عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 04-23-2009, 07:42 AM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي






عبد الرحمن الداخل صقر قريش

بعد استشهاد عبد الرحمن الغافقي رحمه الله في موقعة بلاط الشهداء في منطقة بواتيه وبعد هزيمة المسلمين فيها انسحب المسلمون وتوقفت الفتوحات الإسلامية في هذه المنطقة .


قصة عبد الرحمن الداخل



- لكي نفهم قصة دخول عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك إلى أرض الأندلس ، نعود إلى الوراء قليلًا حتى سنة اثنين وثلاثين ومائة من الهجرة ، وهو زمن سقوط بني أمية ، فقد أعمل العباسيون السيوف قتلا وتنكيلا لكل من كان مؤهلا من الأمويين لتولي الخلافة ، فقتلوا الأمراء وأبناء الأمراء وأبناء أبناء الأمراء ( الأحفاد ) إلا قلة ممن لم تصل إليه سيوفهم .

- كان عبد الرحمن بن معاوية حفيد هشام بن عبد الملك ( حكم من خمس ومائة إلى خمس وعشرين ومائة من الهجرة ) من هذه القلة التي لم تصلهم سيوف العباسيين ، وكان عمره آنذاك تسع عشرة سنة فقط ، وكان له أخ صغير لم يتجاوز عمره الثالثة عشرة ، وكلاهما مطلوبي الرأس من قِبَل العباسيين .
- في العراق كان عبد الرحمن بن معاوية يجلس في بيته إذ دخل عليه ابنه ابن الأربع سنين يبكي فزعاً ، وكان عبد الرحمن بن معاوية مريضا معتزلا في الظلام في ركن من البيت من أثر رمد في عينه ، فأخذ يسكن الطفل بما يسكن به الأطفال إلا أن الطفل ظل فزعًا مرعوباً لم يسكن ، فقام معه عبد الرحمن بن معاوية فوجد الرايات السود خارج البيت ( رايات الدولة العباسية ) ، وكانت تعم القرية جميعها ، فعلم أنّه مطلوب ، رجع عبد الرحمن بن معاوية وأخذ أخاه الوليد بن معاوية وما معه من نقود ، وترك النساء والأطفال وكل شيء ؛ لأن العباسيين لم يكونوا ليقتلوا النساء ولا الأطفال ، ولكن كانوا يقتلون كل من بلغ وكان مؤهلًا للخلافة ، ثم خرج هاربا نحو الفرات ، وعند الفرات وجد عبد الرحمن بن معاوية وأخوه القوات العباسية تحاصر النهر ، فألقيا بأنفسهما فيه وأخذا يسبحان ، ومن بعيد ناداهما العباسيون أن ارجعا ولكما الأمان ، حينها كان الوليد بن معاوية أخو عبد الرحمن بن معاوية قد أجهد من السباحة ، فأراد أن يعود ، فناداه أخوه الأكبر أن لا تعد يا أخي وإلا فسيقتلوك ، فرد عليه إنهم قد أعطونا الأمان ، ثم عاد راجعا إليهم ، فما أن أمسك به العباسيون إلا أن قتلوه أمام أعين أخيه !
- عَبَر عبد الرحمن بن معاوية النهر وهو لا يستطيع أن يتكلم أو يفكر من شدة الحزن على أخيه ابن الثالثة عشرة ، ثم يمم جهة بلاد المغرب لأن أمه كانت من قبيلة من قبائل البربر ، فهرب إلى أخواله هناك ، في قصة هروب طويلة جداً عبر فيها الحجاز ومصر وليبيا والقيروان ، وصل عبد الرحمن بن معاوية إلى القيروان وعمره تسع عشرة سنة فقط ، وهناك وجد ثورة كبيرة للخوارج في الشمال الأفريقي كله وعلى رأسها عبد الرحمن بن حبيب ، وكان قد استقل بالشمال الإفريقي عن الدولة العباسية ، ولأنه كانت هناك كراهية شديدة جدا بين الخوارج والأمويين ( حيث إن الخوارج لم يرضوا ارتضاء سيدنا علي بتحكيم كتاب الله بينه وبين معاوية بن أبي سفيان الأموي في موقعة صفين ، ومن ثم فقد خرجوا عليه وسموا من بعدها بالخوارج ، ومن حينها وهم يبغضون الأمويين ) فقد كان عبد الرحمن بن حبيب يسعى هو الآخر للقضاء على عبد الرحمن بن معاوية حين علم بأمره ، فحين قدم عبد الرحمن بن معاوية إلى القيروان اجتمع عليه الخوارج وكادوا أن يقتلوه ، فهرب من جديد إلى برقه ( في ليبيا ) ، وفيها ظل مختبئا عند بعض أخواله هناك طيلة أربع سنوات كاملة ، حتى سنة ست وثلاثين ومائة ، وكان قد بلغ من العمر ثلاث وعشرين سنة ، وفي أمره ظل عبد الرحمن بن معاوية يفكر ، أيظهر فيُقتل أم يظل مختبئا طوال العمر ؟! ففي أي قطر من بلاد المسلمين هو مطلوب الرأس ، ففي الشام في بلاد المشرق الإسلامي مطلوب من العباسيين ، وفي الشمال الإفريقي في بلاد المغرب الإسلامي مطلوب من الخوارج ، فهل يظل مختبئا طوال حياته وهو سليل الأمراء والخلفاء ؟! أو هل يظل مختبئا في مكانه والأمويون في كل مكان يُقتلون ويذبحون ؟! وهنا جال بخاطره أن يذهب إلى الأندلس ، وقد كانت الأندلس أصلح البلدان لاستقبال عبد الرحمن بن معاوية ، وذلك لأنها أولا أبعد الأماكن عن العباسيين والخوارج ، ثانيا لأن الوضع في الأندلس ملتهب جدا، وذلك على نحو ما ذكرنا في عهد يوسف بن عبد الرحمن الفهري وفي نهاية الفترة الثانية من عهد الولاة ؛ ففي هذا الجو يستطيع عبد الرحمن بن معاوية أن يدخل هذه البلاد ؛ ولو كانت تابعة للخلافة العباسية ما استطاع أن يدخلها ، كما أنها لو كانت على فكر الخوارج ما استطاع أيضا أن يدخلها ؛ فكانت الأندلس أنسب البلاد له على وعورتها واحتدام الثورات فيها .


عبد الرحمن بن معاوية ودخول الأندلس


في سنة ست وثلاثين ومائة بدأ عبد الرحمن بن معاوية يعد العدة لدخول الأندلس ، فعمل على الآتي
= أولاً أرسل مولاه بدر إلى الأندلس لدراسة الموقف ، ومعرفة القوى المؤثرة في الحكم فيها .
= ثانياً راسل كل محبي الدولة الأموية في أرض الأندلس بعد أن علِمَهم من مولاه بدر ، والحق أن كثيرا من الناس في عهد الدولة الأموية وفي غيرها كانوا يحبون الأمويين كثيرا ، فمنذ ولاية معاوية بن أبي سفيان على الشام في خلافة عمر بن الخطاب ، وفي خلافة عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ، والمسلمون في أقطار الدولة الإسلامية يحبون بني أمية حبا شديدا ، فقد اشتهر بنو أمية على مر العصور بالسخاء الشديد والسياسة والحكمة ، واكتساب الناس وحسن معاملتهم ، والجهاد في سبيل الله ونشر الدين وفتح البلاد ، فكان لبني أمية داخل بلاد الأندلس كثير من المريدين حتى من غير بني أمية من القبائل الأخرى المختلفة .
= ثالثاً في ذكاء شديد وحرص أشد راسل عبد الرحمن بن معاوية البربر ، يطلب معونتهم ومساعدتهم، وكانوا في ذلك الوقت على خلاف شديد جدا مع يوسف بن عبد الرحمن الفهري ؛ لأنه فرق بينهم وبين العرب ، فهم يريدون أن يتخلصوا من حكم يوسف بن عبد الرحمن الفهري الذي عاملهم بهذه العنصرية .
= رابعاً راسل كل الأمويين في كل الأماكن التي هربوا إليها يعرض عليهم فكرته ، وأنه يعزم على دخول الأندلس ويطلب معونتهم ومددهم .
وبالفعل بدأ في تجميع الأعوان ، واستغرق ذلك عامين حتى قدم عليه رسول من عند مولاه بدر سنة ثمان وثلاثين ومائة يقول له إن الوضع قد تجهز لاستقبالك هناك ، وحينما سأله عن اسمه فقال غالب التميمي ، وبدأ يعد العدة ويجهز السفينة التي أخذته منفردا إلى بلاد الأندلس .


عبد الرحمن الداخل في الأندلس


نزل عبد الرحمن بن معاوية رحمه الله على ساحل الأندلس بمفرده، واستقبله هناك مولاه بدر ، ثم انطلق معه إلى قرطبة ، وكان يحكم الأندلس في ذلك الوقت يوسف بن عبد الرحمن الفهري ، وكالعادة كان في الشمال يقمع ثورة من الثورات ، ذلك الوقت الذي قال عنه المؤرخون : كاد الإسلام أن ينتهي من بلاد الأندلس في عام ثمانية وثلاثين ومائة .
ويدخل عبد الرحمن بن معاوية الأندلس ويبدأ في تجميع الناس من حوله ، محبي الدولة الأموية ، والبربر ، وبعض القبائل المعارضة ليوسف بن عبد الرحمن الفهري ، وقد جاء بعض الأمويين من بقاع الأرض المختلفة ، ومع ذلك لم يجد العدد كافيا والذي يستطيع به أن يغير من الأوضاع .
- فكر عبد الرحمن بن معاوية في اليمنيين الذين كانوا على خلاف مع يوسف بن عبد الرحمن الفهري الحجازي رغم كونه أيضا من الحجاز ، لكنهم رأوا أنهم ليس لهم طاقة بيوسف بن عبد الرحمن الفهري ، فقبلوا أن يتحدوا مع عبد الرحمن بن معاوية .
- كان على رأس اليمنيين في ذلك الوقت أبو الصباح اليحصبي ، وكان المقر الرئيسي لهم أشبيلية ، وهي المدينة الكبيرة التي تعد حاضرة من حواضر الإسلام في ذلك الوقت ، فذهب عبد الرحمن بن معاوية بنفسه إلى أشبيلية واجتمع طويلا مع أبي الصباح اليحصبي ، واتفقا على أن يقاتلا سويا ضد يوسف بن عبد الرحمن الفهري .
قبل القتال كان عبد الرحمن بن معاوية قد أرسل عدة رسائل إلى يوسف بن عبد الرحمن الفهري يطلب وده وأن يسلم له الإمارة ويكون الفهري رجلا من رجاله في بلاد الأندلس ، بحكم أنه ( عبد الرحمن ) حفيد هشام بن عبد الملك من رموز الخلافة الأموية ، لكن يوسف الفهري رفض كل ذلك ، وجهز جيشا وجاء ليحارب عبد الرحمن بن معاوية ومن معه .


موقعة المسارة


من المؤسف حقا أن يلتقي المسلمون بسيوفهم ، لكن كثرة الثورات وكثرة الفتن والانقلابات جعلت الحل العسكري هو الحل الحتمي في ذلك الوقت .
ففي ذي الحجّة سنة ثمان وثلاثين ومائة ، وفي موقعة كبيرة عرفت في التاريخ باسم موقعة المسارة ، دار قتال شرس بين يوسف بن عبد الرحمن الفهري من جهة وعبد الرحمن بن معاوية الذي يعتمد بالأساس على اليمنيين من جهة أخرى .
وقبل القتال كان أبو الصباح اليحصبي (رئيس اليمنيين) قد سمع بعض المقولات من اليمنيين تقول إن عبد الرحمن بن معاوية غريب عن البلاد، ثم إن معه فرس عظيم أشهب، فإن حدثت هزيمة فسيهرب من ساحة القتال ويتركنا وحدنا للفهريين .
وصلت عبد الرحمن بن معاوية تلك المقولة، فقام وفي ذكاء شديد يفوق سن الخامسة والعشرين وذهب بنفسه إلى أبي الصباح اليحصبي وقال له إن جوادي هذا سريع الحركة ولا يمكّنني من الرمي، فإن أردت أن تأخذه وتعطيَني بغلتك فعلت، فأعطاه الجواد السريع وأخذ منه البغلة يقاتل عليها، حينئذ قال اليمنيون إن هذا ليس بمسلك رجل يريد الهرب، إنما هو مسلك من يريد الموت في ساحة المعركة، فبقوا معه وقاتلوا قتالا شديدا، ودارت معركة قوية جدا، انتصر فيها عبد الرحمن بن معاوية ، وفَرّ يوسف الفهري .


عبد الرحمن الداخل وأمارات نجابة وعلم وذكاء



كان عادة المحاربين في ذلك الزمن أن يتبع الجيش المنتصر فلول المنهزمين والفارين، ليقتلوهم ويقضوا عليهم، ومن ثَمّ على ثورتهم، وحين بدأ اليمنيون يجهزون أنفسهم ليتتبعوا جيش يوسف الفهري منعهم عبد الرحمن بن معاوية وقال لهم قولة ظلت ترن في أصداء التاريخ، أمارة على علم ونبوغ، وفهم صحيح وفكر صائب في تقدير الأمور، قال لهم : لا تتّبعوهم ، اتركوهم ، لا تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم ، واستبقوهم لأشد عداوة منهم .
يريد رحمه الله أن هؤلاء الذين يقاتلوننا اليوم سيصبحون غدا من جنودنا، ومن ثم عونا على أعدائنا من النصارى وغيرهم في ليون وفرنسا وغيرها. فهكذا رحمه الله كان ذو نظرة واسعة جدا تشمل كل بلاد الأندلس ، بل تشمل كل أوروبا، بل إني أراه بذلك التفكير يملك أن يعيد ملك الشام بعد ذلك أيضا إلى أملاك الأمويين ، وذلك لما يلي :
أولاً ليس في قلبه غل ولا حقد على من كان حريصا على قتله منذ ساعات قليلة .
ثانياً الفهم العميق للعدو الحقيقي وهو النصارى في الشمال .
ثالثاً رغم كونه لم يتجاوز الخامسة والعشرين إلا إنه كان يمتلك فهما واعيا وإدراكا صحيحا ، وفقها وعلما وسعة اطلاع، علم به أنه إن جاز له شرعا أن يقاتلهم لتجميع المسلمين حول راية واحدة ، فهو في ذات الوقت لا يجوز له شرعا أن يتتبعهم ، وأن يقتل الفارين منهم ، ولا أن يجهز على جريحهم ، ولا أن يقتل أسيرهم ، لأن حكمهم حكم الباغين في الإسلام وليس حكم المشركين ، وحكم الباغي في الإسلام أنه لا يتتبع الفار منهم ، ولا يقتل أسيره ، ولا يجهز على جريحه ، بل ولا تؤخذ منه الغنائم .



بين عبد الرحمن الداخل وأبي الصباح اليحصبي



بعد انتهاء موقعة المسارة قام أبو الصباح اليحصبي في اليمنيين وقال لهم لقد انتصرنا على عبد الرحمن الفهري وجاء وقت النصر على غيره ، يُعرّض بعبد الرحمن بن معاوية ، هذا الذي كان يقاتل معه منذ ساعات، ويرى أنه إن انتصر عليه وقتله ( عبد الرحمن الداخل )دانت لهم بلاد الأندلس كلها .
لكن اليمنيين لم يوافقوه على ذلك ؛ ليس حبا في عبد الرحمن الداخل وإنما خوفا منه ، فقالوا له إن هذا الرجل ليس بالسهل. وتصل هذه الأنباء إلى عبد الرحمن بن معاوية ، فما كان منه إلا أن أسرّها في نفسه، ولم يُبْدها لهم، ولم يُعلمهم أنه يعلم بما يضمرونه له، لكنه أصبح على حذر شديد جدا من أبي الصباح اليحصبي.
لم يرد عبد الرحمن بن معاوية أن يحدث خللا في الصف المسلم في هذه الأوقات ، لم يرد أن يحدث خللا بين الأمويين ومحبي الدولة الأموية وبين اليمنيين في ذلك الوقت المليء بالثورات والمعارك الداخلية ، إنما كان كل همه هو تجميع الناس ثم حرب النصارى بعد ذلك، وبالفعل وهناك وبعد إحدى عشرة سنة من هذه الأحداث عزل أبا الصباح اليحصبي عن مكانه ، واستطاع أن يتملك زمام الأمور كلها في الأندلس .


عبد الرحمن الداخل ، وبداية فترة الإمارة الأموية



بعد موقعة المسارة والسيطرة على منطقة قرطبة والجنوب الأندلسي لُقب عبد الرحمن بن معاوية بعبد الرحمن الداخل ؛ لأنه أول من دخل من بني أمية قرطبة حاكما ، كما كان له كثير من الأيادي البيضاء على الإسلام في بلاد الأندلس كما سنرى .
ومنذ أن تولى عبد الرحمن الداخل الأمور في بلاد الأندلس عُرفت هذه الفترة بفترة الإمارة الأموية ، وتبدأ من سنة ثمان وثلاثين ومائة من الهجرة ، وتنتهي سنة ست عشرة وثلاثمائة من الهجرة ، وسميت " إمارة " لأنها أصبحت منفصلة عن الخلافة الإسلامية ، سواء كانت في عصر الخلافة العباسية أو ما تلاها بعد ذلك من العصور إلى آخر عهود الأندلس .
بدأ عبد الرحمن الداخل ينظم الأمور في بلاد الأندلس ، كانت هناك ثورات كثيرة جدا في كل مكان من أرض الأندلس ، وبصبر شديد وأناة عجيبة أخذ عبد الرحمن الداخل يراوض هذه الثورات الواحدة تلو الأخرى ، وبحسب ما يتوافق معها أخذ يستميل بعضها ويحارب الأخرى .
وفي فترة حكمه التي امتدت أربعة وثلاثين عاما متصلة ، من سنة ثمان وثلاثين ومائة وحتى سنة اثنتين وسبعين ومائة كانت قد قامت عليه أكثر من خمس وعشرين ثورة ، وهو يقمعها بنجاح عجيب الواحدة تلو الأخرى ، ثم تركها وهي في فترة من أقوى فترات الأندلس في التاريخ بصفة عامة .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس الأنصاري ; 06-11-2009 الساعة 12:48 PM
رد مع اقتباس