الفقه والأحكــام يُعنى بنشرِ الأبحاثِ الفقهيةِ والفتاوى الشرعيةِ الموثقة عن علماء أهل السُنةِ المُعتبرين. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
كيف نُمَيِّز بين ما جاء من الأوامر بلفظ الخبر وبين الخبر المجرد
كيف نُمَيِّز بين ما جاء من الأوامر بلفظ الخبر وبين الخبر المجرد مقدمة الأوامر: إما أن تأتى بلفظ افعل، أو افعلوا كقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43] وما أشبه ذلك. وإما أن تأتىبلفظ الخبر؛كقوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ } [البقرة: 228] فجملة (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ) جملة خبرية مكونة من مبتدأ، هو (الْمُطَلَّقَاتُ) وخبر وهو (يَتَرَبَّصْنَ أى ينتظرن ويتريثن) ف(المطلقات ينتظرن ثلاثة قروء) بمثابة قولك (التلميذات يذهبن إلى المدرسة) فهذا خبر تام فى اللغة ولكن هذا لا يَصِحّ فى الشرع لأنه لو كان خبراً ما جاز أن يتخلف أبدا لأن أخبار الله سبحانه لا يجوز عليها ذلك؛ فتكون الآية تقرير لحكم شرعى خبر في معنى الأمر. قال تعالى: { ..... مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا.... } [آل عمران : 97] فإنما هذا أمر لنا بأن نُؤَمِّن كل من دخل مقام إبراهيم وليس هذا خبراً لأن الأخبار لا يجوز عليها التخلف فقد قتل الناس حوله ظلماً وعدواناً. Bottom of Form قال تَعَالَى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النِّسَاءِ: 141] ، إِنْ حُمل عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ لا يجوز؛ لِوُقُوعِ سَبِيلِ الْكَافِرِ عَلَى الْمُؤْمِنِ كَثِيرًا بِأَسْرِهِ وَإِذْلَالِهِ؛ فيَكُونَ هذا أمرٌ جاء فى صورة خبر. قال تَعَالَى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [الْبَقَرَةِ: 233] ، إِنْ حُمل عَلَى أَنَّهُ أمرٌ اسْتَمَرَّ وَحَصَلَتِ الْفَائِدَةُ، وَإِنْ حُمل عَلَى أَنَّهُ إِخْبَارٌ بِشَأْنِ الْوَالِدَاتِ لا يستقيم لأن هناك من لا تتم الرضاعة حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ. قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }[الروم: 21] ونحن نرى كثير من الأزواج ليس بينهم مودة ولا رحمة؛ فيكون معنى الآية تقرير لحكم شرعى؛ فالزوج مكلف بجعل البيت سكناً ويعامل زوجته بمودة ورحمة. هذا جهدى وأرجوا الله سبحانه أن يكون صوباً! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|