الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ما هو الكشف عند أهل السنة
470099 تاريخ النشر : 28-11-2023 المشاهدات : 4801 السؤال لم أفهم ما أراده ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (٢٠/٤٥) من قوله: "وإذا كان القلب معمورا بالتقوى انجلت له الأمور، وانكشفت إلى قوله.. وأما خواص الناس فقد يعلمون عواقب أقوام بما يكشفه الله لهم، لكن ليس هذا مما يجب التصديق العام به؛ فإن كثيراً مما يظن به أنه حصل له هذا الكشف يكون ظاناً في ذلك ظناً لا يغني من الحق شيئاً، وأهل المكاشفات والمخاطبات يصيبون تارة ويخطئون أخرى كأهل النظر والاستدلال في موارد الاجتهاد"، خاصة مسألة الكشف والخوارق، فآمل التوضيح. 459 - التسجيل في الدورة 19 لأكاديمية زاد الجواب الحمد لله. الكشف عند أهل السنة نوع من الخوارق، وذلك بأن يسمع الشخص مالا يسمعه غيره، أو يرى ما لا يراه غيره، أو أن يعلم ما لا يعلمه غيره، إما من طريق الوحي والإلهام، وهذا للمؤمن، وقد يكون كرامة من الله لعبده، وقد يحصل للنفس نوع من الكشف، إما يقظة وإما مناماً بسبب قلة علاقتها مع البدن، إما برياضة أو بغيرها، وهذا هو الكشف النفساني، وهذا مشترك بين المؤمن والكافر. وينظر: "الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية" لمؤلفه: آمال بنت عبد العزيز العمرو، ص 463، "الصفدية"، لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/187). فالكشف نوع من الخوارق، أي خوارق العادة، فالعادة والأصل أن الإنسان لا يعلم شيئا من الغيب، فيخرق الله هذه العادة، ويطلع من شاء من عباده على شيء من الغيب، معجزة لنبي، أو كرامة لولي. وقد يقع ذلك لغير المؤمن، بالجوع والسهر وملازمة الخلوة وترك الاستكثار من الطعام والشراب. ومن أمثلة الكشف: أن يعلم أن جيش المسلمين سينتصر أو سينهزم، أو أن فلانا الغائب قد مات اللحظة، أو قدم . وليس الكشف أمرا قطعيا، بل قد يصيب ويخطئ. قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وأما خواص الناس فقد يعلمون عواقب أقوام بما كشف الله لهم. لكن هذا ليس مما يجب التصديق العام به، فإن كثيرا ممن يظن به أنه حصل له هذا الكشف يكون ظانا في ذلك ظنا لا يغني من الحق شيئا. وأهل المكاشفات والمخاطبات يصيبون تارة؛ ويخطئون أخرى؛ كأهل النظر والاستدلال في موارد الاجتهاد؛ ولهذا وجب عليهم جميعهم أن يعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يَزِنوا مواجيدهم ومشاهدتهم وآراءهم ومعقولاتهم بكتاب الله وسنة رسوله؛ ولا يكتفوا بمجرد ذلك؛ فإن سيد المحدَّثين والمخاطبين الملهمين من هذه الأمة هو عمر بن الخطاب؛ وقد كانت تقع له وقائع، فيردها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو صِدّيقُه التابع له الآخذ عنه، الذي هو أكمل من المحدَّث الذي يحدثه قلبه عن ربه. ولهذا وجب على جميع الخلق: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته، في جميع أموره الباطنة والظاهرة، ولو كان أحد يأتيه من الله ما لا يحتاج إلى عرضه على الكتاب والسنة، لكان مستغنيا عن الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض دينه" انتهى من "مجموع الفتاوى" (11/ 65). ومن أمثلة الكشف، كما يقول ابن القيم: " كشف أبي بكر لما قال لعائشة رضي الله عنهما: إن امرأته حامل بأنثى، وكشف عمر رضي الله عنه لما قال: يا سارية الجبل، وأضعاف هذا من كشف أولياء الرحمن" انتهى من "مدارج السالكين" (3/215). وينظر: جواب السؤال رقم: (12778). ومن أمثلة الكشف: ما وقع للشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله. قال السهروردى: كنت عزمت على أن أقرأ شيئا من علم الكلام وأنا متردد، هل أقرأ الإرشاد لإمام الحرمين؟ أو نهاية الإقدام للشهرستاني؟ أو كتاب شيخه؟ فذهبت مع خالي أبي النجيب، وكان يصلى بجنب الشيخ عبد القادر، قال: فالتفت الشيخ عبد القادر، وقال لي: يا عمر! ما هو من زاد القبر، ما هو من زاد القبر!! فرجعت عن ذلك. قال شيخ الإسلام: "فأَخبر أن الشيخ كاشفه بما كان في قلبه ، ونهاه عن الكلام الذي كان يُنسب إليه القشيرى ونحوه " انتهى من "الاستقامة" (1/87). ومن أمثلته: ما جرى للإمام الموفق ابن قدامة رحمه الله. قال الضياء المقدسي: "وسمعت الحافظ اليونيني يقول: لما كنت أسمع شناعة الخلق على الحنابلة بالتشبيه، عزمت على سؤال الشيخ الموفق، وبقيت أشهرا أريد أن أسأله، فصعدت معه الجبل، فلما كنا عند دار ابن محارب قلت: يا سيدي، وما نطقت بأكثر من سيدي، فقال لي: التشبيه مستحيل. فقلت: لم؟ قال: لأن شرط التشبيه أن نرى الشيء، ثم نشبهه، من الذي رأى الله ثم شبهه لنا؟! " انتهى من "سير أعلام النبلاء" (22/171). والحاصل: أن الكشف نوع من خوارق العادات، به يطلع صاحبه على شيء من الغيب، فيخبر به، وقد يكون هذا مجرد ظن وليس كشفا ، فيصيب ويخطئ. والله أعلم. islamqa بيان أنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى السؤال: يقول السائل: علم الغيب يقتصر على المولى دون سواه، وهناك آيات قرآنية تؤكد انفراد المولى دون غيره بذلك، ولكن نجد في كثير من الكتب عند اطلاعنا عليها أنه يكتب في نهاية الحديث أو العبارة أو الصفحة: "والله ورسوله أعلم". فما معنى ذلك؟ هل أن الرسول ﷺ يعلم الغيب في حياته ومماته أيضًا؟ نرجو من سماحتكم إجابتنا وإفادتنا والاستدلال إذا أمكن بالقرآن الكريم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: علم الغيب إلى الله ، وليس عند الرسول ﷺ ولا غيره شيء من علم الغيب، فهو مختص بالله ، كما قال الله : قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65]، وقوله لنبيه ﷺ في سورة الأعراف: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأعراف:188]، ويقول : وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ [الأنعام:59]. فالغيب عند الله ومختص به ، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، يعلم ما يكون في الآخرة وما في الجنة والنار، ويعلم الناجين من الهالكين، ويعلم أهل الجنة ويعلم أهل النار، ويعلم كل شيء ، والرسل إنما يعلمون ما جاءهم به الوحي، فما أوحى الله به إليهم يعلمونه، كما قال : عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ [الجن:26-27]. فالله يوحي إلى الرسل ما شاء كما أوحى إلى نبينا ﷺ أشياء كثيرة من أمر الآخرة وأمر القيامة وأمر الجنة والنار، وما يكون في آخر الزمان من الدجال ومن المسيح، وأمر الكعبة، ويأجوج ومأجوج، وغير ذلك مما يكون آخر الزمان، كل هذا من علم الغيب، أوحى الله به إلى نبيه ﷺ وعلمنا إياه وصار معلومًا للناس. وهكذا ما يعمله الناس من أمور الغيب عند وقوعه في بلادهم أو في غير بلادهم ويكون معلومًا لهم بعد وقوعه وكان لا يعلم لهم قبل ذلك. أما ما يقع في كتب بعض أهل العلم من قولهم: "الله ورسوله أعلم" فهذا فيما يتعلق بأمور الشرع وأحكام الشرع ومرادهم في حياته، يعلم هذه الأشياء عليه الصلاة والسلام. أما بعد وفاته فلا يعلم ما يكون في العالم ولا يدري عما يحدث في العالم؛ لأنه بموته انقطع علمه بأحوالنا عليه الصلاة والسلام، إنما تعرض عليه من أمته الصلاة والسلام عليه؛ حيث قال: صلوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم[1] حديث صحيح. أما أمور الناس وحوادث الناس وما يقع منهم من أغلاط وظلم أو حسنات، كل هذا لا يعلمه الرسول ولا غيره ممن مضى ممن مات، ولا يعلمه من يأتي، وقد يعلمه من حوله من الناس لمطالعتهم إياه ولمشاهدتهم أعمالهم من جلسائهم وأهل بلادهم. والمقصود أن علم الغيب لا يعلمه إلا الله ، وما أوحاه الله إلى الرسل هو من علم الغيب الذي أطلعهم عليه في حياتهم، وهم أطلعوا الناس عليه وعلموه للناس، وقد صح عن رسول الله أنه قال: يذاد أناس عن حوضي يوم القيامة، فأقول: يا رب أمتي وفي لفظ يقول: أصحابي أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول: سحقًا سحقًا لمن بدل بعدي[2]. فبين ﷺ أنه لا يعلم ما أحدث الناس بعده، وفي لفظ آخر: يذاد أناس عن حوضي فأقول: يا رب أمتي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال عيسى ابن مريم: وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [المائدة:117][3]. فهو ﷺ يعلم ما أوحاه الله إليه، وما كان عند الله من الغيب لا يعلمه سواه ، وبعد موته لا يعلم حوادث الناس عليه الصلاة والسلام[4]. أخرجه أبو داود في كتاب المناسك، باب زيارة القبور برقم 2042، وأحمد في باقي مسند المكثرين، باقي المسند السابق برقم 8586. أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء برقم 249. أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله (واذكر في الكتاب مريم) برقم 3447، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، برقم 2860. من ضمن أسئلة أجاب عنها سماحته في تاريخ 11 / 9 / 1408 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 28/326).
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|