السلام عليكُن ورحمة الله وبركاته
بـسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي خير خلق الله مُحمد
بن عبد الله صلاوت الله وسلامهِ عليهِ .. أما بعد
أحبتي في الله
إن الله عز وجل خلق الإنسان لا للهو ولا لِلعب
قال تعالي(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
هذه هي حقيقة وجودنا في هذه الدار الفانيه
دار العناء والإختبار،دار الوصول لجنة ملك الملوك
دار هي سجنُ الصالحين وجنةُ العاصين
عاش الصالحون فيها كالغُرباء
قال النبي صلى الله عليه وسلم بصفات هؤلاء الغرباء فقال:
بدأ الإسلام غريبًا ثم يعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء. قيل: يا رسول الله! ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس. رواه أحمد وصححه الألباني
هذه الذي يبكوا الناس من أجلها ويتنازعوا ويتنافسوا
في جمع الأموال إلا من رحم ربي، فهُم راحلون مِن عليها
ويتركوا كل ما عاشوا له من أجل الدُنيا لا للآخرة وحينما
يأتيهم الموت فجأة يقولون:
{رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ}
وهُنا تعلوا كلمة الحق
(كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون)
أحبتي في الله
إن الله عز وجل قد من علينا بنعمة الهداية إلي الطريق المُستقيم
وهُناك الكثير غارقون في المعاصي والشهوات قد غرتهم الدُنيا
وشغلتهم وأنساهم الشيطان ما خُلقوا من أجله وانساهم ذكر ربهم
فتاهت بِهم الطُرق لإنشغالهم بالمتاع الزائل
أحبتي فى الله
تذكروا أن أعمالكم بخيرها وشرها تُسجل عليكم
وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
تذكروا القبور التي بكا منها الصحابة رضوان الله عليهم والصالحون
وهم أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم
فكيف بحالنا نحنُ؟!
ما لنا نُشيع أمواتنا ولا نتعظ؟
ما لنا نري سوء الخاتمة، ولم نتقي الله في أنفسنا
فعلينا بإزلة الران (أي الذنوب) الذي طبع على القلب
فإن القلب مُحرك الجوراح
إما للطاعة وإما للمعصية
أحبتي في الله
تذكروا يوم تشهد فيه الجوراح وتنطق
(حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ00
وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 00
وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ00وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
أحبتي في الله
هذه الدُنيا هي رحلةٌ قصيرة،فعلينا الجِد والهمة
من أجل الرحيل لدار لا موت بها،إما سعادة وإما شقاء
فلا تغرنكم الدُنيا بزينتها وزخرفها
وما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ
همسة:
هذا الدين أمانة سُنحاسب عليها ، هذا الذي جاهد وتعب
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام و الصحابة رضوان الله عليهم
والصالحون،سالت دمائهم وانفقوا أموالهم من أجل هذا الدين
الذي هو أغل من كنوز الدنُيا، فأصبروا علي الأذي والإساءه
من أجل حُب الله عز وجل ورسوله صلوات الله وسلامهِ عليهِ
فحفظك لهذا الدين ونُصرة الحق جهاد في سبيل الله
أسأ الله عز وجل أن يُبتنا على الحقُ حتي الممات
وأن يُحسن ختامنا ويجعل اخر كلامنا من الدُنيا بـ لا إله إلا الله
آمين آمين آمين
وصلي الله وسلم علي مُحمد صلي الله عليه وعلي آله
وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين
والحمد لله رب العالمين
فإن كان من توفيق فمن الله وإن كان من خطأ من نفسي والشيطان
وأعوذ بالله أن أكون جِسراً تعبرون بهِ إلي الجنة ثم يُلقي بهِ في النار
سُبحانك اللهم وبحمدك أشهدوا ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
لا تنسوني من صالح الدُعاء
أعلموا فأعملوا!
العرض العادي
