انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > الإعلامي وأخبار المسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-18-2010, 02:22 PM
احمد الانباري احمد الانباري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي في كل يوم نسمع وامعتصماه فأين المعتصم

 

بسم الله الرحمن الرحيم
في كل يوم تتكرر المأساة وتتكرر القصص التي نسمع بها فيمشارق الارض ومغاربها ودائما الضحية امرأة
مسلمة والفاعل دائما عدو كافر صائل على كل شيء
في كل يوم نسمع عن اعتقال مسلمة اواغتصابها اوقتلها بأبشع الطرق لكن لا احد يتحرك لأن الامر يتعلق بالمسلمين الذين لايستحقون الحياة في نظر اليهود والنصارى
وفي كل يوم تتكرر منادات واستغاثات وصيحات المسلمات في سجونالكفار ان اغيثونا ان استرونا ان حررونا
ولسان حلهم يقول واإسلاماه وامعتصماه لكن مادرين انه كانهناك معتصم واحد في زمن من الازمان ورحل
أما متى يأتي معتصم ثاني فالله اعلم
هذه بداية كلماتي التي انسجها لأنقل لكم قصة اخت لنا مسلمةذاقت اشد انواع الذل والهوان والعذاب وهي تنتظر ان يأتي يوم ليدخل فرسان الاسلامفيحرروها ويخرجوها ويعزوها بعد طول ذل ويكسوها ويستروها وانا لله وانا اليه راجعونوحتى لا اطيل عليكم الكلام هاكم اخوتي الافاضل القصة نقلا عن مجلة البيان بقلم (الدكتور محمد علي غوري )والخبر تناقلته ايضا القنوات الفضائية منها قناة الجزيرةوغيرها.

كانت صرخاتها تصخُّ آذان حراسالسجن، ولكنهم لم يكونوا من الذين ترقُّ قلوبهـــم عنــد سماع أنيــنٍ أو توجُّــعٍأو صراخ، وطال عليهم العهد بمثل هذه الأمور فلم يعودوا يعبؤون بها، وقست قلوبهم فهيكالحجارة أو أشد قسوة.

كان السجن للرجال وليست فيه امرأة واحدة غير هذه المسكينةالتي ساقها القدر إلى هذا المكان القاسي. كانت إذا ألجأتها الضرورة إلى الذهاب إلىالحمام لم يكن أمامها إلا الحمامات التي يستخدمها الآخرون وهم كلهم رجال، وحماماتالسجون - كما هو معروف - ليست لها أبواب. وكان الحراس يتسلّون بها في لياليهمالباردة بكل فعل شيطاني يخطر على فكر أكثر الناس انحلالاً. إذا خلت إلى نفسها كانتكثيراً ما تتساءل: ماذا فعلتُ حتى أستحق كل ما يحدث لي؟!

قضت الدكتورة (عافية صدِّيقي) زهرة حياتها في أمريكا تتعلم في جامعة (ماساتشوستس للتكنولوجيا) حتى تخرَّجت طبيبة متخصصة في علم الأعصاب، وهو تخصص نادر، ثم عادت إلى وطنها (باكستان) لتخدم بلدها وتساهم في التخفيف من آلام الشعب الباكستاني المسكين الذيتتوالى عليه المصائب من حكَّامه العسكريين والمدنيين؛ المنتخَبين والمفروضين عليه؛فالشعب الباكستاني هو آخر ما يفكر فيه حكَّامه.

عاشتالدكتورة (عافية صدِّيقي) عيشة هادئة بين أُسرتها وعملها، وتزوجت، ولكن زواجها لميستمر طويلاً؛ فقد طلَّقها زوجها الدكتور (أمجد)، بعد أن رُزقت منه ثلاثة أولادبقوا في رعايتها. وفي يوم من أيام صيف عام 2003م سافرت من (راولبندي) حيث مقر عملهاإلى (كراتشي) لتزور والدتها وأختها، وبعد انتهاء الزيارة خرجت من بيت أمها تقلُّهاسيارة أجرة لتوصلها إلى المطار، ولكنها لم تصل، ولم يعلم عنها أحد شيئاً حتى أهلها؛فقد اختفت مع أولادها الثلاثة، وكان عمر أكبرهم أربع سنوات، وأصغرهم لم يتجاوزالشهر الواحد، وحين حاول أهلها السؤال عنها مُنعوا من ذلك؛ فقد اتصلت الاستخباراتالباكستانية بأمهــا وأختهــا - وهما طبيبتان أيضاً - تطالبهما بالتزام الصمت، وبعدفترة حين ألحَّت الأم لمعرفة مصير ابنتها وأحفادها اتصل بها وزير الداخلية آنذاكوهو (فيصل صالح حيات)، ووعدها بعودة ابنتها وأولادها الثلاثة إليها قريباً، ولكنهملم يعودوا. مضت خمس سنوات ولم يعرف عنها أحد شيئاً إلا ما يقال عن امرأة مجهولةالهوية تعيش حياة بئيسة في سجن (بجرام) في أفغانستان، ولم يخطر على بال أحد أن هذهالسجينة البائسة قد تكون الدكتورة (عافية صدِّيقي).

هناك أكثرمن خمسمائة شخص اختطفتهم السلطات الباكستانية العسكرية من بين أهاليهم وباعتهم إلىأمريكا. أحد هؤلاء (معظم بيك) الذي أخذه الأمريكان من إسلام أباد إلى سجن (بجرام) في أفغانستان، الذي يعد أكبر معتقل أمريكي في المنطقة. بقي (معظم بيك) في هذا السجنعدة أشهر، وخلال وجوده فيه اعتاد سماع صرخات مؤلمة لامرأة، ورغم انتقاله من هناكإلى سجن غوانتنامو في كوبا إلا أن طنين تلك الصرخات كان يصخُّ أذنيه ويقلقه، وفيعام 2005م وبعد الإفراج عنه قام بتأليف كتاب أسماه (Enemy Combatant) سجَّل فيه كلما رآه وشاهده من مظاهر الظلم والجبروت الأمريكي، ولم ينسَ أن يذكر السجينة رقم (650) وصرخاتها المتألمة المؤلمة التي كانت العلامة الوحيدة عليها.

قرأت الصحفيةالبريطانية (يون ردلي) - التي أعلنت إسلامها حديثاً - ما كتبه (معظــم بيك)، ولفــتنظـــرها ما ذكره عن تلك السجينة المجهولة؛ فدفعها حسها الصحفي إلى البحث عنهويتها، وبعد البحث والتحري اكتشفت أنها ليست إلا الدكتورة (عافية صدِّيقي) الطبيبةالباكستانية المتخصصة في علم الأعصاب والتي اختفت من كراتشي في شهر يوليو عام 2003م. أعلنت (يون ردلي) خبرها على العالم؛ فأثارت بذلك الرأي العام العالمي؛ فقامأحد الناشطين في لجنة حقوق الإنسان الآسيوية بمتابعة موضوعها؛ فعرف أنها تعرَّضتخلال وجودها في السجن لأنواع شتى من التعذيب الذي يعجز أقوى الرجال عن تحمُّله،ووصل إلى الاعتداء الجنسي المتكرر عليها من قِبَل الأمريكيين العاملين في سجن (بجرام)، وفيما بعد صرَّح عضو البرلمان البريطاني المسلم (اللورد نذير أحمد) بأنالدكتورة (عافية) تعرَّضت للاغتصاب من قِبَل الجنود الأمريكيين في سجن (بجرام)، كماتعرَّضت لأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي حتى أصيبت بأمراض نفسية خطيرة فقدتذاكرتها على إثرها.

كانت السلطات الباكستانية والأمريكية تحاول إخفاء أمرالدكتورة (عافية) وغيرها من الذين سلَّمتهم باكستان إلى أمريكا أو باعتهم لها بثمنبخس دولارات معدودة؛ بدليل أنهم في سجن (بجرام) لم يكونوا ينادونها باسمها، وإنمابرقمها؛ لطمس معالم شخصيتها الحقيقية، وبدليل التكتُّم الشديد الذي أحاط عملية بيعهؤلاء، وبدليل منع أهاليهم وأقاربهم من البحث والسؤال عنهم، وبدليل عدم معرفة أحدشيئاً عن مصير الكثيرين منهم حتى اليوم.

وحين ثارتقضية الدكتورة (عافية صدِّيقي) على صفحات الجرائد والمجلات حاولت أمريكا أن تتداركالأمر؛ فاضطرت إلى البحث عن تُهم توجهها إليها؛ فقامت باتهامها زوراً وبهتاناًبمحاولة نسف مكتب الحاكم الإقليمي في (غزنة) وبمحاولة قتل ضباط أمريكيين فيأفغانستان. حقاً إن قصة اعتقالها كما ترويها وكالة الاستخبارات الأمريكية من أغربالقصص. وإليكم تفاصيل تلك الاتهامات: «ادَّعت السلطات العسكرية الأفغانية أنها عثرتعلى الدكتورة (عافية صدِّيقي) تحوم حول المبنى الذي يضم مكتب الحاكم الإقليمي لـ (غزنة)، وفي جعبتها عبوات ناسفة ومتفجرات وخرائط لمعالم حساسة في الولايات المتحدةالأمريكية، والأغرب من ذلك ادِّعاؤهم أن ابنها الصغير كان معها. وحين دخل ضباطأمريكيون تابعون لوكالة الاستخبارات الأمريكية الـ (FBI) الغرفة التي كانت محتجزةفيها لم يجدوها، فوضــع أحدهم سلاحه - وهو من النوع الثقيل جداً - بجانب الباب؛فتناولته الدكتورة (عافية) وكانت مختفية خلف الستار بجانب الباب؛ وأطلقت النار منهعلى الضباط، ولكنها أخطأتهم، ولم تصب منهم أحداً، فقام أحدهم بإطلاق النار عليها،فأصابها بطلقة في صدرها».

كان الإعلام الباكستاني - للأسف الشديد - آخر من اهتمبموضوع هذه المسكينة وأمثالها من المفقودين الذين يتجاوز عددهم خمسمائة شخص. لميهتم الإعلام الباكستاني بها إلا بعد أن رآها العالم في إحدى محاكم نيويورك وهيتحاكم على تلك الاتهامات المضحكة المبكية الغريبة. حين شُوهدت في المحكمة لم تكنتستطيع الوقوف على رجليها، كانت تستند إلى آخرين أثناء الوقوف والمشي، وكانت تبدوهزيلة وضعيفة، وكان الدم ينزف منها، وآثار التعذيب بادية عليها. قالت أختهاالدكتورة (فوزية صدِّيقي) في كراتشي: إنهم عاملوها معاملة قاسية وصلت إلى درجة أنهمأخذوا أجزاء من جسمها ومنها كليتها؛ إمعاناً في تعذيبها، وأضافت أن أختها الآن بينالموت والحياة، وربما تفقد حياتها قريباً إذا لم تسعف بعلاج جدي، وأن السلطاتالأمريكية لم تهتم بعلاجها، فموتها أفضـــل من حيــاتها بالنسبة لهــم؛ لأنهــا لوماتت لدُفن معها سرُّها الذي بدأ يقلقهم، وهذه لعبة المصالح التي تجيدها أمريكا. وحين طلبت الدكتورة (عافية) أن تعالجها طبيبة امرأة رفضوا ذلك بحجة عدم وجود طبيباتنساء!

الحقيقة التي تحاول أمريكا أن تخفيها هي أن الدكتورة (عافية) كانت من المطلوبين لديها لعلاقتها بالقاعدة، ففي شهر مارس عام 2003م - أي: قبل اختفائها بأربعة أشهر تقريباً - عرضت القنوات التلفزيونية الأمريكية صورهامتهمة إياها بأنها أخطر أعضاء القاعدة، إلى جانب صورة (خالد الشيخ محمد).

لِمَ انتظرتأمريكا خمس سنوات حتى توجِّه إلى الدكتورة (عافية) تلك الاتهاماتالملفَّقة؟!

لِمَ بقيت هذه المسكينة خمس سنوات في سجن (بجرام) الأمريكيدون أن توجَّه إليها أية تهمة؟!

لِمَ تعرَّضتلكل هذا التعذيب الوحشي الذي لا نجد له نظيراً في العالم؟!

لِمَ لَمْتُتهَم بعلاقتها بالقاعدة وتُقدَّم إلى المحاكمة؟ أم أن هذا الاتهام لا يُعتَدُّ بهفي عُرْف القانون؟!

لِمَ لَمْ تُعالَج على الرغم من وضعها الصحي المتدهور، وهيفي نيويورك أكثر مدن العالم تحضُّراً؟!

أين الرأيالعام العالمي الذي يقوم ولا يقعد إذا تعرَّض حيوان في آسيا أو إفريقيةلسوء؟!

أين دعاة حقوق الإنسان؟! أم أن الباكستانيين ليست لهم حقوق؟أم أنهم ليسوا من البشر؟ نعم! حاول حكَّامنا أن يثبتوا ذلك ببيع شعبهم، ولكن أينالشعب الباكستاني صاحب الغيرة على نسائه؟ كم سمعنا بالقتل من أجل الغيرة على البناتوالأخوات والأمهات؛ فأين الغيرة على بنت باكستان ورمزها الدكتورة (عافية) التيباعتها حكومتنا المتكفِّلة بحمايتنا؟!

لماذا لاتتحرك الحكومة الباكستانية الحالية المنتخبة من قِبَل الشعب الباكستاني بعد أنولَّت الحكومة السابقة التي باعت أبناءها لأعدائها، وولَّى رمز النظام الدكتاتوريالحاكم الذي داس على كرامة الشعب الباكستاني لأكثر من تسع سنوات؟ لماذا لا تتحركبشكل جدي وتطالب بإعادة الدكتورة (عافية) إلى وطنها لتحاكم في باكستان إذا كانتمتهمة بشيء؟

نحن كلنا مسؤولون عنهاأمام الله {وَإذَا الْـمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: ٨ - ٩].

كان الخليفة العادل عمر بن الخطاب - - وهوفي المدينة يخاف أن يسأله الله - سبحانه وتعالى - عن بغلة تعثرت في العراق: لِمَلَمْ تمهِّد لها الطريق يا عمر؟!

حين كنا خيرأمة كنا نفتح بلاداً ونعاقب جبابرة من أجل صرخة واحدة لامرأة مظلومة، أين أصبحنااليوم؟ كرامتنا تُداس وعرضنا يُدنَّس وبناتنا تُباع، ونحن نقف مكتوفي الأيدي لانحرك ساكناً.

لكِ الله يا (عافية)، وحين أراكِ أرى فيك أختي فيتمزق قلبيألماً وحزناً، ربما لا تعرفين حتى الآن أن أمك فقدت حياتها حزناً عليك. لم يكن لكذنب إلا أنك اخترت طريق الالتزام بشرع الله، والسير على منهجه وارتداء الحجاب الذييزعج الغرب؛ وخاصة منك أنت التي تخرَّجت من أكبر جامعاته في أمريكا؛ فكان المفترضأن تنقلبي على دينك وعلى أهلك وعاداتك وتقاليدك الإسلامية؛ ولكنك بدلاً من ذلك آثرتأن تكوني مسلمة حقيقية وباكستانية متمسكة بالشريعة الإسلامية.
فها هي اختنا هذه قصتها تأن في سجون الكفار ولا مجيب فياإخوتي الدعاء الدعاء لها اللهم فرج عنها وعن كل اخت مسلمة وثبتنا وثبتهن واحفظاعراضهن وما ندري والله ما نقول لربنا جل وعلا يوم ان يسألنا يوم القيامة لماذا لمتنصروا اخواتكم المستضعفات وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وقبل ان اختم اريد ان اذكر المسلمين بأحداث من الماضي رفعاجدادنا بها هاماتهم بين الامم واذلوا كل امة حاولة ان تعتدي على مقدساتهمواعراضهم.
نقل ابن كثير وهو يحكي قصة فتحعمورية فقال :

... وسار بهم كذلك قاصداً إلى عمورية، وكان بينها وبين مدينةأنقره سبع مراحل، فأول من وصل إليها من الجيش أشناس أمير الميسرة ضحوة يوم الخميسلخمس خلون من رمضان من هذه السنة، فدار حولها دورة ثم نزل على ميلين منها، ثم قدمالمعتصم صبيحة يوم الجمعة بعده، فدار حولها دورة ثم نزل قريباً منها، وقد تحصنأهلها تحصناً شديداً وملأوا أبراجها بالرجال والسلاح، وهي مدينة عظيمة كبيرة جداًذات سور منيع وأبراج عالية كبار كثيرة.

وقسّمالمعتصم الأبراج على الأمراء فنزل كل أمير تجاه الموضع الذي أقطعه وعينه له، ونزلالمعتصم قبالة مكان هناك قد أرشد إليه، أرشده إليه بعض من كان فيها من المسلمين. وكان قد تنصر عندهم وتزوج منهم، فلما رأى أمير المؤمنين والمسلمين رجع إلى الإسلاموخرج إلى الخليفة فأسلم وأعلمه بمكان في السور كان قد هدمه السيل وبني بناء ضعيفاًبلا أساس.

فنصب المعتصم المجانيق حول عمورية فكان أول موضع انهدم منسورها ذلك الموضع الذي دلهم عليه ذلك الأسير، فبادر أهل البلد فسدوه بالخشب الكبارالمتلاصقة فألح عليها المنجنيق فجعلوا فوقها البرادع ليردوا حدة الحجر فلم تغنشيئاً، وانهدم السور من ذلك الجانب وتفسخ.

فكتب نائبالبلد إلى ملك الروم يعلمه بذلك، وبعث ذلك مع غلامين من قومهم فلما اجتازوا بالجيشفي طريقهما أنكر المسلمين أمرهما فسألوهما: ممن أنتما ؟
فقالا: من أصحاب فلان - لأمير سموه من أمراءالمسلمين -.
فحملا إلى المعتصم فقررهما فإذا معهما كتاب مناطس نائبعمورية إلى ملك الروم يعلمه بما حصل لهم من الحصار، وأنه عازم على الخروج من أبوابالبلد بمن معه بغتة على المسلمين ومناجزهم القتال كائناً في ذلك ما كان.

فلما وقفالمعتصم على ذلك أمر بالغلامين فخلع عليهما، وأن يعطى كل غلام منهما بدرة، فأسلمامن فورهما فأمر الخليفة أن يطاف بهما حول البلد وعليهما الخلع، وأن يوقفا تحت حصنمناطس فينثر عليهما الدراهم والخلع، ومعهما الكتاب الذي كتب به مناطس إلى ملك الرومفجعلت الروم تلعنهما وتسبهما.

ثم أمرالمعتصم عند ذلك بتجديد الحرس والاحتياط والاحتفاظ من خروج الروم بغتة، فضاقت الرومذرعاً بذلك، وألح عليهم المسلمون في الحصار، وقد زاد المعتصم في المجانيق والدباباتوغير ذلك من آلات الحرب.

ولما رأى المعتصم عمق خندقها وارتفاع سورها، أعمل المجانيقفي مقاومة السور، وكان قد غنم في الطريق غنماً كثيراً جداً ففرقها في الناس وأمر أنيأكل كل رجل رأساً ويجيء بملء جلده تراباً فيطرحه في الخندق، ففعل الناس ذلك فتساوىالخندق بوجه الأرض من كثرة ما طرح فيه من الأغنام، ثم أمر بالتراب فوضع فوق ذلك حتىصار طريقاً ممهداً، وأمر بالدبابات أن توضع فوقه فلم يحوج الله إلى ذلك.

وبينما الناسفي الجسر المردوم إذ هدم المنجنيق ذلك الموضع المعيب، فلما سقط ما بين البرجين سمعالناس هدة عظيمة فظنها من لم يرها أن الروم قد خرجوا على المسلمين بغتة، فبعثالمعتصم من نادى في الناس: إنما ذلك سقوط السور.

ففرحالمسلمون بذلك فرحاً شديداً، لكن لم يكن ما هدم يسع الخيل والرجال إذادخلوا.
وقوي الحصار وقد وكلت الروم بكل برج من أبراج السور أميراًيحفظه، فضعف ذلك الأمير الذي هدمت ناحيته من السور عن مقاومة ما يلقاه من الحصار،فذهب إلى مناطس فسأله نجدة فامتنع أحد من الروم أن ينجده وقالوا: لا نترك ما نحنموكلون في حفظه.

فلما يئس منهم خرج إلى المعتصم ليجتمع به. فلما وصل إليهأمر المعتصم المسلمين أن يدخلوا البلد من تلك الثغرة التي قد خلت من المقاتلة، فركبالمسلمون نحوها فجعلت الروم يشيرون إليهم ولا يقدرون على دفاعهم، فلم يلتفت إليهمالمسلمون.

ثم تكاثروا عليهم ودخلوا البلد قهراً، وتتابع المسلمونإليها يكبرون، وتفرقت الروم عن أماكنها فجعل المسلمون يقتلونهم في كل مكان حيثوجدوهم، وقد حشروهم في كنيسة لهم هائلة ففتحوها قسراً وقتلوا من فيها وأحرقوا عليهمباب الكنيسة فاحترقت فأحرقوا عن آخرهم.

ولم يبق فيهاموضع محصن سوى المكان الذي فيه النائب، وهو مناطس في حصن منيع، فركب المعتصم فرسهوجاء حتى وقف بحذاء الحصن الذي فيه مناطس فناداه المنادي: ويحك يا مناطس ! هذا أميرالمؤمنين واقف تجاهك.
فقالوا: ليس بمناطس ههنا مرتين.
فغضب المعتصم منذلك وولى فنادى مناطس: هذا مناطس، هذا مناطس.
فرجع الخليفةونصب السلالم على الحصن وطلعت الرسل إليه فقالوا له: ويحك ! انزل على حكم أميرالمؤمنين.
فتمنع ثم نزل متقلداً سيفاً فوضع السيف في عنقه ثم جيء بهحتى أوقف بين يدي المعتصم فضربه بالسوط على رأسه ثم أمر به أن يمشي إلى مضربالخليفة مهاناً إلى الوطاق الذي فيه الخليفة نازل، فأوثق هناك.

وأخذالمسلمون من عمورية أموالاً لا تحد ولا توصف فحملوا منها ما أمكن حمله، وأمرالمعتصم بإحراق ما بقي من ذلك، وبإحراق ما هنالك من المجانيق والدبابات وآلات الحربلئلا يتقوى بها الروم على شيء من حرب المسلمين، ثم انصرف المعتصم راجعاً إلى ناحيةطرسوس في آخر شوال من هذه السنة.
وكانت إقامته علىعمورية خمسة وعشرين يوماً. ا. هـ.

فقال أبوتمام:
السَّيفُأصدقُ أنباءً منَ الكتبِ
في حدهِ الحدُّ بينَالجدِّواللَّعبِ
بيضُالصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في
مُتُونهنَّ جلاءُ الشَّكِّوالرِّيبِ
والعلمُ فيشُهُبِ الأرماحِ لامعةً
بينَ الخمسينِ لا فيالسَّبعةِالشُّهُبِ
أينَالرِّوايةُ بلْ أينَ النُّجومُ وما
صاغوه منْ زخرفٍ فيها ومنكذبِ
تخرُّصاًوأحاديثاً ملفَّقةً
ليستْ بنبعٍ إذا عدَّتْولاغربِ
عجائباً زعمواالأيَّامَ مُجْفلةً
عنهُنَّ في صفرِ الأصفارأوْرجبِ
وخوَّفواالناسَ منْ دهياءَ مظلمةٍ
إذابدا الكوكبُ الغربيُّ ذوالذَّنبِ
وصيَّرواالأبراجَ العُلْيا مُرتَّبةً
ماكانَ منقلباً أوْ غيرَمنقلبِ
يقضون بالأمرعنها وهي غافلة
ما دار في فلك منهاوفيقُطُبِ
لو بيَّنت قطّأمراً قبل موقعه
لم تُخفِ ما حلَّبالأوثانوالصلبِ
فتحُ الفتوحِتعالى أنْ يحيطَ بهِ
نظمٌ من الشِّعرِ أوْ نثرٌمنالخُطبِ
فتحٌ تفتَّحُأبوابُ السَّماءِ لهُ
وتبرزُ الأرضُ فيأثوابهاالقُشُبِ
يا يومَ وقعةِعمُّوريَّةََ انصرفتْ
منكَ المُنى حُفَّلاًمعسولةََالحلبِ
أبقيْتَ جدَّبني الإسلامِ في صعدٍ
والمشركينَ ودارَ الشِّركِفيصببِ
أمٌّ لهمْ لوْرجوا أن تفتدى جعلوا
فداءها كلَّ أمٍّمنهمُوأبِ
وبرْزةِالوجهِ قدْ أعيتْ رياضتُهَا
كِسرى وصدَّت صدوداً عنْ أبيكربِ
بكرٌ فماافترعتها كفُّ حادثةٍ
ولا ترقَّتْ إليهاهمَّةُالنُّوبِ
منْ عهدِإسكندرٍ أوْ قبل ذلكَ قدْ
شابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْتشبِ
حتَّى إذامخَّضَ اللهُ الِّسنين لها
مخضَ البخيلةِ كانتْ زبدةَالحِقَبِ
أتتهُمُالكُربةُ السَّوداءُ سادرةً
منها وكان اسمها فرَّاجةَالكُربِ
جرى لهاالفالُ برحاً يومَ أنقرةِ
إذْغودرتْ وحشةََ الساحاتِوالرِّحبِ
لمَّا رأتْأختها بالأمسِ قدْ خربتْ
كان الخرابُ لها أعدىمنالجربِ
كمْ بينَحِيطانها من فارسٍ بطلٍ
قاني الذّوائب من آنيدمٍسربِ
بسُنَّةِالسَّيفِ والخطيَّ منْ دمه
لاسُنَّةِ الدِّين والإسلامِمُختضِبِ
لقد تركتَأميرَ المؤمنينَ بها
للنَّارِ يوماً ذليلَالصَّخرِوالخشبِ
غادرتَ فيهابهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحىً
يشلُّهُ وسْطها صُبحٌ منَاللًَّهبِ
حتَّى كأنَّجلابيبَ الدُّجى رغبتْ
عنْ لونها وكأنَّ الشِّمسَلمتغبِ
ضوءٌ منَالنَّارِ والظَّلماءُ عاكفةٌ
وظُلمةٌ منَ دخان في ضُحىًشحبِ
فالشمسُطالعةٌ منْ ذا وقدْ أفلتْ
والشَّمسُ واجبةٌ منْ ذا ولمْتجبِ
تصرَّحَالدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لها
عنْيومِ هيجاءَ منها طاهرٍجُنُبِ
لم تطلُعِالشَّمسُ فيهِ يومَ ذاك على
بانٍ بأهلٍ ولم تغربْ علىعزبِ
ما ربعُميَّةََ معموراً يطيفُ بهِ
غيلانُ أبهى رُبىً منْ ربعهاالخربِ
ولا الخدودُوقدْ أدمينَ منْ خجلٍ
أشهى إلى ناظري منْخدِّهاالتَّربِ
سماجةً غنيتْمنَّا العيون بها
عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْمنظرعجبِ
وحسنُ منقلبٍتبقى عواقبهُ
جاءتْ بشاشتهُ منْسوءٍمنقلبِ
لوْ يعلمُالكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ
لهُالعواقبُ بينَ السُّمرِوالقُضُبِ
تدبيرُ معتصمٍبالله منتقمٍ
للهِ مرتقبٍ فياللهمُرتغبِ
ومُطعمِالنَّصرِ لمْ تكهمْ أسنَّتهُ
يوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِمحتجبِ
لمْ يغزُقوماً، ولمْ ينهدْ إلى بلدٍ
إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ منالرَّعبِ
لوْ لمْ يقدْجحفلاً، يومَ الوغى، لغدا
منْنفسهِ، وحدها، في جحفلٍلجبِ
رمى بكَ اللهُبُرْجَيْها فهدَّمها
ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِلمْيصبِ
منْ بعدِ ماأشَّبُوها واثقينَ بها
واللهُ مفتاحُ بابالمعقلالأشبِ
وقال ذُوأمرهمْ لا مرتعٌ صددٌ
للسارحينَ وليسَ الوردُمنْكثبِ
أمانياًسلبتهمْ نجحَ هاجسها
ظُبَى السيوفِ وأطرافالقناالسُّلُبِ
إنَّالحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ
دَلْوَا الحياتين من ماءٍ ومنعُشُبِ
لبَّيتَ صوتاًزبطريّاً هرقتَ لهُ
كأسَ الكرى ورُضابَالخُرَّدِالعُرُبِ
عداك حرُّالثغورِ المستضامةِ عنْ
بردِ الثُّغور وعنْسلسالهاالحصبِ
أجبتهُمُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً
ولوْ أجبتَ بغيرِ السَّيفِ لمْتُجبِ
حتّى تركتَعمود الشِّركِ مُنعفراً
ولم تُعرِّجْ علىالأوتادِوالطُّنُبِ
لمَّا رأىالحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ
والحربُ مُشتقَّةُ المعنى منَالحربِ
غدا يُصرِّفُبالأموال جربتها
فعزَّهُ البحرُ ذوالتيارِوالحدبِ
هيهاتَ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ زُعزعتِ الأرضُ الوقُورُبهِ
عنغزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْومُكتسبِ
لمْ يُنفقالذهبَ المُربي بكثرتهِ
على الحصى وبهِ فقْرٌإلىالذَّهبِ
إنَّ الأسودَأسودَ الغيلِ همَّتُها
يوم الكريهةِ في المسلوبلاالسَّلبِ
ولَّى، وقدْألجمَ الخطِّيُّ منطقهُ
بسكتةٍ تحتها الأحشاءُفيصخبِ
أحْذى قرابينهصرفَ الرَّدى ومضى
يحتثُّ أنجى مطاياهُمنالهربِ
موكِّلاًبيفاعِ الأرضِ يُشرفهُ
منْ خفّةِ الخوفِ لا منْخفَّةِالطربِ
إنْ يعدُ منْحرِّها عدوَ الظَّليم، فقدْ
أوسعتَ جاحمها منْ كثرةِالحطبِ
تسعونَ ألفاًكآسادِ الشَّرى نضجتْ
جُلُوُدهُمْ قبل نُضجِالتينِوالعنبِ
يا رُبَّحوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْ
طابت ولو ضُمختْ بالمسكِ لمتطبِ
ومُغضبٍ رجعتْبيضُ السُّيوفِ بهِ
حيَّ الرِّضا منْ رداهمْميِّتَالغضبِ
والحربُقائمةُ في مأزقٍ لججٍ
تجثُو القيامُ بهِ صُغراًعلىالرُّكبِ
كمْ نيلَ تحتَسناها من سنا قمرٍ
وتحتَ عارضها منْعارضٍشنبِ
كمْ كان فيقطعِ أسباب الرِّقاب بها
إلى المخدَّرةِ العذراءِمنَسببِ
كم أحرزتقُضُبُ الهنديِّ مُصْلتهً
تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ فيكُثُبِ
بيضٌ، إذاانتُضيتْ من حُجبها، رجعتْ
أحقُّ بالبيض أتراباً منَالحُجُبِ
خليفةََ اللهِجازى اللهُ سعيكَ عنْ
جُرثومةِ الدِّينِوالإسلامِوالحسبِ
بصُرْتَبالرَّاحةِ الكُبرى فلمْ ترها
تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَالتَّعبِ
إن كان بينَصُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ
موصولةٍ أوْ ذمامٍ غيرِمُنقضبِ
فبينَأيَّامكَ اللاَّتي نُصرتَ بها
وبينَ أيَّامِ بدر أقربُالنَّسبِ
أبْقتْ بنيالأصفر الممراضِ كاسمهمِ
صُفْرَ الوجوهِ وجلَّتْأوْجُهَالعربِ

ودعوة اخيرة الى اخواننا المجاهدين عليكم بالامريكان عليكمباليهود والنصارى اخطفوا رعاياهم خذوهم اسرى وافدوهم اين ما وجدوا واين ما حلواواستبدلوهم بأسرى المسلمين شدوا عليهم الخناق في كل دول العالم اناشد ابطال الصومالوشجعان الافغان واسود الرافدين ورجال الشيشان ومغاوير باكستان والى كل مسلم بطلشدوا الوثاق على الكفار والحمد لله رب العالمين.


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المعتصم, حول, فأين, في, وامعتصماه, نسمع, كل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:08 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.