عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-15-2008, 04:11 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam ادعاء علم الغيب

 

ادعاء علم الغيب


إن الله سبحانه وتعالى قد اختص نفسه بعلم الغيب ، كما جاء في كثير من الآيات والأحاديث ، ومن ذلك قوله تعالى : { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ } ، وقوله تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ } ، وقال تعالى : { وعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } ، ولهذا فإن ادعاءَ علمِ الغيب من دون الله يعد منازعةً لله في هذه الصفة ، ويعد كفرا ، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن يَعْتَقِدَ أحدٌ أنه كان يعلم الغيب ، قال تعالى : { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ } ، وقال تعالى : { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } .
وأخرج البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللهُ ، ثم قرأ : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ .. } ، إلى آخر الآيات .

وأخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( وَلاَ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى .
وأما إخبار النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الغيبيات : كأحاديث الفتن ، والتبشير بغلبة الإسلام ، وبعز الإسلام ، وببعض الأمور التي ستقع ، أو وقعت بعده صلى الله عليه وسلم ، فهذا من قبيل إعلام الله عز وجل له ، هذا من قبيل ما أعلمه الله به ، كما في الآية : { إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ } ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يُعَلَّم الغيب ، ولا يَعْلَم الغيب ، يعني يُعْلِمُهُ ربه ، لا نقول : يَعْلَم ؛ لأنه (يَعْلَمُ) فهذا من ذاته ، فإنما أخبر به مما علَّمه الله تعالى ، وليس من قبيل علمه الذاتي ، فإذا كان هذا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكيف بمن يدَّعِي علم الغيب ؟ فينبئون الناس بأمور دنياهم ، وما يحدث لهم، وأمور مستقبلهم ، فإن هذا من الكفر البَوَاح .

فلا يجوز بحال أن يُقبل ادعاءُ أحد بأنه يعلم شيئا من الغيب وإن نَدَرَ ، وإن قل ؛ لأن هذا منازعة لله عز وجل في أمر قد اختص به نفسه ، حتى لم يجعلْه لرسل من أنبيائه ، تنبه ، فإن هذا منازعة لله في صفة من صفاته ، وهو كفر والعياذ بالله .

كتبه د/سيد العربي

رد مع اقتباس