بواسطة: أم شهاب
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أفق من غفلتك وانهض من رقدتك فقد مرت سنة كاملة من عمرك مرت بشهورها وأيامها عليك فكأنك لم تلبث إلا ساعة من نهار
وكما تمر الشهور منقصة من عمرك سنة تلو السنة كذلك ستمر السنون عليك لتطوي عنك طريقك نحو الله ونحو حسابه ونحو جنته أو ناره .
حتى إذا انقضى عمرك وانطوى طريقك ورفعت عنك الأقلام وعرض عليك كتابك الذي
لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
لا يغادر كلمة غيبة أو نميمة أو كذب أو نفاق أو زور إلا أحصاها
لا يغادر نظرة عابرة أو فاحصة إلى ما حرم الله إلا أحصاها
لا يغادر خطوة نحو معصية أو حركة تجاه سيئة إلا أحصاها
ففريق أوتي كتابه بيمينه
فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
وفريق أوتي كتابه بشماله
فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ
فأفق يا مسلم وانظر إلى نهاية عامك هذا على أنها نهاية عمرك وأنه قد توقفت حياتك وذهب عنك أهلك ومالك وثبتت عليك أعمالك وآن حسابك لتعرف ما عليك وما لك ....
من الميل
وأضيف إلي هذا الموضوع
مضى العمر وفات *** يا أسير الغفلات
حصّل الزاد وبادر *** مسرعاً قبل الفوات
فإلى كم ذا التعامي *** عن أمور واضحات
وإلى كم أنت غارق *** في بحار الظلمات
لم يكن قلبك أصلا *** بالزواجر والعظات
بينما الإنسان يسأل *** عن أخيه قيل مات
وتراهم حملوه *** سرعة للفلوات
أهله يبكوا عليه *** حسرة بالعبرات
أين من قد كان يفخر *** بالجياد الصافنات
وله مال جزيل *** كالجبال الراسيات
سار عنها رغم أنف *** للقبور الموحشات
كم بها من طول مكث *** من عظام ناخرات
فاغنم العمر وبادر *** بالتقى قبل الممات
واطلب الغفران ممن *** ترتجي منه الهبات