كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هل أنت محروم؟
بسم الله الرحمن الرحيم هل أنت محروم؟ للشيخ محمد سعيد رسلان الناس كلهم في المنتهى لآدم، وآدم من التراب وإلى التراب. وإنما يتفاضل الناس عند الله جل وعلا بالتقوى، بالعمل الصالح، بتفاضل ما في القلوب. وإنَّ الذي في القلوب لَيُلَوِّنُ الأعمال تلويناً، فمنها ما هو سماويٌّ يتلألأ، ومنها ما هو شيطانيٌّ يَتفَحَّم، وذلك بذلك، ولا يَظلم ربُّكَ أحداً. إنّ الأعمال تتفاوت عند الله تبارك وتعالى بتفاضل ما في القلوب، وكم من مُصَلٍ قلبُه ساجدٌ عند العرش، وآخر ليس له من صلاته من شيء، وإنما هو ضائعٌ في الفَرْش كأنه الهَبَائة لا استقرار لها ولا قرار. عبدالله بن المبارك - رحمة الله عليه - قال: قدمت مدينة النبي - صل الله عليه وعلى آله وسلم - في عام قحطٍ شديد، وقد خرج أهل مدينة الرسول - صل الله عليه وعلى آله وسلم - يستسقون، يسألون الله السُّقْيَا ويستنزلون برحمات الله جلَّ وعلا الغيثَ، من بعدما أصابهم القَرْحُ ومسَّهم القحطُ، وعَضَّتْ مَعِدَاتِهم أنيابُ الجوع. قال: فخرجت معهم، حتى إذا كنا بالخلاء بالمصلى بالصعيد جاء غلام أسود عليه كساءان من خَيْش، جعل أحدَهما إزاراً فاتَّزر به وجعل الآخر على عاتقه، ثم توجه الى الله جلَّ وعلا فقال: "اللهم إنَّ الذنوب قد باعدت الوجوه عن رحمتك، وإنَّ أهل مدينة نبيك - صل الله عليه وعلى آله وسلم - قد خرجوا يرجون رحمتك. اللهم فلا تُقَنِّطهم من رحمتك، وأغثهم اليوم واسقِهم الساعة الساعة، الساعة الساعة". قال عبدالله - عليه الرحمة - : فما زال يقول "الساعةَ الساعةَ" حتى اكتست السماء بغمامها وأرسلت ماءها، فانفتح على الأرض كأفواه القِرَب، وذهبتُ كئيباً أجُرُّ رجليَّ أحمل همي أحمل ساقيَّ، كأني في منفىً بعيد ذهبت فيه الروح بَدَدَاً وتكسرت فيه النفس شِعَباً وتَحَطَّم فيه القلب إلى حطام. فلقيتُ الفُضَيْل بن عياض - رحمة الله عليه - فقال: "ما لي أراك كئيباً ؟" ، قال: أمرٌ قد سُبقنا إليه، وأمرٌ لم نلتفت إليه. قال: "وما ذاك ؟". قال: فقصصت عليه القَصَص، فشهق فوقع مغمىً عليه. إنما هو إخلاص ما في القلوب: اِسقِ ربنا أهلَ مدينة نبيك - صل الله عليه وعلى آله وسلم - الساعة الساعة. يا من لا تَرُدُّ سائلاً ولا تُخَيِّبُ راجياً، ولكن باعدَتْ من رحمتك - وهي قريب - ذنوبٌ كثيرات متكاثرات، وباعدت من غفرانك - وهو حبيب - آثامٌ عظيمات متراكمات. فإن ذهبتْ فانكشفتْ فهو الوصل والاتصال برحمة الكبير المتعال، وإلا فهو البُعد والانفصال، ولا يَظلمُ ربُّك أحداً. (انتهى كلام الشيخ حفظه الله تعالى وبارك فيه وآجره وجزاه خيراً، آمين) منقول
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|