أحمد عكاشة: تعامل الحكومة مع مرض الأنفلونزا «تهريج».. و١٠ سنوات تكفى لنهوض مصر
كتب أيمن حمزة ٩/ ١١/ ٢٠٠٩
شن الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسى فى جامعة عين شمس، هجوماً حادًا على سياسة الحكومة فى التعامل مع مرض أنفلونزا الطيور والخنازير، متهماً الدولة بأنها تسببت فى إزعاج مواطنيها وبث الخوف والقلق فى نفوسهم، ووصف طريقة تعامل الدولة مع المرض بأنه تهريج.
وقال: «يخرج علينا وزير الصحة كل يوم فى الصفحات الأولى فى الصحف ليدلى بتصريحاته حول المرض، وأنا أتحدى أن نشاهد وزير الصحة الإنجليزى على سبيل المثال يظهر فى أى جريدة ليتحدث عن المرض، وإذا ما أبلغ أحد المواطنين عن إصابته يقولون له التحليل فى المعامل المركزية.. طيب الصعايدة والفلاحين يروحوا فين ومين يحللهم، يعنى عملية تهريج فى تهريج وتجد الناس من شدة الخوف يرتدون الكمامات، وفى المطار تشاهد الماسح الحرارى مش ممكن اللى بيعملوه ده».
وقال عكاشة فى الندوة التى عقدها نادى ليونز الدولى مساء أمس الأول إن الشعب المصرى يستحق أن يعيش حياة أفضل من التى يعيشها الآن، مشيراً إلى أن ١٠ سنوات فقط تكفى المصريين كى ينهضوا، ويصبحوا من أوائل الدول ومن أفضل بلاد العالم، مدللاً على قوله بأن المصريين عندما تتاح لهم الفرصة فى الخارج يتفوقوا، موضحاً أنهم نالوا العديد من جوائز نوبل وهو ما لم يحدث فى دول أكثر رخاء منا.
ودعا عكاشة إلى ضرورة العمل على حل مشكلات البطالة، والفقر، وتأخر سن الزواج، مشيراً إلى أن هذه المشكلات من شأنها أن تصيب المصريين بالإحباط، وتزيد من العنف، والجريمة، والإرهاب داخل المجتمع، كما تؤدى للعديد من الأمراض النفسية والعصبية لدى المواطنين.
وقال عكاشة: «كيف نتقدم والدولة لا تنفق على الصحة سوى ٢٪ من ميزانيتها العامة، ولا يوجد علاج إلا فى القاهرة، لذلك تجد المواطن يأتى من أسوان لتلقى العلاج، كما أننا لا ننفق سوى ٢٪ على التعليم من نفس الميزانية، بينما الدول الأكثر تقدماً تنفق أضعاف ما ننفقه بكثير ثم تابع قائلاً: «مش ممكن نتقدم ودا حالنا أبدا».
وأكد عكاشة أن نسبة الانتحار فى الدول الأوروبية تتراوح بين ٧ و١١ حالة من كل ١٠٠ ألف شخص، بينما عندنا النسبة منخفضة ولا يوجد رصد سوى لـ٦٪ بسبب عدم وجود إحصاءات صحيحة يعتمد عليها فى هذا المجال، ولذلك النسب غير صادقة.
وأضاف عكاشة: «٣٠٪ من أى شعب (تعبانين نفسياً) ونحن فى مصر لا نعترف بذلك، ولا توجد لدينا ميزانيات كافية للعلاج النفسى، ولذلك المستشفيات فاضية والوزير بيقول المستشفيات زبالة، طيب مين يصلح أنا اللى هصلح، ومعظم المحبطين معهمش فلوس يتعالجوا طيب يروحوا فين ولمين».