#1
|
||||
|
||||
ابني يستفزني ويثير أعصابي!
أ. زينب مصطفى السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لديَّ طفلٌ وحيدٌ، عمره عشرة أعوام، ذكيٌّ جدًّا ومتفوقٌ في دراسته، يُحبني كثيرًا، ويُحاول طوال الوقت أن يلمسَ يدي، ويُقَبِّلني، ويظل ينظر إليَّ باستمرارٍ وبشكلٍ مُزعجٍ! رغم كل محبته لي فهو يفعل ما يستفزني ويُثير أعصابي، وأنا عصبية دائمًا، خاصةً إذا تشاجرتُ معه، ووالدُه يرى أن أسلوبي خطأ، ولا يقوم بأية رد فعل حيال ذلك. أعترف بأننا مُقَصِّرون كثيرًا معه، فلا توجد وسائلُ ترفيه إلا الكمبيوتر، ولا يخرج مِن البيت إلا للذهاب للمدرسة، حتى في الدراسة أضغط عليه لكي يقومَ بها على أكمل وجهٍ، وهو متفوق ولله الحمدُ. مما يثير أعصابي منه أنه يأخذ كلَّ شيء بمزاحٍ، حتى وقت عصبيَّتي، يظل يقول لي كلمة: أحبك، حتى وصل بي الحال إلى أني كرهتُ هذه الكلمةَ مِن كثرة تَكْرارها. أشيروا عليَّ، وقدموا لي النصيحة في كيفية التعامل معه. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلًا بك أختي الكريمة، مِن الواضح في رسالتك أنَّ هناك أمورًا وظروفًا تعيشينها تُسَبِّب لك الضغط والعصبية؛ مما يجعلك لا تتحمَّلين هذا المزاح مِن ابنك، فالإنسانُ حين يكون في ضِيقٍ ينتظر مِن الآخرين أن يُقَدِّروا حالتَه. لكن ما رأيك أختي لو جعلتِ ابنك اللطيفَ هذا بلْسَمك في الحياة؟ فما أنقى الأطفال! وما أجملَ ابتسامتهم وأحضانهم حينما ننظر إليها بعين النِّعمة والراحة! ابنُك لا يرى مِن جمال الدنيا سِواك؛ ولذلك فهو يُلاطِفك، ويريد أن يخبرَك كلَّ لحظةٍ بحبِّه لك، وقد ترين مزحَه استفزازًا لك، بَيْدَ أنه ينُمُّ عن راحة بالٍ يعيشها، وتفتقدينها أنتِ. فأنصحك أختي بالآتي: • أن تحمدي اللهَ على نعمة ابنك، وعلى قلبِه الطيب، وأن تغتنمي كل الوقت لتستمتعي بنظرته البريئة لك وللحياة مِن حوله. • شاركيه مشاعرَه، وتحدَّثي معه عما يشعر به، وتعلَّمي منه؛ فالأطفال مدرسة مِن النقاء والطَّهارة. • اجعليه يشعُر بالاستمتاع في مذاكرتِه وحدثيه عن أهدافه، وكيف أن المسلمين لا بد أن يتعلموا العلم أكثر مِن غيرِهم؛ فيقودوا الأمة جمعاء. • علِّميه كيف نُعَبِّر عن الحبِّ بالأفعال وليس بالأقوال فقط، ولا تحْرِميه مِن حضنك ومن كلمة: أحبك يا بُني. • تذكَّري دائمًا أنه سيكبر في يومٍ مِن الأيام، وسيجد مجتمعَه الخارجي، ثم يتزوَّج ويبتعد عنك، وستتمنين عودته تلك الأيام؛ لتستمتعي بصُحبَتِه والضَّحِك معه. • احكي له كثيرًا مِن قصص الصحابة وهم في مِثْل عمرِه كيف كانوا، فمِثْلُ ذلك الصبيِّ مِن السهل أن تكسبي قلبَه، وتربطيه بالله تعالى وبمحبَّتِه. • حينما يعتاد صُحبتك سيشعر بالثِّقة نحوك ونحو حبك له، حينها علِّميه كيف يجب أن يتصرَّفَ معك إذا وَجَدَك غاضبة، أو تشعرين بضيقٍ، وحينها أيضًا ضميه لك، فسيمنحك الكثير مِن الطاقة الإيجابية وسيُعينك على تحمُّل الحياة. • حاولي قدْر استطاعتك إيجاد علاقات له ليتسلى بها، مِن أبناء أصدقائك، أو أقاربك، ممن تثقين بهم، حتى ولو كان التواصلُ عبر الإنترنت - قبل أن يخرجَ هو ويبحثَ عن مجتمعٍ بنفسه قد لا يُعجبك. • لا تنسَي الدعاء له في كلِّ وقتٍ؛ فدعاءُ الأمِّ مُستجابٌ، ولتعلمي أنه يُكَرِّر لك كلمة: أحبك؛ لأنه يريد أن يشعرَ بحبك له، ويسمع تلك الكلمة أيضًا منك، فلا تجعلي ضغوط الدنيا تُفقدك أهم ما عليك أن تمنحيه إياه، وهو الحب والثقة. وفَّقك الله، وحَفِظ لك ابنك الجميل
شبكة الألوكة
|
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
|
#3
|
||||
|
||||
وخيرا جزاكِ حبيبتي ونفع بكِ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|