الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
محاضرات الفرقة الأولى مفرغة 2011 ( تفسير )
بسم الله الرحمن الرحيم المحاضرة الثالثة تفسير ( تابع تفسير سورة الملك ) - وزين السماء الدنيا وجعلناها رجوما للشياطين ، فهل هي رجوما أما مصابيح فهي مصابيح و رجوم للشياطين ، وكان هذا لعدة أوجه 1- انه جعل منها رجوم للشياطين وبعضها 2- وجعلناها ، أي وجعنا ما يخرج منها وهو الشهب 3- إنها مصابيح حتى يرمى بها فتكون حئنذ أنها رجوم .4- أو أنها إذا أخذ منه جزء فإنها تبقي - واعتدنا لهم عذاب السعير ... أي بعد هذا الخزي في الدنيا أي أنها ترجم في الدنيا أما في الآخرة أعتدنا لها عذاب السعير ، والمراد بعذاب السعير عذاب النار وقيل لها السعير لأنها مسعرة مشتعلة ، والله تعالى قادر على أن يعذبهم بالنار على الرغم من خلقهم من النار .. وهنا دليل على أن النار مخلوقة فهي ، إن هناك ثلاث وظائف للنجوم 1- للزينة 2- رجوم 3- علامات . - وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير .. ، يقول الله تعالى وبئس المصير أسلوب ذم وبئس المصير مصيرهم وبئس المآل مآلهم ، إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور ... أي في جهنم وهنا لجهنم شهيقا وصوت ، وقال بعضهم الشهيق هو صوت الكفار ولكن الظاهر هو لجهنم وقال بن جرير أي الصياح وهي تفور تغلي بهم ، وللذين كفروا بربهم .. فذكر الرب هنا دليل على أنه المتفضل ، تكاد تميزوا من الغيظ ، تميزوا أي تنفصل وتنقطع من غيظها عليهم أو من الغضب عليهم وقيل معنى الغيظ الغليان ، أي تكاد تنفصل بعضها عن بعض من شدة الغليان . - يذكر تعالى عدله في خلقه .. وأنه لا يعذب أحد إلى بعد القيام الحجة عليه ( كلما ألقي فيها فوج ..) كلما تفيد التكرار أي في كل فوج يسألونه والفوج هم الجماعة أو الطائفة ، سألهم خزنتها أم يأتكم نذير ... ألم يأتكم سؤال للتقرير والتقريع لإقامة الحجة عليهم أي عندما جاء لكم نذير فمن الواجب عليكم أن تتبعوه ، ونذير جاءت نكرة للعموم وهم يقصدون بالنذير المعتبر الذي به تقام الحجج أي ألم يبعث الله إليكم رسولا " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " " ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم " . - قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا ... وهنا إجابة السؤال منفي يكون ببلي وهذا تأكيد ، فاعترفوا بعد أن كانوا ينكرون ، وفي هذه الآية دليل على اثبات العذر بالجهل ، أي لو قلتم يا رب ما جاءنا نذير وكنتم صادقين فلكم الحق . وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن أهل الفترة يختبرون يوم القيامة ... فيقول أحدهم ما جاءنا من نذير فيأمرهم الله أن يدخلوا النار فإن أطاعوا دخلوا الجنة وإن عصو دخلوا النار . - وقلنا ما نزل الله من شيء .. النكرة هنا تفيد العموم في سياق النفي .. ما أكلت شيء تفيد شيء ولو قليل ولكن لو قلت من شيء فهذا أبلغ - إن أنتم إلا في ضلا كبير ... وله أوجه 1- قد يكون من كلام الكفار فهم قد وصفوا الرسل بالضلال الكبير 2- قد يكون هذا جواب خزنة جهنم على الكفار ، وإن كان الكلام للخزنة فهنا إلتفات .. - لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير .. أي لو كانت لنا عقول لأتبعنا الرسل ( وكثيرا ما تتكرر لو – لولا – لما ) - فلولا حرف امتناع لوجود ( لولا زيد لأكرمتك ) أي امتنع اكرامي لك لوجود زيد . .. لو حرف امتنا لامتناع ( لو جاء محمد لأكرمتك ) وهنا في الآية فهم لم يسمعوا فكانوا من أصحاب النار ... لما / حرف وجود لوجود ( لما جاء زيد أكرمتك ) أي عندما وجد زيد وجد الإكرام ... وقالوا لو كنا نسمع .. فإنهم كانوا يسمعون ولكن سماع لا ينتفع به أو نعقل التعقل الذي يرشد إلى الصواب - فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير ... فاعترفوا بذنبهم جاءت مفردة ولكن يراد بها الجمع أي ذنوبهم وهذا الاعتراف والندم لم ينفعهم فبعدا لهم . - إن الذين يخشون ربهم بالغيب ... هذا على طريقة القرآن المعروفة يذكر حال الكفار ثم يذكر حال المؤمنين ، فلما انتهى الله تعالى في حديثه عن الكافر بدأ الحديث عن المؤمنين ,,وأوضح أن هؤلاء لهم مغفرة وأجر كبير ... يخشون ربهم بالغيب .. لها معنيان 1- أي يخشون ربه وإن لم يروه ( يؤمنون بالغيب ) " ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراه " 2- أي يخشون ربهم في الغيب أي في غيبتهم فإن خشية الله لا تفارقهم ليسوا من الذين إذا خلو بمحارم الله انتهكوها .، وقوله مغفرة أي وقاية وستر لذنوبهم وكبير ,, أي أجر عظيم ,.. ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وفي الآية دليل على أن أهل الايمان قد يقعون في المعاصي والذنوب ولكنهم يستغفرون لذنوبهم ويتوبون منها لذلك لهم الجنة من نعيم مقيم - وأسروا قولكم أو اجهروا به .... أي بما يكون في القلوب .. وهذه الآية بعد الآية السابقة ... تجعلنا نحقق الخشية بسبب علمك أن الله مطلع على السرائر .. وهنا جملة أمرية ,, وقال بعضهم خبرية .. معناها إن تسروا قولكم أو تجهروا به إنه عليم بذات الصدور . - ثم قال الله تعالى منبها على سعة علمه " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " أي لماذا تتعجبون من معرفته السر وأخفى فهو الخالق 1- وقيل ألا يعلم الله مخلوقه 2- ألا يعلم الخلوقون خالقهم أو والأول أولى لأنه جاء بعدها وهو اللطيف الخبير والأية تنبيه وتقرير وبيان أن الله تعالى هو اللطيف الخبير واللطف يأتي بمعنيين 1- العلم والمعرفة بخفايا الأمور 2- واللطف بمعنى الرحمة ، واللطيف عند مواقع الإحسان وهو هنا بمعنى الأولى . - هو الذي جعل لكم الأرض زلولا .. أي مزللة ومسخرة ... فامشوا في مناكبها .. وهو أمر بالمباح وهذا من باب الامتنان والتفضل ، وجاء التعبير بالمشي ليدل على التأدة ففي الدنيا يكون المشي وفي باب الآخرة يكون السعي . وهو الأخذ بالأسباب فهو قال وكلوا من رزقه وليس من مشيكم " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير " - وإليه النشور .. فهنا التذكير بالآخرة ومناكبها أطرافها وجبالها كما قال العلماء انتهت المحاضرة الثالثة المحاضرة الرابعة ( تابع تفسير سورة الملك ) أخذنا في المحاضرة السابقة تفسير سورة الملك " ألا يعلم من خلق " من هنا فاعل أم مفعول 1- تكون فاعل ( ألا يعلم الخالق ) - أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ...الله تعالى يذكر بعض الآيات من قدرته على خلقه ثم يخوف عباده بترك ذلك ، إذا هي تمور تذهب وتجئ وتضطرب يرد الله على هؤلاء المكذبين المعاندين ، وهذا الاستفهام استفهام إنكاري وفيه تعجيب من حالهم من الذي يأمن ، الله تعالى قول أأمنتم من في السماء ولم يقل أأمنتموه ( وضع الظاهر موضع المضمر ) وهذا دليل على قدرته ، ( في الحقيقة أنك عندما تقرأ تفسيرا تعرف اعتقاد صاحبه من خلال تفسيره للآيات العقدية فنجد بعض المفسرين يقول ( من السماء ) قدرته وسلطانه ,,, وهذا اعتقاد أن الله ليس في السماء وهذا خطأ · من في السماء أي على السماء ففي بمعنى على ( قال الله : فسيحوا في الأرض ) والمعنى الثاني أن السماء بمعنى العلو والسمو وهذا يثبت علو الله تعالى ... ولا إشكال في الآية فقد يقول قائل أن في ظرفية فهذا يعني أن السماء تحويه ولكن المعروف أن في تأتي بمعان ٍ ،، وإن قيل لماذا صرفت في إلى على فهذا بالقرينة ... أأمنتم من السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور .. تضطرب وتجيئ و تذهب ، حاصبا .. أي ريحا فيها حصباء أو حجارة ... وفي الآية وعيدين الأول وعيدا أرضيا والثاني وعيدا من السماء .... فمن الممكن أن يأتي العذاب من الأرض أو من السماء ... فإذا ... فجأة ، أم أمنتم .. أم قد تكون متصلة وقد تكون منقطعة ( أم محمد عندك أم عمر ) أي متصلة بين الكلام وهي تفيد التسوية وتدخل مع سواء أو مع همزة التسوية .. وقد تكون منقطعة وبدون سواء والتسوية وهي هنا تفيد الإضراب بمعنى بل .. وهي هنا تفيد الإضراب .. · وهنا في نقطة مهمة جدا في التفسير .. أنها قد تأتي بمعنى بل أو الاستفهام " أم خلقنا الملائكة إناثا " . · أم أمنتم في السماء أن يرسل عليكم حاصبا " فجعنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سيجيل " · فستعلمون كيف نذير ... فستعلمون 2- تهديد أي كيف يكون إنذاري وعاقبة مخالفتي 1- فستعلمون كيف رسولي أي كيف أنه صادق ولقد كذب الذين من قبلهم ..وكأن هنا قسم مقدر ( والله لقد كذب ..) وهنا أسلوب الالتفات فكان يقول فستعلمون ولم يقل ولقد كذب الذين من قبلكم وأسلوب الالتفات يثير الانتباه وله مقاصد .. ومن مقاصده هنا أن هؤلاء قد وصلوا من أعراضهم أنهم لا يستحقون الالتفات في الخطاب لهم .. فقد ذكر الله تعالى عظيم قدرته وسلطانه لهم ولم يلتفت - فكيف كان نكير .. استفهام تقريري وأيضا إنكاري ويصح أن يكون الاستفهام أكثر من معنى .. فهنا يعني أنه يقررهم بما فعل بمن قبلهم ... واستنكاري حيث أنكم علمتم ما حدث للأمم السابقة فجدير بكم أن تتعظوا " أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم " كيف نكير .. أي كيف نكيري أو إنكاري عليهم .. وهنا أبهم الانكار .. حتى نفكر في كيف كان إنكار المقتدر . - ألم يروا إلى الطير .. كما ذلل الله الأرض ذلل للطير الهواء .. وهنا يذكر بعض قدرته , عندنا هنا قاعدة نرها كثيرا ( أولم – أفلم ) هنا لأهل العلم فيها قولان ... 1- منهم من يقول فيها تقديم وتأخير وهذه الجملة معطوفة على الجملة السابقة ( وألم – فألم ) وقدمت لأن الهمزة لها الصدارة 2- أن هناك حذفا يقدر حسب السياق ( أفلم ينظروا ) ( أأعرضوا فلم ينظروا ) والواو معطوفة على جملة محذوفة وهذا يراه بن مالك .. والطير تراه في الهواء وهذا معناه إنظر اعتبر . فوقهم صافات .. أي باسطات أجنحتهن ويقبضن ( أي اجنحتها ) أي تضم أجنحتها إلى أجنابها .. وهذا أية عجيبة في فعل الطير ... ما يمسكهن إلى الرحمن ... قال بعض العلماء أن القبض يزيد في سرعة ... وقال العلماء هنا أنه لما كان الطيران أو بسط الأجنحة أكثر فعبر بذلك بالاسم ولما كان القبض أقل ويفيد التجدد و الاستمرار عبر بالفعل المضارع .. ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير ... هو الرحمن الذي لا تقدرون رحمته ... وهو عليم بما ينفع عباده . ما يمسكهن إلا الرحمن أي ما يمنعهن من الوقوع على الأرض إلا الرحمن أم من ... استفهام استنكاري من هذا الذي هو جند ( حزب ) مانع لكم وينصركم غير الله .. وهذا الاستفهام الإنكاري بمعنى النفي أي ليس لكم جند وهو نفي جاء بصيغة الاستفهام أشرب بمعنى التحدي .. من دون الرحمن .. فأنت تتوقع أن يأتي اسم يدل على القدرة والغضب .. " فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة " إن الكافرون إلا في غرور .. أي 1- مغرورون إذا أمنوا عذاب الله 2- مغرورون بتلك الآلهة الباطلة .. وهنا قاعدة إذا وجدت إن وفي الجملة إلا فإن بمعنى ما ,, ما الكافرون إلا في غرور وهذا أسلوب حصر وقصر ثم عاد الإنكار عليهم .. أمن هذا الذي يرزقكم .. الفعل المضارع للمتجدد والرزق كل ما ينفع الإنسان .. إن أمسك رزقه بل لجو في عتو ونفور ... وهذا أيضا إنكارعليهم .. من هذا الذي يرزقكم قال بعض العلماء من هنا للتحقير .. بل لجو اضراب انتقالي .. الإضراب نوعان 1- إبطالي ( يبطل ما قاله ) 2- انتقالي ( انتقال من كلام إلى كلام أخر) وقال بعضهم أن هنا استئناف بيانيا .. فيقدرون ( هل رجعوا ؟ ) في عتوا ونفور .. استكبار وأعراض . بعض الأسئلة الهامة : 1- ما المراد بالاستفهام في قوله أأمنتم ؟ ( إنكاري تعجيبي ) 2- ما المراد بقوله من في السماء ؟ ( الله عز وجل ) وما المراد بفي ؟ ( على 3- ما معنى تمور ؟ ( تضطرب ) 4- أذكر معاني أم ؟ 5- ما وجه البلاغة في قوله " صافات ويقبضن "؟ ( صفات تدل على الثبوت ويقبضن على التجدد ) 6- أمن هذا .. ما المراد بالإستفهام هنا ؟ وما معنى إن في " إن الكافرون إلا في غرور " ؟ ( ما ) 7- ما نوع بل في قوله " بل لجو " وما معنى لجو " وما معنى عتو وما معنى نفور ؟ انتهت المحاضرة الرابعة المحاضرة الخامسة ( تفسير الفرقة الأولى ) · وهنا يرى بعض العلماء أن السراط في الآخرة والمشي يكون يوم القيامة .. وهذا وجه لأنه من سار على السراط المستقيم في الدنيا سار عليه في الآخرة . · قل هو الذي أنشأكم .. هنا وجه الكلام للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يكلمهم وهذا يدل على خطورة الأمر ( فعندما تجد قل تعلم أن هناك أمر مهم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مكلف بالتبليغ .. ثم يقل الله تعالى قل ". · ونجد هنا أن قل تم تكرارها أكثر من مرة دليل على أهمية · هو الذي أنشأكم .. أي خلقكم لا غيره ، والأفئدة جمع فؤاد وهنا الأفئدة هي القلوب .. ثم يعدد نعمه على خلقه وجعل لكم .. أي من أجلكم وهي لام التعليل .. السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون .. وهنا نلاحظ أن التعبير جاء متفاوت فقال السمع مفرد والأبصار جمع والأفئدة جمع ... والوجه هنا1- أن السمع واحد ولكن القلوب والأبصار متفاوتة ومختلفة 2- أن السمع المراد به المصدر والأصل في المصدر أن يكون مصدرا وليس المراد بها الأذن 3- أن مدركات السمع محدودة أما مدركات البصر والقلب كثيرة لذلك نجد 4- تقدم السمع لأن فوائد السمع أكثر فالإنسان يسمع من أي اتجاه بعكس البصر · قليلا ما تشكرون .. هل الكفار يشكرون .. نقول نعم قد يشكرون شكرا لا ينفعهم .. وقد تكون هنا معناها الانعدام . وجاءت لفظة ما لتفيد التقليل وما هي مؤولة بمصدر مع تشكرون فهنا معناها قليلا شكركم . · قل هو ذرئكم في الأرض .. بثكم ونشركم في الأرض وأيضا كثّركم .. وإليه تحشرون .. وكأنها ترد على منكري البعث .. فمن الذي خلقكم وجعل السمع والبصر ,, الله ، وذكر الحشر ولم يذكر الموت لأنه هو الذي ينكرونه . · · ويقولون ماذا هذا الوعد إن كنتم صادقين ... فلم يجدوا ردا على وإليه تحشرون .. فيقول هؤلاء الكفار متى :وهنا متى تأتي بمعنى التعجيز والتهكم . وهنا السؤال جاء ليس بمعنى الاستفهام ... " وهنا هذا الوعد كأنهم يستنجزونه .. أي عليك أن تفي بهذا الوعد التي وعدتنا إن كنتم صادقين أنت ومن معك من المؤمنين ( ويقولون متى هذا الوعد .. ذكرت 6 مرات ) فهذا دليل على تكرارهم لها .والتعبير بالفعل المضارع يدل على التجدد والاستمرار · قل إنما العلم عند الله .. فهنا جواب الحكيم .. فهنا السؤال للتهكم ولكنه يرد عليهم جوابا واقعيا .. وإنما أنا نذير مبين ...فهذه ليست مهمتي أن أخبركم بمعاد اليوم ... والعلم عند الله( العلم المسئول عنه ) ... بالمراد بالعلم هنا علم الساعة أي علم معين .. وهذه دعوتي هي النذارة وهي الإعلام مع التخويف . ،، وهنا حصر الرسول في قوله إنما أنا نذير ,, فنقول الحصر هنا ليرد على من يقول بأن الرسول يعلم الغيب ... · فما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا ..فلما رأوه أي عذاب الآخرة كانوا ينكرونه فالآن رأوه عين اليقين . وهنا عبر عن المستقبل بالماضي ليدل على وقوعه لا محالة .. أي حين سيرونه قريبا ( زلفة ) عاينوه قريبا منهم . . سيئت وجوه الذين كفروا .. تساء وجوههم وتكون كالحة وتسود .. وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ... أي هذا تدل على القرب وتدعون وهناك قراءة ( تدعون ) ... فهنا تكون بمعنى تدعون " يستعجل به الذين كفروا " وتدعون أي تكذبون من الإدعاء و تدعون بمعنى تتمنون ... وقال كنتم به تدعون ولم يقل تدعونه عندما ترى كلمة أرأيتم بمعنى أخبروني ... كان الكفار ينتظرون موت النبي صلى الله عليه وسلم ... لذلك يقول لهم أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ... فالعبرة ليست بموت النبي صلى الله عليه وسلم فهم ميتون أيضا · فمن يجير الكافرين من عذاب أليم .. استفهام استنكاري يفيد النفي أي لا يجير ... وصرح بالكافرين لأنهم وصلوا إلى ذلك بسبب كفرهم وجاء العذاب منكر ليفيد التهويل · قل هو الرحمن الذي تنكرون اسمه .. فنحن نقر بالرحمن فلهذا يرحمنا وأما أنتم لا تقرون به لذا لا تنظرون منه الرحمة ... فستعلمون من هو في ضلال مبين .. وهنا مبين بمعنى واضح · قل أرأيتم .. أخبروني لو أصبح ماؤكم غور ذهب في الأرض نتيجة القحط وهذا معناه أن الذي يعطيكم المياه هو الله ... وهنا الوصف بالمصدر دليل على المبالغة غورا يفيد ... · من يأتيكم بماء معين .. جار واضح وكثير وجلي وهنا قال بعض العلماء فلم رأوه زلفة قلنا هو عذاب الدنيا يوم بدر · قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا .. قال بعضهم هنا توعد لهم بأن يصيبهم القحط كما حدث بعد هجرة النبي صلى عليه وسلم فقد أصيبوا بالقحط · فمن يأتيكم بماء معين ؟ الجواب ليس إلا الله تعالى فهل يتذكرون ويرجعون انتهت المحاضرة الخامسة المحاضرة السادسة ( تفسير الفرقة الأولى ) علوم القرآن بسم الله الرحمن الرحيم المحاضرة الثالثة تفسير ( تابع تفسير سورة الملك ) - وزين السماء الدنيا وجعلناها رجوما للشياطين ، فهل هي رجوما أما مصابيح فهي مصابيح و رجوم للشياطين ، وكان هذا لعدة أوجه 1- انه جعل منها رجوم للشياطين وبعضها 2- وجعلناها ، أي وجعنا ما يخرج منها وهو الشهب 3- إنها مصابيح حتى يرمى بها فتكون حئنذ أنها رجوم .4- أو أنها إذا أخذ منه جزء فإنها تبقي - واعتدنا لهم عذاب السعير ... أي بعد هذا الخزي في الدنيا أي أنها ترجم في الدنيا أما في الآخرة أعتدنا لها عذاب السعير ، والمراد بعذاب السعير عذاب النار وقيل لها السعير لأنها مسعرة مشتعلة ، والله تعالى قادر على أن يعذبهم بالنار على الرغم من خلقهم من النار .. وهنا دليل على أن النار مخلوقة فهي ، إن هناك ثلاث وظائف للنجوم 1- للزينة 2- رجوم 3- علامات . - وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير .. ، يقول الله تعالى وبئس المصير أسلوب ذم وبئس المصير مصيرهم وبئس المآل مآلهم ، إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور ... أي في جهنم وهنا لجهنم شهيقا وصوت ، وقال بعضهم الشهيق هو صوت الكفار ولكن الظاهر هو لجهنم وقال بن جرير أي الصياح وهي تفور تغلي بهم ، وللذين كفروا بربهم .. فذكر الرب هنا دليل على أنه المتفضل ، تكاد تميزوا من الغيظ ، تميزوا أي تنفصل وتنقطع من غيظها عليهم أو من الغضب عليهم وقيل معنى الغيظ الغليان ، أي تكاد تنفصل بعضها عن بعض من شدة الغليان . - يذكر تعالى عدله في خلقه .. وأنه لا يعذب أحد إلى بعد القيام الحجة عليه ( كلما ألقي فيها فوج ..) كلما تفيد التكرار أي في كل فوج يسألونه والفوج هم الجماعة أو الطائفة ، سألهم خزنتها أم يأتكم نذير ... ألم يأتكم سؤال للتقرير والتقريع لإقامة الحجة عليهم أي عندما جاء لكم نذير فمن الواجب عليكم أن تتبعوه ، ونذير جاءت نكرة للعموم وهم يقصدون بالنذير المعتبر الذي به تقام الحجج أي ألم يبعث الله إليكم رسولا " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " " ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم " . - قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا ... وهنا إجابة السؤال منفي يكون ببلي وهذا تأكيد ، فاعترفوا بعد أن كانوا ينكرون ، وفي هذه الآية دليل على اثبات العذر بالجهل ، أي لو قلتم يا رب ما جاءنا نذير وكنتم صادقين فلكم الحق . وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن أهل الفترة يختبرون يوم القيامة ... فيقول أحدهم ما جاءنا من نذير فيأمرهم الله أن يدخلوا النار فإن أطاعوا دخلوا الجنة وإن عصو دخلوا النار . - وقلنا ما نزل الله من شيء .. النكرة هنا تفيد العموم في سياق النفي .. ما أكلت شيء تفيد شيء ولو قليل ولكن لو قلت من شيء فهذا أبلغ - إن أنتم إلا في ضلا كبير ... وله أوجه 1- قد يكون من كلام الكفار فهم قد وصفوا الرسل بالضلال الكبير 2- قد يكون هذا جواب خزنة جهنم على الكفار ، وإن كان الكلام للخزنة فهنا إلتفات .. - لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير .. أي لو كانت لنا عقول لأتبعنا الرسل ( وكثيرا ما تتكرر لو – لولا – لما ) - فلولا حرف امتناع لوجود ( لولا زيد لأكرمتك ) أي امتنع اكرامي لك لوجود زيد . .. لو حرف امتنا لامتناع ( لو جاء محمد لأكرمتك ) وهنا في الآية فهم لم يسمعوا فكانوا من أصحاب النار ... لما / حرف وجود لوجود ( لما جاء زيد أكرمتك ) أي عندما وجد زيد وجد الإكرام ... وقالوا لو كنا نسمع .. فإنهم كانوا يسمعون ولكن سماع لا ينتفع به أو نعقل التعقل الذي يرشد إلى الصواب - فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير ... فاعترفوا بذنبهم جاءت مفردة ولكن يراد بها الجمع أي ذنوبهم وهذا الاعتراف والندم لم ينفعهم فبعدا لهم . - إن الذين يخشون ربهم بالغيب ... هذا على طريقة القرآن المعروفة يذكر حال الكفار ثم يذكر حال المؤمنين ، فلما انتهى الله تعالى في حديثه عن الكافر بدأ الحديث عن المؤمنين ,,وأوضح أن هؤلاء لهم مغفرة وأجر كبير ... يخشون ربهم بالغيب .. لها معنيان 1- أي يخشون ربه وإن لم يروه ( يؤمنون بالغيب ) " ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراه " 2- أي يخشون ربهم في الغيب أي في غيبتهم فإن خشية الله لا تفارقهم ليسوا من الذين إذا خلو بمحارم الله انتهكوها .، وقوله مغفرة أي وقاية وستر لذنوبهم وكبير ,, أي أجر عظيم ,.. ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وفي الآية دليل على أن أهل الايمان قد يقعون في المعاصي والذنوب ولكنهم يستغفرون لذنوبهم ويتوبون منها لذلك لهم الجنة من نعيم مقيم - وأسروا قولكم أو اجهروا به .... أي بما يكون في القلوب .. وهذه الآية بعد الآية السابقة ... تجعلنا نحقق الخشية بسبب علمك أن الله مطلع على السرائر .. وهنا جملة أمرية ,, وقال بعضهم خبرية .. معناها إن تسروا قولكم أو تجهروا به إنه عليم بذات الصدور . - ثم قال الله تعالى منبها على سعة علمه " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " أي لماذا تتعجبون من معرفته السر وأخفى فهو الخالق 1- وقيل ألا يعلم الله مخلوقه 2- ألا يعلم الخلوقون خالقهم أو والأول أولى لأنه جاء بعدها وهو اللطيف الخبير والأية تنبيه وتقرير وبيان أن الله تعالى هو اللطيف الخبير واللطف يأتي بمعنيين 1- العلم والمعرفة بخفايا الأمور 2- واللطف بمعنى الرحمة ، واللطيف عند مواقع الإحسان وهو هنا بمعنى الأولى . - هو الذي جعل لكم الأرض زلولا .. أي مزللة ومسخرة ... فامشوا في مناكبها .. وهو أمر بالمباح وهذا من باب الامتنان والتفضل ، وجاء التعبير بالمشي ليدل على التأدة ففي الدنيا يكون المشي وفي باب الآخرة يكون السعي . وهو الأخذ بالأسباب فهو قال وكلوا من رزقه وليس من مشيكم " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير " - وإليه النشور .. فهنا التذكير بالآخرة ومناكبها أطرافها وجبالها كما قال العلماء انتهت المحاضرة الثالثة المحاضرة الرابعة ( تابع تفسير سورة الملك ) أخذنا في المحاضرة السابقة تفسير سورة الملك " ألا يعلم من خلق " من هنا فاعل أم مفعول 1- تكون فاعل ( ألا يعلم الخالق ) - أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ...الله تعالى يذكر بعض الآيات من قدرته على خلقه ثم يخوف عباده بترك ذلك ، إذا هي تمور تذهب وتجئ وتضطرب يرد الله على هؤلاء المكذبين المعاندين ، وهذا الاستفهام استفهام إنكاري وفيه تعجيب من حالهم من الذي يأمن ، الله تعالى قول أأمنتم من في السماء ولم يقل أأمنتموه ( وضع الظاهر موضع المضمر ) وهذا دليل على قدرته ، ( في الحقيقة أنك عندما تقرأ تفسيرا تعرف اعتقاد صاحبه من خلال تفسيره للآيات العقدية فنجد بعض المفسرين يقول ( من السماء ) قدرته وسلطانه ,,, وهذا اعتقاد أن الله ليس في السماء وهذا خطأ · من في السماء أي على السماء ففي بمعنى على ( قال الله : فسيحوا في الأرض ) والمعنى الثاني أن السماء بمعنى العلو والسمو وهذا يثبت علو الله تعالى ... ولا إشكال في الآية فقد يقول قائل أن في ظرفية فهذا يعني أن السماء تحويه ولكن المعروف أن في تأتي بمعان ٍ ،، وإن قيل لماذا صرفت في إلى على فهذا بالقرينة ... أأمنتم من السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور .. تضطرب وتجيئ و تذهب ، حاصبا .. أي ريحا فيها حصباء أو حجارة ... وفي الآية وعيدين الأول وعيدا أرضيا والثاني وعيدا من السماء .... فمن الممكن أن يأتي العذاب من الأرض أو من السماء ... فإذا ... فجأة ، أم أمنتم .. أم قد تكون متصلة وقد تكون منقطعة ( أم محمد عندك أم عمر ) أي متصلة بين الكلام وهي تفيد التسوية وتدخل مع سواء أو مع همزة التسوية .. وقد تكون منقطعة وبدون سواء والتسوية وهي هنا تفيد الإضراب بمعنى بل .. وهي هنا تفيد الإضراب .. · وهنا في نقطة مهمة جدا في التفسير .. أنها قد تأتي بمعنى بل أو الاستفهام " أم خلقنا الملائكة إناثا " . · أم أمنتم في السماء أن يرسل عليكم حاصبا " فجعنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سيجيل " · فستعلمون كيف نذير ... فستعلمون 2- تهديد أي كيف يكون إنذاري وعاقبة مخالفتي 1- فستعلمون كيف رسولي أي كيف أنه صادق ولقد كذب الذين من قبلهم ..وكأن هنا قسم مقدر ( والله لقد كذب ..) وهنا أسلوب الالتفات فكان يقول فستعلمون ولم يقل ولقد كذب الذين من قبلكم وأسلوب الالتفات يثير الانتباه وله مقاصد .. ومن مقاصده هنا أن هؤلاء قد وصلوا من أعراضهم أنهم لا يستحقون الالتفات في الخطاب لهم .. فقد ذكر الله تعالى عظيم قدرته وسلطانه لهم ولم يلتفت - فكيف كان نكير .. استفهام تقريري وأيضا إنكاري ويصح أن يكون الاستفهام أكثر من معنى .. فهنا يعني أنه يقررهم بما فعل بمن قبلهم ... واستنكاري حيث أنكم علمتم ما حدث للأمم السابقة فجدير بكم أن تتعظوا " أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم " كيف نكير .. أي كيف نكيري أو إنكاري عليهم .. وهنا أبهم الانكار .. حتى نفكر في كيف كان إنكار المقتدر . - ألم يروا إلى الطير .. كما ذلل الله الأرض ذلل للطير الهواء .. وهنا يذكر بعض قدرته , عندنا هنا قاعدة نرها كثيرا ( أولم – أفلم ) هنا لأهل العلم فيها قولان ... 1- منهم من يقول فيها تقديم وتأخير وهذه الجملة معطوفة على الجملة السابقة ( وألم – فألم ) وقدمت لأن الهمزة لها الصدارة 2- أن هناك حذفا يقدر حسب السياق ( أفلم ينظروا ) ( أأعرضوا فلم ينظروا ) والواو معطوفة على جملة محذوفة وهذا يراه بن مالك .. والطير تراه في الهواء وهذا معناه إنظر اعتبر . فوقهم صافات .. أي باسطات أجنحتهن ويقبضن ( أي اجنحتها ) أي تضم أجنحتها إلى أجنابها .. وهذا أية عجيبة في فعل الطير ... ما يمسكهن إلى الرحمن ... قال بعض العلماء أن القبض يزيد في سرعة ... وقال العلماء هنا أنه لما كان الطيران أو بسط الأجنحة أكثر فعبر بذلك بالاسم ولما كان القبض أقل ويفيد التجدد و الاستمرار عبر بالفعل المضارع .. ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير ... هو الرحمن الذي لا تقدرون رحمته ... وهو عليم بما ينفع عباده . ما يمسكهن إلا الرحمن أي ما يمنعهن من الوقوع على الأرض إلا الرحمن أم من ... استفهام استنكاري من هذا الذي هو جند ( حزب ) مانع لكم وينصركم غير الله .. وهذا الاستفهام الإنكاري بمعنى النفي أي ليس لكم جند وهو نفي جاء بصيغة الاستفهام أشرب بمعنى التحدي .. من دون الرحمن .. فأنت تتوقع أن يأتي اسم يدل على القدرة والغضب .. " فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة " إن الكافرون إلا في غرور .. أي 1- مغرورون إذا أمنوا عذاب الله 2- مغرورون بتلك الآلهة الباطلة .. وهنا قاعدة إذا وجدت إن وفي الجملة إلا فإن بمعنى ما ,, ما الكافرون إلا في غرور وهذا أسلوب حصر وقصر ثم عاد الإنكار عليهم .. أمن هذا الذي يرزقكم .. الفعل المضارع للمتجدد والرزق كل ما ينفع الإنسان .. إن أمسك رزقه بل لجو في عتو ونفور ... وهذا أيضا إنكارعليهم .. من هذا الذي يرزقكم قال بعض العلماء من هنا للتحقير .. بل لجو اضراب انتقالي .. الإضراب نوعان 1- إبطالي ( يبطل ما قاله ) 2- انتقالي ( انتقال من كلام إلى كلام أخر) وقال بعضهم أن هنا استئناف بيانيا .. فيقدرون ( هل رجعوا ؟ ) في عتوا ونفور .. استكبار وأعراض . بعض الأسئلة الهامة : 1- ما المراد بالاستفهام في قوله أأمنتم ؟ ( إنكاري تعجيبي ) 2- ما المراد بقوله من في السماء ؟ ( الله عز وجل ) وما المراد بفي ؟ ( على 3- ما معنى تمور ؟ ( تضطرب ) 4- أذكر معاني أم ؟ 5- ما وجه البلاغة في قوله " صافات ويقبضن "؟ ( صفات تدل على الثبوت ويقبضن على التجدد ) 6- أمن هذا .. ما المراد بالإستفهام هنا ؟ وما معنى إن في " إن الكافرون إلا في غرور " ؟ ( ما ) 7- ما نوع بل في قوله " بل لجو " وما معنى لجو " وما معنى عتو وما معنى نفور ؟ انتهت المحاضرة الرابعة المحاضرة الخامسة ( تفسير الفرقة الأولى ) · وهنا يرى بعض العلماء أن السراط في الآخرة والمشي يكون يوم القيامة .. وهذا وجه لأنه من سار على السراط المستقيم في الدنيا سار عليه في الآخرة . · قل هو الذي أنشأكم .. هنا وجه الكلام للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يكلمهم وهذا يدل على خطورة الأمر ( فعندما تجد قل تعلم أن هناك أمر مهم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مكلف بالتبليغ .. ثم يقل الله تعالى قل ". · ونجد هنا أن قل تم تكرارها أكثر من مرة دليل على أهمية · هو الذي أنشأكم .. أي خلقكم لا غيره ، والأفئدة جمع فؤاد وهنا الأفئدة هي القلوب .. ثم يعدد نعمه على خلقه وجعل لكم .. أي من أجلكم وهي لام التعليل .. السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون .. وهنا نلاحظ أن التعبير جاء متفاوت فقال السمع مفرد والأبصار جمع والأفئدة جمع ... والوجه هنا1- أن السمع واحد ولكن القلوب والأبصار متفاوتة ومختلفة 2- أن السمع المراد به المصدر والأصل في المصدر أن يكون مصدرا وليس المراد بها الأذن 3- أن مدركات السمع محدودة أما مدركات البصر والقلب كثيرة لذلك نجد 4- تقدم السمع لأن فوائد السمع أكثر فالإنسان يسمع من أي اتجاه بعكس البصر · قليلا ما تشكرون .. هل الكفار يشكرون .. نقول نعم قد يشكرون شكرا لا ينفعهم .. وقد تكون هنا معناها الانعدام . وجاءت لفظة ما لتفيد التقليل وما هي مؤولة بمصدر مع تشكرون فهنا معناها قليلا شكركم . · قل هو ذرئكم في الأرض .. بثكم ونشركم في الأرض وأيضا كثّركم .. وإليه تحشرون .. وكأنها ترد على منكري البعث .. فمن الذي خلقكم وجعل السمع والبصر ,, الله ، وذكر الحشر ولم يذكر الموت لأنه هو الذي ينكرونه . · · ويقولون ماذا هذا الوعد إن كنتم صادقين ... فلم يجدوا ردا على وإليه تحشرون .. فيقول هؤلاء الكفار متى :وهنا متى تأتي بمعنى التعجيز والتهكم . وهنا السؤال جاء ليس بمعنى الاستفهام ... " وهنا هذا الوعد كأنهم يستنجزونه .. أي عليك أن تفي بهذا الوعد التي وعدتنا إن كنتم صادقين أنت ومن معك من المؤمنين ( ويقولون متى هذا الوعد .. ذكرت 6 مرات ) فهذا دليل على تكرارهم لها .والتعبير بالفعل المضارع يدل على التجدد والاستمرار · قل إنما العلم عند الله .. فهنا جواب الحكيم .. فهنا السؤال للتهكم ولكنه يرد عليهم جوابا واقعيا .. وإنما أنا نذير مبين ...فهذه ليست مهمتي أن أخبركم بمعاد اليوم ... والعلم عند الله( العلم المسئول عنه ) ... بالمراد بالعلم هنا علم الساعة أي علم معين .. وهذه دعوتي هي النذارة وهي الإعلام مع التخويف . ،، وهنا حصر الرسول في قوله إنما أنا نذير ,, فنقول الحصر هنا ليرد على من يقول بأن الرسول يعلم الغيب ... · فما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا ..فلما رأوه أي عذاب الآخرة كانوا ينكرونه فالآن رأوه عين اليقين . وهنا عبر عن المستقبل بالماضي ليدل على وقوعه لا محالة .. أي حين سيرونه قريبا ( زلفة ) عاينوه قريبا منهم . . سيئت وجوه الذين كفروا .. تساء وجوههم وتكون كالحة وتسود .. وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ... أي هذا تدل على القرب وتدعون وهناك قراءة ( تدعون ) ... فهنا تكون بمعنى تدعون " يستعجل به الذين كفروا " وتدعون أي تكذبون من الإدعاء و تدعون بمعنى تتمنون ... وقال كنتم به تدعون ولم يقل تدعونه عندما ترى كلمة أرأيتم بمعنى أخبروني ... كان الكفار ينتظرون موت النبي صلى الله عليه وسلم ... لذلك يقول لهم أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ... فالعبرة ليست بموت النبي صلى الله عليه وسلم فهم ميتون أيضا · فمن يجير الكافرين من عذاب أليم .. استفهام استنكاري يفيد النفي أي لا يجير ... وصرح بالكافرين لأنهم وصلوا إلى ذلك بسبب كفرهم وجاء العذاب منكر ليفيد التهويل · قل هو الرحمن الذي تنكرون اسمه .. فنحن نقر بالرحمن فلهذا يرحمنا وأما أنتم لا تقرون به لذا لا تنظرون منه الرحمة ... فستعلمون من هو في ضلال مبين .. وهنا مبين بمعنى واضح · قل أرأيتم .. أخبروني لو أصبح ماؤكم غور ذهب في الأرض نتيجة القحط وهذا معناه أن الذي يعطيكم المياه هو الله ... وهنا الوصف بالمصدر دليل على المبالغة غورا يفيد ... · من يأتيكم بماء معين .. جار واضح وكثير وجلي وهنا قال بعض العلماء فلم رأوه زلفة قلنا هو عذاب الدنيا يوم بدر · قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا .. قال بعضهم هنا توعد لهم بأن يصيبهم القحط كما حدث بعد هجرة النبي صلى عليه وسلم فقد أصيبوا بالقحط · فمن يأتيكم بماء معين ؟ الجواب ليس إلا الله تعالى فهل يتذكرون ويرجعون انتهت المحاضرة الخامسة المحاضرة السادسة ( تفسير الفرقة الأولى ) علوم القرآن |
#2
|
|||
|
|||
المحاضرة السادسة ( تفسير الفرقة الأولى ) علوم القرآن (1) - علوم القرآن ، لقد درجت عادة أهل العلم انهم إذا عرفوا شيء فهم يعرفوه كل جزء على حدة ثم يتحدثون عن الكلمتين معا ( مثل علوم القرآن ) تعرف كلمة علوم ثم تعرف كلمة القرآن ، ثم يتم تعريف المصطلح كله - علوم : جمع علم والعلم هو إدراك الشيء على حقيقته أو إدراك الشيء على ما هو عليه ومما نحتاج إليه في دراستنا ، ا لعلم : المسائل المضبوطة المجموعة - القرآن : كلام الله عز وجل المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المنقول إلينا بالتواتر المتحدى بأقصر سوره ... والتعريف لكي يكون صحيحا لابد أن يكون جامعا لكل أفراده ومانعا من دخول غيره عليه ولذلك كل كلمة في التعريف لإخراج شيء ... كلام الله ، أخراج كلام غيره .. المنزل أخرج كلامه للملائكة ... وكلام الله / أي حقيقة وليس كما يقول بعضهم أن الكلام عبارة عن كلام الله .. على محمد صلى الله عليه وسلم أخرج كلام الله المنزل على غيره من الرسل مثل التوراة وغيرها ... المتعبد بتلاوتها .. أي أنك لو قرأت كتاب لله فلك أجر " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة .." علا خلاف الحديث القدسي أو الحديث النبوي ... المنقول إلينا بالتواتر .. أي جمع عن جمع يحيل توطئهم على الكذب ... لذلك أخرج القراءة الشاذة ولا يقال لها قرآن ولكن قراءة ... ا لمتحدى بأقصر سوره .. أي معجز " فاتوا بعشر سور مثله " " فأتوا بسورة من مثله " لذلك خرج ما لا يتحدى به مثل الحديث الشريف ،، لذلك منع أهل العلم ترجمة القرآن ولكن الذي ترجم هو معانيه أو تفسيره . - ويزيد بعضهم المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس .. ولكن التعريف السابق جامع مانع . - إذا جمعنا اللفظتين علوم القرآن : المسائل المجموعة المضبوطة المتعلقة بالقرآن الكريم من حيث ترتيبه وجمعه ونزوله ومكيه ومدنيه وناسخه ومنسوخه ... وغيرها . - وهذه العلوم كثيرة لذلك نقول علوم القرآن ، كعلم المكي والمدني وعلم الناسخ والمنسوخ و أيضا ندرس في علوم القرآن ترتيب القرآن والمجمل والمبين والمنسوخ والناسخ ... والسيوطي يصل بعلوم القرآن إلى 200 و55 علم في كتاب آخر و88 علم في كتاب آخر علم و الزركشي 47 علم . - ما المراد بالتفسير ؟ التفسير في اللغة معناه البيان والكشف والإيضاح ، لذلك يقولون فسر وسفر وهما بمعنى الإبانة والإيضاح ، وبعضهم قال فسر في الأمور المعنوية أو المعاني أما سفر أي الكشف في الأشياء المادية مثل امرأة سافرة .. هذا المعنى اللغوي والأصل أن تكون هناك علاقة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي - القرآن لغة : في مذهب الشافعي أنه اسم جامد علم على كتاب الله وهناك من يقول أنه مشتق من مادة القرء التي تدل على الظهور ويقال قرأت الماء في الحوض أي جمعته وأظهرته والقرآن معنى المتلو أو المقروء " إنا علينا جمعه وقرآنه " أي قراءته " ومختصر لذلك لفظة القرآن تدل على الجمع والقراءة والتلاوة والإظهار .. - أما التفسير في اللغة عرفناه .. أما التفسير في الاصطلاح .. لو قلنا تفسير درجت العادة غالبا مع القرآن .. إذن تفسير القرآن هو بيان القرآن بقدر الطاقة البشرية ... ومعنى بقدر الطاقة البشرية أي أن الإنسان قد يصيب ويخطئ .. ولذلك الذي لا يتعلق ببيان القرآن ومعاني الآيات فهذا ليس من تفسير ولكنه حواشي مثل إعراب الآيات ولكن هناك ما هو متعلق بالتفسير من الإعراب مثل " وجنا الجنتين دان " فالإعراب يعرفنا هنا أن جنا اسم ... ولكن قد تجد تكلفات في التفسير ، مثل الفقه وغيره ... ولكن صلب التفسير هو بيان آيات الله تعالى . - علوم التفسير : هي المسائل المضبوطة المجموعة المتعلقة ببيان القرآن بقدر الطاقة البشرية . - علوم التفسر أوسع أم التفسير ؟ التفسير بيان المعاني أما علوم التفسير أعم فهي أوسع فهناك أمور متعلقة بالتفسير غير بيان معاني المفردات مثل فضائل السور وفضائل الآيات ، أصول التفسير أو قواعد التفسير وأسباب النزول . - التفسير علوم القرآن علوم التفسير ما العلاقة بين علوم التفسير وعلوم القرآن ؟ علوم القرآن أعم - س/ ما الفرق بين التفسير وعلوم التفسير وعلوم القرآن ؟ - من الأمور المهمة في علم التفسير ( مسألة التضمين ) - وكلمة التضمين معناها إعطاء الشيء معنى آخر ، فقد يكون للكمة معنى أخر مثل الحروف " ولأصلبنكم في جزوع النخل " في بمعنى على " وفي سورة الملك " أأمنتم من في السماء " أي على السماء والسماء بمعنى العلو والسمو " فلم رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون " فقال تدعون بمعنى تكذبون - والتضمين يأتي في الأسماء والأفعال والحروف . والإشكال في الحروف - و الحروف تنقسم إلى قسمين 1- حروف مباني 2- حروف معاني - وحروف مباني ( التي تتكون منها بينة الكلمة ) والمعاني ( الحروف التي تدل على معنى ) مثل كلمة ( وليد ) فالواو لا تدل على شيء ولكن الواو من قولك ( والله ) تدل على القسم .وقد تكون للعطف ... وحروف المعاني صنف بعضهم فيها مصنفات ( فهذه مهم جدا لعلم التفسير ) وفي ظرفية والباء سببية وغير ذلك وفي الغالب يكون للحرف معنى أصيل وأحيانا نجد هذا الفعل يستعمل حرف لا يستعمل معه " ونصرناه من القوم " الأصل على وهنا جاء من " عينا يشرب بها " الأصل منها وهنا جاء بـ وهذه مسألة التضمين " يهدي للتي هي أقوم " اهدنا الصراط المستقيم " " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم " - في مذهب الكوفيين يقولون التنواب للحروف " عين يشرب بها " أي منها فالباء تضمن معنى من . - أما البصريون يقولون الفعل مع الحرف إذن الفعل هو الذي جاء بمعنى جديد فما أتى الفعل متضمنا لمعنى الفعل الآخر تعدى بمعنى الآخر ... " عين يشرب بها " هناك فرق بين أشرب وأتلذذ أو أروى .. فأنا أقول أروى بكذا او أتلذذ بكذا .. فهم يرون ويتلذذون فهنا يشرب بها بمعنى الري والتلذذ ، أي ( نفسر الفعل بفعل أخر بسبب الحرف الذي جاء معه ) أيضا " نصرناه من القوم " معناها نجيناه من أو خلصناه من .. فقد تنتصر وتصاب بأذى فهنا نجيناه بدون أن يصبه أذى .. وفي الأصل نجيناه تتعدى بحرف الجر من .. أيضا " ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه " تضمن معنى الضم والجمع أي بجمع نعجتك إلى نعاجه ( فأقول ضممت إلى ) ..." وإذا خلو إلى شياطينهم " فالأصل أقول خلوت بـفلان ولكن هنا خلو أتو بمعنى الإنصراف . - مختصر التضمين 1- عند الكوفيين أن الحرف بمعنى حرف آخر 2- عند البصريين أن الفعل هو الذي يتضمن معنى أخر بدخول هذا الحرف عليه - س/ عرف التضمين واذكر بعض الأمثلة له ؟ ( هو إعطاء الكلمة معنى آخر ) . - قاعدة : إذا جاءت من قبل المبتدأ أو الفاعل أو المفعول فهي لتأكيد النفي وتفيد التنصيص في العموم ... قال تعالى " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " .. النكرات في سياق النفي تفيد العموم ( ما جاء ني أحد ) فهذا يفيد العموم ( ما جاءني من أحد ) زيادة في العموم وتنصيص في العموم .. ما معنى تنصيص ؟ الدليل على درجات 1- مرتبة النصية 2- دون النص أو ظاهر .. فقد تسمع نص لا يحتمل غير ا لكلام ( قل هو الله أحد )فهو لا يحتمل أي معنى آخر – ( ما جاءني أحد ) في ظاهر الكلام أنه لم يأتي أحد فقد يكون جاءه واحد أو اثنين فهذا احتمال مرجوح أما لو قلت ( ما جاءني من أحد ) أي ولا واحد فهنا تحول إلى مرتبة النصية التي لا تحتمل غير المعنى الظاهر من النص " ما جاءنا من بشير ولا نذير " " وما من دابة في الأرض إلى على الله رزقها " نص ولا يستثنى أي دابة في الأرض - القاعدة الأخيرة التي نذكرها اليوم ( قد ) .. قد إذا دخلت على المضارع في حق الله فإنها تفيد التحقيق .. من المعلوم أن قد تدخل على الفعل الماضي وهي تفيد التحقيق ، وإذا دخلت على المضارع تفيد التقليل ( قد ينجح الكسول ) أو التكثير أو الشك ،، أما مع الله فهي تفيد التحقيق " قد يعلم الله المعوقين منكم " وبعضهم يقول تفيد التقليل أي تقليل هذا في علم الله الواسع . - من الكتب النافعة في علوم القرآن ( تهذيب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي للشيخ محمد عمر – وكتاب المحرر في علوم القرآن للدكتور مساعد الطيار – مباحث علوم القرآن ) |
#3
|
|||
|
|||
المحاضرة السابعة ( تفسير فرقة 1 (2011) ) علوم القرآن (2) ( نزول القرآن ) وندرس هنا هل القرآن منجما أم كان جملة ، وذكر أنس في الصحيح " أن الله تعالى تابع على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي وخاصة في آخر حياته ، وهذا يقتضي أن يكون قد نزل منجما على حسب الأحداث والمواقف .. ولذلك نقسم القرآن إلى قسمين الأول 1- نزول ابتدائي ( بلا سبب مباشر ) 2- نزول بسبب ( عندما يسأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم أو تحدث حادثة مثل حادثة الإفك وسورة المجادلة ) لذلك هناك علم يسمى علم أسباب النزول .. كذلك نزول القرآن على فترات وأيضا منه ما كان مكي وما كان مدني .. كل هذا منصب على مسألة وهي نزول القرآن . لذلك علمنا أن علوم القرآن علوم كثيرة . كيف كان نزول القرآن ؟ أنزل منجما أم جملة واحدة ؟ عند آيات تبين حقيقة المسألة 1- " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " 2- " إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين " 3- " إنا أنزلناه في ليلة القدر " 4- " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث " 5- " قالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ، كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا " معنا هنا خمس آيات ندرسها في هذا الباب ننظر إلى الآيات الثلاث الأولى ، ليس هناك تعارض بين الآيات الثلاثة حيث أن الليلة المباركة هي ليلة القدر وليلة القدر هي ليلة من ليالي شهر رمضان ، وهذا من ظاهر الآيات أن القرآن نزل كله في رمضان بالإجمال ، ولكننا قلنا أن القرآن نزل منجما ،، ومما يؤكد ذلك أنه في حادثة الإفك كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر الجواب ، لذلك قال لأم المؤمنين عائشة " إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله ..." لو كان النبي صلى الله عليه وسلم معه القرآن هل كان ينتظر . ، ثم لو كان معه القرآن وسمع واحد قول الله تعالى " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها " لقال قائل من هي هذه المجادلة قبل أن تأتي . فكيف نفسر تلك الآيات التي توضح أن القرآن نزل جملة واحدة ؟ للعلماء في ذلك عدة توجهات أشهرها وجهان : الأول : أن هذه الآيات تتحدث عن نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا وعلى هذا فنزوله مفرقا فكان إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( والمستفاد من هذا الوجه أن القرآن له نزولا الأول جملة إلى السماء الدنيا إلى بيت العزة لبيان شرف القرآن وبيان مكانته لدى الملائكة والثاني على النبي صلى الله عليه وسلم نزلت على قلب النبي صلى الله عليه وسلم طيلة ثلاثة وعشرين سنة ) إذن أية البقرة والدخان والقدر تتحدث عن نزول القرآن جملة واحدة ، أما نزوله مفرق .. هذا يدل عليه قول الله تعالى " وقال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا " فنزول الآيات مفرقة كان تثبيتا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم . الوجه الثاني قال بعض العلماء أن القرآن نزل مفرقا ، فوقعوا في أشكال وهي الآيات الثلاث التي تتكلم عن نزول القرآن جملة واحدة .. قالوا الجواب موجود وهو أنا المقصود بنزول القرآن في تكل الآيات هو أول ما نزل من القرآن ، شهر رمضان الذي فيه القرآن أي شهر رمضان الذي فيه أول ما نزل من القرآن . الرأي الأول هو رأي جمهور العلماء . نرجع ونقول أن القول الأول يحتاج إلى دليل ورد بذلك أثر عن عباس رضي الله عنه وهذا الأثر يقول : أن القرآن نزل جملة واحدة إلى بيت العزة ثم أنزله على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة .. وفي رواية أن القرآن فصل من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا " وقوله عشرين سنة لا يخالف ثلاث وعشرين سنة والمرجح عند الكثيرين 23 سنة وهذا لمن لا يحسب الكسر ومنهم من قال أن الوحي انقطع فترة منهم من لا يحسبها وهي عامان ونصف وفترة الرؤيا كانت نصف سنة فهذه هي الثلاث سنوات ... المهم في هذه الرواية هو نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا ثم نزوله مفرقا على النبي صلى الله عليه وسلم ،، وهذا الأثر من حيث الصحة إسناده صحيح رواه الطبري في التفسير والنسائي في الكبرى وهو مروي عن بن عباس من عدة طرق منها طريق سعيد بن جبير . والإشكال الثاني في هذا الأثر أن ابن عباس لم يرفع السند إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا هو موقوف على ابن عباس وهو مذهب بن عباس والأصل أن هذه أخبار غيبية لابد أن تقال عن النبي صلى الله عليه وسلم لذلك فهذا هو من الموقوف الذي يأخذ حكم الرفع ... فالمتوقع أنه سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم . الإشكال الثالث : أن ابن عباس كان يأخذ عن أهل الكتاب ,, فلعل هذا أخذه عن بني إسرائيل .. والرد أن هذا خبر إسلامي محض ما له وبني إسرائيل .. لذا أخذ بهذا الحديث جمهور أهل العلم . أما القول الثالث فقد جمع بين الوجهين فقال بعضهم لا مانع من حمل الآيات على الوجهين أي أنه نزل جملة واحدة في شهر رمضان إلى السماء الدنيا ثم نزل في غير رمضان على النبي صلى الله عليه وسلم . وقال بعضهم أنه في ليلة القدر ينزل القرآن وكل ما يكون في العام كله أو ما ينزل خلال السنة من القرآن الكريم . وأخيرا أن بيت العزة في السماء كيف هو وأين هو ... الله أعلم فلا نعلم به خبرا ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم . *** القرآن الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ كيف أخذه جبريل هل أخذه من اللوح المحفوظ أم من بيت العزة ..؟ الجواب أن الله تعالى تكلم به ثم سمعه جبريل ونزل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا يدل عليه أثر ابن عباس " ثم تكلم به الله وسمعه جبريل ونزل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم " وأيضا هناك نسخة مكتوبة منه في اللوح المحفوظ ونسخة في بيت العزة .. فحفظ مكتوبا وحفظ مسموعا " قال تعالى " حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآن عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم " ومنهم من يقول أنه هذا هو القرآن فحفظ مكتوبا وحفظ مسموعا .. وقد قال الأشاعرة أن القرآن عبارة عن كلام الله وأن الله لم يتكلم به حقيقة وأنه كلام نفسي لم يتكلم به الله تعالى ... وهذا خطأ . *** اختلف أهل العلم في أول من نزل من القرآن وآخر ما نزل من القرآن .. ومذهب الجمهور أن أول ما نزل صدر سورة العلق " اقرأ باسم ربك ... علم الإنسان ما لم يعلم " ودليل ذلك حديث عائشة رضي الله عنها المتفق عليه " أول ما بدء به النبي صلى الله عليه وسم من الوحي هو الرؤيا الصالحة ، فكان لا يرى رؤيا إلى جاءت كفلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلوا بغار حراء فيتحنث فيه (قال الزهري هو التعبد ) الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك أو يتزود لمثلها حتى جاءه الحق وفي رواية حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فقال له الملك اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ فأخذني فغطني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق .. الآيات " الحديث معروف ومخرج في الصحيحين .. وهذا الحديث دليل على أول ما نزل من القرآن وهو صدر سورة العلق والدليل على ذلك 1- فجئه الحق 2- اقرأ ما أنا بقارئ .. فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم لو نزل عليه الوحي سابقا ما قال ما أنا بقارئ ... وهذا هو مذهب الجمهور . الثاني أن أول ما نزل من القرآن هو سورة المدثر .. سأل أبو سلمة بن عبد الرحمن قال أي القرآن نزل أولا قال جابر رضي الله عنه يا أيها المدثر .. قال أبو سلمة أنبئت أنه اقرأ باسم ربك الذي خلق فقال لا أخبرك إلا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر جابر الحديث " أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول إني جاورت بحراء ثم هبطت فسمعت صوتا عن يميني وعن شمالي وعن أمامي وعن خلفي فإذا أنا بملك جالس على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه رعبا ورجعت إلى أهلي فقالت دثروني دثروني وصبوا علي ماء باردا فأنزل الله تعالى علي " يا أيها المدثر .. والرجز فاهجر " .وهنا قال بعض العلماء أن أول ما نزل من القرآن هو سورة المدثر ويمكن الجمع بين الحديثين الأول : أن هذا هو ما علمه جابر والدليل على ذلك أنه في بعض روايات جابر فإذا " فإذا أنا بالملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض " والثاني : وهنا إن نزول سورة العلق أول ما نزل من القرآن بإطلاق ، أما سورة المدثر أول ما نزل من القرآن بعد فترة الوحي ... وهناك وجه ثالث قال : أن سورة العلق أول ما نزل ابتداء وأول ما نزل بسبب والوجه الرابع : أن سورة المدثر أول ما نزل كاملا فقالت عائشة رضي الله عنها " أول ما نزل من القرآن سورة من المفصل فيها ذكر الجنة و النار ولو نزل أول ما نزل لا تشربوا الخمر ولا تزنوا لشربوا و زنو " معرفة أول ما نزل وأخر ما نزل له فوائد منها 1- معرفة الناسخ و المنسوخ ، الآن لو عندنا آيات متعارضة لا يمكن الجمع بينها فهنا لو علمنا المتقدم والمتأخر منها نعرف أنه من الناسخ و المنسوخ ... النسخ معناه النقل ( نسخت الكتاب ) أو المحو والإزالة ( محت الشمس الظل ) والنسخ في الشرع يهدف منه رفع حكم شرعي بلفظه من نص من الكتاب والسنة ، ويقولون رفع حكم شرعي بحكم شرعي متراخي عنه أي متأخرا عنه "مثل رأي الجمهور أن الإنسان كان مخيرا أن يصوم وبين أن يفطر ومطعم ،، ثم نزلت فمن شهد منكم الشهر فليصمه " فهذا ناسخ لحكم التخيير . إذن من خلال معرفة أول ما نزل وأخر ما نزل نعرف الناسخ والمنسوخ . لذلك قالوا لا يتصدر للتفسير إلا من علم الناسخ والمنسوخ ( رفع حكم شرعي أو لفظه ) ممكن الذي يرفع الحكم أو اللفظ وليس الحكم وممكن أن يرفع الأمران " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج " كانت عدة المتوى عنها زوجها سنة ثم نسخت "الذين يتوفون منكم ويذرون أزوجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشر " فهنا الحكم منسوخ ولكن اللفظ موجود في القرآن ،،، هل من الممكن أن ينسخ اللفظ دون الحكم مثل " و الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجمهما البتة نكالا من الله " قالوا هذه كانت آية وهنا الحكم موجود ولكن اللفظ منسوخ ,, وقد ينسخ اللفظ و الحكم .. كما في الحديث " أن أو ما نزل من القرآن عشر رضعات يحرمن ثم نسخت بخمس " فهذه كانت موجود حكما ولفظا ثم نسخ الحكم واللفظ . لذلك يقسمون المنسوخ إلى ثلاثة أقسام 1- ما نسخ حكما وتلاوة( الرضاعة ) 2- ما نسخ تلاوة لا حكما ( الشيخ والشيخة ) 3- ما نسخ حكما دون التلاوة ( الصيام – وعدة المرأة المتوفى عنها زوجه ) . *** آخر ما نزل من القرآن : ذهب أهل العلم إلى أن أخر ما نزل " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " وهذا من حديث بن عباس " آخر ما نزل من القرآن واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله " وروي عن ابن عباس " آخر ما نزل من القرآن آيات الربا " فقال بعض أهل العلم أن أخر ما نزل آيات الربا ولا تعارض بين الرأيين فآية اتقوا يوما ترجعون هي جزء في جملة آيات الربا هنا تعيين من مجموع آيات الربا . قول ثالث : أن أخر ما نزل من القرآن آيات الدين " آيتان في سورة البقرة " وورد في ذلك عدة آثار منقطعة وغير ثابتة بعضهم قال أنا من أول آيات الربا إلى آخر آيات الدين نزل مرة واحدة .. والإشكال هنا عدم ثبوت الروايات . هناك من قال أخر ما نزل " يستفتونك في سورة النساء " وهذا ثبت في البخاري من حديث البراء وأخر سورة نزلت براءة . وكثير من أهل العلم قال إن الآخرية ليست مطلقة بل هي آخرية نسبية ( أي مقيدة بقيد ) فقالوا أن آية يستفتونك آخر ما نزل في المواريث فهذا نزول مقيد وآخر سورة نزلت براءة وهذه ليست آخر سورة نزلت بإطلاق .. فقد ثبت عن عباس سأل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وهو من الأئمة السبعة أتعرف أخر سورة نزلت على رسول الله جميعا قال : إذا جاء نصر الله والفتح قال ابن عباس صدقت " فهنا آخرية براءة آخرية نسبية .. والدليل على ذلك أن كثير منها يتحدث عن غزوة تبوك وهي في السنة التاسعة وأيضا أن النبي أمر علي بن أبي طالب أن يذهب إلى أبي بكر بصدر سورة براءة ليقرأها في الحج .فهنا هي آخر سورة نسبية لذلك إذا جاء نصر الله والفتح مناسبة لنهاية السور .. فقال بن عباس في هذه السورة أنها أجل الله ينعاه إليه فقال عمر والله يا ابن عباس ما أعلم منها غير ذلك . إذن في آخر آية نزلت 1- واتقوا يوما 2- آيات الربا 3- آيات الدين وهناك قول مشهور على ألسنة الناس " اليوم أكملت لكم دينكم " وهذه الآية نزلت يوم عرفة وعاش النبي بعدها ما يقارب 90 يوما فهل هذه الأيام التسعون لم ينزل فيها قرآن ... فقال بعضهم " اليوم أكملت لكم دينكم " أي تمام النصر وظهور الإسلام وقال بعضهم أن معناها تمام الأحكام لهذا فهي ليس آخر ما نزل وخاصة مع تمام الحج . والمرجح أن آخر ما نزل من القرآن " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ومعه آيات الربا " وأما آخر سورة نزلت جميعا هي سورة النصر " |
#4
|
|||
|
|||
تفسير سورة المدثر المحاضرة الثامنة
هذه القصة يرى جابر فيها أنها أول ما نزلت من القرآن .. وهنا كما قلنا أن هذا ما بلغ جابر رضي الله عنه ولا تعارض بينه وبين حديث عائشة رضي الله عنها .. وهناك من العلماء قال أن أول ما نزل بإطلاق هو ( اقرأ ) أول ما نزل بعد فترة الوحي هو ( المدثر ) وطريق آخر أن أول ما نزل بإطلاق هو اقرأ وأول من نزل بسبب هو يا أيها المدثر ... والمرجح أن أول ما نزل هو صدر سورة العلق .. - يا أيها المدثر .. هذا نداء مثلما افتتح كثير من السور بذلك .. المدثر بمعنى المتدثر فهنا المتدثر واضغمت التاء في الدال ومعناها المغطى ... والمزمل بنفس المعنى ... وهنا جاء النداء لوصف النبي في هذا الوقت يا أيها الملتحف أو المغطى ... هذا الوصف للنبي بالمدثر فيه أسلوب ملاطفة .. وهو أن تحدث الأنسان بما هو عليه مثلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليسأل عن علي رضي الله عنه فعلم أنه في المسجد فأتاه فقال له قم يا أبا تراب قم يا أبا تراب ... ومثلما قال النبي لحذيفة رضي الله عنه في غزوة الأحذاب ... ولما عاد أعطاه عباءته ونام حتى الصباح قال له قم يا نومان قم يا نومان .. فهذا ملاطفة مثلما في يا أيها المدثر ... المدثر هنا صفة وليس باسم من أسمائه ولا يعلم أن الله تعالى نداه باسمه في القرآن مثلما حدث مع بعض الرسل .. " يا نواح اهبط بسلام منا " " يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا " - - قم فأنذر ... أي شمر عن ساق العزم وأنذر ولذلك قال بعض العلماء نبئ باقرأ وأرسل بيا أيها المدثر ...قم هنا دلالة على الحركة فلابد أن تتحرك وتدعو غيرك .. ولعلنا نلاحظ أنه لم يقل ( وبشر ) مع أنه تعالى قال" عن أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " وهذا فيه كما قال أهل العلم براعة استهلال .. مثلما يشير الخطيب عن موضوع الخطبة .. وهذا يدل على أن الموجود في هذه السورة هو الإنذار أي التهديد والوعيد .. لذلك قال فأنذر لأن هو المناسب لواقعهم لأنه لم يدعوا قبل ذلك فكل الموجودين على الكفر وهذا هو المناسب لهم .. وأيضا بعض العلماء يسمي هنا أسلوب الأكتفاء أن يأتي بلكمة وتفهم منها الكلمة المناسبة ( مثل " سرابيل تقيكم الحر " فالأولى أن تفهم أيضا والبرد " ... لذلك فالتقدير هنا أنذر وبشر ... قم فأنذر معناه الإعلام مع التخويف والتحذير .. الإعلام مع الترغيب هو التبشير . . والفاء هنا تدل على السرعة في وتحفيز الرسول صلى الله عليه وسلم ... ونلاحظ أن هذه السورة قريبة من سورة المزمل فهنا قم وهناك قم .. وهذا فيه أن صاحب الدعوة أن يكون داعية وفي نفس الوقت يكون له حظ من الصلاة والقيام والعبادة . - وربك فكبر .. فالتكبير هنا المراد به التعظيم .. وأصل الآية ( كبر ربك ) فقدم المفعول مثل إياك نعبد ( نعبدك ) وهذا يفيد القصر أي عظم ربك لا غير .. وبعض المفسرين قالوا كبر أي كبر للصلاة أو كل تكبير وتعظيم لله سبحانه وتعالى .. وربك فكبر فيها بيان لسبب استحقاق هذا التكبير لأنه هو الرب هو الرازق هو الخالق .. لذلك ذكر وربك ... والفاء هنا قال بعضهم كأنه جواب شرط قدره بعضهم ( مهما يكن من شيء فكبر ربك ) .. - وثيابك فطهر أيضا شرط أي مهما يكن من شيء فطهر ثيابك .. وقال بعضهم كلها تفيد الاختصاص أي خص ربك وخص ثيابك . - وأيضا ربك فكبر تجد فيها مقلوب أي الكلمة تقرأ من الأول إلى الأخر والعكس مثل " كل في فلك " - وذكروا في ذلك قصة أن القاضي زار العماد الكاتب فلما أراد القاضي الانصراف قال له العماد " سر فلا كبا بك الفرس " فهي أيضا مقلوبة فرد عليه القاضي " دام علا العماد " فهذا يدل على بلاغتهم فهي بدون قصد . - وقال بعضهم الثياب ( الحسية – قلبك – عملك – جسمك- والمعنوية ) فطهر ( الظاهر – الباطن - المعاصي – الذنوب – الغدرات ) لذلك قال بن عباس لا تلبس ثيابك على غدرة مثلما ذكر في بيت الشعر .. وهنا أمران 1- الأمر الذي رجحه بن كثير وهو حمل الآية على العموم قال العلماء إذا ورد في الآية عدة أقول وأمكن حمل الآية عليها جميعا فالأولى حمل الآية على جميعها .. أي لو أتى بقول تحتملهم الآيات ولا تعارض نحملها على الأقوال جميعا فهنا تحمل الآية على تطهير العقل والقلب والثياب .2- الرجز فاهجر هناك قاعدة ( التأسيس أولى من التأكيد ) .. أي فهنا لو تكلم متكلم كلاما وقال كلاما أخر هل الأولى نقول أنه تتمة للماضي وتأكيد له أم تأسيس لمعنى جيد نقول تأسيس أولى مثل قوله تعالى " ألم ترى أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه " علم تجوز ( هو أي الطير ) ( هو أي الله ) ورجح بعض العلماء الرأي الأول والدليل على ذلك أن الآية اختتمت بقوله والله عليم بما يفعلون لماذا ؟ لأنه جملة جيدة تأسس لمعنى جيد فلو كان الله علم فما فائدة ختام هذه الآية . - هنا تطبيق القاعدة ( والرجز فاهجر فيها معنى جديد مع أننا قلنا أن ثيابك فطهر أي من الذنوب والمعاصي .. لذلك حمل بعضهم معنى وثيابك أي الثياب الظاهرة والرجز هنا أتت بمعنى جديد أي اهجر عبادة الأصنام . المحاضرة الحادية عشرة ( تابع تفسير سورة المدثر ) - توقفنا في اللقاء السابق عند قوله تعالى " سأصليه سقر " قوله سأصليه سقر هو استئناف بياني كأن هناك سؤال ما جزاءه فقال سأصليه سقر .. بعدما ذكر ما فعله هذا المكذب ثم كأن هناك سؤال مقدر هو ما جزاءه يا رب فقال سأصليه سقر .. و سقر هي النار .. وقال بن عطية سقر هي الدرك السادس من جهنم ولا نعلم بذلك حديثا ورد .. سأصليه من الصلي و الصلي قد يطلق ويراد به الإحساس أو الإحراق وهو المراد هنا أي سأحرقه وليس مجرد الإحساس فقط وقال بعض العلماء أن هناك قاعدة عند استخدام مادة الصلي أنه إذا ذكر لها مفعول ثان من أسماء النار فإن الفعل يكون بمعنى الإحراق " نصليه نارا " " سيصلى نارا " " سأصليه سقر " و سقر ممنوعة من الصرف ... - سأصليه سقر .. قلنا أنها استئناف بيان وقد تكون بدل من سأرهقه صعودا أي كأنها تساوي نفس المعنى - وما أدراك ما سقر : هذا الاستفهام للتفخيم والتهويل " القارعة ما القارعة " الحاقة ما الحاقة " فهذا للتفخيم والتهويل .. وفي الغالب إذا جاء وما أدراك يأتي بعدها الجواب .. إما ما يدريك في الغالب لا يأتي معها الجواب ... ما سقر أي ما هولها وما شدتها .. لا تبقي ولا تذر هنا عُجل بالخبر للتهويل والتقدير سقر لا تبقي ولا تذر .. أي لا تتركهم على حالتهم بل تعود لهم الجلود على حالتهم حتى يستمر التعذيب " لا يموت فيها ولا يحيا " - - لواحة للبشر .. أي محرقة أو لواحة أي ظاهرة أي تلوح .. وللبشر فيها قولان 1- للبشر للناس أو للإنسان للكافر أوهنا تكون لواحة أي تلوح وتظهر 2- أن البشر جمع بشرة أي محرقة للجلود .. وقد ذكرت فيما قبل إن هذا إلا قول البشر والمقصود الناس .. والبشر هنا بمعنى الجلود فأتت اللفظة بمعنيين وهذا في البلاغة ( جناس تام ) - عليها تسعة عشر " ما الحكم الإعرابي لتسعة عشر ( مبتدأ مؤخر مبنية على فتح الجزئيين في محل رفع ) ( تسعة عشر عليها ) وعليها شبه الجملة خبر أو متعلق بخبر والضمير عائد على سقر ... تسعة عشر هم مقدمي الزبانية " عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " ... هنا مسألة ( هل معنى ذلك أن الخزنة ليسوا إلا تسعة عشر " 1- قال بعضهم أن هؤلاء هم النقباء أو الرؤساء " مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " 2- بعضهم قال العدد على ظاهره . - وقد قال الكفار عندما سمعوا الآية كيف أن النار عليها تسعة عشر فقط ؟ نجتمع عليهم ونقضي عليهم ولا ندخل النار لذل قال الله بعدها " وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة .." - وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة هنا أسلوب حصر أي ملائكة لا غير أي أتظنون أنكم قادرون على الفتك بملك واحد ... إلا ملائكة جمع ملك والملك من الألوكة والألوكة بمعنى الرسالة وأصلها ملأك وهي أصل الاشتقاق والملائكة لأنهم رسل الله عز وجل . - وهذا الخبر لا يثبت - وما جعلنا عدتهم أي الملائكة إلا فتنة أي اختبار منا للناس وأصل الفتنة هو الصرف " والفتنة أشد من القتل " أي صرف الناس عن دين الله .. وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للناس أي اختبار فقال الكفار كيف يعذب الناس تسعة عشر وكذلك شجرة الزقوم " إن جعلنها فتنة للظالمين " فأنكروا كيف تنبت شجرة في أصل الجحيم .. فهذه أمور يبتلي الله به عباده ليعرف المؤمن من الكافر مثل هذا العدد ... - ليستيقن الذين أوتوا الكتاب أي ليقع لهم اليقين وموافقة القرآن لما في أيديهم فيتحقق لهم اليقين .( لأنهم عندما يسمعون أن هذا النبي قال العدد الموجود عندهم في كتبهم فيعرفون صدقه " - ** وقد قلنا أن ذكر أهل الكتاب في سورة يدل على أنها مدنية وهذا فيه نظر .. لأن المدثر مكية بالاتفاق لن هناك من اليهود من كان يأتي إلى مكة وكان من أهل مكة من يسأل اليهود - ويزداد الذين أمنوا إيمانا .. وهنا قال مع الكتابي يستيقن لأنه قد يعرف أنه صواب ويتقن من صحته ومع ذلك لا يؤمن .. والمؤمن عندما يجد ذلك موافقا لما في الكتب السماوية زاد ايمانه ومن معتقد أهل السنة والجماعية أن الإيمان يزيد وينقص وهذا ثابت في كتاب الله وفي سنة رسوله . - ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب .. أي لا يشك فهذا تأكيد للاستيقان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم على الحق وكذلك لا يكون عند أهل الأيمان شك - وليقول الذين في قلوبهم مرض .. أي تردد في الإيمان والذين في قلوبهم مرض ليس هنا المنافقون ولكن الشاكون .. فيقولون ماذا أرد الله بهذا مثلا أي ما الحكمة من ذكر العدد هنا ومثلا أي وصفا إي إنكارا منهم . - كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ... كذلك أي مثل الإضلال الذي وقع في قلوب الذين في قلوبهم مرض و الكافرين يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء إضلالا مثل ذلك الإضلال ... ( كذلك صفة لقوله إضلالا ) يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء .. فهذا معناه أن كل شيء يقع بتقدير الله ( فالخير والشر بتقدير الله ) - - وما يعلم جنود ربك إلا هو ... أي لا يعرف عددهم إلا الله - وما هي إلا ذكرى للبشر نقف عندها - انتهت المحاضرة ( الحادية عشرة ) |
#5
|
|||
|
|||
المحاضرة الثانية عشر ( تفسير الفرقة الأولى 2011) علوم القرآن (3) اليوم مع موعد مع معنى التفسير وحكمه مصادره وشروط المفسر التي ينبغي أن تكون متحققة فيه - لقد تحدثنا في المحاضرة الأولى تعريف التفسير وعلوم القرآن وأصول التفسير ... - أنواع التفسير ,, ترجع إلى تقسيم ألفاظ القرآن .. كما ورد في قول ابن عباس أنه ذكر أنواع التفسير على أربعة أنواع وهذا الأثر منقطع لأنه يرويه أبو الزناد وعبد الله بن زكوان وهو من صغار التابعين لذا فهو منقطع إلا أنه مشهور عن بن عباس وعلى كلا فالتقسيم صحيح بغض النظر عن ثبوته عن بن عباس .. يقول التفسير على أربعة أوجه 1- وجه تعرفه العرب بلسانها أو تعرفه العرب بكلامها 2- لا يعذر أحد بجهالته 3- لا يعلمه إلا العلماء 4- لا يعلمه إلى الله عز وجل .. إذن هذا تقسيم للتفسير . - 1- تتعرف على معنى المفردات من خلال الكلمات .. مثلما حدث لابن عباس عندما قال كنت لا أعرف معنى فاطر حتى رأيت أعربيان يختصمان على بئر فيقول الأول أن فطرتها ويقول الثاني بل أنا فطرتها ... فعرف أن معناها أول ما بدأتها فعرف هذا من خلال كلام العرب .. وهذا يعرف من خلال القواميس والمعاجم وأشعار العرب .. - 2- لا يعذر أحد بجهالته .. لأنه بين واضح لا يحتاج إلى تفسير ولا توضيح لذلك أمرنا الله تعالى بالتدبر والأمر بالتدبر عام يشمل العالم ومن دونه .. مع أن تدبر العالم أعلى من تدبر العامي .. فلو قرأ أحدنا " قل هو الله أحد " لفهم ذلك .. وغيرها . - 3- لا يعلمه إلا العلماء ... يحتاج إلى تدقيق نظر فنجد الآية في أكثر من رأي ويرجح العالم أحد الآراء فلو قرأها العامي لا يفهمها . - 4- لا يعلمه إلا الله .. وهو المتشابه .. " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به " والمراد بتأويله أي المتشابه والغيبيات التي نؤمن بها ولا يعلمها إلا الله مثل يد الله مثلا وصفاته نؤمن بها وأيضا وقت الساعة " إن الله عنده علم الساعة " . - قال الله تعالى " هو الذي أنزل عليك الكتاب منها آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات " فقد قسم الله تعالى القرآن إلى محكم ومتشابه . .. وهناك آيات جعلت القرآن كله محكم " كتاب أحكمت آياته " فهذا وصف للقرآن كله بأنه محكم باعتبار إحكامه وإتقانه أي كله متقن .. أحكمت أي أتقنت .. ووصف القرآن بأنه متشابه " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني " أي يشبه بعضه بعضا فترى الأمر يتكرر والوعيد و الوعيد فهو متشابه - والمرجح عند أهل التفسير أن المحكم ظاهر الدلالة والمتشابه ما خفيت دلالته أو معناه - هذا الذي يعلمه بعض العلماء دون بقية الناس يقال له متشابه نسبي أما الذي لا يعلمه إلا الله فهو المتشابه الحقيقي .. فالمتشابه 1- نسبي 2- حقيقي - س/ ما حكم التفسير من خلال فهمك للأنواع السابقة ؟ - 1- القسم الأول فرض كفاية 2- القسم الثاني واجب على الجميع 3- القسم الثالث فرض كفاية ( إذا فعله البعض سقط عن الجميع ) 4- القسم الرابع لا يجوز لأحد أن يقدم عليه ( أي حرام ) - التفسير منه ما هو فرض عين ومنه ما هو محرم .. ففرض العين ما يلزم كل مسلم تعلمه من القرآن بما تصح به عقيدته وتسلم به عبادته ... وفرض كفاية وهذا ما يحتاج فيه الرجوع إلى لغة العرب وأيضا الذي يحتاج إلى الرأي المحمود .. وتفسير الحرام هو ممنوع من تفسيره " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا " - س/ عرف تفسير القرآن ؟ واذكر أنواعه ؟ وحكم كل نوع ؟ - ثم إننا عرفنا من قبل أن هناك التفسير بالأثر والتفسير بالرأي و الاجتهاد - أما الوجه الأول وهو التفسير بالأثر فلا شك بقبوله ولكن المهم أن يثبت الأثر - التفسير الأثري يقسم إلى 1- تفسير القرآن بالقرآن وقال بعضهم لا ندخل هذا النوع من التفسير بالتفسير الأثري .. ولكن ما عليه العلماء أن أو ما يوضع في التفسير بالأثر هو تفسير القرآن بالقرآن 2- تفسير القرآن بالسنة 3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة 4- تفسير القرآن بأقوال التابعين - التفسير بالرأي هو الذي يعتمد على الاجتهاد وبذل الطاقة واعمال الفكر في بيان المراد من الآية والرأي منه المحمود ومنه المذموم ... لذلك منع بعض العلماء التفسير بالرأي وقال لا يجوز ومنهم من قال التفسير بالرأي واجب .. والمسألة تحتاج إلى تحليل .. ماذا يقصد بالتفسير بالرأي؟ فإن قصد به التفسير بالرأي الاجتهاد في الوصول إلى معنى الآية للمتأهلين في ذلك فهذا لا شك يمكن قبوله وأنه ليس من التفسير الممنوع .. وما ورد من آثار في منع التفسير بالرأي فهذا يقصد به منه التكلف أو تفسير غير المؤهلين .. أما التفسير بالرأي مع الأخذ بالتفسير بالمأثور ابتدئا فلا شك أنه أولا .. فقد يتعارض التفسير بالرأي أي يتعارض رأي صحابي مع صحابي أخر فهذا يحتاج إلى ترجيح والتفسير بالرأي .. تفسير الصحابي هو من الرأي إذا كان من كيسه لذلك " إن دائرة التفسير بالرأي أو بالأثر تتسع كلما بعدت الأزمنة .. وهذه قاعدة " مثلا التابعين ما التفسير الأثري بالنسبة لهم رأي الصحابة ... مع أن الصحابة عندما قالوه كان رأي .. وهكذا .. فالمسألة مسألة نسبية .. وما ورد في المنع بالتفسير بالرأي قال بالحديثين الذين ذكرا في هذا الباب أحدهما " من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار " وهذا الحديث الظاهر ضعفه .. والثاني " من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ " والظاهر أنه ضعيف أيضا .. وإن كان قد صححها بعض أهل العلم فهو محمول على من يتكلم بغير علم أو غير متأهلا .. كذلك قول عمر بن الخطاب عندما قرآ " وفاكهة وأبا " فقال " إن هذا هو التكلف فقالوا أن عمر هنا لا يمنع التفسير ولكن يمنع التكلف بان تقول ما لونه وما حجمه وما شكله مما لا ينفع التفسير أما تفسير معاني الألفاظ فهذا لا بأس به ... - ومن هنا نخلص إلى أن التفسير بالرأي على قسمين 1- رأي محمود 2- رأي مذموم - 1- المحمود الذي لا يعارض أصول السنة ولا أصول المنهج والاعتقاد ولا الثابت من السنة الصحيحة .. ويكون له علاقة بالسياق بالإضافة إلى كونه من متأهل . - 2- من تكلف الرأي وأخذ الآية من السياق ليفهمها برأيه ليدل بها على معتقد فاسد .. فقد يكون الإنسان يتكلم عن معنى صحيح ثم يستدل بأية لا تناسب هذا المعنى .. إذن فهو خطأ لأنه . مثل الصوفية يقولون بإباحة الرأي واستدلوا بقوله " اركض برجلك ) فهذا أخطأ في الدليل وأخطأ في المدلول . - ** مصادر التفسير أو المرجع في تفسير القرآن :- - نقصد بها المصادر الأولية والمراجع في تفسير القرآن وليست المراجع الكتب ولكن الطريقة في تفسير القرآن - 1- تفسير القرآن بالقرآن : فما أجمل في موضع فقد بين في موضع آخر وما أختصر في موضع فقد بسط في موضع آخر .. فننظر إلى الآية التي نريد تفسيرها فإن ذكرت في موضع آخر فهو أفضل ما يُرتكن إليه " صراط الذين أنعمت عليهم " فسرها " أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا " " رب العالمين " تفسيرها " وما رب العالمين ، رب السماوات ..." .. " السماء والطارق " الطارق النجم الثاقب " .... وهكذا . أي تفسير لفظة بلفظة أخرى في موضع آخر أوضح منها أو بلفظة مساوية لها أو بإجمال بعده تفصيل أو تفسير آية بآية أخرى " لو تسوى بهم الأرض " تجدها " يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا " ...... وقد فسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن بالقرآن " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " .. قال " إن الشرك لظلم عظيم " ومنها أيضا تقيد المطلق " ويستغفرون لمن في الأرض " هذه مطلقة جاء تقييدها في " ويستغفرون للذن آمنوا " وأيضا بيان المجمل " ومما رزقناهم ينفقون " أي البعض ما قدره قال " ويسألونك ماذا ينفقون كل العفو " العفو أي ما يزيد .. أيضا بيان المشكل " حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود " ولم تنزل معها من الفجر ... فعمد عدي بن حاتم إلى عقال أبيض وعقال أسود ثم ظل يأكل حتى يتبين له أحدهما من الآخر ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له " إنما هو سواد الليل وبياض النهار " ثمن أنزل الله قوله " من الفجر " فعلموا أنه سواد الله وبياض النهار فرُفع الإشكال ... - وهنا مسألة .. إذا قلنا أن تفسير القرآن بالقرآن هو أفضل أنواع التفسير فهل يقدم على غيره باطلاق ... فإننا نجد هناك قولين في الآية وهذا يستدل بآية وهذا يستدل بآية .. فهل معنى ذلك أنه متعارض ... لا ولكن نقول أن تفسير القرآن هو أعلى مراتب التفسير بالمأثور ولكن بشرط أن يصح أن هذه الآية في معنى الآية الأخرى ... كيف ؟ فمن الممكن أن أتوهم أن هذه الآية بمعنى الآية الأخرى وهذا من قبل فهمي ... فهل تفسير القرآن بالقرآن للعقل فيه مدخل؟ نعم .. إذا كان المعنى موافق لمعنى الأخرى .. - 2- المصدر الثاني تفسير القرآن بالسنة : وهنا مصطلحان ( 1- تفسير القرآن بالسنة 2- والتفسير النبوي ) فهل هناك فرق ؟ - التفسير النبوي ، ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وقصد به التفسير نصا أي قصد تفسير الآية أو سؤل عن تفسير الآية ففسرها كما سألته عائشة.." فسوف يحاسب حساب يسيرا " قال يا عائشة إنما ذلك العرض عندما قال من نوقش الحساب عذب . - وأيضا عندما قال لها يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا وأشار إلى القمر وقال فإن هذا هو " الغاسق إذا وقب " - أما التفسير بالسنة : كل استفادة استفادها المفسر من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. ومنه بيان المجمل في القرآن " وأقيموا الصلاة " نجد " صلوا كما رأيتموني أصلي " - وعلى ذلك أيهما أعم ؟ التفسير بالسنة أوسع من التفسير النبوي لأنه يشمل كل أفعاله وكلامه وتوضيحه ... - مسألة .. هل فسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن جميعا ؟ بعض العلماء يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر القرآن كله مثلما نجده في رأي ابن تيمية قال " ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم " ثم إن العادة جارية بذلك إن من جاء بكتاب فعليه أن يفسره ... وأيضا نجد مجاهد يقول قرأت التفسير أي القرآن كله على ابن عباس آية أية أوقفه عند كل آية يسأله فيها ... وفريق من العلماء يقول أن الأحاديث الواردة في تفسير القرآن قليلة ( التفسير بالنبوي ) أما تفسير القرآن بأفعاله فهو كثير أي التفسير بالسنة .. ولم يرد أن النبي فسر القرآن لفظة لفظة فإن كما علمنا أن ما تعرفه العرب بلسانها أو ما لا يعذر أحد بجهالته لا يحتاج النبي صلى الله عليه وسلم لشرحه لأنهم يعرفونه أصلا وإن كان فسر فلماذا وقع الخلاف بين الصحابة .. والصحيح أن نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر ما يحتاج إلى تفسير وخاصة ما يتعلق بالاعتقاد ، وما يحتاج إلى إيضاح . - س/ فرق بين التفسير النبوي والتفسير بالسنة . وهل بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كله لأمته ؟ - نذكر أمثلة لتفسير القرآن بالسنة أو التفسير النبوي : توقف ( الدقيقة 65) في المحاضرة 12 |
الكلمات الدلالية (Tags) |
تفسير ، الفرقة الأولى ، 2011، معهد ، إعداد ، الدعاة ، بالمنصورة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|