عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-18-2008, 02:53 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

الاثنين 27 ذو الحجة 1422هـ 12 مارس 2002 م

درس رقم ( 2 )



كنت قرأت معكم المرة السابقة فى المقدمة قال :
• فإن أصل الفساد مخالفة الحق وتنكب طريقه ، وصلاح الأمر كله فى إتباع الحق وإلتزام طريقه 0 والحق هو الوضع الثابت الذى خلق الله عليه مخلوقاته أو أرادها أن تكون عليه ، ذلك أنه ليس من مخلوق فى الدنيا إلا وخلقه الله سبحانه وتعالى وحده لم يُشاركه أحد فى خلقه وليس من مخلوق فى الدنيا إلا وجعله الله سبحانه وتعالى على وضع معين ودبـّـر أمره بكيفية معينة ، والله سبحانه وتعالى كامل منـزّه عن الخطأ 0 فالصلاح كله فى خلقه وتدبيره وكل شيء يحول عن الوضع الإلهى والتدبير الربانى يفسد 00 فهذه السموات والأرض خلقهما الله بالحق ودبـّـر أمرهما بحكمته فصلحتا بخلقه وتدبيره سبحانه :
" لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " الأنبياء 22 0

لأن الكون الواسع الذى تتعدد وظائفه والذى يحتاج إلى عظيم تدبير لتعدد وجوه التصرف من سموات وأرض وليل ونهار وشمس وقمر ورياح وبحار ومخلوقات لها من الحاجات ما لا يحصيه إلا الله تبارك وتعالى ، هذه المهمة الكبيرة الصعبة العظيمة فى تدبير الكون هذه المهمة انتظامها يشهد على الوحدانية لو كان هناك إله آخر لكان لزاماً أن يُدبر وكان لزاماً أن يخلق لأنه لا يمكن أن يكون إله بغير خلقاً ولا تدبير ، فلو كان هناك إله آخر لكان هناك خالق آخر ، لكان هناك مُدبّر آخر ولا يمكن أبداً أن يتفق اثنان على قولٍ واحدٍ حتى لو اتفقا على أمر من الأمور أو اثنين أو ثلاثة فلابُد أن يختلفا حتماً فى بعض الأمور ، فانتظام الكون على وجه واحد دليل على الوحدانية 0 لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ، وكان أول مظاهر الفساد يظهر هو عدم انتظام الكون بحيث تجد الاضطراب والتسارع والانقلاب بحيث لا ينتظم شيء لا سموات تنتظم ولا أرض تنتظم ولا شمس تنتظم 000 الخ بل إن الأمور تسير على وزان ما أخبر به الله سبحانه وتعالى دون تخلف مما يُشعر بانتظام الأمر الذى نظـّـمه من خلقه بُناء على علمه بخلقه وعلى علمه بما يحتاج إليه هذا الخلق ، فهو سبحانه الذى خلقك ويعلم أنك تحتاج إلى الطعام والشراب والهواء ولذلك تجد أنه لما عـُظمَ الاحتياج للهواء كان أكثر الأشياء خلقاً ، ولما عـُظمَ الاحتياج إلى الماء كان أكثر الأشياء وجوداً بحسب الحاجة يوجد الله تبارك وتعالى ويُدبر بحيث ينتظم الكون بلا اضطراب وبلا تخبط.

والإنسان مخلوق من مخلوقات الله عز وجل وصلاح حياته مرهون بمعرفة الحق وإتباعه ، لا يمكن هذا المخلوق أبداً أن ينصلح حاله إلا إذا اتبع الحق لأن هذا المخلوق الآدمى بمثابة المركب أو الآلة التى لا يعرف حقيقة كنهها أو ضوابط عملها إلا من صنعها 00 الله تعالى يقول : " يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم الذى خلقك فسواك فعدلك فى أى صورة ما شاء ركبك " إذن الإنسان مركب من المركبات وهذا المركب لا يعلم كنهه وضوابط عمله ولا مصلحاته ومفسداته إلا من ركبه وجعل فيه عين وجعل فيه قلب وجعل فيه أذن 000 الخ أى جهاز لو أخذه آخذ من غير أن يعرف تشغيله وما يُصلحه وما يُفسده من عند من صنعه لابد أنه سوف ُيتلفه ولا بد أنه سيعمله فى وجوه تعود عليه بالفساد ، ولذلك كل جهاز يصنعونه يعطوا معه شيء بحيث يتناول منه أسباب تشغيله ولو فقدت هذه الأوراق البسيطة التى تُعدّ ليس لها قيمة لم يعد لهذا الجهاز فائدة بل قد يفسد وقد يلقى ولا يستطيع تشغيله لأنه لا يعرف 0 فهذه الورقات البسيطة تكون لها قيمة كبيرة جداً لأنها مفتاح تشغيل هذا الجهاز - ولله المثل الأعلى سُبحانه وتعالى - فإن الإنسان بمثابة الجهاز المركب الذى لا يعرف كنهه وضوابط عمله ولا ما يُصلحه ولا ما يُفسده إلا من ركبه وصنعه سبحان ربى العظيم ، ولذلك لا صلاح للعبد إلا بمعرفة الحق وإتباع الحق لا تكفى المعرفة وحدها فقد تقرأ التعليمات ولا تسير عليها فيفسد الجهاز لكن تقرأ التعليمات لكى تنفذها فقد يعرف الإنسان أن الصلاة واجبة وقد يعرف أن بر الوالدين واجب وأن النفع والضُر بيد الله وحده ويعرف أن الموت والحياة والنشور بيد الله وحده لكن لا ينفعل بهذا ولا يعمل بهذا ، فالفلاح ليس فى المعرفة فقط بل معرفة وعمل ، وفساد الإنسان أيضاً------ وفسادها نتيجة محتومة لجهله بالحق أو تمرده عليه وإن عرفه ، ولما كان الله سبحانه هو الحق ومنه الحق وأمره وتدبيره هو الحق فإن سبب فساد الحياة البشرية كلها هو الكفر بالخالق ، لو كانت المعصية تجر إلى فساد بحيث تكون الصغيرة تجر إلى فساد والكبيرة تجره إلى فساد أكبر فأكبر الفساد ومطلق الفساد مع مطلق التعدى ومطلق التعدى هو الكفر ، ولذلك تجد أن أفسد الخلق أكفرهم ولذلك أفسد المخلوقات إبليس ومن على الدرب فرعون ومن على الدرب قارون وهامان ومن على الدرب من أبى جهل وأبى لهب ومن على الدرب ، كل من سار على ملل الكفر أو أمور الكفر بحيث أنه ترك الحق وتنكب الصراط ، فأعظم الفساد مع أعظم المخالفات وأعظم المخالفة هى الكفر وأعظم الصلاح مع أعظم الموافقة وأعظم الموافقة هى الإيمان ، ولذلك أصلح الناس المؤمنون وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم لأنه كان على قدر عظيم من هذا السبب وهو سبب الصلاح وهو الإيمان ، بل كان إماماً فى الإيمان عليه الصلاة والسلام ومن بعده ممن آمنوا وأتبعوا سبيله 0 وسبب صلاح هذه الحياة كلها هو الإيمان بالله عز وجل وبما نزل منه والالتزام بإرادته وأمره فى أوضاع الإنسان كلها 0 ولذلك قال عز من قائل :" فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى "

طه 123 - 124 هذه الآية أجملت فى سياق بديع جداً بيّنت حقيقة الأمر ومآل الأمر إذا وافق وإذا خالف ، فمن وافق فإن له الهدى وإن له الخير والسعة وصلاح القلب والاطمئنان كما قال تعالى :" الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، ومن أعرض سيكون المقابل كما بينت الآية أيضاً "ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى " والمعيشة الضنك هى حياة المركب على خلاف ما جُعل له ، لما تستخدم العين فى النظر للمحرمات والعورات يكون هذا ضنك ، ولما تستخدم الأذن فى سماع الموبقات والفحش من القول والأغانى يكون هذا ضنك ، لما تستخدم القلب فى الهم بالدنيا وعبادة الدرهم والدينار وعشق النساء والتعلق بالمردان والتدنى فى الشهوات فهذا ضنك ، لما تستعمل اليد فى الظلم والسرقة والغصب ودفع الحق والنيل من الأعراض ومس العورات يكون هذا ضنك ، لما تستعمل اللسان فى الفحش والزور وقول الباطل والخناء والسب يكون هذا ضنك 00 لماذا ؟ لأنك استعملت هذه الأشياء فى غير ما يُصلحها وفى غير ما فُطرت له 0 الناس تفهم أن الضنك معناه الفقر : أن شخص مرتبه قليل أنه يلبس المرقع والبالى من الثياب ويأكل الخشن من الطعام وغير متنعم ، بالعكس لقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يلبس المرقع ويأكل الخشن من الطعام وغير متنعم بالدنيا حتى كان ينام صلى الله عليه وسلم على وسادة من ليف أثرت فى جنبه صلى الله عليه وسلم وعلمت فيه من شدة الشظف وقلة العيش وخشونة الحياة ، وهل هناك أسعد من محمد صلى الله عليه وسلم ولا أهنأ ولا أنعم عند الله من محمد صلى الله عليه وسلم لو كان هذا هو الضنك لكان إذن يعيش فى ضنك وهذا غير حقيقى 0 لكن الضنك هو استعمال ما خلقه الله وما فطره لأمور معينة فى غير ما هو ، فالرجل مثلاً المشهور فى الخنا وإمام فى الغناء وغير ذلك من أسباب الإفساد فى الأرض ويأخذ على ذلك الأموال الكثيرة ويعيش ليل نهار فى هذه الموبقات والمعاصى هذا هو الذى فى ضنك هذا هو الضنك لأن لو أنك مثلاً أتيت بحمامة وأدخلتها عرين الأسد وقدمت لها طعام الأسد وعاشـــت فى ظــروف الأســد ماذا يحــدث للحمامة ؟ ستموت لأنها لن تجد لها لا مكان مناسب ولا طعام مناسب ، هذا المكان وهذا الطعام بالنسبة للحمامة تعتبر ضنك حسى لماذا ؟ لأنها لم تجد ما يلائمها 00 لو أتيت بأسد وبنيت له عش فوق شجرة وأتيت له بكثير من الحبوب أيضاً سيكون بالنسبة له ضنك لأنه خلاف ما فُطر عليه 0 العين مفطورى على أن تنظر فى ملكوت الله وتتفكر فى خلق الله وتنظر فى بديع صنع الله فتلتمس من ذلك آيات وحدانية 0 والأذن مفطورة على أن تسمع الهدى وكلام الحق والقرآن وآيات رب العالمين وكلام سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام فيحدث به نشوة ورقة فــى القلوب ، والقلوب مفطورة مثل الحمامة التى تأكل الحَب على أن تستقى من معانى التقوى وتوجل مما تسمع من ذكر الله ، وكذلك الألسنه ، وكذلك الأيدى ، وكذلك الأرجل ، كل منها مفطور ومركب على أشياء معينة مثلاً : لو أحضرت جهاز تسجيل ضخم وعملته كرسى وجلست عليه مرة ثانية وأخرى سوف ينكسر لأنه غير مصنوع لهذا ، وأنت نفس الأمر تستخدم عينك مثل استخدام التسجيل كرسى ، يعنى قلب الأمور واستخدام الأشياء فى غير ما جُعلت له وفى قلب أوضاعها وفى الوقت ذاته لا تعود بفائدة من استخدامها فيها فيكون ضنك على هذا العضو 0" ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً 00 " فى عينه وأذنه ولسانه ويده وقدمه كل شيء فيه ضنك ، ولذلك يدخل يسمع الأغانى فتجره إلى المخدرات تجره إلى الزنا والموبقات وفى النهـــاية حالة نفسية سيئة ثم انتحار ، أليست هذه السعادة فى نظرهم ؟ والرجل المؤمن يجره إيمانه إلى الاعتقال ، ومن الاعتقال للضرب ، ومن الضرب إلى الضيق وتضييق فى المعايش ، ومع ذلك مسـرور ويضحك لأن الأول فى ضنك والآخر فى هُدى ، فالضنك إذن ليس ضيق العيش إنما هو استخدام المخلوقات فى غير ما جُعلت له00

" ونحشره يوم القيامة أعمى 00 " بالطبع 00 لماذا ؟ لأنه لم يستبصر فى الدنيا ولم يستعمل أدواته فى الدنيا على ما استعملت له بل استعملها استعمالاً أفسدها وأعماها وخرّبها ، ولا يتبع هُداه إلا من آمن به وذكره وأستشعر وجوده وصفاته وعظمته سبحانه لا يمكن أن يؤمن به إلا من عرفه، لأن الإيمان فرع عن المعرفة ، فرع عن العلم فلا يمكن أبداً أن يؤمن الإنسان بمن لا يعرف ، ولابد أن يعرفه المعرفة الصحيحة ، المعرفة التى تليق به ، فإن من الناس من أرادوا السعادة فعرفوا أن ربهم إنسان فعبدوه أو شجر أو حجر حتى إن منهم من عبد البقر !!! ليس هذا هو الله 00 وليس هذا هو المعبود 00 وليس هذا هو الهُـدى بل هو عين الضلال وأولئك أيضاً لهم الضنك لماذا ؟ لأنهم لم يؤمنوا به وإن ظنوا أنهم آمنوا به00
إذن لابُد أن تعرفه على حقيقته من حيث كنهه وأسمائه وصفاته ثم تؤمن به إيماناً مبنياً على معرفة صحيحة حقيقية ، ولذلك عندما ندرس ونتعلم نجد أن التوحيد ينقسم إلى قسمين : -
توحيد الربوبيـــة : -


• عبارة عن تعريف بالله أنه إله له ذات له أسماء له صفات ، هذه الذات لها مكون معين يليق بجلاله جل وعلا على الوجه الذى يتقدس ويتنزل بما يليق به جل وعلا له وجه له يد له عين سبحانه وتعالى وله صفات معنوية كثيرة من الرحمة والحكمة والعلم وما شابه ، كل توحيد الربوبية وما يدور فيه يدور فى فلك التعريف بالله حتى إذا آمنت تكون آمنت بناء على معرفى حقيقية 00 آمنت بمن ؟ بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الملك الجبار الحكيم العليم آمنت بمن له ذات بمن هو مستوى على عرشه بائن من لقه فوق السموات ، آمنت بمن بيديه الأمر وهو على كل شيء قدير ، آمنت بمن يحيى ويميت ، آمنت بمن خلقنى ويدبر أمرى ويملك إيجادى ويملك فنائى ويملك حياتى وموتى ونشورى ، كل هذه الحقائق متعلقة به جل وعلا لابد أن تعرفها كى تؤمن 0 فأنا لا أعرف أؤمن بماذا ، فى الماضى النبى صلى الله عليه وسلم فى قضية الحديبية قال : أكتب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا : ما ندرى ما الرحمن الرحيم 00 لا يعرفوه 0 أكتب باسمك اللهم 0 ما ندرى ما الرحمن الرحيم ولذلك أنزل الله تعالى قوله : " وذر الذين يُلحدون فى أسمائه 00 " كانوا لا يعرفون غير إسم الله بالرغم أنهم كانوا يؤمنون بالله ولم يكونوا ينكروا الوجود ولا ينكروا الحقيقة لكن كانوا لا يعرفون عنه إلا القليل جداً حتى أسمائه لا يعرفون منها إلا أسماً واحداً هو الله .

و من نسى ذكر الله اعرض عن هُداه 00طبعاً من لا يعرف لا يذكر ، ومن لا يذكر لا يؤمن ، ومن لا يؤمن لا يهتدى ، ومن لا يهتدى فله الضنك 00 محصلة مربوطة ببعضها 0
والإنسان ممتحن فى هذه الدنيا بهذين الأمرين : ذكر الله ، وإتباع هُداه ، الإنسان مختبر أى مكلف مسئول فى الدنيا فى هذين الأمرين : ذكر الله وإتباع هُداه ، يعنى يعرف ربه ويؤمن بربه ويتبع الحق الذى جاء من عنده 0 " فمن اتبع هُداى فلا يضل ولا يشقى 00 " إتبــاع الهُدى فرع عن معرفة الهادى أين الهدى من هو الذى يهدى ؟ الله 00 من هو الله ؟ وهكذا فيكون مطلوباً منك فى النهاية إتباع الهُدى ، وإتباع الهُدى يبدأ من أين ؟ من معرفة الهادى ، من معرفة من يهدى سبحانه وتعالى 0 " ومن أعرض 00" لم يتبع الهُدى 0 لماذا لم يتبع الهُدى ؟ لأنه قد يكون لا يعرفه ، وإما عرفه وأستكبر ، إما لا يعرف الهادى إما يعرف الهادى ويستكبر عليه 0 فإما أن يذكر الله ويهتدى وإما أن ينسى ويضل أو بنسيانه والضلال ، فهو على مفترق طريقين لا ثالث لهما " فهديناه النجدين 00 " إما مهتد وإما ضال ، إما متذكر وإما ناسى 00 هما طريقان لا ثالث لهما هُدى أو ضلاض ، وإن كان مراتب الهدى متعددة 0 المهم أنه على الإيمان على العقيدة لأن صف الهدى طويل ومراتبه متعددة هناك من يكون فى أول الصف وهناك من يكون فى آخرة لكن المهم أنه فى صف المهتدين أما بدون عقيدة بغير إيمان فيكون داخلاً فى الكافرين 0 فهو على مفترق طريقين لا ثالث لهما : طريق الإيمان والهُدى والسعادة فى الدنيا والآخرة ، وطريق الكفر والضلال والشقاء فى الدارين عفانا الله وإياكم من الشقاء وجعلنا الله وإياكم من المهتدين 0 لذا كان أشرف ما يتعلمه الإنسان ويُعلمه لغيره أمور الإيمان وأركانه ومقتضياته ، وأحوط ما يحتاط ويتسلح به معرفة معالم الكفر وأسبابه ومقتضياته 0
طبعاً تعلم الحق لابُد فيه من قضيتين : (1) معرفة الحق (2) معرفة ما يهدمه0
لأن الإنسان قد يعرف الحق ثم لا يعرف ما يهدمه فينهدم منه ، إذن الهُدى يحتاج أن تعرف الإيمان وضوابطه لتقوم عليه 0 هل المطلوب فى الإيمان أن تقوم به مرة فى العمر أم تظل عليه حتى الموت ؟ أن تظل عليه حتى الموت 0 إذن قد أقوم به ثم يضيع منى 00إذن المطلوب فى الإيمان هو أن أؤمن وأن أظل على الإيمان 0 شخص يقول أنا أريد أن أهتدى وألتزم جديد وأريد الاستقامة 00 حسن 00 هذه الخطوة الأولى 0 المطالب به ماذا ؟ : أن يستقيم على ما بدأه وليس لفترة صغيرة ثم انتهى واكتفى بهذا 00 لا 00 إنما الأعمال بالخواتيم ، وإذا آمن العبد عمره كله ثم كفر 00 أن يموت بساعةٍ مات على الكفر والعياذ بالله عفانا الله وإياكم نسأل الله العافية والسلامة لأن العبرة بالخواتيم 0

المهم أن تعرف أن المطلوب هو الإيمان والدوام على الإيمان ، أن تؤمن وأن تظل مؤمناً0
إذن أنت تؤمن أى أعرف الإيمان وضوابطه وأن تظل مؤمناً 0 كيف ؟ أعرف النواقض ، أعرف الهوادم لأن المبنى الذى بنيته إن لم أكن أحافظ وأبعد عنه الأشياء التى تهدمه كان وارد أن يُهدم ، أن تؤمن يتطلب معرفة الإيمان ، وأن تدوم على الأيمان يتطلب معرفة ما يهدم الإيمان 0

إذن مطلوب فى المعتقد أن يعرف الإنسان الأمرين 0
فإن كان على بصيرة من هذين الأمرين الخطيرين عرف الإنسان طريق سعادته فألتزمه ولم يحد عنه ، لم يمل ولم يبعد ، وطريق شقائه فأجتنبه 0
هذا كلام فى المقدمة طيب قرأته عليكم 0 بالنسبة لترتيب التعامل مع الكتاب :
ترتيب التعامل مع الكتاب : -
الكتاب ثلاثة أقسام : قسمان رئيسيان وقسم فاصل بينهما صغير ،
أما القسم الأول : فهو ترتيب الكتاب نفسه - أركان الإيمان 0
القسم الثانـــــى : حقيقة الإيمــــــــان 0
القسم الثالـــــث : نواقض الإيمـــــان 0

• الطبعة التى نقرأ منها هى طبعة مكتبة السنة و
أعتقد أن معظم الطبعات قريبة من بعضها ستجد من البداية وحتى صــ 133 هذا هو القسم الأول ، من صــ 136 القسم الثانى ، من صــ 145 القسم الثالث وهو نواقض الإيمان ، والكتاب عنوانه الإيمان أركانه وحقيقته ونواقضه 0 الحقيقة أن ترتيب الكتاب ليس ترتيب رصين ولا هو الترتيب الذى صار عليه المصنفون وإن كان هذا لا يعيب الكتاب إطلاقاً لكن من الجهة العلمية ينبغى أن يقدم بالكلام عن الحقيقة قبل الكلام عن الأركان لكن الترتيب لا يستطيع أحد أن يلوم فيه أحد ولا يعيب على أحد فيه لأن هذا على سبيل الاصطلاح ولا يوجد نص يُلزم بترتيب معين بحيث تقول : إن فلان خالف لكن هى طريقه 0 لذلك وانسجاماً مع الطريقة العلمية سأبدأ بالجزء الصغير الذى هو حقيقة الإيمان 0 لماذا ؟ لأننا لما نتكلم عن الإيمان لابد أن نتكلم عن تعريفه وحقيقته ونتكلم عن حده قبل أن نتكلم عن مكوناته 0 أليس كذلك ؟ لما أتحدث عن الأركان قبلاً ما هو الإيمان أصلا ً ؟ وما حده فى الشرع ؟ ثم أقول فى النهاية أركانه 00 آخر شيء يُذكر فى الأيمان أركانه بعد أن أتكلم على الحقيقة لعله يكون أجود لو قدم بالحقيقة ثم الأركان ثم النواقض لكن كما قلت هذا لا يعيب لكن للترتيب الذهنى والاستقبال العلمى على أى كتاب تقرأه بعد ذلك ، ولو أنت بحثت فى أى موضوعات إيمانية وقرأت كتب أكبر من هذا ستجد دائماً الطريقة تكون بذكر التعريفات وذكر الحقيقة والماهية والحد ثم الكلام على الأركان ثم الكلام على المخالفات والنواقض ، وإن كان بعض الكتب يمكن أن تدخل الموضوعات داخل بعضها من باب المناقشة والرد على المخالف وما شابه 0 فى الكلام على حقيقة الإيمان سأملى عليك لأنه للأسف فى الكتاب كتبه باختصار مما أخلّ0 وبالطبع الاختصار مطلوب وأنا حريص فى هذا الدرس على أن يكون مختصراً لكن اختصار غير مُخلّ لأننا مازلنا فى البداية ونحتاج للتعلم ونحتاج الاختصار لكن لابد أن يكون اختصار غير مُخلّ0 ونصيحة لله تعالى لكى نتعلم لابد أن يكون معك كل أدوات التعلم مع مكافحة منك ومجاهدة
ومع كل ذلك الصياد يخرج بالشباك والسهام والرماح ويرجع بشاة صغيرة م' أنه كان فى أرض مملوءة 0 فما بالك بحالتنا نحن : نحضر دون شباك ولا رماح ولاشيء على الإطلاق ونريد أن نرجع بالأسود فهذا خيال 0 وهذه الأمور نحن نحتاج بشدة إلى تعلمها فساعد نفسك فى التعلم ، فلا يمكن بغير كتاب ولا كتابة ولا مجاهدة نفس وصبر على مرارة العلم لا يمكن أبداً ، والعلم له مرارة لا يُذاق حلاوته إلا لمن عرفه فإنه له مرارة وليس حلاوة لا يمكن أن تذوق حلاوته إلا بعد أن تذوق مرارته 0 فأين مرارة العلم ؟ فى التقييد والمتابعة وكثرة التركيز ولا أفهم هذه العبارة وقرأتها أكثر من مرة ، فهذه مرارة لا يستطيع أن يبلعها ، حتى إذا ما فهمها وتعلمها يجد له حلاوة وكل الناس تجرى وراءه وتريد أن تأخذ جزء من الحلاوة التى يملكها بسبب صبره على مرارتها أولاً 00 أما من لا يصبر على مرارة العلم و ولا يتقبله لا يجد حلاوته ولا أحد يطلبه منه لأنه لم يفهمه 0 فلتصبر إن الحلاوة تجدها حين يصنعونه فى البداية مُرة ثم بعد تسخينها والصبر عليها تجدها حلوة فى النهاية 0 ولذلك أذكـّــر وإن لم يستجب أحد إلا قليلاً ولكن لابد من التذكرة وجاهد نفسك وخذ بيد نفسك 0

أولاً : القســم الأول
حقيقة الإيمان
(1) الإيمان :
لغة ً : التصديق ( ليس ترادفاً ) أى ليس مرادفاً له بحيث تستطيع أن تضعه بدلاً عنه ، ولكنه أقرب الألفاظ الموافقة لمعنى الإيمان فى اللغة 0
فالمعانى اللغوية لما نقول مثلاً " الظلم " : التعدى على الحد أو وضع الشيء فى غير نصابه ،
أو الإيمان : التصديق ، الكفر : الستر ، هذا إما أن يكون مرادف أو معنى أضيق أو أوسع 0
وآمن به إيماناً : صدقه ، والإيمان الثقة وإظهار الخشوع وقبول الشريعة ( فى القاموس )
شرعاً : تصديق الرسول فيما أخبر به عن ربه لكن هذا التعريف غير كاف ، وإن كان قاله البعض إلا أن الآخرون قالوا : لا هذا غير كاف 0
قال بن تيمية : ومعلوم أن الإيمان هو الإقرار لا مجرد التصديق ، والإقرار يتضمن قول القلب الذى هو التصديق وعمل القلب الذى هو الانقياد 0 وتصديق الرسول فيما أخبر والانقياد له فى ما أمر كما أن الإقرار بالله هو الاعتراف به والعبادة0

ما معنى هذا ؟
• أى لو قلنا إن الإيمان هو التصديق يكون مجرد المعرفة وسنفهم جزئية مهمة أيضاً وباختصار لأن هذا الكلام مذكور فى مواطنه بطريقة مطولة جداً لكن نحن سوف ننتقى العبارات التى تكون مختصرة لكن كما قلنا دون إخلال 00

خريطة الإيمان فى القلب :
• لابُد من فهم هذه الجزئية لأنها سوف تفك إشكالاً كبيراً معك :
• الإيمان الشرعى عبارة عن استقبال مكونات الشريعة 0 ما هى مكونات الشريعة ؟
• الشريعة تتكون من شقين مكونين ليس لهما ثالث ( خبـر و أمـر )0

مكونات الشريعة
خبـــــــــــر أمـــــــر
وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم - أقم الصـــــــــــــــــلاة
الرحمن على العرش إستوى - أقيموا الصلاة وأتوا الزكاة
لهم فيها ما تشتهى أنفسهم - أعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا0ً
ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد - كتب عليكم الصيام كما كتب على
يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار الذين من قبلكم
ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمر - قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم.

- وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه
وبالوالدين إحساناً 0

خبر : سواء خبر عن الله ، عن الغيب ، عن اليوم الآخر ، أو خبر عن السابقين ( الهالكين – الناجين) .
أمـر : أوامر من الله عز وجل 0
أى آية فى القرآن ستجدها إما تمس خبر أو تمس أمر ، الخبر والأمر يأتوا فيستقبلهم الإنسان
فيقبلهم : عرف أن هناك جنة ونار ، فرعون ، قوم عاد وثمود ، ناجين وهالكين ، وأن هناك الله 0 خبر فيقبله هذا القبول يترتب عليه تصديق لو ترتب عليه كذب كان من البداية كفر 0 ترتب عليه تصديق أى تصديق أن هذا خبر وأن هذا أمر وأن هذا خبر صدق وأن هذا أمر صدق حتى الآن لم يحدث إيمان شرعى :
خبر ثم قبول ثم تصديق : لأن هذا الحد موجود عند أبو طالب 0
أمر ثم قبول ثم تصديق : وموجود عند إبليس وموجود عند فرعون إبليس لم يكفر لأنه كان مكذباً ، بالعكس إبليس لديه إيمان أكثر من كثير جداً من المسلمين لكن لما جمع معه كفر أحبطه . إيمانه بأن الأمر بيد الله لذلك لا يقسم بغير الله : لم يقل والنعمة ككثير من المسلمين ولم يُقسم برحمة أمه ، إنما قال فبعزتك لم يقل وشرفى مع أنه كان متكبر ، والمتكبر يقسم بشرفه ويقول لك هذا غالى وهو أصلاً فى الوحل لكنه متكبر 0

وإبليس رغم أنه متكبر وكفره كفر كِبر لم يُقسم بغير الله ولم يحلف بغير الله ، إنما قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين 0 ويُقسم قسماً يدل على إيمانه ، ولما جاء يطلب لم يقل ألم اٌطرد أنا سأريك ، إما أنا وإما أنت 00 أبداً 00 قال : فأنظرنى إلى يوم يُبعثون 0 إذن أنت تطلب وتعرف أن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى ، فهو عنده قبول وتصديق ، ولذلك قال الله تعالى فى حق قوم فرعون وأمثالهم وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم " 0

إذن متى يبدأ الإيمان ؟
• فى المرحلة الرابعة مع إن كل هؤلاء مطلوبين ، يعنى لو شخص لم يقبل الخبر من الأصل ، كفر من البداية لكن قصة الإيمان هناك جزء منها يحسب فى الإيمان وجزء لا يُحسب وإن كان لابد أن تمشـيه0 فهو جزء ضرورى فى المبنى لكن ليس له حُكم كأن يقولوا فى تصحيح الاختيارات الذى درجته أقل من 40% لا ننظر فيه نرميه مثله مثل الذى لم يدخل الامتحان أصلاً ، كيف وهذا درجته 30% ، 35 % لا يحسب له ، مثله مثل الذى لم يدخل 0
فهذا الجزء موجود عند الخلق جميعاً ، أبو طالب قال : لقد علمت أن دين محمد خير أديان البرية ديناً ، فلولا الملامة أو مخافة لوجدتنى سمحاً بذلك مبيناً 0 لولا أنى أخاف من بعض الملامة ودين الآباء 000 إذن هو مصدق أن هذا رسول لكن لم ينفعل قلبه وهى المرحلة التى تليها وهى أعمال القلب : ما معنى أعمال القلب ؟

معناه : الانفعال القلبى المتوافق ونوع الخبر أو الأمر 0 مثلاً : لما يأت خبر :" يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد " يحدث ماذا ؟ أن هناك نار ، وهذه النار تـَسَــــع ويُلقى فيها الناس وتأكلهم ، يحدث قبول وتصديق ، يحدث انفعال قلبى 0 ما الانفعال القلبى؟ هل سيقول يا بخته باريت أروح ؟ هل سيعمل هذا ؟ لا 0الانفعال القلبى الخوف والوجل من أن يصيبه عذابها 0
ولما يأتيه الخبر :" وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أوّاب حفيظ من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ، أدخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاءون ولدينا مزيد " لما يأتيه هذا الخبر ماذا يحدث ؟ يحدث استبشار ، يقول ياليتنى أكون منهم0
ياليتنى أنال هذا النعيم 0 هذا معنى عمل القلب 0 أى انفعال القلب ، والانفعال القلبى : خوف رجاء ، محبة ، توكل ، إنابة 00 الانفعال القلبى المربوط بنوع الخبر هنا مبدأ الإيمان ، لما يأتى الخبر يحدث قبول ثم يحدث تصديق ثم يحدث انفعال قلبى"الرحمن على العرش استوى" ثم قبول ثم تصديق( عمل القلب وقول القلب ) ثم انفعال قلبى [ قول اللسان الله فوق السموات فوق العرش بائن من خلقه ،، عمل الجارحة تتحرك ] لما يأتى الأمر يحدث قبول ثم يحدث تصديق ثم يحدث انفعال قلبى " أقيموا الصلاة " : يحدث قبول ثم يحدث تصديق ( عمل القلب وقول القلب ) ثم يحدث انفعال قلبى [ قول اللسان الصلاة واجبة ،، عمل الجارحة ] إذن أول شيء يحسب فى الإيمان هو الانتقال القلبى ، سنكمل باقى الأسهم لكن المهم افهم هذا أولاً ، فأول شيء يحسب فى الإيمان هو الانفعال القلبى مضافاً إليه باقى الأمور 0
مثلاً : أقيموا الصلاة يحدث قبول ثم تصديق ( إن هذا أمر يلزم فيه العمل إنه واجب ) ثم انفعال قلبى
( عزم على الأداء ) ولذلك إنما الأعمال بالنيات 00 تبدأ بالنية 00 متى ؟ قبل أن تعرف أم بعدها ؟ بعد العلم ، ولذلك لا تكليف إلا بعد العلم ، شخص لا يعلم هذا الأمر فى الدين أصلاً فلا يكون آثماً ولا مخالف إذا لم يفعله 0
فلما يسمع الخبر ويقبله ويصدقه وينفعل قلبه بالعزم على الأداء أو بالعزم على الترك إن كان نهياً 0 بالعزم على سرعة الاستجابة ، ولذلك لما عـرّف العبادة قال ماذا ؟
طاعة الله بامتثال ما أمر على ألسنة الرسل 0 الامتثال هو الذى يبدأ بعمل القلب ويترجم بعد ذلك بعمل الجارحة 0 وتكمله للأسهم يخرج من عمل القلب قول اللسان وعمل الجارحة 0
عمل القلب يحرك السهم الأعلى فيتكلم ويحرك الأسفل فيعمل 0 ولما يدفع الاثنين يحدث القول والعمل وهذه نقطة هامة ، ولذلك جعلوا الأعمال والأقوال من الإيمان ، سنفهم ذلك عند الوصول للحد لكن افهم الآن قصة تعريف الإيمان كتعريف إذن لو قلت الإيمان هو التصديق فلا تعريف أبداً ، لا ينفع لأن حتى هذا ليس إيمان وإنما الإيمان يبدأ بعد منها 0
اللسان ماذا يفعل ؟ يقر قول اللسان أسمه إقرار 0 الصلاة واجبة ؟ نعم واجبة ، ماذا وراء الصلاة واجبة ؟ وراءها عمل قلب ووراءها تصديق ووراءه قبول ، وراء القبول الأمر الذى هو أقيموا الصلاة 0 أسألك : أين الله ؟ فوق السموات فوق عرشه بائن من خلقه هذا إقرار جاء من أين ؟ من
انفعال قلبى 0 من أين جاء انفعال القلب ؟ من التصديق ، والتصديق جاء من أين ؟ من القبول ، والقبول لماذا ؟ لخبر ، ما هو الخبر ؟ الرحمن على العرش استوى 0
وبالتالى إذا قال شخص الإيمان هو التصديق يكون غير دقيق لأنه ذكر شيء ليس لها أصلاً فى الإيمان ، وحتى إن كانت موجودة بل هى موجودة عند الكفار ، لو كان الإيمان هو التصديق لكان فرعون مؤمن وإبليس مؤمن وأبو طالب مؤمن ، لأن المعرف موجود إذن ماذا يقال ؟ يقال الكلام الذى كتبته ، ومعلوم أن الإيمان هو الإقرار لا مجرد التصديق ، الإقرار يتضمن قول القلب 0 أين موقعها فى الأسهم ؟ لدينا أمرين فى القلب :( يتكلم - يعمل) لكن لا يتكلم باللسان كلام القلب خاطر التصديق أو التكذيب ، وعمل القلب الانفعال بالخاطر 0 خاطر التصديق أو التكذيب 0 إذن فى الأسهم التى عملناها أين قول القلب ؟ التصديق 00 كلام القلب تصديقاً أو تكذيباً 00 إذن انفعال القلب بالتصديق أنه صدق فقط ، يسمى قول القلب لما يصدق وينفعل يكون أسمه قال وعمل ، فالقلب له قول وعمل ، قوله التصديق وعمله الانفعال الموافق للخبر من خوف ، من رجاء، من محبة ، من توكل ، من إنابة ، من عزم على الأداء ، من عزم على الترك ، من الانقياد 00 فهذه هى أعمال القلوب الإيمانية 0
فهو يقول والإقرار يتضمن قول القلب الذى هو التصديق و عمل القلب الذى هو الانقياد وهذا عرفته ، طيب لما نأتى للإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم نريد أن نقول الإيمان بالرسول ، إيمان بالرسول معناه ماذا ؟ معناه الخبر " محمد رسول الله " ثم قبول الخبر ثم تصديق الخبر ثم الانفعال القلبى ، ما هو الانفعال القلبى ؟ إتباعه ، هذا رسول من عند المعبود ، يدل على ما يُرضى المعبود 0 أنت صدقت بهذا فما العمل القلبى الموافق للخبر المصدق به ؟ يتناسب معه ألم نقول أن عمل القلب هو الانفعال القلبى الذى يتوافق والخبر ؟ مثل أن أقول لك نجحت فتجد نفسك فرحان جداً ، ولما أقول لك : سقطت تجد نفسك حزين جداً ، حصل انفعال قلبى متوافق والخبر.
إذن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم يستلزم الإتباع ، القلب نفسه ينفعل الإتباع ينطق اللسان بالاعتراف بأنه رسول وينطق اللسان الإتباع ، وتتحرك الجوارح بالإتباع : كيف يأكل فيأكل مثله ، كيف ينام فينام مثله ، والذى أكبر منها : كيف يصلى فيصلى مثله ، كيف يحج فيحج مثله 00 كل هذا تحقيق الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وبالتالى لما يعرف شخص الإيمان بأنه التصديق هذا كلام غير منضبط ولا يصلح ، فإذا حصل إيمان القلب حصل إيمان الجوارح ضرورة الأسهم التى كتبتها ، ضرورة يعنى لازم لكن لو شخص صدق آمن قلبه ؟ لا ممكن ألا ينفعل قلبه ونحن قلنا أن إبليس عنده تصديق لكن لم يكن عنده إيمان ، وفرعون كان عنده التصديق ولم يكن عنده إيمان 0 لكن لو شخص انفعل قلبه يكون آمن ضرورى سيحرك الجوارح ، ولذلك قال ضرورة والنصوص تقول هذا فأنتبه 00 وإيمان القلب لا بد فيه من تصديق القلب وانقياد الإيمان وراءه ماذا ؟ لو شخص قال : هذا الرجل تحقق عنده إيمان القلب يكون بدون أن تسأل تحقق عنده ماذا ؟
تحقق عنده ما وراءه تصديق وقبول الخبر وأما ورود الخبر ليس من عملنا ولكنه يأتينا إذن نحن نعمل قبول ثم تصديق ثم إيمان القلب الذى هو عمل القلب 0 فلو شخص آمن قلبه لا بد أن يكون مـرّ بمرحلة التصديق ، لابد فيه من تصديق القلب وانقياده ( الذى هو عمل القلب)
وألا فلو صدق قلبه بأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبغضه ويحسده ويستكبر فى متابعته لم يكُ قد آمن قلبه لو شخص جاءه الخبر وسار المرحلة الأولى وهى القبول وسار المرحلة الثانية وهى التصديق وجاء عند انفعال القلب لم ينفعل بما وافق التصديق لم يكن مؤمناً وهذا ليس معناه أنه ليس مصدق 0 ستعرف النصوص وتعرف أنه سوف يكون مصدق لكنه غير مؤمن لماذا ؟ لأن الإيمان يبدأ بعد التصديق وليس قلبه وإن كان التصديق لا بد منه لأنه غير ممكن أن يؤمن بدون تصديق لكن لو سار شخص حتى مرحلة التصديق لا يصير مؤمن حتى ينفعل قلبه بمقتضى التصديق 0
أى أن شخص قالوا له محمد رسول عليه الصلاة والسلام قال نعم ، قالوا : مصدق قال: مصدق ، قالوا : إذن اتبعه قال : لا إنى أكرهه 0 فيقول شخص أنه آمن فقد قبل وصدق أقول له : لا لأنك عرفت أن الإيمان يبدأ من أعمال القلب وليس من التصديق ، فلما لم ينفعل القلب بما وافق التصديق لم يكُ مؤمناً 0

والإيمان وإن تضمن التصديق فليس هو مرادفاً له فهمنا مما سبق أن الإيمان لا بد له من التصديق حتى وإن كان غير محسوب ، فمثلاً لن يصل أحد إلى 70 % إلا لما يجــــاوز الــ 30 % إذاً الـ 30 % هذه مهمة لكنها بمفردها ليس لها قيمة ، فهو يقول أن الإيمان وإن كان يتضمن التصديق لأنه ينبنى عليه انفعال القلب لكنه ليس هو الإيمان وليس مرادفاً بحيث تقول الإيمان هو التصديق فيكون كلمة تصديق هى إيمان وكلمة إيمان هى تصديق 0
فلا يُقال لكل مصدق بشيء أنه مؤمن به فنحن قلنا أنه ممكن يكون عنده التصديق ولكنه غير مؤمن فلا يُقال لمجرد أنه صدق أنه مؤمن 0

فلو قال أنا أصدق بأن الواحد نصف الاثنين ، وأن السماء فوقنا والأرض تحتنا ونحو ذلك مما يشاهده الناس ويعلمونه لم يقل لهذا أنه مؤمن بذلك ويعلمونه بمعنى إذا قيل لشخص الواحد نصف الاثنين قال : نعم ، قالوا له : السماء فوق والأرض تحت قال : نعم السماء فوق والأرض تحت وقال أنا مصدق بهذا لا يقال له : أنت مؤمن بأن السماء فوق والأرض تحت لا يقال : فلان مؤمن بأن الواحد نصف الاثنين وإن كانت الدنيا كلها تصدق بأن الواحد نصف الاثنين فيقول أن لا أحد أبداً يقول لا لغة ً ولا شرعاً أن مثل هذا هو مؤمن بأن الواحد نصف الاثنين والسماء فوق والأرض تحت ، بل يستعمل لفظ الإيمان إلا فيما أخبر بشيء من الأمور الغائبة كقول إخوة يوسف عليه السلام : " وما أنت بمؤمن لنا " فإنهم أخبروه بما غاب عنه 0
بعض الــفِـرق كما ستعرف قالوا : إن الإيمان هو التصديق واستدلوا بالآية قالوا إن الله قال حاكياً عن إخوة يوسف فى القرآن أنهم قالوا لأبيهم :" وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين" أى وما أنت بمصدق ، فهذا دليل على أن الإيمان هو التصديق ، قال لهم : لا فإن لفظ الإيمان هنا أستعمل فى قضية غائبة ولم يُستعمل فى قضية شاهدة 0 ( القضية الغائبة هى قتل أخوهم أو رميه فى البئر فهى بالنسبة لأبيهم شيء غير مرئى أى غيب ) مثل أن يُقال يوجد جنة فهذا غيب
وهم ( أى أهل اللغة ) يفرقون بين من آمن له وآمن به - أى أن لفظ الإيمان يستخدم بمعنى آمن به بينما لفظ التصديق لا يستخدم إلا صدق به وليس صدق له 0 آمن له بمعنى ماذا ؟ أى اتبعه ، وآمن به بمعنى صدق بمنزلته مثلا ً : شخص يقول لك أنا أبوك 0 فلما تصدق أنه أبوك فتكون آمنت له أى آمنت لكونه أبيك وإطمئننت لذلك ، لكن لو استعمل لفظ مصدق يقال : صدق به ولا يقال صدق له وهذا فارق فى الاستعمال للفظ الإيمان يدل على أن لفظ الإيمان ليس هو التصديق ، وبالتالى تعريف الإيمان بأنه التصديق باطل حتى من حيث اللغة . تركيب الشرعى عرفناه وهى التى وضحناها بالأسهم فأجعلها دائماً فى رأسك حتى إذا ما ذكرنا أى قضية فى الإيمان أو القول أو العمل والاعتقاد سوف نحتاج لها فدائماً تكون أمامك وهم يفرقون بين من آمن له وآمن به فالأول يقال للمخبر المخبر أسم فاعل من الخبر وهو الذى يأتى بالخبر 0 تقول : إذا تكلمت عنه هو أمت له ، وإذا تكلمت عن ما أتاه تقول آمنت بما أتى به 0 قد يؤمن بالإنسان بالشيء ولا يؤمن بحامله النبى صلى الله عليه وسلم قال لأبى هريرة صدقك وهو كذوب أى آمن بما قله لك وأعرف أنه كاذب لا تؤمن له بحيث كلما قال لك شيء صدقته ، إذن هو جعله يؤمن بالخبر ويكذب المخبر لكن نحن مع الإيمان مع الرسل ماذا نفعل ؟ استعمل فى القرآن وسوف تأتى الآيات أننا آمنا للرسل وآمنا بالرسل نعم تصديق وإتباع 0 آمنا بالرسل : أى بما أتوا به ، وآمنا للرسل : أى اتبعناهم فأصبحنا مصدقين بالخبر ومصدقين بالمخبر ( الذى جاء بالخبر )0
والثانى يقال للمخبر به للخبر نفسه كما قال إخوة يوسف " وما أنت بمؤمن لنا " ولم يقولوا وما أنت بمؤمن بنا إنما لنا ، هم جاءوا بخبر : هل هو يشك فى الخبر أم فى الذين يتكلموا؟
فيهم هم ، هو قال لهم : فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون 0 أنتم تمكرون مكر معين إذن هو يتكلم عليهم أم على الخبر ؟ عليهم هم 0 ولذلك قالوا له " وما أنت بمؤمن لنا " أى أنك تشك فى أشخاصاً فأستعمل هنا لفظ لنا وليس بنا ، لو قالوا بنا يعنى بالكلام بالخبر الذى أتوا به وهم صادقين 00 لا 00 ولكن هو شك فيهم هم أنهم يكذبوا 0 وقال تعالى : " فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه 00" لموسى ولم يقل بموسى رغم أنه فى مواطن أخرى يوجد ( به ) هنا آمن له أى اتبعه ، تعامل مع الشخص لا الذين تعاملوا مع الشخص كم شخص ؟ مع أن هؤلاء الأشخاص يعلمون أن كلامه صحيح فكثير منهم آمن به حتى فرعون نفسه كما سترى من الآيات لكن مع إيمانه به لم يؤمن له : ما معنى إيمانه به ؟ لإيمانه بأن الرب رب العالمين ورب السموات والأرض وأنك يا فرعون تمكر ( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر 00 ) الآية 0 لقد علمت إذن قد عرف لكن ليس هناك انفعال قلبى بالطبع فيع معرفة فيه تصديق لكن لا يوجد إيمان 0 وقـــــــال تعالى :" ومنهم الذين يؤذون النبى ويقولون هو أذُن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين أصبح عندنا الاثنين يؤمن بـ 00 ويؤمن لــ 00 ( ويقولون هو أذن ) سماعه يسمع لكل واحد ( قل أذن خير لكم ) سماعه للخير سماعه للوحى ( يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ) ففرق بين إيمانه بالله وإيمانه للمؤمنين لأن المراد يصدق المؤمنين إذا أخبروه ، وأما إيمانه بالله فهو إيمان من باب الإقرار به ، أليس هو القائل لا إله إلا الله ، أليس هو أول من صدع بلا إله إلا الله إذن هو أقر بهذه الحقيقة إذن خبر ، قبول ، تصديق ، انفعال قلب : فتحقق عنده الإيمان بالله وإيمانه للمؤمنين يصدق المؤمنين ، من يأت إليه قائلاً : أنا مؤمن يصدقه حتى ولو كان منافق يصدقه ويعامله على أنه مؤمن بل لما علم المنافقين إستسر به ولم يكن يأخذ أحد بالظنة مع أنه كان أفرس الناس عليه الصلاة والسلام وأحكمهم 0 ما معنى الظنة ؟ أى أن يقول فلان هذا شكله ليس سليم ، منظره لا يريحنى ولا يطمئنى أبداً ، بل كان يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين بالطبع الانشغال بالقاعدة أو القضية وهى استعمال لفظ الإيمان فى آمن به وآمن له ، بينما استعمال لفظ التصديق فى صدق به فقط هو الذى يهم فى مسألتنا أكثر من الانشغال بمعنى الآية 0 ومنه قوله تعالى عن فرعون وملأيه : " أنؤمن لبشرين مثلنا 00
" قالوا هنا أنؤمن لــ ..

وهو الإتباع ، أى نقر لهما ونصدقهما ، ومنه قوله :" أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلون وهم يعلمون 00" ومنه قولــه:
أى من هذا الإستعمال وهذا المعنى " فآمن له لوط " 000 الآية ، ومن المعنى الآخر الذى هو آمن به فالآيات السابقة كانت فى آمن لـــ 000
قوله تعالى : يؤمنون بالغيب 00 فى وصف المؤمنين أنهم يؤمنون بالغيب وليس للغيب ، وقوله " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون 00 " الآية قال بما وليس لــ 000
وقوله تعالى :" ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر " آمن بالله بـ00
هذا فى تعريف الإيمان 00 عرفنا تعريف الإيمان لغةً وشرعاً 0

حـــد الإيمـــــان :
ما معنى حد ؟ حد الشيء هو كنهه المكون له 0
• أليس نقول أرضنا حدها من الشرق كذا ومن الغرب كذا ومن الشمال 000 الخ ، هذا يُسمى الكنه المكون لهذه الأرض 00 حد هذا المسجد من هذه الناحية كذا ومن هذه الناحية كذا 00
والسقف كذا فهذا كنهه المكون له 0
فالإيمان ماهو حده ؟ طوله وعرضه ومساحته كم ، لكن فى الشرع اختلف الناس فى حد الإيمان اختلافاً واسعاً يتلخص فيما يلى : -
(1) قول الجهمية ( أتباع جهم بن صفوان ) ولذلك سموا بالجهمية لأن الإمام لهم الذى اخترع لهم هذه الأمور وأصل ونظر فيها أسمه جهم فسموا الجهمية ، وهؤلاء قالوا أن الإيمان هو التصديق واستدلوا بمثل قوله تعالى :" وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين 00
وغيره
(2) قول الكـرّامية ( وهم أتباع محمد بن محمد بن كرام السجستانى ) وهؤلاء قالوا أن الإيمان هو الإقرار: النطق فقط - أى كسروا كل الذى وراءه غير مهم عندهم ، المهم الكلمة الإيمان عندهم هو الكلمة ، وللأسف هذا منتشر عند الصوفية وكثير من الأزهرية الذى هو الكرامية فيقولون لك يا بختنا من قال لا إله إلا الله 00 انتهى طالما قلتها لن تغرق 0
(3) قول عموم المرجئة والماتردية ( نسبة إلى محمد بن محمد بن محمد الماتردى ) وهو قول أبو حنيفة وغالب الأشاعرة ، وهؤلاء قالوا : الإيمان هو التصديق وما يلزم له من إقرار 0 ولم يدخلوا الأعمال فى الإيمان 0
(4) قول أهل السنة : وهؤلاء قالوا : أن الإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح 0
هناك جزئية صغيرة أريدك أن تفهمها بخصوص الأسهم التى عملناها نحن قلنا :
خبر قبول تصديق عمل القلب وسمينا التصديق قول القلب00 طيب عمل القلب يسمى ماذا ؟ يسمى تصديق أيضاً ، وهذا معناه أن التصديق نوعان سيأتى شرح ذلك فى وقته لكن أبين فقط حتى
لا يشكل عليك حينها : عندنا تصديق المعرفة وعندنا تصديق الإيمان ( عمل القلب ) فالتصديق ينقسم إلى قسمين قول القلب وعمل القلب ، لكن هذا نوع وهذا نوع 0000سيأتى بعد ذلك بالتفصيل فالمهم أن تعرف عندما تسمع الإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان فتقول أين عمل القلب ؟ عمل القلب داخل فى كلمة تصديق ( تصديق الإيمان ) وهذا يجعلنا نفهم أن كلمة تصديق لما نضعها مع عمل القلب تسمى تصديق ، لكن لما تطلق يكون داخل فيها قول القلب وعمل القلب التصديق وعمل القلب فالتصديق وعمل القلب يسموا تصديق لما أضعهم مع بعض ، التصديق وعمل القلب يكون هذا التصديق وهذا الذى بعده أى الإيمان وبالتالى لما أوصف الإيمان أقول : الإيمان تصديق وقول وعمل - اعتقاد وقول وعمل - البعض يخرج من هذه الأزمة ويقول : اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان -
عبارة محفوظة قالها المتقدمين وهى صحيحة لكن لما قالوا اعتقاد بالجنان خرجوا من لفظ تصديق ، لأن لفظ تصديق ليس داخل فى حدود الإيمان 0 ما هو الاعتقاد بالجنان ؟
هو الانفعال القلبى ، لكن افهم الآن حتى أكثر فيما بعد - أنه ممكن يسمى قول القلب وعمل القلب أو يسمى تصديق وأعمال القلوب يمكن الاثنين يسموا تصديق اصطلاحاً 0 لكن لما كلمة تصديق يكون فى المقابل لكلمة عمل القلب يكون المقصود بالتصديق هنا المعرفة 0
فيكون : خبر قبول معرفة ( العلم ) ـــــــ لا إيمان حتى ينفعل القلب انفعال القلب مع المعرفة يسموا تصديق وممكن أسمى هذا تصديق وهذا اعتقاد أو انفعال قلبى أو عمل القلب ، هذه اصطلاحات أقولها لكى إذا سمعت أو قرأت لا تشعر أن هناك اختلاف 0
(5) قول الخوارج والمعتزلة والشيعة : قالوا أن الإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان والفارق بينهم وبين أهل السنة هو أنهم جعلوا الأعمال شرط فى صحة الإيمان فجعلوا مرتكب الكبيرة كافر ، وأهل السنة يجعلون مرتكب الكبيرة فى المشيئة بمعنى إن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه وليس بكافر 00 هذا الفارق ما بين أهل السنة والخوارج والمعتزلة والشيعة 0
لأن أهل السنة قالوا : الإيمان تصديق وقول وعمل ، والخوارج والمعتزلة والشيعة قالوا:
الإيمان تصديق وقول وعمل 00 أى أنهم مثل بعض 00 لا 00 هذا من حيث العنوان مثل بعض لكن من حيث المضمون فلا 0

هؤلاء ( الخوارج والمعتزلة والشيعة ) جعلوا الأعمال شرط صحة ، وبالتالى مرتكب الكبيرة كافر ، وأهل السنة جعلوا الأعمال شرط كمال إلا ما دل الدليل على أنه شرط صحة ، كل هذا سيأتى بالتفصيل مثل السب والاستهزاء وهدم الكعبة وإلقاء المصحف فى النجاسات وترك الصلاة مع الخلاف 0 كل هذا سيأتى له بيان 0
وبالتالى صار صاحب الكبيرة عند الخوارج والمعتزلة والشيعة كافر ، بينما هو عند أهل السنة فى المشيئة إن لم يكفر 0 ومعنى أنه فى المشيئة أى إن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه 000 نكمل المرة القادمة بإذن الله تعالى 0
رد مع اقتباس