الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ومات الشيخ عبد البديع !!
الحمدُ للهِ الذي خَلقَ فَسَوَّى ، وقدَّرَ فَهَدَى ، الحمدُ للهِ الذي أمَاتَ وأحيَا ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى عَبدِهِ ورَسُولِهِ وخَلِيلِهِ مُحَمَدٍ خَاتَمِ رُسُلِهِ وأنْبِيَائِهِ وَعَلَى آلِهِ وأصْحَابِهِ أجْمَعِينَ وَمَنْ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ وَتَلَمَّسَ خُطَاهُمْ إلَى يَومِ الدِّينِ ، وَبَعْدُ :
أحْبَبْتُهُ رَحِمَهُ اللهُ حُبًّا جَمًّا ، لَقَدْ كَانَ مِنْ أصْحَابِ أبِي (عَلَيْهِما رَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى) ، لَمْ يَكُنْ ذَا لِحْيَةٍ ، بَلْ لَمْ يَكُنْ مِنْ الشُّيُوخِ المُنتسِبِينَ إلى السَّلَفِيَّةِ بدقائِقِ مَنهَجِهَا ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أحسَبُهُ مِنَ الرِّجَالِ الطَّيِّبِينَ ذَوِي الخُلُقِ (وَقَلَّمَا هُمْ فِي زَمَانِنَا) . أحْسَبُهُ كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ المُتْقِنِينَ لِكِتَابِ رَبِّهِ ، وَرَغْمَ ابْتِعَادِ المَسافَةِ بَينَ مَسْجِدِنَا وَالحَيِّ الذي يَقْطُنُهُ إلا أنَّه كَانَ مُوَاظِبًا عَلَى إمَامَتِنَا فِي قِيَامِ رَمَضَانَ ، وَلَسْتُ أذكُرُ حَتَّى إنْ كَانَ تَخَلَّفَ عَنْهَا ذَاتَ يَوْمٍ أمْ لا ... وَقَدْ كَانَ (رَحِمَهُ اللهُ) ذَا صَوْتٍ جَمِيلٍ شَجِيٍّ يَجْذِبُكَ حَقًّا إنْ سَمِعْتَهُ حَتَّى وَلَوْ كُنْتَ عَنْهُ بِمَنْأى ... لَمْ أرَهُ مُنْذُ مُدَّةٍ ، وسُبْحَانَ اللهِ زَارَ طَيْفُهُ خَاطِرِي فِي هَذِهِ الأيَّامِ ، واليَوْمَ حِينَمَا كُنْتُ بِعَمَلِي وَجَدْتُنِي أسْتَقْبِلُ هَاتِفًا مِنْ إحْدَى شَقِيقَاتِي عَلَى غَيْرِ عَادَةٍ ، وَإذَا بِهَا تُخْبِرُنِي بِوَفَاةِ هَذَا الشَّيْخِ ، فإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ رَاجِعُونَ ... أسْألُ اللهَ العَلِيَّ العَظِيمَ أنْ يَرْحَمَكَ وَأنْ يُسْكِنَكَ قَصْرًا فِي جِنَانِهِ يَاشَيْخ . لَقَدْ مَاتَ الشَّيْخُ وَلَكِنْ لَيسَ فِي فِرَاشِهِ ؛ وَإنَّمَا كَانَ مُسْتَضَافًا عِنْدَ أصْحَابِنَا (هَدَاهُمُ اللهُ وَكَفَّ أذَاهُمْ عَنْ عِبَادِهِ) ، فَمَا بَلَغَنِي أنَّهُ (رَحِمَهُ اللهُ) أمَّ بِالنَّاسِ فِي مَسْجِدِهِ لِصَلاةِ الفَجْرِ هَذَا اليَوْم ، وحِينَمَا خَرَجَ وَجَدَهُمْ فِي انْتِظَارِهِ ؛ فَذَهَبَ مَعَهُمْ ، ثُمَّ بَعْدَ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أتَى أحَدُهُمْ أبْنَاءَهُ يُخْبِرُهُمْ بِوَفَاةِ أبِيهِمْ أثنَاءَ التَّحْقِيقِ (واللهُ أعلَمُ بِصِدْقِ حَدِيثِهِ) وَيَطْلُبُ مِنْهُم اسْتِلامَهُ ؛ وَلَكِنْ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ وَلا حَتَّى بِقِسْمِ شُرْطَةٍ وَلا مُسْتَشْفَى ؛ وَإنَّمَا يُخْبِرُهُمْ أنْ يَتَسَلَّمُوا أبَاهُمْ مِنْ مَشْرَحَةِ زينهم .. وإنا للهِ وإنا إليهِ راجِعونَ . وَاللهِ أشعُرُ بِغصَّةٍ فِي حَلقِي . سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ !! سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ !! المَوْتُ أقْرَبُ لِلمَرْءِ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنِهِ حَقًّا . المَوْتُ أقْرَبُ لِلمَرْءِ مِنْ دَمِ وَرِيدِهِ . أوصِي نَفْسِي وَإيَّاكُم بِالتَّأهُّبِ لِمِثْلِ هَذَا اليَوْمِ ، فإنْ كَانَ هَذا الرَّجُلُ خُتِمَ لَهُ بِصَلاةِ الفجْرِ فَأسألُ اللهَ أنْ يَجْعَلَهَا خَاتِمَةَ السَّعَادَةِ لَهُ وَأنْ يُبَيِّضَ بِهَا وَجْهَهُ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْودُّ وُجُوهٌ ، وَلَكِنْ فِي المُقَابِلِ لَيسَ مِنَّا مَنْ يَدْرِي عَلَى أيِّ وَجْهٍ سَيُخْتَمُ لَهُ .. فأعِدُّوا وَبَادِرُوا إلَى الخَيْرِ تَجِدُوهُ ، أسْألُ اللهَ أنْ يُحْسِنَ خَوَاتِيمَنَا أجْمَعِين . اللهمَّ آمينَ . لا أدْرِي لِمَاذَا خَطَّتْ يَدايَ هَذِهِ الكَلِمَاتِ ؛ وَلَكِنْ لا يَسَعُنِي إلا أنْ أطْلُبَ مِنْ قَارِئِهَا الدُّعَاءَ بِظَهْرِ الغَيْبِ لِهَذَا الرَّجُلِ الفَاضِلِ (أحسَبُهُ كَذَلِكَ) بالرَّحْمَةِ وَالمَغْفِرَةِ . أسْألُ اللهَ أنْ يَرْحَمَهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً وَأنْ يَجْعَلَ قُرْآنَهُ زَادًا وَحُجَّةً لَهُ يَومَ العَرضِ عَلَى مَوْلاهُ . وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ . |
الكلمات الدلالية (Tags) |
!!, البديع, الشيخ, عبد, ومات |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|