عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 04-24-2009, 04:38 PM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي



وقفة مع عبد الرحمن الناصر وبداية حياته نحو الإصلاح


عبد الرحمن الناصر
وتغيير التاريخ


بعد تولي عبد الرحمن الناصر الحكم وبهذه المؤهلات السابقة ، بهذه التربية الشاملة لكل فروع ومقومات الشخصية الإسلامية السوية ، وبهذه الثقة الشديدة بالله وبنفسه ، أقدم على تغيير التاريخ ، فقام بما يلي :

= أولاً إعادة توزيع المهام والمناصب ، أو ما يمكن تسميته " تنظيف قرطبة " ..
- حين تولى الحكم لم يكن يملك عبد الرحمن الناصر من بلاد الأندلس سوى قرطبة وما حولها من القرى، ورغم أنها تعد أكبر بلاد الأندلس وتمثل مركز ثقل كبير لكونها العاصمة ، إلا أنها لم تكن لتمثل أكثر من عشر مساحة الأندلس ، بدأ عبد الرحمن الناصر من هذه المساحة الصغيرة يغير من التاريخ .
- قام بتطهير المراكز المرموقة في قرطبة ، من وزراء وقواد للجيش وغيرهم من رموز الفساد التي استولت عليها ، واستبدالهم بمن ينتقيهم هو ممن يتصفون بالتقوى والورع ونظافة اليد وسعة العلم ، وهكذا في كل المراكز القيادية في قرطبة .
- ثم أعلى من شأن العلماء جداً ، ورفع منزلتهم فوق منزلته نفسه ، ورضخ لأوامرهم ونواهيهم ، فطبق ذلك على نفسه أولاً قبل أن يطبقه على شعبه ، ثم طبق الشرع الإسلامي بكامله ، ولم يتنازل ولو عن نقطة واحدة من أحكام الشرع الكريم .

= ثانياً الاتجاه إلى الثورات ومحاولة ترويضها بعد الانتهاء من الشأن الداخلي في قرطبة وتهيئته تماماً ..
- بدأ عبد الرحمن الناصر رحمه الله يتجه إلى المحيط الخارجي ، حيث الثورات المتعددة في كل أرض الأندلس ، هداه تفكيره إلى أن يبدأ بعمر أو صمويل بن حفصون ؛ وذلك لسببين ..
الأول أن هذا الرجل لا يختلف اثنان على أنه يستحق القتل ؛ وذلك لأنه ارتد عن دين الله سبحانه وتعالى ومن ثم فقد أصبح قتاله فرضا على المسلمين .
والسبب الثاني أنه يستطيع بذلك أن يحفز أهل قرطبة الذين كانوا قد ألفوا الثورات في هذه الآونة ؛ حيث المعركة في منتهى الوضوح هي بين المسلمين والمرتدين .


في الطريق للقضاء على ثورة صمويل بن حفصون


بعد نحو شهرين فقط من توليه الحكم قاد عبد الرحمن الناصر أول حملة له لقتال المرتدين استرد فيها مدينة أَسْتُجّه ، وكانت من أحصن مدن الأندلس - كما علمنا عند بداية الفتوحات - ثم بعد ذلك بنحو شهرين أو ثلاثة أشهر قاد بنفسه حملة كبيرة على صمويل بن حفصون استمر مداها طيلة ثلاثة أشهر كاملة ، هي شعبان ورمضان وشوال من سنة ثلاثمائة من الهجرة من نفس العام الذي تولى فيه رحمه الله فاسترد جَيّان ، وهي أيضا من المدن الحصينة جدا في الأندلس ، ويكفي لمعرفة هذا أنه استرد فيها سبعين حصنا من حصون صمويل بن حفصون .
ما زالت قوة صمويل بن حفصون كبيرة جداً ؛ فالمدد يأتيه من الشمال من دول النصارى ، ويأتيه أيضا من الجنوب من الدولة الفاطمية ، هذا فضلا عن إمدادات مدينة أشبيلية والتي كان عليها حاكم مسلم من أولاد ابن حجاج ، لكنه كان متمردا على سلطة قرطبة ، وكان يملك جيشا مسلما كبيرا .
فكر عبد الرحمن الناصر كثيرا في كيفية قطع هذه الإمدادات على صمويل بن حفصون ، اهتدى أخيرا في أن يبدأ بالهجوم على مدينة أشبيلية أكبر مدن الجنوب بعد قرطبة ؛ وذلك بمنطق النزعة الإسلامية التي غلبت عليه ، حيث أمّل إن هو ذهب إلى أشبيلية واستطاع أن يُرغم حاكمها على الانضمام له أو الانصياع إليه بالقوة أن ينضم إليه جيش أشبيلية المسلم الكبير ، وبذلك تقوى جيوش الدولة الأموية ، وتقوى شوكته .
وبالفعل وبعون من الله كان له ما أمّل ، حيث ذهب إلى أشبيلية بعد أقل من عام واحد من ولايته في سنة ثلاثمائة وواحد من الهجرة ، واستطاع أن يضمها إليه ؛ فقويت بذلك شوكته وعظم جانبه ، فعاد إلى صمويل بن حفصون بعد أن قطع عنه المدد الغربي الذي كان يأتيه من أشبيلية ، واسترد منه جبال رندة ثم شذونة ثم قرمونة ، وهي جميعا من مدن الجنوب .
تعمق عبد الرحمن الناصر بعد ذلك ناحية الجنوب حتى وصل إلى مضيق جبل طارق فاستولى عليه ، ويكون بذلك أيضا قد قطع الإمدادات والمساعدات التي كانت تأتيه من الجنوب من الدولة الفاطمية عن طريق مضيق جبل طارق ، وسعى عبد الرحمن الناصر إلى أكثر من هذا حيث قطع أيضا طريق الإمدادات التي كانت تأتيه من الدول النصرانية في الشمال عن طريق المحيط الأطلسي ، ثم مضيق جبل طارق ، ثم البحر الأبيض المتوسط حتى تصله ، وبذلك يكون عبد الرحمن الناصر قد قطع عن صمويل بن حفصون كل طرق الإمدادات والمساعدات التي كانت تمده وتقويه .
لم يجد صمويل بن حفصون بدا من طلب الصلح والمعاهدة من عبد الرحمن الناصر على أن يعطيه اثنين وستين ومائة حصنا من حصونه ، ولأن البلاد كانت تشهد موجة من الثورات والانقسامات يريد عبد الرحمن الناصر أن يتفرغ لها ، فضلا عن أنه سيضمن في يده اثنين وستين ومائة حصنا وسيأمن جانبه فقد قبل المعاهدة ووافق على الصلح من صمويل بن حفصون .


عبد الرحمن الناصر يفجأ الجميع ويتجه نحو الشمال الغربي


أصبحت قوة عبد الرحمن الناصر رحمه الله تضم قرطبة وأشبيلية وجيان وأستجة ، وهي جميعا من مدن الجنوب ، بالإضافة إلى حصون أخرى كثيرة - كما ذكرنا - وكل هذه المساحة كانت تمثل تقريبا سدس مساحة الأندلس الإسلامية في ذلك الوقت ، هذه واحدة .
الأمر الثاني أن صمويل بن حفصون ما زال يملك حصونا كثيرة ويسيطر سيطرة كاملة على الجنوب الشرقي من البلاد ، لكن قطعت عنه الإمدادات الخارجية سواء من النصارى أو الدولة الفاطمية أو أشبيلية .
والأمر الثالث أنه كان هناك تمرد في طليطلة تقع في شمال قرطبة .
ورابعا تمرد في سرقسطة في الشمال الشرقي .
وخامسا تمرد في شرق الأندلس في بلنسية .
وسادسا تمرد في غرب الأندلس يقوده عبد الرحمن الجليقي .
أي أن الأندلس في عام اثنين وثلاثمائة من الهجرة كانت مقسمة إلى ستة أقسام ، قسم واحد فقط في يد عبد الرحمن الناصر ، ويضم قرطبة وأشبيلية وما حولها بما يقارب سدس مساحة الأندلس كما ذكرنا ، والخمسة الأخرى موزعة على خمس متمردين ، والمتوقع - إذن - هو أن يحاول عبد الرحمن الناصر من جديد مقاومة إحدى مراكز التمرد هذه إن لم تكن الأقرب إليه .
وإن المرء ليقف فاغراً فاهُ شاخصاً بصرهُ حين يعلم أن عبد الرحمن الناصر ترك كل هذه التمردات، واتجه صوب الشمال الغربي صوب مملكة ليون النصرانية مباشرة . ترك عبد الرحمن الناصر كل شيء وأخذ جنده من قرطبة وأشبيلية وصعد في اتجاه الشمال الغربي ليقابل قوات النصارى هناك ، والتي كانت تهاجم منطقة من مناطق المتمردين غرب الأندلس .
ظل عبد الرحمن الناصر في حرب مع قوات النصارى تلك في أرض المتمردين عامين كاملين ، عاد بعدها منتصرا محملا بالغنائم ، تاركا البلاد راجعا إلى قرطبة وأشبيلية ، وكأنه أراد أن يعلم الناس أمرا ويرسل إليهم برسالة في منتهى الوضوح كانت قد خفيت عليهم ، مفادها الأعداء الحقيقيين ليسو المسلمين في الداخل، إنما هم النصارى في الشمال ، إنما هم في مملكة ليون ، ومملكة نافار ، ومملكة أراجون .
بهذا العمل استطاع عبد الرحمن الناصر رحمه الله إحراج المتمردين إحراجا كبيرا أمام شعوبهم .


عبد الرحمن الناصر والطريق إلى راية واحدة للأندلس


لم يلتقط عبد الرحمن الناصر رحمه الله أنفاسه ، وقام في سنة ثمان وثلاثمائة من الهجرة بالتحرك نحو واحدة من مراكز التمرد وهي طليطلة ، تلك التي لم تستطع أن تقف أمام هذه القوة الجارفة فضمها إليه في سهولة ، بعدها أصبح الطريق آمنا نحو الشمال مباشرة ؛ حيث سرقسطة في الشمال الشرقي ، وطليطلة في وسط الشمال قد أصبحتا في يده .
وفي نفس العام في سنة ثمان وثلاثمائة من الهجرة ، وعمره آنذاك ثلاثون سنة فقط ، قام عبد الرحمن الناصر على رأس حملة ضخمة جدا باتجاه نصارى الشمال ، فكانت غزوة موبش الكبرى بين عبد الرحمن الناصر من جهة ، وجيوش ليون ونافار مجتمعة من جهة أخرى ، واستمرت هذه الغزوة طيلة ثلاثة أشهر كاملة ، حقق فيها عبد الرحمن الناصر انتصارات ضخمة وغنائم عظيمة ، وضم إليه مدينة سالم وكانت تحت يد النصارى .
بعد أربعة أعوام من غزوة موبش وفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة من الهجرة قاد عبد الرحمن الناصر بنفسه رحمه الله حملة ضخمة أخرى على مملكة نافار ، واستطاع في أيام معدودات أن يكتسحها اكتساحا ، ويضم إلى أملاك المسلمين مدينة بمبلونة عاصمة نافار ، ثم بدأ بعدها يحرر الأراضي التي كان قد استولى عليها النصارى في عهد ضعف الإمارة الأموية .
وفي سنة ست عشرة ومائة من الهجرة يقود عبد الرحمن الناصر حملة أخرى على شرق الأندلس ويقمع التمرد الذي كان هناك ويضمها إلى أملاكه ، ثم في نفس العام حملة أخرى على غرب الأندلس وهزيمة لعبد الرحمن الجليقي ومن ثم يضم غرب الأندلس إلى أملاكه من جديد .
وبذلك وبعد ستة عشرا عاما من الكفاح المضني ، يكون رحمه الله قد وحّد الأندلس كله تحت راية واحدة، وحّدها جميعا ولم يتجاوز عمره آنذاك ثمانية وثلاثين عاما بعد ، رحمه الله رحمة واسعة .



عهد جديد .. عهد الخلافة الأموية


نظر عبد الرحمن الناصر رحمه الله إلى العالم الإسلامي من حوله فوجد الخلافة العباسية قد ضعفت ، وكان قد قُتل المقتدر بالله الخليفة العباسي في ذلك الوقت على يد مؤنس المظفر التركي ، وقد تولى الأتراك حكم البلاد فِعْليا وإن كانوا قد أجلسوا الخليفة العباسي القادر بالله على كرسي الحكم .
ثم نظر رحمه الله إلى الجنوب فوجد الفاطميين قد أعلنوا الخلافة وسمّوا أنفسهم أمراء المؤمنين ، فرأى أنه وقد وحّد الأندلس وصنع هذه القوة العظيمة أحق بهذه التسمية وبذلك الأمر منهم فأطلق على نفسه لقب أمير المؤمنين ، وسمى الإمارة الأمويّة بالخلافة الأموية .
ومن هنا يبدأ عهد جديد في الأندلس هو عهد الخلافة الأموية ، وذلك ابتداء من سنة ست عشرة وثلاثمائة وحتى سنة أربعمائة من الهجرة، أي نحو أربع وثمانين سنة متصلة ، وهو يعد عهد الخلافة الأموية استكمالا لعهد الإمارة الأموية ، مع فروق في شكليات الحكم وقوة السيطرة والسلطان لصالح الأخير .


عبد الرحمن الناصر يتابع سياسته العسكرية التوسعية


بعد ثلاث سنوات من إعلان الخلافة الأموية ، وفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة من الهجرة يتجه عبد الرحمن الناصر جنوبا نحو مضيق جبل طارق ، ويقوم بغزو بلاد المغرب ويحارب الفاطميين هناك فيضم سبتة وطنجة إلى بلاد الأندلس ، وتتم له بذلك السيطرة الكاملة على مضيق جبل طارق ، فيبدأ بإمداد أهل السنة في منطقة المغرب بالسلاح، لكنه لم يشأ أن يمدهم بالجنود تحسبا لهجمات ممالك النصارى في الشمال .

وفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة من الهجرة تحدث خيانة من حاكم مملكة الشمال الشرقي سرقسطة محمد بن هشام التجيبي ، حيث ينضم إلى مملكة ليون النصرانية لحرب عبد الرحمن الناصر ، وبكل حزم وقوة يأخذ عبد الرحمن الناصر جيشا كبيرا يتصدى به لهذه الخيانة ويهاجم مدينة سرقسطة ، وعند أطراف المدينة يهاجمه جيش سرقسطة ، فيغزو عبد الرحمن الناصر قلعة حصينة ويمسك بقوّاد هذا الجيش ، ويقوم بإعدامهم على الفور وأمام أعين الجميع في عمل لا يوصف إلا بالكياسة والحزم .
وهنا أعلن حاكم سرقسطة محمد بن هشام التجيبي ندمه وعودته إلى عبد الرحمن الناصر ، وكعادة الأبطال الدهاة والساسة الحكماء قبل منه رحمه الله اعتذاره ثم أعاده حاكما على سرقسطة ، رابحا بذلك كل قلوب التجيبيين بعد أن كان قد تملك منهم ، وبمنطق الحزم وقت الحزم والعفو عند المقدرة عمل عبد الرحمن الناصر ، فأطلق حكّام سرقسطة بعد أن أعلنوا توبتهم وأعاد التجيبيين إلى حكمهم ؛ فأثّر ذلك كثيرا في المدينة كلها ، فما ارتدت بعد ذلك على عهدها مع عبد الرحمن الناصر رحمه الله .
وفي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة من الهجرة هجم عبد الرحمن الناصر على مملكة أراجون النصرانيّة في الشمال الشرقي بجوار مملكة سرقسطة وضمها إلى أملاك المسلمين ، وكذلك ضم برشلونة والتي كانت قد سقطت منذ سنوات كثيرة .
وفي زلة لا تعرفها السنن الكونية راح عبد الرحمن الناصر يعتقد في جيشه وقوة عدده ، ونسوا جميعا الدعاء الذي كانوا يتضرعون به لرب العالمين وهم عالة ضعفاء أن ينصرهم على أعدائهم ، وفي درسٍ قاسٍ له ولجيشه الجرار ، وفي حنين أخرى تدور واحدة من أشرس وأعنف المعارك على المسلمين أصحاب الأرقام الستة ، سميت بموقعة الخندق أو موقعة سامورة .
وإذا بالتاريخ يعيد نفسه ، وإذا بسامورة تنقلب حنينا ، والله سبحانه وتعالى ليس بينه وبين أحد من البشر نسبا ، فإذا أخطأ العباد وبعدوا عن ربهم سبحانه وتعالى تكون الهزيمة محققة لا محالة ، فانهزم جيش المسلمين في موقعة الخندق أو موقعة سامورة ، وبانتهاء المعركة كان نصف عدد الجيش خمسون ألفا بين القتل والأسر ، وفر عبد الرحمن الناصر رحمه الله مع النصف الآخر عائدين بأكبر خسارة وأثقل هزيمة .
بعد موقعة سامورة لم يستسلم عبد الرحمن الناصر رحمه الله ، وهو الذي رُبّي على الجهاد والطاعة لربه ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فعلم مواضع الخلل ومواطن الضعف ، ومن جديد تدارك أمره وقام وقام معه العلماء والمربون يحفزون الناس ويعلمونهم الإسلام .
ومن جديد أعادوا هيكلهم وقاموا بحرب عظيمة على النصارى في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة من الهجرة ، تلتها حملات مكثفة وانتصارات تلو انتصارات ، ظلت من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة إلى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة من الهجرة ، حتى أيقن النصارى بالهلكة ، وطلب ملك ليون الأمان والمعاهدة على الجزية، يدفعها لعبد الرحمن الناصر عن يد وهو صاغر .
كذلك فعل ملك نافار ، ومثلهما مملكة أراجون النصرانية التي كانت في حوزة عبد الرحمن الناصر رحمه الله فدفعوا جميعا الجزية ابتداءا من سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة إلى آخر عهده رحمه الله سنة خمسين وثلاثمائة من الهجرة .

جهاد الحكم بن الناصر وتوسعاته


ظنت ممالك أوروبا الشمالية وممالك الأندلس النصرانية الشمالية أن الحكم بن عبد الرحمن الناصر يهتم بالعلم على حساب الجهاد ، وعلى خلاف عهدهم الذي كانوا قد أبرموه مع أبيه عبد الرحمن الناصر قاموا بمهاجمة مناطق الشمال ، فما كان من الحكم إلا أن ردّ عليهم كيدهم في نحورهم ، وهاجمهم بغزوات كغزوات أبيه ، وانتصر عليهم رحمه الله في مواقع عدة ، حتى رضوا بالجزية من جديد عن يد وهم صاغرون .
ومن منطلق إسلامي بَحْت بدأ الحكم عبد الرحمن الناصر رحمه الله في حرب الدولة الفاطمية في بلاد المغرب ، كان الأندلسيون لا يملكون سوى مينائي سبتة وطنجة في عهد عبد الرحمن الناصر ، وفي عهد الحكم بن عبد الرحمن الناصر كانت قد انضمت كل بلاد المغرب إلى الأندلس تحت حكم الخلافة الأمويّة .
ظل الحكم بن عبد الرحمن الناصر رحمه الله يحكم من سنة خمسين وثلاثمائة من الهجرة ، وحتى سنة ست وستين وثلاثمائة من الهجرة ، في فترة هي أقوى فترات الأندلس على الإطلاق وأعظم عهودها .




التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس الأنصاري ; 06-11-2009 الساعة 12:44 PM
رد مع اقتباس