عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-15-2011, 08:03 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي تعليق النصارى اعتصامهم ..

 

وفقا لجريدة المصريون ليوم الأمس [كتب جون عبد الملاك (المصريون):14-03-2011 01:09] فإن الاعتصام الذي يتزعمه القس "فليوباتير" قد فُض بعد تلبية طلباتهم ، وأولهم :
- إعادة بناء كنيسة "أطفيح" التي كانت بالأمس دار مناسبات ، وقد بدأ الجيش البناء فعلا .
ووعد يحيى الجمل المعتصمين بتلبية طلباتهم الباقية وهي :
- الإفراج عن 11 قبطيًا تم اعتقالهم لخرقهم حظر التجول .
- الإفراج عن مريم راغب المدانة في قضية تصدير أطفال السفاح للولايات المتحدة.
- التعهد ببناء مطرانية مغاغة وكنيسة السيدة العذراء والأنبا إبرام بعزبة النخل .
- إعادة فتح خمس كنائس كان قد تم إغلاقها من قبل .
- إقالة محافظي حلوان والمنيا .

فهذه المطالب غير مشروعة ؛ لما فيها من طلبات بناء الكنائس بغير حق ،حتى جعلوا دار المناسبات كنيسة ، بينما هذا ممنوع بالإجماع ، كما قل العلامة السبكي (683-756 هـ) رَحِمَهُ اللَّهُ : إِنَّ بِنَاءَ الْكَنِيسَةِ حَرَامٌ بِالْإِجْمَاعِ ، وَكَذَا تَرْمِيمُهَا ، لكن لأجل الحرص على المصلحة الأعظم نبه الشيخ "ياسر برهامي " ألأ يُشارك المسلمون في البناء وألا يعترضوا الجيش في بنائه هذه الكنيسة أو غيرها وهم يتحملون السؤال عنها أمام الله ، وذكر عن كنائس يعرفها بُنيت على غير ما يُجيزه القانون لكنه لا يتكلم عنها الآن بحال ، وأشاد بما فعله الإخوة في العريش من حماية إحدى الكنائس حينما فُقد الأمن وصوب فعلهم ، وهذا من باب تقديم المصلحة الأكبر ، وهو باب من الفقه يُتقنه العلماء دون سواهم .

وفيها أيضا طلبُ الإفراج عن معتقلين أقباط خرقوا حظر التجول ، وهو مطلب ظاهر الطائفية ، فماذا عن المعتقلين لحظرهم التجول من غير الأقباط ؟! ولن تسمع إلا غطيط بني علمان الذين يتصيدون لأهل الإسلام لإلصاق تهمة إثارة الفتن بهم واستثارة الحكام عليهم . ولو قارنتَ بين هذا المطلب وبين موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأدركتَ سعة الإسلام لمن عاش تحت حكمه ، والبون الشاسع بين أهل الإسلام الذين يتبعونه وغيرهم ، قال رحمه الله في مجموع الفتاوى : وَقَدْ عَرَفَ النَّصَارَى كُلُّهُمْ أَنِّي لَمَّا خَاطَبْت التَّتَارَ فِي إطْلَاقِ الْأَسْرَى وَأَطْلَقَهُمْ غازان وقطلو شاه وَخَاطَبْت مَوْلَايَ فِيهِمْ فَسَمَحَ بِإِطْلَاقِ الْمُسْلِمِينَ . قَالَ لِي : لَكِنَّ مَعَنَا نَصَارَى أَخَذْنَاهُمْ مِنْ الْقُدْسِ فَهَؤُلَاءِ لَا يُطْلِقُونَ . فَقُلْت لَهُ : بَلْ جَمِيعُ مَنْ مَعَك مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ هُمْ أَهْلُ ذِمَّتِنَا ؛ فَإِنَّا نُفْتِكَهُمْ وَلَا نَدَعُ أَسِيرًا لَا مِنْ أَهْلِ الْمِلَّةِ وَلَا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ . وَأَطْلَقْنَا مِنْ النَّصَارَى مَنْ شَاءَ اللَّهُ . فَهَذَا عَمَلُنَا وَإِحْسَانُنَا وَالْجَزَاءُ عَلَى اللَّهِ . وَكَذَلِكَ السَّبْيُ الَّذِي بِأَيْدِينَا مِنْ النَّصَارَى يَعْلَمُ كُلُّ أَحَدٍ إحْسَانَنَا وَرَحْمَتَنَا وَرَأْفَتَنَا بِهِمْ ؛ كَمَا أَوْصَانَا خَاتَمُ الْمُرْسَلِينَ ا.هـ

وفيها أيضا طلب إطلاق سجينة جنائية كانت تصدر أطفال السفاح ، وهي جريمة خطيرة ضد الإنسانية أولا ، فليست السجينة سجينة رأي أو سياسة ، بل هي سجينة جنائية ، فعلى أي أساس يُطلب الإفراج عنها إلا بالطرق القانونية التي تُثبت بها براءتها إن كانت ؟! ويبدو أن الأمر مرده إلى قوله تعالى " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " ؛ فإن القوم لما وجدوا مداهنة من السلطات بإطلاق سراح القس المزور ، تاقت نفوسهم إلى ما هو أكبر من ذلك ، ولا يزالون يرتفعون في مطالبهم حتى لا يُرضيهم إلا اتباع الناس دينهم كما قال الله جل وعلا .

وقد قالوا إنهم "علقوا" الاعتصام و"لم يفضوه" - كما ذكرت جريدة المصريون اليوم - ؛ لذا عززت القوات المسلحة من تواجدها أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون بماسبيرو، ونشرت نحو 70 دبابة ومدرعة، فضلاً عن وضع أسلاك شائكة تحيط بالمبنى من جميع الجهات . وهدد الأقباط بالعودة 25 مارس إذا لم تنفذ مطالبهم العجيبة ..

فأين كتاب الصحف الأشاوس من هذه التجاوزات الخطيرة ؟!

وأين " يحيى الجمل " الذي تشفى من أهل الإسلام الليلة بغرابة ؟!

وأين عقلاء الأقباط من هذه التجاوزات ؟!

إلى الله المشتكى .

رد مع اقتباس