وعليكـِ السلام ورحمة الله وبركاته
صدقتي أختي سنابل الأقصى
فالله سبحانه وتعالى يُمن على المرء بنعم كثيرة جدا
فإذا مرت به مصيبة يشعر أنه ليس مصاب في الدنيا إلا هو إلا من رحم ربي
والرسول صلى الله عليه وسلم قال : "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن،
إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له"
فالمؤمن الراضي بقضاء الله يحمد الله في الخير والضر
فالبلاء يكون للتمحيص ولرفع الدرجات
فالبلاء واقع واقع ، فإن أحسن المرء استقباله بالرضى والإسترجاع فله الرضى
ومن سخط فله السخط
فلا يعقل أن تجمع بين وقوع المصيبة وأيضا عدم الصبر والرضا
وقد يتمنى الإنسان الموت من ضغوط الحياة وما يقاسيه سواء مرض أو غيره
لكن من تمنى الموت هل ضمن أن الله راضٍ عنه وأنه سيدخل الجنة
فإن كان الأمر شديد عليه ولا يتحمله فليقل كما علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَنَسٍ رضي اللَّهُ عنه قال : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
« لا يتَمنينَّ أَحدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ أَصَابَهُ ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ فاعلاً فليقُل :
اللَّهُمَّ أَحْيني ما كَانَت الْحياةُ خَيراً لِي وتوفَّني إِذَا كَانَتِ الْوفاَةُ خَيْراً لِي » متفق عليه .
وأيضا من أعظم الأدعية التي تذهب الهم والغم والأحزان، قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
«مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلاحَزَنٌ فَقَالَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ
بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ
أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ,,
أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي،
إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجا.
قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا».
الله أسأل أن يجعلنا وإياكِ وجميع المسلمين من عباده الصابرين الراضين المحتسبين
وأن يفرج كرب كل مكروب مسلم
اللهم أمين