بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن تبع هُداه ..
اليوم موعدنا بإذن الله تعالى مع الحديث الثاني عشر :
عن أبى هريرةَ رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حُسنِ إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه "
حديث حسن رواه الترمذى وغيره هكذا
هذا الحديث واحد من أربعة أحاديث قال فيها بعض أهل العلم : هى أصول الأدب فى السُنة ، فهذا الحديث أصلٌ من أصول الأدب ، وهو من جوامع كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
( من حُسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه )
من حُسن إسلام المرء : خبر مقدم ، تركُ : مبتدأ مؤخر : يعنى من كمال إسلام المرء ترك ما لا يعنيه
مَن هُنا : تبعيضية ، يعنى بعض ما يحسُن به إسلام المرء
( حُسن الإسلام ) هذا اللفظ جاء فى أحاديث أُخرى للنبى صلى الله عليه وسلم ، مثل : " إذا أحسن أحدكم إسلامه كان له بكل حسنةٍ يعملها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف ، وإذا عمل بالسيئة كانت السيئة بمثلها " ..
فدل هذا على أن إحسان الإسلام مرتبة عظيمة وفيها فضل عظيم .
ومن أقوال أهل العلم فى الإحسان :
-بعضهم قال : أن الإحسان : أن يأتي بالواجبات وأن ينتهي عن المحرمات ، وهى مرتبة المقتصدين الذين جاء ذكرهم فى قول الله تعالى { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقٌ بالخيرات } فالمقتصد هو الذى يأتى بالواجبات وبعض النوافل ويترك المحرمات
-وقال آخرون : إن إحسان الإسلام معناهُ أن يكون على رتبة الإحسان فى العبادة التى جاءت فى حديث جبريل المعروف : " قال فأخبرني عن الإحسان . قال : أن تعبد الله كأنكَ تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .. فالذى يُحسن إسلامه هو الذى وصل إلى درجة الإحسان إما على درجتها الأولى ( درجة المراقبة ) أو على كمالها ( درجة المشاهدة ) [ وقد سبق شرح هذا فى الحديث فليُراجع ]