#1
|
|||
|
|||
سلسلة شرح احاديث في فضل الجهاد -- الحديث الاول --
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ،أما بعد :
الأخوة الأفاضل .. الأخوات الفضليات .. نقدم لكم على بركة الله ضمن سلسلة ( 40 حديثاً في فضل الجهاد وشرحها ) للشيخ أبي عبد الله المقدسي (حفظه الله ) المسؤول الشرعي لتنظيم فتح الإسلام عن المِقْدَامِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ ، قال: قالَ رسولُ الله عليه وآله الصلاة والسلام : «للشَّهِيدِ عندَ الله سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ في أَوَّلِ دُفْعَةٍ ويرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، ويُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأكْبَرِ، وَيُوضَعُ على رأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ منها خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما فيها، ويُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وسْبعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ (الْعِينِ)، وَيُشَفَّعُ في سَبْعِينَ مِنْ أقَارِبِهِ» رواه الترمذي وابن ماجه والإمام أحمد شرح الحديث (للشهيد عند الله ست خصال) لا يوجد مجموعها لأحد غيره (يغفر له) بصيغة المجهول (في أول دفعة) بضم الدال المهملة وسكوت الفاء هي الدفقة من الدم وغيره قاله المنذري: أي تمحي ذنوبه في أول صبة من دمه. وقال في اللمعات: الدفعة بالفتح المرة من الدفع، وبالضم الدفعة من المطر، والرواية في الحديث بوجهين وبالضم أظهر أي يغفر للشهيد في أول صبة من دمه (ويرى) بضم أوله على أنه من الإراءة ويفتح (مقعده) منصوب على أنه مفعول ثان والمفعول الأول نائب الفاعل أو على أنه مفعول به وفاعله مستكن في يرى وقوله (من الجنة) متعلق به. قال القاري: وينبغي أن يحمل قوله «ويرى مقعده» على أنه عطف تفسير لقوله يغفر له لئلا يزيد الخصال على ست، ولئلا يلزم التكرار في قوله (ويجار من عذاب القبر) أي يحفظ ويؤمن إذ الإجارة مندرجة في المغفرة إذا حملت على ظاهرها روى (يأمن من الفزع الأكبر) قال القاري: فيه إشارة إلى قوله تعالى: «لا يحزنهم الفزع الأكبر» قيل هو عذاب النار، وقيل العرض عليها، وقيل هو وقت يؤمر أهل النار بدخولها، وقيل ذبح الموت فييأس الكفار من التخلص من النار بالموت، وقيل وقت إطباق النار على الكفار، وقيل النفخة الأخيرة لقوله تعالى: {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلى من شاء الله} انتهى (ويوضع على رأسه تاج الوقار) أي تاج هو سبب العزة والعظمة. وفي النهاية: التاج ما يصاغ للملوك من الذهب والجواهر (الياقوتة منها) أي من التاج، والتأنيث باعتبار أنه علامة العز والشرف أو باعتبار أنه مجموع من الجواهر وغيرها (ويزوج) أي يعطي بطريق الزوجية (اثنتين وسبيعن زوجة) في التقييد بالثنتين والسبعين إشارة إلى أن المراد به التحديد لا التكثير، ويحمل على أن هذا أقل ما يعطي ولا مانع من التفضل بالزيادة عليها قاله القاري (من الحور العين) أي نساء الجنة) تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي \ المباركفوري 5 \ 244 (إن للشهيد عند الله خصالاً: يُغفر له في أول دفعة من دمه ) أي أن للشهيد ميزات لا توجد مجتمعة عند أحدا ومن هذه الميزات والكرامات إن أول ما تسكب في الأرض قطرة من قطرات دمه يغفر الله له سجلاته ولو كانت كجبال الدنيا من الخطايا.و قال المنذري: أي تمحى ذنوبه في أول صبة من دمه. (ويرى مقعده من الجنة ) قال بعضهم: يراه قبل أن يقتل، وقال بعضهم: في سكرات الموت، فيرى مكانه الذي خصصه الله له.(ويحلى حلة الإيمان ) وهي علامة خاصة بالمؤمنين، وهي للمجاهدين، ودل عليها القرآن في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} الحديد:19(ويزوج باثنين وسبعين من الحور العين، ويجار من عذاب القبر) فلا يأتيه عذاب من القبر فهو محفوظ ومُجار، وهذه الميزة للشهداء والأنبياء. أما إن تحدثنا عن الحور العين فإنهنّ نساء الجنة، واحدتها حوراء وهي الشديدة بياض العين الشديدة سوادها، والعين جمع عيناء وهي الواسعة العين. «اثنتين وسبيعن زوجة» في التقييد بالثنتين والسبعين إشارة إلى أن المراد بالتحديد لا التكثير، ويحمل على أن هذا أقل ما يعطي ولا مانع من التفضل بالزيادة عليها قاله الإمام القاري. اليوم زُف إلى الحوراء عاشقها *** وبات في خدرها المأنوس ريانا وغنت الحور لحن الحب مطربة *** اهنأ بعيشك محبوراً وجذلانا فعاد يهتز في عطفيه مؤتنقاً *** يميد بين بنات الحسن نشوانا هذا الذي كان يرجوه وينشده *** فناله وحباه الله رضوانا يرى أحدهم وجهه في صحن خدها كما يُرى في المرآة التي جلاها صيقلها ، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم ، ولا يستره جلدها ، ولا عظمها ، ولا حللها. لو اطلعتْ على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحاً ، ولاستنطقت أفواه الخلائق تهليلاً وتكبيراً وتسبيحاً ، ولتزخرفت لها ما بين الخافقين ، ولأغمضت عن غيرها كل عين ، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ، ولآمن من على ظهرها بالله الحي القيوم ، ولَنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ، ووصالها أشهى إليه من جميع أمانيها. الحوراء يا عبد الله : المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين .. قال زيد بن أسلم : الحوراء التي يحار فيها الطرف ، وقال مجاهد : الحور العين التي يحار فيهن الطرف باديا مخ سوقهن من وراء ثيابهن ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون والعين ، كما قال ابن القيم ، وهو الذي بطب القلوب قيّم "جمع عيناء وهي العظيمة العيْن من النساء ... والعِين اللاتي جمعت أعينهن صفات الحسن والملاحة.... ما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها ، وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقلة في بروج فلكها ، وإذا حاضرت زوجها فيا حسن تلك المحاضرة ، وإن خاصرته فيا لذة المعانقة والمخاصرة ، وإن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع ، وإن آنست وأمتعت فيا حبَّذا تلك المؤانسة والإمتاع ، وإن قبّلت فلا شيء أشهى إليه من التقبيل ، وإن نُوْلَتْ فلا ألذ ولا أطيب من ذلك التنويل. عن انس يرفعه "لو ان حوراء بصقت في سبعة ابحر لعذبت البحار من عذوبة فمها ، وخلق الحور العين من الزعفران " واذا كانت هذه الخلقة الآدمية التي هي من أحسن الصور وأجملها مادتها من تراب ، وجاءت الصور من أحسن الصور ، فما الظن بصورة مخلوقة من مادة الزعفران الذي هناك في الجنان ، فالله المستعان وعليه الصبر والتُّكلان .. ولأن المجاهد ترك زوجته في الدنيا من أجل الله فإن الله عوضه بإثنتين وسبعين زوجة أما عن وصفهنّ فقد (خلقت من النور، ونشأت في ظلال القصور، مع الولدان والحور، في دار النعيم والسرور، والله لا يجفُّ دم الشهيد حتى تلقاه، وتستمتع بشهود نورها عيناه، حوراء عيناء، جميلة حسناء، بكر عذراء، كأنها الياقوت، لم يطمثها إنس قبلك ولا جان، كلامها رخيم، وقدُّها قويم، وشعرها بهيم وقدرها عظيم، جفنها فاتر، وحسنها باهر، وجمالها زاهر، ودلالها ظاهر، كحيل طرفها، جميل ظرفها، عذب نطقها، عجب خلقها، حسن خلقها، زاهية الحلى، بهية الحلل، كثيرة الوداد، عديمة الملل، قد قصرت طرفها عليك، فلم تنظر سواك، وتحبب إليك، بكل ما وافق هواك، لو برز ظفرها لطمس بدر التمام، ولو ظهر سوارها ليلا، لم يبق في الكون ظلام، ولو بدا معصمها لسبى كل الأنام، ولو اطلعت بين السماء والأرض، لملأ ريحها ما بينهما، ولو تفلت في البحر المالح، عاد كأعذب الماء، كلما نظرت إليها ازدادت في عينك حسنا، وكلما جالستها زادت إلى ذلك الحسن حسنا، أيجمل بعاقل أن يسمع بهذه ويقعد عن وصالها، كيف وله في الجنة من الحور العين أمثال أمثالها.) وأما الزوجة الصالحة فهي (إن كانت من الصالحات، إلا وقت لا بد من فراقك لها فيه وهو الممات، فتجدها في الآخرة أجمل من الحور العين بما لا يعلمه إلا رب العالمين، قد ذهب ما تكره منها، وزال ما يسوء عنها، وحسن خُلُقُها، وكمل خَلْقُها، كحلاء نجلاء، حسناء زهراء، بِكْرًا، عذراء، قد طهرت من الحيض والنفاس، وكرمت منها الأنواع والأجناس، وزال اعوجاجها، وزاد ابتهاجها، وعظمت أنوارها، وجل مقدارها، وفضلت على الحور العين في الجمال، والأنوار، كفضلهن عليها في هذه الدار، فاعرض عنها اليوم لله فسيعوضك الله عنها، وإن كانت من أهل الجنة فلابد لك منها) (ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ). و التاج ما يصاغ للملوك من الذهب والجواهر ولكن تاج الشهيد تاج عظيم لا مثيل له لآن الياقوتة الواحدة منه خير من الدنيا وما فيها , فالحمد لله على هذه النعم التي لا يعرفها إلا المحرومون اللهم لا تجعلنا منهم. ( ويشفع في سبعين إنسان من أهل بيته) هنيئا لأهل الشهيد بهذه الشفاعة التي يقبلها الله منه. رباه بعناك النفوس بجنة***فاسكب إلهي في الجهاد دمائيه فلقد أحاطتني الذنوب وما لها***إلا الشهادة كي تكفر ما بيه رباه رباه الشهادة أبتغي***فأجب بفضلك ياكريم دعائيه وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين |
#2
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيراً
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
--, الاول, الحديث, الجهاد, احاديث, سلسلة, شرح, في, فضل |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|