الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
جهاد النفس أيها العبد: حاسب نفسك في خلوتك ..وتفكر في انقراض مدتك.. واعمل في زمان فراغك.. لوقت شدتك ..وتدبر قبل الفعل ما يملى في صحيفتك .. وانظر: هل نفسك معك أو عليك في مجاهدتك.. لقد سعد من حاسبها وفاز ..والله من حاربها وقام باستيفاء الحقوق منها وطالبها وكلما ونت عاتبها وكلما تواقفت جذبها وكلما نظرت في آمال هواها غلبها .. قال عليه الصلاة والسلام: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني" وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ..وطالبوا بالصدق في الأعمال قبل أن تطالبوا.. وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ..فإنه أهون عليكم في الحساب غداً وتزينوا للعرض الأكبر " "يَومَئِذٍ تُعرَضُونَ لَا تَخفَى مِنكُم خَافِيَةٌ" وقال الحسن البصري رحمة الله: "أيسر الناس حساباً يوم القيامة.. الذين حاسبوا أنفسهم لله عز وجل في الدنيا.. فوقفوا عند همومهم وأعمالهم.. فإن كان الدين لله هموا بالله.. وإن كان عليهم أمسكوا ..وإنما يثقل الحساب على الذين أهملوا الأمور.. فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر "فقالوا: "يَا وَيلَتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرةً إِلَّا أَحصَاها" وقال أبو بكر البخاري: "من نفر عن الناس قل أصدقاؤه ..ومن نفر عن ذنوبه طال بكاؤه ..ومن نفر عن مطعمه طال جوعه وعناؤه.." ونقل توبة بن المعلم أنه نظر يوماً وكان محاسباً لنفسه فإذا هو ابن ستين إلا عاماً فحسبها أياماً فإذا هي إحدى وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم فصرخ وقال: يا ويلتي! ألقى المليك بإحدى وعشرين ألف ذنب وخمسمائة ذنب فكيف ولى في كل يوم عشرون ألف ذنب ..ثم خر مغشياً عليه ..فإذا هو ميت .. .. إخوتي: المؤمن مع نفسه لا يتوانى عن مجاهدتها.. وإنما يسعى في سعادتها ..فاحترز عليها ..واغتنم لها منها فإنها إن علمت منك الجد جدت ..وإن رأتك مائلاً عنها صدت ..وإن حثها الجد بلحاق الصالحين سعتووفقت..وإن توانى في حقها قليلاً وقفت.. وإن طالبها بالجد لم تلبث أن صفت وأنصفت.. وإن مال عن العزم أماتها ..وإن التفت عربدت من صبر على حر المجلس خرج إلى روح السعة من رأى التناهي في المبادي سلم ومن رأى التناهي هلك لأن مشاهدة التناهي تقصير أمله.. ومشاهدة المبادي في التناهي تسوف عمله وفي الجملة: من راقب العواقب سلم .. يا هذا: هلال الهدى لا يظهر في غيم الشبع ..ولكن يبدو في صحو الجوع وترك الطمع.. واحذر أن تميل إلى حب الدنيا فتقع.. ولا تكن من الذي قال: سمعت وما سمع.. ولا ممن سوف يومه بغده فمات ولا رجع ..كلا ليندمن على تفريطه وما صنع ..وليسألن عن تقصيره في عمله وما ضيع.. فيا لها من حسرة وندامة وغصةٍ تجرع عند قراءة كتابه.. وما رأى فيه وما جمع ..فبكى بكاء شديداً فما نفع ..وبقى محزوناً لما رأى من نور المؤمن يسعى بين يديه وقد سمع.. فلا ينفعه الحزن ولا الزفير ولا البكاء ولا الجزع .. من مواعظ ابن الجوزية التعديل الأخير تم بواسطة أم هارون السلفية ; 12-12-2010 الساعة 05:42 AM سبب آخر: التنسيق |
#2
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
جـــــــــــــــزاكِ الله خيراً زهرتى أم عبد الرحمن |
#3
|
|||
|
|||
![]()
ماشاء الله موضوع جميل
ربنا يبارك فيكى يا اختى اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا وتجاوز عن سيئاتنا :astagfor: :astagfor: :astagfor:
|
#4
|
|||
|
|||
![]() جزاكم ربي خير الجزاء..واحسن اليكم وجعل الجنة مثواكم ..الكرام " بسمة الفجر" و "محبة الرحمن " ..دمتم بحفظ الله
|
#5
|
|||
|
|||
![]()
جزاكِ البارئ الجنه وبارك الله فـِ جميل طرحكْ
تقديريْ لكِ عزيزتيْ |
#6
|
|||
|
|||
![]()
موضوع في غاية الروعة ومؤثر جدا وما أحوجنا دائما لهذه الكلمات التي تذكرنا دائما بحقارة الدنيا التي يتكالب الناس عليها ويغرقون أنفسهم بالمعاصي من أجلها
بارك الله فيكي أختي الحبيبة أم عبد الرحمن أسأل الله أن يشرح صدرك ويوفقك دائما الى ما يرضي الله ونتمنى المزيد من هذه الأقوال المؤثرة وخاصة لشيخ الاسلام بن تيمية وبن القيم |
#7
|
|||
|
|||
![]() جزاكن ربي الفردوس الأعلى على طيب مروركن العطر وكلماتكن الرقراقة أخواتي الحبيبات ...
جعل ربي ما سطرتن في ميزان حسناتكن .. وفقكنَّ الباري لما يُحب ويرضى .. |
#8
|
|||
|
|||
![]()
جزاكِ الله خيراً
|
#9
|
|||
|
|||
![]() جزانا الله وإياكِ, وجعل الجنة مثوانا ومثواكِ أخيتي الغالية .
|
#10
|
|||
|
|||
![]() عن الحسن في قوله تعالى:
{وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2] قال: "لاتلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه،ماذا أردت بكلمتـي؟ ماذا أردت بـأكلتـي؟ماذا أردت بشربتي؟ والعاجز يمضي قدماً لا يحاسب نفسه" قال إبراهيم التيمي: "مثّلت نفسي في الجنة أكل ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثّلتُ نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً فقلت: فأنت في الأمنية فاعملي" كتبَ عمرُ بن الخطابِ رضي الله عنه إلى بعضِ عمُّالِهِ : (( حاسب نفسكَ في الرخاء قبلَ حسابِ الشدة ، فإن من حاسبَ نفسهُ في الرخاءِ قبلَ حساب الشدة ، عادَ أمرُه إلى الرضا والغبطة ، ومن ألهته حياته وشغلتْـهُ أهواؤه عادَ أمرُه إلى الندامةٍ والخسارة )) . قال الفضيل بن عياض: من حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه وحضر عن السؤال جوابه وحسن منقلبه ومأبه ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته وطالت في عرصات القيامة وقفاته وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته وأكيس الناس من دان نفسه وحاسبها وعاتبها وعمل لما بعد الموت واشتغل بعيوبه وإصلاحها جــــزاكِ ربي خير الجزاء وبارك فيكِ
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|