انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-15-2009, 04:28 AM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي ::من الأسباب المُعينة على إختيار الرأي والقرار الصواب...::

 

الحمد لله وبعد,

من المعلوم عقلياً للجميع أنّ الفرد منّا يأخذ قرارات في حياته, فإن وُفِّق في قراره ورأيه كان الخير بإذن الله, وإن أخطأ في رأيه وقراره فسوف يكون مالا يُحبُّه ويأمله
فلذلك وجب على كُلٍّ منّا أن يتلمس الأسباب المُعينة على إخيتار الرأي والقرار الصواب, إذ ما الحياة إلا عن جُملة آراء وقرارات تؤخذ, فإما تكون صواباً وإما خطأ ولا ثالث لهم

وبعد,

وأنا أقرأ في رسالة عن القلب وآفاته وقفتُ على كلام جيّد يُستنبط منه ما عنونت له, فأحببتُ أن أنقل الخير لإخوتي إذ لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام,
فكان المُصنف -حفظه الله- يتعرض للكام عن العقل وعلاقته بالقلب, ولكني سأكتفي بنقل الشاهد

فقال -حفظه الله-:
وتوسطت فِرقةٌ أخرى وقالت: بل المخُّ حارٌ لكنه فاترُ الحرارةِ, وفيه تبريدٌ بالخاصية, فإنّه مبدأُ الذِّهنِ, ولهذا كان الذِّهنُ يحتاج إلى موضع ساكنٍ قارٍّ صافٍ عن الأقذار والكَدَر, خالٍ من الجبلةِ والزجل, ولذلك يكونُ جودةُ الفكر والتذكر واستخراج الصَّواب عند سكون البدن, وفتور حركاته, وقلّة شواغله ومزعجاته... ولذلك تجود هذه الأفعالُ في الليل, وفي مواضع الخالية, وتفسدُ عند التِهابِ نارِ الغضبِ والشهوةِ, وعند الهمّ الشديد, ومع التعب والحركات القوية البدنية والنَّفسانية. اهـ

نُلخص الأمر سوياً,
فإن الأسباب المُعينة على جودة الفكر واستخراج الصواب وسداد الرأي يكون عند:
1- سكون البدن: وسكون البدن يَنْتُج عن سكون القلب وعدم اضطرابه, إذ أن القلب ملك البد وقد قال أبو هريرة -رضي الله عنه- القلب ملك البدن والأعضاء جنوده, فإن طاب الملك طابت جنوده, وإذا خَبُثَ الملِك خِبُثَت جنوده.
2- فتور حركاته: أي يكون هادئاً لا يظهر عليه علامات الإضطراب.
3- قلة شواغله ومُزعجاته: فقد اتفق علماء المسلمين على أنه لا يجوز للقاضي أن يقضي في شئ وهو منشغل بجوع أو يريد أن يذهب إلى الخلاء, إذ أن هذه الأشياء تَشْغَلُ ذهنه, وهذا ليس مظنة إصابة الصواب. فكذلك, إذا أراد أي إنسان أن يأخذ قراراً ما, فعليه أن يُصَفِّي ذهنه على الأقل في هذه الفترة الوجيزة كي يستطيع أن يُصيب الصواب إن شاء الله.

ومظنة هذه العوامل المطلوبة أن تكون:
1- في الليل: إذ أنه به السكينة ولا يكثر حينها اللغط والهرج والمرج.
2- المواضع الخالية: كي لا يكون عليه أن مؤثر آخر, فيستطيع أن يجمع عليه أمره وذهنه -بفضل من الله-.

ومن الأشياء التي تُفسد في القرارات وتجعل الإختيارات غير موفقة للصواب:
1- عند التِهاب نارِ الغضب: لذلك أوصى النبي -عليه الصلاة السلام- من جاءه يسأله النصحية بـ "لا تغضب" إذ الغضب تُغلق فيه الأدمغة, وتَكْثُر فيه الأشياء المُفسدة.
وكي نتجنب مثل هذا:
-علينا بوصية النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما استب رجلان عند النبي -عليه الصلاة والسلام- فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه فقال النبي -عليه الصلاة والسلام- " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
-ثم يترك هذا الغضبان المَحِل الذي أغضبه حتى يُهَدِّء من نفسه, إذ لو ظل مكانه ربما يتذكر ما أغضبه مرة ثانية ويعود لغضبه ثانية.
وهذا كلّه لأن الغضب يؤدي إلى قول الفُحش وعمل السيئ وقطع الأوصال...إلخ هذه الأشياء التي جاء الشرع بذمِّها, فقد قال ربنا " وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً " فلننتبه للعدو الحقيقي, ونستعين بالذي يراه ولا نراه.
2- الشهوة: إذ أن الشهوة من خِصال الحيوان, والحيوان ليس عنده عقل, وقد ميّز الله بين الإنسان والحيوان بهذا العقل, فإن غَلَبَ على الإنسان الشهوة فقد غَلَبَ الجانب الحيواني عن الجانب العقلاني المتميز به الإنسان, فلذا سوف يخرج القرار والرأي مُجانب للصواب.
3- الهمّ الشديد: فإن المُتَلَبِّس بالهم في الغالب يكون في حالة شلل فكري.
ولكي نتغلب على هذا:
-علينا بحديث النبي -عليه الصلاة والسلام- "إحرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز" إذ على المرء أن يحرص على ما ينفع وألا يركن إلى الهمّ طويلاً, فمن لم يكن حريصاً على الأمور النافعة, بل كان كسلاناً لم يُدرك شيئاً, فالكسل هو أصل الخيبة والفشل, فالكسلان لا يُدرك خيراً ولا ينال مكرمة, ولا يحظى بدين ولا دنيا
وقوله "استعن بالله" إيمان بالقضاء والقدر, وأمر بالتوكل على الله الذي هو الاعتماد التام على حوله وقوته في جلب المصالح ودفع المضار, مع الثقة التامة بالله في نجاح الأمر.

هذا ويجب أن يكون فِكْر المرء قائم على الأمر العقائدي, وبأن يُفَكِّر ويسعى لأخذ القرار المُناسب للشرع; المُرضي للرب,
فيكون المرء سائر بالله ولله, آخذٌ بالأسباب متوكل مستعينا بالله

هذا ما جاء بخاطري, فأحببتُ لإخوتي ما أحببته لنفسي
فإن كان به إفادة فالحمد لله
وإن كان هُناك خطأ -ولا بد موجود- فجزى الله خيراً من أرشدني إليه وصححه
والحمد لله رب العالمين
..
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-15-2009, 04:51 AM
*جويرية* *جويرية* غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مصعب السلفي مشاهدة المشاركة
الحمد لله وبعد,



ومن الأشياء التي تُفسد في القرارات وتجعل الإختيارات غير موفقة للصواب:
1- عند التِهاب نارِ الغضب: لذلك أوصى النبي -عليه الصلاة السلام- من جاءه يسأله النصحية بـ "لا تغضب" إذ الغضب تُغلق فيه الأدمغة, وتَكْثُر فيه الأشياء المُفسدة.
وكي نتجنب مثل هذا:
-علينا بوصية النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما استب رجلان عند النبي -عليه الصلاة والسلام- فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه فقال النبي -عليه الصلاة والسلام- " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
-ثم يترك هذا الغضبان المَحِل الذي أغضبه حتى يُهَدِّء من نفسه, إذ لو ظل مكانه ربما يتذكر ما أغضبه مرة ثانية ويعود لغضبه ثانية.
وهذا كلّه لأن الغضب يؤدي إلى قول الفُحش وعمل السيئ وقطع الأوصال...إلخ هذه الأشياء التي جاء الشرع بذمِّها, فقد قال ربنا " وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً " فلننتبه للعدو الحقيقي, ونستعين بالذي يراه ولا نراه.

..



صدقتم جماعة الخير..
التوقيع

اللهمَّ اغفر لأبـــي وارحمه
اللهـمَّ وسع عليه قبره
وأدخله في رحمتك .. وأنعم عليه بجنتك

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-15-2009, 04:57 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً
وبكم نفع الله
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-15-2009, 07:26 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله خيراً ياأستاذى ونفع بك .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-16-2009, 01:14 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

فعلا أسباب معينة على إختيار الرأي
والقرار الصواب.
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-16-2009, 04:17 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

موضوع وأفكار قيمة جدا ولا شك

بارك الله فيكم
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-19-2009, 12:37 AM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً
ووفقنا الله وإياكم إلى أحسن الأخلاق فلا يهدي لأحسنها إلا هو...
والحمد لله
..
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-30-2009, 09:49 AM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً
وبكم نفع الله

ولاننسى صلاة الاستخارة
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-30-2009, 11:10 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

ماشاء الله
تبارك الله
احسنتم
بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-05-2009, 11:42 PM
رحمتك يارب رحمتك يارب غير متواجد حالياً
(رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
 




افتراضي

ماشاء الله
موفق باذن الله
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:55 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.