الموضوع: عالمية الرسالة
عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 01-10-2016, 11:41 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

عالمية الرسالة

عدم الغلو في الدين

واقعية الإسلام



يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ,

إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ,

فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ,

إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ,

لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا
–(سورة النساء)
171


ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو في الدين وهو مجاوزة الحد والقدر المشروع إلى ما ليس بمشروع.
وذلك كقول النصارى في غلوهم بعيسى عليه السلام، ورفعه عن مقام النبوة والرسالة إلى مقام الربوبية الذي لا يليق بغير الله،
فكما أن التقصير والتفريط من المنهيات، فالغلو كذلك، ولهذا قال: ﴿ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ


وهذا الكلام يتضمن ثلاثة أشياء:


أمرين منهي عنهما، وهما قول الكذب على الله، والقول بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه ورسله، والثالث: مأمور به وهو قول الحق في هذه الأمور.


ولما كانت هذه قاعدة عامة كلية، وكان السياق في شأن عيسى عليه السلام نصَّ على قول الحق فيه، المخالف لطريقة اليهودية والنصرانية


فقال تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ


أي: غاية المسيح عليه السلام ومنتهى ما يصل إليه من مراتب الكمال أعلى حالة تكون للمخلوقين، وهي درجة الرسالة التي هي أعلى الدرجات وأجلّ المثوبات.


وأنه ﴿ كَلِمَتُهُ ﴾ التي ﴿ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ﴾ أي : كلمة تكلم الله بها فكان بها عيسى، ولم يكن تلك الكلمة، وإنما كان بها، وهذا من باب إضافة التشريف والتكريم.


وكذلك قوله : ﴿ وَرُوحٌ مّنْهُ ﴾ أي : من الأرواح التي خلقها وكملها بالصفات الفاضلة والأخلاق الكاملة،


فلما بيّن الله تعالى حقيقة عيسى عليه السلام، أمر أهل الكتاب بالإيمان به وبرسله،
ونهاهم أن يجعلوا الله ثالث ثلاثة ..


فأمرهم أن ينتهوا، وأخبر أن ذلك خير لهم، لأنه الذي يتعين أنه سبيل النجاة، وما سواه فهو طريق الهلاك،


ثم نزه نفسه عن الشريك والولد فقال : ﴿ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ أي: هو المنفرد بالألوهية، الذي لا تنبغي العبادة إلا له. ﴿ سُبْحَانَهُ ﴾ أي : تنزه وتقدس ﴿ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ﴾ لأن ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ فالكل مملوكون له مفتقرون إليه، فمحال أن يكون له شريك منهم أو ولد.


ولما أخبر أنه المالك للعالم العلوي والسفلي أخبر أنه قائم بمصالحهم الدنيوية والأخروية وحافظها، ومجازيهم عليها تعالى. (تفسير السعدي)

*******
اللهم أهدنا واهد بنا يارب العالمين..
******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
رد مع اقتباس