الحبة السوداء:
دواء لكل داء ما عدى الموت, هذا معنى ما قاله عنها الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم وعلى آله و صحبه أجمعين, إلى و حتى يوم الدين, انطلاقا من اعتقادنا الراسخ بأن شفيع الأمة لا ينطق عن الهواء فان الحبة السوداء حقيقة ثابتة لا شك فيها ولا في وجودها.
عند قراءتنا للنصائح العلاجية التي أسداها شفيع الأمة إلى البعض من بني عصره نجد أن جل النباتات و الأعشاب تذكر باسمها المعروف و المحدد:التين,الزيتون,التمر, الحلبة,الفجل, الزعتر............. والعديد من هاته النباتات لها حبوب سوداء و جل هاته الحبوب لها تأثيرات متخالفة و متفاوتة على جهاز المناعة و معظم أعضاء الجسم. كما أن هاته النباتات هي نباتات زراعية أو حقلية تزرع أو تنبت تلقائيا في البراري و المراعي و الحقول و الجنان.
كل ما وصلنا عن طريق الرواة و المؤرخين هي أسماء محددة لنباتات محددة ما عدى "الحبة السوداء" سميت حبة سوداء و هذا الاسم اسم عام و مطلق و شائع و لا يمكن أن يحدد نبتة معينة
ما يروج حاليا و ما يقال على ما يسمى بالحبة السوداء أو حبة البركة Niguella sativa من ميزات علاجية و قدرات شفائية هو من باب التجارة و الدعاية المغرية و المضللة إذ في واقع الأمر ما يحصل عليه مستعملها لا يرتقي إلى قول الحبيب المصطفى بكونها دواء لكل داء ما عدى السام، أي شافية بعون الشافي العافي لكل الأمراض ما عدى الموت. و الحال إخوتي الأفاضل جل من جرب ما يباع في الأسواق على كونه الحبة السوداء الحقيقية لم يحصل على المراد و الشفاء الحقيقي لمرضه ، و من المنطق أن نقول لو فعلا هذه النبتة المتداولة حاليا هي فعلا حبة البركة فلماذا نلتجئ إلى نباتات أخرى و عقاقير كيماوية. أرجوكم إخوتي الكرام توخي المنطق و العقلانية فقول الحبيب المصطفى الذي لا ينطق عن الهواء ثابتة لا شك و لا جدال فيها عند كل من اتبع هداه , و مفعول هذه النبتة المتداولة في الأسواق في عصرنا لا ترتقي إلى قوله عليه الصلاة و السلام ’ فالعلم الحديث اثبت الخصال المحدودة لهذه النبتة. لهذا فالحديث حقيقة ثابتة و النبتة نبتة عادية كمثيل النباتات الأخرى. أما النبتة المقصودة في الحديث هي كذلك حقيقة ثابتة لا شك في وجودها لكن لا نعرفها و من الممكن لنا من باب الاجتهاد و البحث العلمي أن نكتشفها.
أمام كل ما سردت سابقا نجد أنفسنا أمام العديد من الإشكالات:
o الحبة السوداء المذكورة في الطب النبوي الشريف حقيقة ثابتة لا ريب فيها.
o العديد من النباتات لها حبوب سوداء و كذلك زيوت روحية و جلها لها تأثيرات على المناعة.
o المعلوم انه الكمال لله الواحد الأحد و بالتالي فلم و لن يوجد كائن كامل لوحده و بالتالي لا توجد وسيلة علاجية, نبتة أو مادة كيماوية أو إشعاعية........., كاملة لوحدها.
اثبت العلم الحديث القدرات الهائلة التي وهبها العلي القدير للنبتة إذ بإمكانها التأثير على البنية الأساسية للجسم.
كما أثبتت العلوم الحديثة المفعول المتكامل بين النباتات إذا وصفت بطريقة علمية وفق معايير و مقاييس حديثة و على شكل أشكال قالونية علمية.
في استعمالنا اليومي للنبتة الطبية وفق هذه المنهجية لحضنا نتائج مذهلة حتى في أصعب الحالات الميئوس منها في الطب الرسمي.
الحبة السوداء هي حقيقة ثابتة و لكن غير محددة الاسم و لا تزرع في الحقول و لا في الجنان.
◄◄◄ خلاصة القول الحبة السوداء لم تكن نبتة محددة و معروفة و ليست زراعية, إذا كيف كانت معروفة؟ وكيف يمكننا التعرف عنها؟
عن السؤال الأول احتمالي إنها لم تكن حبة سوداء معينة بل هي مجموع حبوب سوداء مختلفة الأحجام توجد ضمن محاصيل زراعية.( اى عدة نباتات).
كيف نعرفها؟ الرواة و الكتابات التي وصلتنا لم تحددها و بالتالي لا يمكن للكائن البشري لوحده أن يعرفنا عنها.
الكائن الوحيد الذي بقي عن فطرته هو الحيوان و بالتالي هو الوحيد الذي يمكن له أن يعرفنا عن الحبة السوداء, و هنا نجد إشكال آخر أي حيوان و كيف ؟
كما يجب أن تجرى هذه الأبحاث في المملكة العربية السعودية و تحديدا في مكة المكرمة و المدينة المنورة و ذلك لاعتقادنا الراسخ أن الحبة السوداء التي ذكرها الرسول الأكرم عليه و على آله و صحبه أزكى السلام لا و لن تكون إلا من فلورا هذه الأراضي الطيبة.
الحمد لله في هذا السياق، فمنهجية البحث و مراحل تطبيقها قد حددت بطريقة علمية. و إنني على استعداد تام للتعاون مع كل من يهمه الأمر لإجراء هذا البحث على عين الواقع. أرجو العلي القدير و الواسع العليم أن يثبت خطانا و ينير أبصارنا و يشرح صدورنا و يلهمنا حسن ذكره و شكره و طاعته و حب العلم و المعرفة و روح المثابرة.
إخوتي الكرام أكون سعيدا بانتقاداتكم و آرائكم و مقترحاتكم
و السلام عليكم.
الدكتور محمد شنيبة
التوقيع:
* أحسن دواء: الإيمان بالله و العمل على مرضاته و الضحك و المرح و الاستمتاع بالحياة.
* ثاني دواء: إذا فهمت سرّ الخالق في النباتات و الغذاء.
* ثالث دواء: ما يصفه لك الأطباء.
الدكتور محمد شنيبه
*