عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-30-2009, 05:04 AM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




Icon15 كلام فى «تصحيح الجنس»

كلام فى «تصحيح الجنس»


أنت رجل صعيدى، لطالما حلمت بـ«سندك» الذى سيحمل اسمك.. تتكئ عليه من ضعف.. تفيض عليه بما تيسر من عطفك، وتمده بكل ما أوتيت من قوة.
تمر السنوات، ولا تتوقف طويلا أمام مظاهر «النعومة» التى تغلف شخصية الصغير، فهى بالتأكيد- حسبما ترى- نابعة من تدليل زائد لذلك «الوحيد».
وبعد أن شبَّ الصغير عن الطوق، وتخرج فى كلية راقية بالجامعة، وبينما تستعد لـ«الفرحة الكبيرة» بزفافه حتى يملأ عليك البيت بالأحفاد الذين سيعوضونك بـ«العزوة » التى تمنيتها.. تواجهك الصدمة.
ابنك يجلس إليك مصارحاً: «أنا لست ولدا كما تعتقدون.. هناك أنثى تسكننى.. ولم تخرج من داخلى طوال سنوات عمرى التى عشتها.. وليس من سبيل أمامى سوى عملية تصحيح جنس لأصبح بنتا.. كما هى طبيعتى».
إنها صدمة كبرى بكل تأكيد قد تصل بهذا الرجل الصعيدى إلى حد إراقة الدماء، مفضلا أن يوارى فضيحته- كما يراها- التراب عن أن يتحول سنده إلى فتاة.
هذه «العقلية» ليست لذلك الصعيدى فقط، وإنما تسيطر على السواد الأعظم من المصريين، فالمتحول من شاب إلى فتاة أو العكس لا يلقى سوى «نظرة دونية» تراه- أو تراها- شاذاً بالإرادة، ولا يستحق النبذ.. على أقل تقدير.
«المصرى اليوم» تخوض غمار هذا الملف الشائك بقصد، من «تعريف» بمرض تشوهات الأعضاء التناسلية، وعمليات تغيير الجنس أو بشكل أدق «تصحيح الجندر» التى يتم إجراؤها فى مثل هذه الحالات.
قل: تصحيح «الجندر» ولا تقل: تغيير الجنس
قل: تصحيح الجندر، ولا تقل: تغيير الجنس. بهذا التوضيح يبدأ الدكتور عزت عشم الله، جراح التجميل، الذى أجرى أشهر عملية تصحيح جنس فى مصر لـ«سيد» الذى عرف فيما بعد باسم «سالى»، كلامه ويؤكد أن كلمة تغيير الجنس لا وجود لها فى الطب فالاسم الصحيح هو تصحيح جنس.
وأضاف: حتى كلمة «جنس» تم استبدالها فى الوقت الحالى بمصطلح «الجندر» الذى يعنى النوع الذى يحدده المخ وليس الشكل الخارجى، مشيرا إلى أن هناك نوعين من الخنوثة إحداهما عضوية، التى تعرف باسم «إنترسكس» والخنوثة النفسية التى تعرف بـ«الترانسكس».
ولفت إلى أن المريض يعانى من اضطراب فى الهوية الجنسية. وتابع: بينما تتواجد لديه أعضاء تناسلية ذكرية إلا أنه يشعر بأنه أنثى لأسباب جينية وبيئية.
ومعظم حالات الترانسكس التى تطلب منه إجراء جراحة لتصحيح الجنس يرسلها دكتور عشم الله إلى طبيب نفسى، ليخضع للعلاج النفسى لمدة سنتين للتأكد من عدم معاناته من أى مرض نفسى يسبب له هذا الشعور «إحنا منقدرش نغير المخ لكن ممكن نغير الجسم ليتلاءم مع المخ».
ويرجع دكتور عشم الله حالات «الترانسكس» إلى تعرض الأم الحامل للتلوث البيئى أو تناولها حبوب منع الحمل أو هرمونات خاطئة أثناء الحمل أو لأسباب جينية.
وأكد أن أهم مشكلات حالات «الترانسكس» هى عدم اعتراف المجتمع بالأمراض النفسية، مما يضطر المريض إلى السفر للخارج لإجراء هذه الجراحة، خاصة فى تايلاند التى تعد من أفضل البلاد فى إجراء الجراحة وأرخصها.
«هذا النوع من العمليات يجرى فى مصر منذ سنوات بعيدة» هكذا قال «عشم الله»، موضحا أن المراجع الطبية سجلت أول عملية تصحيح جنس أجريت فى عام ١٩٢٠، وأشار إلى أن كثيرا من الأجانب كانوا يأتون إلى مصر لإجراء مثل هذه العملية.
واستطرد: إلا أن ذلك لا ينفى أن الكثيرين يفهمون عمليات تصحيح الجنس بصورة خاطئة، فبعد عملية سالى، زارنى رجل من الصعيد ومعه بناته الست، وقال لى «اختر إحداهن لتحولها إلى ذكر»، إلا أننى رفضت بالتأكيد، وحاولت أن أشرح له أن مثل تلك العملية يمكن أن تدمر بناته نفسيا.
أما الإخصائية النفسية داليا الشيمى فاهتمت بالتركيز على أن المجتمع يخلط بين حالات اضطرابات الهوية الجنسية والمثلية الجنسية، فكثيرا ما يوصم مرضى الخنوثة النفسية، التى تعرف باسم «ترانسكس» بأنهم مثليون رغم أن الواقع يؤكد أن المثليين لا يرغبون أبدا فى تغيير جنسهم.
وترفض إجراء عمليات «تصحيح الجندر»، لعدم وجود أسباب علمية قاطعة تفسر ذلك المرض، وحذرت من فتح الباب على مصراعيه أمام الشباب الذى يشعر بالملل ويرغب فى تغيير جنسه، وروت قصة أحد الشباب الذى لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، وأكد لها أنه أنثى ويرغب فى إجراء جراحة، حيث لا يشعر بأى انتماء إلى عالم الرجال الذين يتسمون بالخشونة والقسوة إلا أنه بعد عدة جلسات قرر الدخول إلى عالم شباب «الإيمو»، الذين يصفون أنفسهم بالحساسية المفرطة.
وأضافت أن حالات الاضطراب فى الهوية الجنسية ترجع إلى استعداد فسيولوجى، ثم يأتى دور التنشئة الاجتماعية خاصة فى المجتمعات التى يتعامل فيها الطفل مع النساء فقط لتأكيد ذلك أو نفيه. وأشارت إلى أن تحديد الشخص للجنس الذى ينتمى إليه يرتبط بالصورة التى يكونها عن ذاته، التى تختلف عن الصورة التى يكونها له الآخرون.
وأحيانا يختار الطفل الدور الاجتماعى من خلال ما يعرف بـ«استدماج الدور» بمعنى أنه يدخل الآخر فى ذاته ويتصرف بنفس الطريقة كأن «يستدمج» دور الأم، ويبدأ فى ممارسة نفس الدور الذى تقوم به.
وفى بعض الأحيان يرجع ذلك إلى مرض الوسواس القهرى، حيث تسيطر فكرة قهرية على المريض، وفى هذه الحالة تسيطر عليه فكرة أنه امرأة.
 
رد مع اقتباس