عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 09-10-2014, 10:07 AM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

5- نِعــمَ الحُلِـيّ الكِتــاب ... !!
______________________________________________



ذهبت أختنا لمجلس علم في إحدى البيوتات ، و قد حضر الكثير من الأخوات ...

وبعد انتهاء المجلس ، أصرت صاحبة البيت على كل حاضرة أن تجلس ...

فجلسن بعض الوقت ، يتبادلن بعض طرائف الأحاديث فقط ....

فأبدت بعض الحاضرات ثناءهن بمزاح ورُقِيّ ، على ما تتحلى به مضيفتهن من حلي ...!

- فمن قائلة : ما أجمل ما تُنِيسين به أذنيك !! ومن قائلة : كم هو جميل عليك ...!! [1]


- فردت المجاملة : بل الجمال في العين الناظرة ..!!

ثم توجهت لأختنا بنظرها ، فأبدت من باب المجاملة إعجابها ...!

- فسألتها المضيفة بتودد ورفق : هل حقا يروقك ذلك الحلق ...!

- نعم أخيتي أكيد ؛ فأنت ذات ذوق رائق و فريد ...!!

- فسارعت تضعه من أذنيها ، ثم مدت به يديها وهي تلح عليها : فضلا اقبليه هدية ، كم يسعدني أن تتحلي بما سبق ووضعته بأذني ..!!

- فأبت أختنا وتعذرت : بارك الله فيما وهب ، والله لا أستطيع قبوله لسبب : فأنا أتحسس من التحلي بغير الذهب ...!!

فقبلت صاحبة البيت بالعذر المقدم إليها ، وأقلعت عن الإلحاح عليها ...

ومرت الأيام ، واجتمعت أختنا مع بعض أخواتها في مكان ...

ثم التقت بأختها صاحبة الحلي ، فحيتها بكلام طيب و ندي ...

وإذا بالصديقة تنتحي بأختنا عن الجمع ، تنفرد بها بعيدا عن الأنظار والسمع ..!

ثم تفاجئها بحلق من الذهب ، نافية أن يكون لرده هذه المرة من سبب ...!!

- فردته أختنا برفق وأدب : بارك الله فيما وهب ...!!

- قالت الصديقة : لماذا لا تقبلينه ؟! ليس من مادة تؤذيك فتردينه ..؟!

- قالت أختنا موقفها تجلي : والله لا أحب التحلي ؛ فأنا لا أكاد ألبس من حُليي ...!!
ثم ذلك الحلق جد جد ثمين ، فلم به لا تتزينين ...؟!

- قالت وهي حزينة : أحب أن أهديك هدية ثمينة ...!!

- قالت أختنا متأثرة : يكفيني جميل مشاعرك الراقية ...!!

- قالت الصديقة بإلحاح : بالله تخيري هدية لأرتاح ...!!

- قالت أختنا باضطراب : إن كان ولابد فكتاب...!!

- قالت الصديقة : بالله اذكري ما تريدين ، فبذلك - فقط - خاطري تجبرين ...؟!

- قالت أختنا بحرج : إن كان لا مخرج : فتحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ، أو عون المعبود شرح سنن أبي داود ...!!

فتألقت عيناها وتبسمت ، ثم قامت وأسرعت ثم قبل رحيلها سلمت ...!!

وفي لقاء تالٍ جمع بين الأختين ، فاجأت الصديقة أختنا بكلا المجموعتين ...!!

- فقالت أختنا بتأثر كبير : هذا كثير حقا كثير ...!!

- فأجابتها ضاحكة العينين : أليس الحلق يُلبس في الأذنين ، لذا أهديتك المجموعتين ...!!

- قالت أختنا وقد غلبها الدمع وانساب : حبا وكرامة ، جزاك خيرا الوهاب ؛ فنِعم الحلي الكتاب ...!!




تابعونا بقصة أخرى إن شـاء الله...

___________________________________________

[1] تُنِيسين هنا من ناس، ومن معانيها: رقّاص السّاعة:

تحرّك وتذبذب متدلِّيًا " ناس القُرْطُ في الأذن "

..
التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس