عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-19-2011, 07:09 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

الشعر والمسجد:

لا بأس من إنشاد الشعر في المسجد إذا كان بهذه الضوابط كما كان شعر "حسان بن ثابت" -رضي الله عنه-؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضع لحسان منبرًا في المسجد فيقوم عليه يهجو من قال في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ مَعَ حَسَّانَ مَا نَافَحَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلَّى الله عليه وسلم-) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
ولما لحظ عمر -رضي الله عنه- إلى حسان وهو يُنشد في المسجد، قال حسان -رضي الله عنه-: "قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ" (رواه مسلم).
وقال ابن حجر -رحمه الله-: "والذي يتحصل من كلام العلماء في حد الشعر الجائز أنه إذا لم يكثر منه في المسجد، وخلا عن هجو، وعن الإغراق في المدح والكذب المحض، والتغزل بمعين لا يحل. وقد نقل ابن عبد البر الإجماع على جوازه إذا كان كذلك" اهـ من الفتح 10/662.
الشعر والخُطب
قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: "لا أعرف في خُطب النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا في خطب الصحابة -رضي الله عنهم- الاستشهاد بالشعر ببيت فصاعدًا، وعلى هذا جرى التابعون لهم بإحسان، فقد استمرأ بعض الخطباء في القرن الرابع عشر تضمين خطبة الجمعة البيت من الشعر فأكثر، بل ربما صار الاستشهاد بمقطوعات شعرية متعددة، وربما كان إنشاد بيت لمبتدع أو زنديق أو ماجن.
والمقام في خطبة الجمعة مقام له خصوصيات متعددة يخالف غيره من المقامات في الدروس والمحاضرات والوعظ والتذكير، وهو مقام عظيم؛ لتبليغ هذا الدين صافيًا يجهر فيها الخطيب بنصوص الوحيين الشريفين وتعظيمهما في القلوب والبيان عنهما بما يليق بمكانتهما ومكانة فرائض الإسلام فلا أرى لك أيها الخطيب للجمعة إلا اجتناب الإنشاد في خطبة الجمعة تأسيًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو بك أجمل وبمقامك أكمل. -والله المستعان-" اهـ من تصحيح الدعاء ص99.
الشعر والغناء:

قال ابن حجر -رحمه الله-: "واستدل بجواز الحداء على جواز غناء الركبان المسمى بالنصب، وهو ضرب من النشيد بصوت فيه تمطيط، وأفرط قوم فاستدلوا به على جواز الغناء مطلقًا بالألحان التي تشتمل عليها الموسيقى، وفيه نظر" اهـ الفتح ملخصًا ج10/668.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "لا اختلاف بين علماء الكوفة في تحريم الغناء، وكذلك لا اختلاف بين أهل البصرة.
ومذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب في ذلك... وصرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر... وقالوا: ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره...
وقال الشافعي: إن الغناء لهو مكروه يشبه الباطل والمحال، ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته. وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه.
وقال الإمام أحمد: الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني، وقال: سمعت يحيى القطان يقول: لو أن رجلاً عمل بكل رخصة بقول أهل الكوفة في النبيذ، وأهل المدينة في السماع، وأهل مكة في المتعة؛ لكان فاسقًا.
وقال سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله.
ونص على كسر الآت اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة وأمكنه كسرها" اهـ ملخصًا من إغاثة اللفهان 1/196 وما بعدها.
وليعلم العبد المؤمن أن الدنيا دار ابتلاء، وأنه مسجون فيها عن الشهوات المحرمة، ومنها: التلذذ بالغناء المحرم، حتى إذا خرج من نصب الدنيا إلى رحمة الله -تعالى- متـَّعه الله -عز وجل- بسماع أصوات الحور العين في الجنة، وأيضًا جعل الله -تعالى- للمؤمن في الدنيا عوضًا عن هذه اللذة المحرمة بلذة أخرى مباحة؛ وهي لذة الاستماع إلى القرآن الكريم من ذي صوت حسن ماهر بالقرآن من عباد الله المؤمنين كما كان عمر -رضي الله عنه- يقول لأبي موسى: ذكرنا ربنا، فيتلو من كتاب الله -تعالى-.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "فهذا كان استماعهم، وفي مثل هذا السماع كانوا يستعملون الصوت الحسن، ويجعلون التذاذهم بالصوت الحسن عونًا لهم على طاعة الله وعبادته باستماع كتابه، فيثابون على هذا الالتذاذ، إذ اللذة المأمور بها المسلم يثاب عليها كما يثاب على أكله وشربه ونكاحه، وكما يثاب على لذات قلبه بالعلم والإيمان؛ فإنها أعظم اللذات وحلاوة ذلك أعظم الحلاوات" اهـ من الاستقامة 1/192.
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس