة الثانية والعشرون (والأخيرة): الضبط بالتذكير والتانيث

القاعدة الثانية والعشرون (والأخيرة)/ الضبط بالتذكير والتأنيث ..


والغالب هنا أن المقدم في كثير من المواضع المذكر كما سيأتي :

الأمثلة :
أولا / {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ} (20) سورة السجدة
مع قوله تعالى : {فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ} (42) سورة سبأ
فالإشكال بين ( الذي ) و ( التي ) اللتان في ختام الآية .. والضابط أن المذكر سابق المؤنث في ترتيب السور وهذا غالب ما في القرآن ..
فائدة :
ما بعد ( عذاب النار ) إن كان الصفة لعذاب قلنا : الذي ، وإن كان الصفة للنار قلنا : التي .


ثانيا / { أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ } (49) سورة آل عمران
مع قوله تعالى : { وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي } (110) سورة المائدة
فالإشكال بين ( فيه ) و ( فيها ) الضمير المذكر والمؤنث والضابط أن المذكر سابق المؤنث ..

ثالثا / {ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ } (44) سورة آل عمران مع قوله تعالى : {تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ } (49) سورة هود


****** الخلاف :
{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ}سورة الأنبياء (91)
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (12) سورة التحريم
فقد سبق الضمير المؤنث ( فيها ) الضمير المذكر ( فيه )


*******تنبيه / وهذا للفائدة ..
ننبه إلى أنه قد يرد المذكر للمؤنث والمؤنث للمذكر كما في سورة النور قال تعالى :
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ . وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ . وَيَدْرَؤأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ . وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (6-9) سورة النــور
فالإشكال بين ( لعنة ) و( غضب ) وهذا مما يشكل على الحفظة غير المهرة ، والضابط أن المؤنث ( لعنة ) جاء في حق المذكر ( الرجل )
والمذكر ( غضب ) جاء في حق المؤنث ( المرأة ) فالقاعدة هنا عكسية .
وهناك إشكال آخر في هذه الآية وهو الضم في ( أربع ) مع الفتح فيما بعدها .. والضابط مراعاة كلمة ( شهادة ) فحيث جاءت حركتها مضمومة فكذا أربع وحيثما جاءت حركتها مفتوحة فكذا أربع واعطِف عليها الخامسة في كل ..


خارج القواعد :
{ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ . صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} (17-18) سورة البقرة وورد فيما بعد : {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } (171) سورة البقرة ففي الأولى : (لا يرجعون) وفي الثانية : (لا يعقلون) ..
ونقول أنه لما مثل حال المنافقين بحال مستوقد النار لطلب الإضاءة وأنه لما أضاءت ما حوله أذهبها الله وطفيت فلم يكن له ما يستضيء به ويرجع إليه فنفى عنهم وجود ما يرجعون إليه من ضياء يدفع حيرتهم وهذا بين .
أما الآية الثانية فإنه مثل حال الكافرين فيها بحال الغنم في كونها يصاح بها وتنادى فلا تفهم عن راعيها ولا تسمع إلا صوتا لا تعقل معناه ولا تفهم ما يراد به ، كذلك الكفار في خطاب الرسل إياهم فلا يجيبونهم ولا يعقلون ما يراد بهم وهذا مناسب وكل على ما يجب .

{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } (61) سورة النحل
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } (45) سورة فاطر
فيها سؤالان : احدهما قوله تعالى في الأولى : ( بظلمهم ) وفي الثانية ( بما كسبوا ) والثاني قوله تعالى : ( عليها ) وفي الثانية ( على ظهرها )
والجواب: أن آية النحل تقدمها قوله تعالى : {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ . يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} (58-59) سورة النحل


فإشارة الآية إلى وأدهم البنات - وهو أعظم الظلم وأشنعه إذا لم يتقدم للموؤدة جريمة ولا شبهه يتعلق بها قاتلها - فناسب هذا ذكر الظلم،
فقال تعالى : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ ) والضمير في عليها للأرض ، يفهمه سياق الكلام ، فناسب ما أشير إليه من عظيم ظلمهم التوبيخ بذكر الظلم في قوله : ( بظلمهم ) . ولما لم يتقدم في آية سورة فاطر إفصاح بذكر الظلم بل تقدمها قوله : { فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا . اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ } (42-43) سورة فاطر إلى قوله : { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ } (43) سورة فاطر فأشير إلى اجتراماتهم وسيئ اكتسابهم بنفورهم ومكرهم السيئ ، فناسب ذلك قوله ( بما كسبوا ) وقيل هناك : ( ما ترك على ظهرها ) والضمير للأرض يفسره السياق كالأول ، وقيل : ( على ظهرها ) ليناسب في طول تركيبه قوله : ( بما كسبوا ) كما ناسب قوله ( عليها ) في الآية الأولى قوله ( بظلمهم ) في قلة حروفه تناسب التوازن والتقابل فورد كل على ما يجب .

قال الله تعالى مخبرا عن قول موسى للخضر، عليهما السلام ، حين خرق السفينة :{ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} (71) سورة الكهف

وقوله له عند قتل الغلام : { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا} (74) سورة الكهف للسائل أن يسأل عن الفرق بين الموضعين الموجب لوصف كل من هذين الفعلين بما وصف به ..
والجواب والله أعلم : أن خرق السفينة لم يبلغ بحيث أتلفها ، وإنما قصد به الخضر عيبها ليزهد فيها مريد غصبها بدليل قوله بعد : { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} (79) سورة الكهف . فإنما أراد إبقاءها على مالكها ودفع هذا الغاصب إذا رأى ما بها من العيب المانع من الرغبة فيها ، وهذا لا يبلغ ظاهره مبلغ ظاهر قتل الغلام بغير سبب ظاهر فوصف بأمر في قوله : ( شيئا إمرا ) وهو دون النكر.وأما البادي الظاهر من قتل الغلام عند من يغيب عنه ما علمه من الخضر فشيء نكر ، ومرتكب عند من لحظه بظاهرة وغاب عنه ما في طيه شنيع ووزر ، فوقع التعبير في الموضعين بما يناسب كلا الفعلين ، وعن قتادة ، رحمة الله : " النكر أشد من الأمر " فجاء كل على ما يلائم ، ولم يكن ليحسن مجيء أحد الوصفين في موضع الآخر ، والله أعلم ..

المرجع : ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل
الإمام أبي جعفر أحمد بن إبراهيم ابن الزبير الثقفي الغرناطي




أسأل الله تعالى أن يجزي أختي ومعلمتى الحافظة التى نقلت عنها هذا العلم خير الجزاء وأن يثقل ميزان حسناتى وحسناتها بهذا الموضوع النافع وأن يعلمنا ما ينفع وأن ينفعنا بما علمنا ....
وأسأل الله أن يجزى كل من تابع هذا الموضوع وشارك فيه وتعاون معنا فيه من الإخوة والأخوات بخير الجزاء ... آمين


لا تنسونى من صالح دعواتكم بتيسير ولادتى فقد باتت وشيكة خلال أيام بمشيئة الرحمن .... وأن يمن الله علينا بالذرية الصالحة ، إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم إجعله زاداً يقربنا من مرضاتك وجناتك.


وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد
والحمد لله رب العالمين




رد مع اقتباس