عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 03-09-2009, 02:02 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد السنة مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاك الله خير الجزاء
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد السنة مشاهدة المشاركة
كن عندي عندك سؤال
هل يجوز قول ‎-رضي الله عنه‎- لإبن تيمية رحمه الله


الحمدُ لله والصلاةُ والسَّلامُ على رسولهِ (صلى اللهُ عليه وآله وصحبه وسلمَ) ، أما بعدُ :
فجزاكَ اللهُ خيراً أخي الحبيب ونفعَ بكَ وباركَ فيكَ .
وبالنسبة لسؤالكَ أخي الحبيب فالإجابة عليه تتحدَّدُ حينما نتبيَّن ماالمُراد من قول القائل في أحدٍ من الأشخاص المُعَيَّنين : (رضيَ اللهُ عنه) ، بمعنى أني حينما أقول هذه الجملة في حق أحدِ الناسِ فأي شيء أقصده ؟
وأحسَبُ (واللهُ تعالى أعلم) أنَّ هذا المعنى إنما يَظهر لنا بالنظر في أصل اللغةِ ، فالكلامُ المفيدُ في لغة العربِ أو في أي لغةٍ من لغاتِ أهل الأرض ينقسمُ لقسمين لاثالث لهما : (الخبر_الإنشاء) .
فـ (الخبر) معناه أني أخبرُ بشيءٍ وأجزمُ بحدوثه أو أجزم بنفيه ، وأما (الإنشاء) فهو أني آمُرُ بأمرٍ من الأوامرِ أو أنهَى عن شيءٍ أو أطلبُ حدوثَ شيءٍ .
فبمعرفة هذين القسمين من الكلام يتبينُ جوابُ سؤالِكَ أخي الحبيب ، فالله تعالى حينما قال عن الصحابةِ في كتابه الكريم : [وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ] {التوبة:100} فكلامُ اللهِ تعالى جاءَ هنا بما يفيدُ (الخبر) وليس (الإنشاء) بمعنى أنَّ اللهَ تعالى يُخبرنا أنه قد رضيَ عن الصحابةِ ، فلذلك حينما يترَضَّى واحدٌ مِنا عن صحابة النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) فإنه يُخبرُ بأنَّ اللهَ قد رضيَ عنهم بالفعل استناداً للآية السابقةِ ولغيرها ؛ فحينما أقول (رضي الله عنه) وأنا أتحدث عن صحابيٍّ فأنا أقولها مِن بابِ (الخبر) .
وأنا إن قلتُ (رضيَ اللهُ عن أسد السنة) فهل أنا أقولُها من باب (الخبر) ؟ يعني هل أنا أجزمُ أنَّ اللهَ تعالى قد رضيَ عن أسد السنة ؟
الجوابُ : لا ؛ وإنما أنا أقولها من بابِ (الإنشاء) بمعنى أني أطلب من الله تعالى وأدعوه سبحانه أن يرضى عن أسدِ السنةِ .
فحينما أقولها لأحد من غير الصحابةِ فهي جائزةٌ طالما جاءت على باب (الإنشاء والدعاء) .
لأني لاأستطيعُ أن أشهدَ لأحدٍ أن الله قد رضيَ عنه ؛ فالجزمُ بهذا شهادةٌ بالجنةِ وأهل السنةِ لايشهدون لِمُعَيَّنٍ بجنةٍ ولا نارٍ إلا من شهدَ اللهُ ورسوله (صلى الله عليه وسلم) له بذلك .
وإن كان مع هذا هناك بعضُ أهل العِلمِ ذهبَ لجوازِ الشهادةِ للمُعَيَّنِ بالجنةِ إن اتفقتْ كلمةُ المسلمين على صلاحه وعلى الثناءِ عليهِ ، وممن ذهبَ لهذا شيخُ الإسلامِ بنُ تيميةَ (رحمه الله) كما في مجموع الفتاوى .
ولكن في المُجمَل اعلمْ أنَّ الأمرَ مُرتبطٌ بما إذا كان الكلام من باب الإنشاء أم من باب الخبر ، فإن كانَ من باب (الإنشاء) فهو جائزٌ لأنه لايعدو أن يكون دعاءً منكَ لأحدٍ من المسلمين ، تماماً كأنْ أقول (رحمَ اللهُ أبي) فلستُ أقصد أن أقولَ أنَّ اللهَ قد رحمَ أبي بافعل وإنما أنا أدعو اللهَ له بالرحمةِ .
وإن كانَ من باب (الخبر) فأحسبُ أنه لايجوزُ أن تقولَه في حقِّ أحدٍ بعينِه إلا بنَصٍّ شرعيٍّ يُفيد هذا أو اتفاق وإجماع الأمةِ .
والحمدُ لله ربِّ العالمين .
رد مع اقتباس