عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الكفر بالطاغوت"،
بسم الله والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده أما بعد ؛ فحديثي معكم إن شاء الله عن شرط من شروط "لا إله إلا الله" شرط من شروط صحة التوحيد ألا وهو "الكفر بالطاغوت"، يقول الله تعالى في سورة البقرة : {فمن يكفر بالطاغوتويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم}والعروة الوثقى هنا كما نص على ذلك أهل العلم والتفسير هي: شهادة أن لا إلهإلا الله؛ أي من أتى بالكفر بالطاغوت ثم أتبعه إيماناً بالله تعالى فهو الـذي يكونقد استمسك بالعروة الوثقى " لا إله إلا الله ". وقال تعالى في سورة النحل: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} فهذه هي مهمة الأنبياء والرسل على مدار الزمن، ومهمة وغاية كل من سار على نهجهموطريقهم من الدعاة إلى الله تعالى. وهذه هي التي خلق الله الخلق من أجلها وبعث الرسل وأنزل الكتب يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: إعلم رحمك الله تعالى ؛أنّ أول ما فرض الله على ابن آدم الكفر بالطاغوت، والإيمانبالله ، والدليل قوله تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أنِ اعبدوا اللهَواجتنبواالطاغوت والطواغيت كثيرة ، ورؤوسهم خمسة : كما حددها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب الأول : الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله، والدليل قوله تعالى : { ألم أعهد إليكم يابني ادم أنْ لا تعبدوا الشيطان إنّه لكم عدو مبين }. الثاني : الحاكم الجائرالمغير لأحكام الله، والدليل قوله تعالى : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنّهم ءامنوابما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يُريدون أنْ يتحاكموا إلىالطاغوتوقد أُمِروا أنْ يكفروا به ويريد الشيطانُ أنْ يُضِلّهمضلالاً بعيداً }. الثالث : الذي يحكُم بغير ما أنزل الله، والدليل قولهتعالى : { ومَن لم يحكُم بما أنزل اللهُ فأولئك همُ الكافرون }. الرابع : الذي يدّعي عِلم الغيب من دون الله، والدليل قوله تعالى : { عالم الغيب فلا يُظهرعلى غيبه أحداً إلاّ مَن ارتضى مِن رسولٍ فإنّه يسلُك من بين يديه ومن خلفه رصداً } ، وقال تعالى : { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو ويعلم ما في البر والبحروماتسقط من ورقة إلاّ يعلمها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ فيكتاب مبين }. الخامس : الذي يُعبد من دون الله وهو راضٍ بالعبادة، والدليلقوله تعالى : { ومَن يقُل منهم إنّي إله من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزيالظالمين }. وقال سيد رحمه الله في الظلال عند تفسيره لقوله تعالى {وجعل منهم القردة والخنازيروعبد الطاغوت}: إن الطاغوت هو كل سلطان لا يستمد من سلطان الله، وكل حكم لا يقومعلى شريعة الله... الخلاصة أن كل شرع غير شرع الله فهو طاغوت سواء كان قانونا أو دستورا أو فكرا أو حكما وكل حاكم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت فالدساتير المعمول بها في دولنا طواغيت والمحاكم التي تحكم بالقوانين الوضعية طواغيت وحكام العرب كلهم طواغيت.. قال رحمه الله : ( إن هؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم وجوب طاعة من دون اللهكلهم كفار مرتدون عن الإسلام، كيف لا وهم يحلون ما حرم الله، ويحرمون ما أحل الله،ويسعون في الأرض فسادا بقولهم وفعلهم وتأييدهم، ومن جادل عنهم، أو أنكر على منكفرهم، أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلا لا ينقلهم إلى الكفر، فأقل أحوال هذاالمجادل أنه فاسق، لأنه لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم ) [ الرسائل الشخصية،188 ] ومن المؤسف أن تجد بعض أدعياء السلفية تقزم وتحصر دعوة التوحيد على محاربة شرك التمائم والتولة والقبور ولاتتعرض من قريب أو بعيد إلى شرك الحكام والمشرعين والقوانين والقصور بل قد تكون ممنيسير في ركاب الحكام ويعمل على تثبيت عروشهم... وإنا لله وإنا إليه راجعون أقول: الكفر بالطاغوت ليس بالتمني ولا بزعم اللسان من غير برهان أو عمل.. وصفته أنيُكفر به اعتقاداً وباطناً، وقولاً وعملاً. 1) صفة الكفر الاعتقادي بالطاغوت: أن يُضمر له العداوةوالبغضاء والكره في القلب، ويعتقد كفره وكفر من يدخل في عبادته من دون اللهتعالى. وهذا الحد من الكفر بالطاغوت لا يُعذر أحد بتركه لأنه أمر مقدور عليهيستطيع كل امرئٍ أن يأتي به من دون أدنى ضرر أو حرج، لا سلطان لبشر يمكنه منالحيلولة بينه وبين اعتقاده هذا، وبالتالي لا يُعذر أحد بالإكراه فيما يضمر أويعتقد لو اعتقد أو أضمر الكفر والرضى بالطاغوت، لأن الإكراه سلطانه على الجوارحالظاهرة لا الجوارح الباطنة. فهو أمر لا بد منه لأن خلافه يقتضي الرضىبالكفر.. الرضى القلبي بالطاغوت وإجرامه وكفره.. والرضى بالكفر كفر بلاخلاف. 2) صفة الكفر القولي بالطاغوت: يكونذلك بإظهار كفره وتكفيره باللسان، وإظهار البراءة منه ومن دينه وأتباعه وعبيده،وبيان ما هم عليه من باطل وشعوذة وكفر. كما قال تعالى: {قل يا أيهاالكافرون..} حيث لا بد من مواجهتهم بهـذه الكلمة الساطعة والواضحة الدلالة والمعانيمن غير التواء أو تلجلج أو ضعف التي تصف حقيقة حالهم وما هم عليه: يا أيهاالكافرون.. يا أيهـا المشركون المجرمون ! وقال تعالى: {قد كانت لكم أسوةحسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون اللهكفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده} الممتحنة: 4. فإبراهيم عليه السلام ومن آمن معه من المؤمنين أسوة حسنة لنا،في ماذا؟ في قولهم للمشركين ولطواغيتهم الذين يعبدونهم من دون الله: إنا برآء منكمومن دينكم، ومن طواغيتكم.. كفرنا بكم وبما تعبدون من دون الله! قد بدا بينناوبينكم العداوة والبغضاء أبداً.. وهو تعبير يفيد غاية الظهور والوضوح والإستعلان.. فهي عداوة مستمرة أبداً - عداوة وبغضاء الجوارح الظاهرة والباطنة - التي لا يمكن أنتهدأ، أو يخفت نارها إلا بشرط واحد: هو أن تنخلعوا كلياً من عبادة الطواغيت وتدخلوافي سلم العبودية لله تعالى وحده. وقال تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومهإنني براء مما تعبدون. إلا الذي فطرني فإنه سيهدين} الزخرف: 26-27. هذه ملةإبراهيم عليه السلام لا بد لكل من يرتضي ملته الحنيفية من أن يأتي بهذا القولوالإعلان والبراء.. ولا يرغب عن ملته والاقتداء به إلا السفيه الذي لا عقل له، كماقال تعالى: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه} البقرة: 130. وفيالحديث عن معاوية بن حيدة قال: قلت يا نبي الله، بما بعثك ربك إلينا؟ قال: " بالإسلام " قال: قلت وما آيات الإسلام؟ قال: " أن تقول: أسلمت وجهي إلى الله عز وجلوتخلّيت، وتُقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، كل مسلم على مسلم محرم، أخوان نصيران، لايقبل الله عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملاً، أو يُفارق المشركين إلى المسلمين " [17]. فقوله صلى الله عليه وسلم " وتخليت "؛ أي تخليت وأقلعت عن الشركوعبادة الطواغيت من دون - أو مع - الله تعالى. فمن الإمارات والعلاماتالدالة على صدق إسلامك أن تقول - بكل وضوح وثبات ومن دون أدنى تلجلجٍ أو تردد - لجميع الطواغيت في الأرض: قد تخليت عنكم، وعن عبادتكم! قال ابن تيمية رحمهالله: فلا يكون المرء موحداً إلا بنفي الشرك والبراءة منه وتكفير من فعله. اهـ. 3) صفة الكفر بالطاغوت عملاً: يكون ذلكباعتزاله واجتنابه وجهاده، وجهاد أتباعه وجنوده، وقتالهم إن أبوا إلا القتال، وعدماتخاذهم أعواناً وأولياء وشرطته وعسكره وأحزابه وكل من عاونه، كما قال تعالى: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوهاوأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد} الزمر: 16. وقال تعالى: {فقاتلواأئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم} التوبة: 12. وأئمة الكفر هم الطواغيت. وقال تعالى: {وليجدوا فيكم غلظة} التوبة: 123. وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذواالكافرين أولياء} النساء: 144. وقال تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} المائدة: 51. وقال تعالى: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} الممتحنة: 1. وغيرها كثير من النصوص التي توضح معالم وصفات الكفر بالطاغوت قولاًوعملاً. وبعد، هذه صفة الكفر بالطاغوت فمن أتى بها كاملاً غير منقوصة فهوالذي يكون قد كفر بالطاغوت وقد وفى الشرط حقه.. ومن لم يأت بهذه الصفة المتقدمذكرها لا يكون قد كفر بالطاغوت وإن زعم بلسانه ألف مرة أنه كافربالطاغوت! وإن كنت أعجب فأعجب لأناس يزعمون بألسنتهم الكفر بالطاغوت،ويستهجنون أن يكونوا من عبيد الطواغيت.. وفي نفس الوقت في لسان الحال والعمل - وربما في لسان القال كذلك - تراهم يوالون الطواغيت، ويُكثرون الجدال عنهم، ويذودونعنهم، ويدخلون في خدمتهم ونصرتهم، وجيوشهم، والتحاكم إليهم.. ومنهم من يعاديالموحدين لأجلهم! فهؤلاء لم يحققوا شرط الكفر بالطاغوت مهما زعموا بلسانهمخلاف ذلك.. فواقعهم ولسان حالهم يكذبهم ويرد عليهم زعمهم وادعاءهم. |
#2
|
|||
|
|||
اقتباس:
تم بحمد الله تعديل بعض الأخطاء الكتابية |
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم على الموضوع و على حرصكم على تعديل ما تداخل فيه من حروف خاصة في الآيات فجزاكم الله خيرًا .
|
#4
|
|||
|
|||
|
#5
|
|||
|
|||
اقتباس:
ولا يستقيم التوحيد إلا بها بل لايصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم |
#6
|
|||
|
|||
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب : ( فالله . . الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم و أوله و آخره . . أسه و رأسه ، و هو شهادة أن لا إله إلا الله ، و اعرفوا معناها و أحبوا أهلها و اجعلوهم إخوانكم - و لو كانوا بعيدين - و اكفروا بالطواغيت و عادوهم و ابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم ، أو لم يكفرهم ، أو قال ؛ ما علي منهم ، أو قال ؛ ما كلفني الله بهم ، فقد كذب هذا على الله و افترى ، بل كلفه الله بهم ، و فرض عليه الكفر بهم و البراءة منهم - و لو كانوا إخوانه و أولاده - فالله . . الله تمسكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئا ) [الدرر السنية 1/78].
|
#7
|
|||
|
|||
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب : ( فالله . . الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم و أوله و آخره . . أسه و رأسه ، و هو شهادة أن لا إله إلا الله ، و اعرفوا معناها و أحبوا أهلها و اجعلوهم إخوانكم - و لو كانوا بعيدين - و اكفروا بالطواغيت و عادوهم و ابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم ، أو لم يكفرهم ، أو قال ؛ ما علي منهم ، أو قال ؛ ما كلفني الله بهم ، فقد كذب هذا على الله و افترى ، بل كلفه الله بهم ، و فرض عليه الكفر بهم و البراءة منهم - و لو كانوا إخوانه و أولاده - فالله . . الله تمسكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئا ) [الدرر السنية 1/78].
|
#8
|
|||
|
|||
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الكفر, بالطاغوت"، |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|