حجاب المرأة إلى أين؟

[انى احبكم فى الله]

 

حجاب المرأة إلى أين؟

عائشة عزوزي

لقد تفشت في مجتمعنا الإسلامي ظاهرة خطيرة طالت حجاب المرأة، حيث أصبحنا نشاهد حجاباً متبرجاً تشمئز منه النفوس المؤمنة، نساء محجبات لكنهن عاريات·
أي حجاب هذا الذي ترتديه المرأة الآن؟ وجه مزيَّن بمختلف الألوان، لباس شفاف وضيق يظهر مفاتنها، روائح عطرة تثير المارة رجال ونساء، أي حجاب هذا وديننا ينهانا عن الخروج في هذه الصورة، عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: <كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت، فمرت بالمجلس كذا وكذا، يعني زانية> (رواه أبوداود والترمذي)·(1)
لقد كثر عدد اللائي يحاولن التشبه بالصالحات، وهن بلباسهن وتصرفاتهن أبعد ما يكون عن دين الله وعن مبادئه، بل هنَّ من أشد الخلق انتهاكاً لحرماته·(2)
ظهر الفساد على ظاهرها من جديد، فبعد أن نجح المجددون في إخراجها إلى الشارع سافرة عارية، عادوا من حيث بدأوا واتخذوها كسلاح للقضاء على ما تبقى من ذرة إيمان في قلبها، وذلك بنشر الحجاب العصري، إنه أخطر سلاح يعتمده أعداء الإسلام، سلاح يثير الفتنة ويهدف إلى تدمير الأخلاق والمبادئ الإسلامية·
لِمَ هذا الضياع الذي تعيشه المرأة المسلمة في عصرنا هذا، والإسلام كرَّمها ورفعها إلى أبعد مما يطمح خيالها، حيث نعمت تحت ظله بوثوق الإيمان، لها ما لها من الحقوق، وعليها من الواجبات ما يلائم تكوينها: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) البقرة:228، وأولاها غاية الأهمية والعناية باعتبارها صانعة المجتمع·
لقد عاشت في كنفه عزاً لا مثيل له، غير أن هذا العز لم يدم طويلاً، فسرعان ما تعرضت للمهانة في الجاهلية المعاصرة تحت ستار التحرير والعصرنة، لقد نصب لها المجددون الشباك، واحتالوا عليها بشتى الحيل، ولم تفكر بالمقاومة، بل ألقت بزمامها إلى التيار، فقذف بها حيث أوحال مستنقعات الدناءة·
ليتها تستفيق من سباتها لتلاحظ أن تصورات دعاة التحرير التي تجعل الفساد ازدهاراً، والعفة انحطاطاً، ومخططاتهم ترمي كلها إلى إبعادها عن وظيفتها وتدمير أخلاقها، وتكتشف أن وضعها في النظام الإسلامي ليس فيه خلل وإنما أُخِلَّ به، فقد التمس لها المتشدقون بالدين عذراً لنقص عقلها ودينها، فغضوا الطرف عن هفواتها وأخطائها، وساعدوها بصمتهم على الضلال، وكانوا بذلك آثمين في حقها وحق مجتمعنا المسلم·
إن انحراف المرأة المسلمة عن دورها الرائع في بناء المجتمع الإسلامي، أدى إلى انهيار المبادئ والأخلاق، وتمزق الأسر، وضياع الأطفال بين الرذيلة والفضيلة حتى أصبحنا نعيش حاضراً وجيعاً استشرت فيه المفاسد·
فليس من العدل أن ندع هؤلاء العابثين يتلاعبون بأفكارنا ومبادئنا الإسلامية السمحة·
وليس من الحكمة أن ندع الضعف يغلب القوة، والرذيلة تهزم الفضيلة، وليس من الإسلام أن نفتح أبواب بيوتنا لفكر عقيم يدمر أنوثتنا، ويعدم طفولتنا·
علينا أن نتمسك بالعروة الوثقى، فبين أيدينا معين لا ينضب، وأن نطبق الشريعة الإسلامية في وضع المرأة لأنها الأم والبنت والزوج والأخت والمستقبل كله·
علينا أن نعيد لها ثقتها بنفسها، فهي ليست بالخلق الضعيف النفس، كما يعتقد المغرضون، لأن من احتمل ما احتملته في ظلمات التاريخ، وعسف الأب، وجلف الزوج إلى وقر الحمل، وألم المخاض، وسهد الأمومة ـ راضياً مطمئناً ـ لا يكون ضعيفاً(3)·
علينا أن نذكِّرها بالمرأة المسلمة العابدة، العالمة الصالحة، الحصن المنيع، علَّها تهجر الفسق والرذيلة، وتنضم إلى موكب العفاف والفضيلة، عالمة واعية وحرة من قيود الفساد والدناءة· علينا أن نتذكر في يقين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: <استوصوا بالنساء فإن المرأة خُلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء> (رواه البخاري ومسلم وغيرهما)(4)·


المراجع
1 ـ الترغيب والترهيب من الحديث الشريف للإمام المنذري ـ الجزء الثاني ـ ص 42·
2 ـ كبائر النساء ـ إبراهيم محمد الجمل ـ ص54·
3 ـ عودة الحجاب ـ الجزء الثاني ـ ص309 ـ محمد أحمد إسماعيل المقدم·
4 ـ الترغيب والترهيب ـ المجلد الثاني ـ ص16

[انى احبكم فى الله]

لااله الا الله

[تائبة في رحاب الله]

فليس من العدل أن ندع هؤلاء العابثين يتلاعبون بأفكارنا ومبادئنا الإسلامية السمحة·
وليس من الحكمة أن ندع الضعف يغلب القوة، والرذيلة تهزم الفضيلة، وليس من الإسلام أن نفتح أبواب بيوتنا لفكر عقيم يدمر أنوثتنا، ويعدم طفولتنا·
علينا أن نتمسك بالعروة الوثقى، فبين أيدينا معين لا ينضب، وأن نطبق الشريعة الإسلامية في وضع المرأة لأنها الأم والبنت والزوج والأخت والمستقبل كله·

بارك الله فيكم ونفع بما سطرت يمناك
اللهم ثبتنا على الاسلام والتمسك بتعاليمه