انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-20-2015, 03:48 PM
عبدالله الأحد عبدالله الأحد غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي الرد على عقائد فرقة الاحباش الضالة

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه

تعتبر عقيدة الأحباش خليطاً من الأفكار والمعتقادات السابقة حيث أخذوا بعضها من الأشاعرة والبعض الآخر من الخوارج المرجئة وأفكار الفرق الباطنية ، وأحياناً نجد الحبشي متناقضاً ومترددا وغير ثابت على رأي واحد .
يقول الحبشي مبيناً أن الاعتقاد في الإيمان لا يستلزم العمل لقوله : فمن لا يؤدي شيئاً من فرائض الله ، ولا يجتنب شيئاً من المحرمات ، ولكنه قال ولو مرة في العمر : " لا إلـه إلا الله " فهذا مسلم مؤمن ويقال أيضاً مؤمن مذنب وأن استحضار بقية الإسلام كالصلاة والصيام ليس بشرط في تحقيق الإيمان " موسوعة أهل السنة 2/ 1278"
اتبع الحبشي في الإيمان قول المرجئة الذين قالوا " هو اعتقاد ونطق فقط " وقد رد عليهم الإمام الشافعي وأحمد بأن الأعمال تدخل في الإيمان مستدلين بقوله تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5) قال الشافعي ليس عليهم أحج من هذه الآية " أنظر فتح الباري 1/48 ، )ورد عليهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من كتاب الله حيث قال تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}الأنفال:4)
وقال الإمام البخاري : " لقد لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً منهم يختلف في الإيمان قول وعمل يزيد وينقص " الفتح الباري : 1/47


ثانياً صفات الله تعالى : اتبع الحبشي في إثبات الصفات منهج الأشاعرة ، حيث ذكر في كتابه الصراط المستقيم أن الواجب معرفة ثلاث عشر صفة " إن الواجب العيني المفروض على كل مكلف أن يعرف من صفات الله ثلاث عشرة صفة ، الوجود- والقدم - المخالفة للحوادث ، والوحدانية - القيام بنفسه - البقاء - الإرادة - الحياة - العلم - الكلام - السمع - البصر- وانه يستحيل على الله ما ينافي هذه الصفات " كتاب الصراط المستقيم للحبشي ص 3." .
إن إتباع الحبشي لمنهج الأشاعرة في الصفات وتحديد هذه الصفات بثلاث عشرة صفة منهج مخالف لمذهب السلف ، الذي يقوم على إثبات ما أثبت الله لنفسه وما أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تكييف ولا تحريف ولا تعطيل ، حيث يقول الإمام أحمد بن حنبل : " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث . " مجموع الفتاوى 5/26 " .
وقال الإمام الشافعي : آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله ، وآمنت برسول الله ، وبما جاء به رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم " كتاب الإيمان ، محمد نعيم ياسين ، ص18" .
وقال الإمام ابن تيمية مبيناً منهج السلف : " وجماع القول في إثبات الصفات : هو القول بما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله، ويصان ذلك عن التحريف والتمثيل، والتكييف والتعطيل؛ فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فمن نفى صفاته كان معطلاً، ومن مثل صفاته بصفات مخلوقاته كان ممثلاً، والواجب إثبات الصفات ونفي مماثلتها لصفات المخلوقات، إثباتًا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل، كما قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء}، فهذا رد على الممثلة، {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى:11]، رد على المعطلة فالممثل يعبد صنمًا والمعطل يعبد عدمًا " مجموع الفتاوى 6/515 ، 5*26 " .
ومع إتباع الأحباش للأشاعرة في إثبات الصفات إلا إنهم شذوا في إثباتها كما وردت في القرآن الكريم أو السنة النبوية ، وهذا يوضحه موقفهم من صفة القوة
والكلام

يعتقد الأحباش بأن الله تعالى ليس على كل شيء قدير ، وذلك لأنهم ساروا على نهج المتكلمين والفلاسفة ، ولكن عندما يجدون النص الواضح المخالف لمعتقدهم يتجهون إلى التأويل المخالف للحق وذلك يمثله قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }(البقرة: من الآية 2.، نجدهم يقولون بأن هذه الآية " لا تعني أن الله على كل شيء قدير لأن " الكل " لا تفيد التعميم هنا ، فيصير قادراً على نفسه ، وإنما المعنى أن الله قادر على أكثر الأشياء وليس على كل شيء قدير لأن الله غير قادر على الظلم ؛ لأن الظلم ممتنع على الله "من كتاب الحبشي شذوذه وأخطاؤه ، ص 59- 6. " . إن اعتقاد الأحباش هذا يتعارض من نص القرآن الكريم الواضح الدال على قدرة الله المطلقة على كل شيء دون الدخول في متاهات الفلاسفة الضالة ، كما أنه يتعارض مع قوله تعالى في الحديث القدسي : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا ..." رواه مسلم " فتحريم الله تعالى الظلم على نفسه دليل قدرته عليه ، ولو كان غير قادر عليه لما كان هناك معنى للتحريم ويوضح هذا شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله : وهو أن الظلم الذي حرمه الله على نفسه مثل: أن يترك حسنات المحسن فلا يجزيه بها ويعاقب البريء على ما لم يفعل من السيئات، ويعاقب هذا بذنب غيره، أو يحكم بين الناس بغير القسط، ونحو ذلك من الأفعال التي ينزه الرب عنها لقسطه وعدله وهو قادر عليها، وإنما استحق الحمد والثناء؛ لأنه ترك هذا الظلم وهو قادر عليه. وكما أن الله منزه عن صفات النقص والعيب فهو - أيضًا - منزه عن أفعال النقص والعيب " كتاب منهاج السنة النبوية 1/271 ، مجموعة الرسائل المنيرة 3/211 . وقال شارح الطحاوية معلقاً على الحديث :" فهذا يدل على أنه حرمه على نفسه ، كما أخبر أنه كتب على نفسه الرحمة ، وهذا يبطل احتجاجهم ، بأن الظلم لا يكون إلا من مأمور منهي ، والله ليس كذلك ، فيقال لهم : هو سبحانه كتب على نفسه الرحمة ، وحرًَّم على نفسه الظلم ، وإنما كتب على نفسه وحرَّم على نفسه ما هو قادر عليه لا ما هو ممتنع عليه " شرح العقيدة الطحاوية ، ص 85 "


اولا - كلام الله : لقد أعلن الحبشي أن القرآن الكريم في الحقيقة كلام جبريل وليس كلام الله تعالى ، وذلك حين اعتبر أن لفظ القرآن الكريم منزل عبارة عن كلام الله حيث قال : " اللفظ المنزل الذي هو عبارة عن الكلام الذاتي - كتاب إظهار العقيدة السنية ، ص85 - ثم استدل على ذلك بقوله : " ويدل على هذا قوله تعالى : { إنه لقول رسول كريم } حيث أضافه إلى جبريل---- وقد ورد إسناد القراءة لله تعالى مراداً به قراءة جبريل ؛ لأنها بأمر الله تعالى ، قال الله تعالى : { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } ولا معنى لذلك إلا أن جبريل يقرأه بأمر الله تعالى له بذلك " - من كتاب إظهار العقيدة السنية للحبشي ص 85 - 86 "
كما صرح الحبشي من كتابه " الدليل القويم " : بأن القرآن بمعنى اللَّفظ المُنزل هو غير كلام الله - من كتاب الدليل القويم " ص 69" - وهذا تصريح واضح منه بأن القرآن ليس من كلام الله .

إن الأحباش وافقوا في قولهم هذا قول من قال : { إن هذا إلا قول البشر } حيث توعده الله بسقر عقاباً على قوله ، قال تعالى : { سَاُصليه سَقَر } .فكل من انكر ان القرآن عين كلام الله فله سقر كما للوليد الا ان يتوب والله تعالى يقول فأجره حتى يسمع كلام الله ولم يقل كلام النبي او جبريل عليهما الصلاة والسلام

وقد وضَّح الإمام الطحاوي عقيدة السلف في كلام الله تعالى بقوله : " وإن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً ، وأنزله على رسوله وحياً ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً ، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ، ليس مخلوق ككلام البرية ، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر ، وقد ذمه الله وعابه واوعده بسقر ، كتاب شرح العقيدة الطحاوية ص : 179 .

وينكر الحبشي أن يكون كلام الله بحرف أو بصوت أو بلغة فيقول : ليس هو بحرف ولا صوت ولا لغة عربية ولا غيرها والحاصل أنه إن قصد بكلام الله اللفظ المُنزل الذي بعضه بلغة العرب ، وبعضه بالعبرانية وبعضه بالسريانية فهو حادث مخلوق لله ... ، وكل يُطلق عليه كلام الله ، أي أن صفة الكلام القائمة بذات الله يقال لها كلام الله ، واللفظ المُنزل الذي هو عبارة عنه يقال له كلام الله " من كتاب الصراط المستقيم للحبشي ص33 .

وهذا الكلام واضح البطلان ، لأن الكلام صفة لله تعالى يجب إثباتها لله تعالى دون تشبيه أو تكييف أو تعطيل أو تحريف ، لأنه تعالى لم يزل متكلما إذا شاء ومتى شاء ، وهو يتكلم به بصوت يُسمع

فأما ما دل على ذلك من الكتاب :
فقوله تعالى : { وأنا أخترتك فاستمع لما يوحى } { طه : 13 } . وقول الله تعالى : { وكلم الله موسى تكليما } { النساء : 164 } . وقوله تعالى : { منهم من كلم الله } { البقرة : 253 } . وقوله سبحانه وتعالى : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب … } الآية { الشورى : 51 } . وقوله تعالى : { وإذ نادى ربك موسى } { الشعراء : 10 } . (( فدل هذا على أن سمع كلام الله تعالى ، ولا يسمع إلا الصوت ، وربنا تعالى قد خاطبنا باللسان العربي الذي نفهمه ، وليس فيه سماع يحصل من غير صوت ))(1) .

? وأما ما دل على ذلك من السنة : فحديث عبدالله بن مسعود ? قال : إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع صوته أهل السماء ، فيخرون سجداً ، حتى إذا فزع عن قلوبهم ، قال : سكن عن قلوبهم ، ونادى أهل السماء : ماذا قال ربكم ؟ قال : الحق ، قال : كذا ، وكذا . رواه عبدالله بن الإمام أحمد في السنة ( 536 ) بسند جيد . وفي رواية : (( إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع أهل السماء له صلصلة كصلصلة الحديد على الصفا )) . أخرجه عبدالله في السنة ( 537 ) ، وابن خزيمة في التوحيد ( ص : 145 – 147 ) ، والدرامي في (( الرد على الجهمية )) ( ص : 91 ) . وسنده صحيح . ونقل عبدالله بن الإمام أحمد عن أبيه قوله : (( حديث ابن مسعود ? : إذا تكلم الله عز وجل سمع له صوت حجر السلسلة على الصفوان ، قال أبي : وهذا الجهمية تنكره )) . ومثله لا يقال بمجرد الرأى أو العقل ، فله على ذلك حكم الرفع ، كما قرر علماء الحديث ، بل وردت بعض روايات هذا الخبر مرفوعة ، إلا أنها شاذة ، فقد تفرد برفعها بلفظ مغاير عن العمش أبو معاوية الضرير محمد بن خازم ، عن النبي ? ، قال : (( إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا …. )) الحديث أخرجه أبو داود ( 4738 ) ،


? وقد أثبت الإمام أحمد الكلام بصوت لله عز وجل : فقال عبدالله بن الإمام أحمد – رحمهما الله – في السنة ( 533 ) : سألت أبي – رحمة الله – عن قوم يقولون : لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت ، فقال أبي : ، بلى ، إن ربك عز وجل تكلم بصوت ، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت )) . وهذا الخبر رواه النجاد في (( الرد على من يقول القرآن مخلوق )) ( ق : 87 / ب ) عن عبدالله به .

ثانيهما : تصحيحه لهذه الأخبار الواردة في إثبات الصوت ، حيث قال : (( هذه الأحاديث نرويها كما جاءت )) ، فدل بذلك على أنه يثبت الصفة كما جاءت ولا يتاولها كما أدعى هذا الأفاك الأثيم . وقال الإمام عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي – رئيس الحنابلة في عصره – المتوفي سنة 410هـ في كتابه (( اعتقاد الإمام احمد )) مخطوط – وهو مروي عنه بإسناد صحيح – ( ق : 52 / ب ) : ((وكان يقول – أي الإمام أحمد : - إن القرآن كيف يصرف غير مخلوق ، وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف ، وكان يبطل الحكاية ويضل القائل بذلك )) . وفي هذا رد على ملا على القاري فيما نقله عنه السقاف في (( إلقام الحجر )) ( ص : 24 ) حيث قال : ( قال المحدث علي القاري في شرح الفقه الأكبر ( ص : 29 – 30 ) : ومبتدعه الحنابلة قالوا كلامه حروف وأصوات تقوم بذاته ، وهو قديم ) . فهذا الذي بدع به بعض الحنابلة من إثبات الصوت واحرف منقول باسانيد صحيحة عن الإمام احمد – رحمه الله - .

وممن أثبت الصوت لله عز وجل الإمام البخاري رحمه الله كما سوف ياتي ذكره .

وأصرح من خبر ابن مسعود : حديث عبدالله بن انيس ? قال : سمعت النبي ? يقول : (( يحشر الله العباد – أو الناس – عراة غرلاً بهماً )) ، قلنا : ما بهماً ؟ قال : (( ليس معهم شيء فيناديهم بصوت يسمعه من بعد – أحسبه قال : كما يسمعه من قرب – أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من اهل الجنة يدخل الجنة …..الحديث )) . وهذا الخبر قد أعله السقاف في كتابه إلقام الحجر ( ص : 29 – 31 ) . وفي كلامه على إعلال هذا الحديث ما يدل على جهله بهذه الصناعة ، وقلة باعه فيها ، وعدم تجريه لأقوال العلماء ، هذا إذا حسناً فيه الظن ، وإلا فهو متجاهل ملبس ، يدلس الأقوال ويبتر منها مالا يوافق رأيه ، ليثبت بدعه . وسوف نتكلم بشيء من التفصيل على طرق هذا الحديث إن شاء الله تعالى .

أن نفي الكلام بحرف عن الرب عزّ وجل ليس قولاً لأهل السنة والجماعة كما ادعى السقاف ، وإنما هو قول الأشاعرة والماتريدية والكلابية ومن شابههم من أهل البدع . وأما أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم إمامهم الإمام أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السلف – رضوان الله عليهم – فيثبتون الكلام بحرف للمولى عزّ وجل . قال الإمام عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمى – رئيس الحنابلة في عصره – في كتابه (( اعتقاد الإمام أحمد )) - مخطوط – (ق: 52/ب) : (( وكان يقول – أي الإمام أحمد - : إن القرآن كيف يصرف غير مخلوق ، وإن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف ، وكان يبطل الحكاية ويضلل القائل بذلك )). وصنَّف الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني كتاباً في إثبات الحرف ، والرد على من ينفيه ، سامه : (( الرد على من يقول : {ألم} حرف لينفي الألف واللام والميم عن كلام الله عز وجل ))(8) .

وأما أدلة إثبات الحرف لله تعالى ، فهي :
1 – حديث عبدالله بن عباس ? قال : بينما جبريل قاعد عند النبي ? سمع نقيضاً من فوقه ، فرفع رأسه ، فقال : (( هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم ، فنزل منه ملك ، فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض ، ولم ينزل قط إلا اليوم ، فسلم ، وقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته )) .
أخرجه مسلم (1/554) ، والنسائي (2/138) من طريق : عمار بن رزيق ، عن عبد الله بن عيسى ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس به .
2 – حديث عبدالله بن مسعود – ? - قال : (( تعلموا القرآن ، فإنه يُكتب بكل بحرف منه عشر حسنات ، ويكفر عن عشر سيئات ، أما إني لا أقول : { ألم } ولكن أقول : ألف عشر ، ولام عشر ، وميم عشر )) .
أخرجه ابن أبي شيبة (6/118) بسند صحيح ، واختلف في وقفه ورفعه ، والأصح الوقف ، وله حكم الرفع .
3 – قول ابن عباس – ? - : (( ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه ، أو حاجته ، إلى أهله ، أن يقرأ القرآن فيكون له بكل حرف عشر حسنات )) .
أخرجه ابن المبارك في (( الزهد ))(807) بسند جيد (9) .

وأما السقاف : فيذهب إلى القرآن الذي نقرؤه مخلوق ، وهو معبِّر عن كلام الله الأزلى . قال في كتابه (( إلقام الحجر )): (( أخبر المولى تبارك وتعالى الخلق أنهم لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذه العبارات المخلوقة – { يقصد القرآن الكريم } - المعبرة عن كلامه الأزلى الأبدى الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة ، كما أخبر أنهم عاجزون أن يخلقوا إنساناً بل بعوضه ….. وأن هذه الألفاظ المخلوقة باللغة العربية المنزلة على سيدنا رسول الله … ولو كانت قديمة لما كانت في كتاب حادث مخلوق ولما تصوّر مسها ولا كتابتها في اللوح المحفوظ الذي خلقه الله تعالى وأحدثه وأجرى القلم عليه بأشياء كثيرة ) .

قلت : هذا والله اعتقاد الجهمية ولكن بطريقة توهم القارئ بأنه مخالف له ، ولنا مع هذا الكلام وقفه . فإنه قد استدل على كون القرآن الذي نقرؤه ونحفظه ، ويسطر في المصاحف ، ويحفظه الصبيان في الكتاتيب مخلوق !! – والعياذ بالله – بأنه لو كان قديماً لم يسطر في كتاب حادث ، ولما تصور مس هذا الكتاب ، ولا كتابته في اللوح المحفوظ المخلوق ، وجوابنا عن هذا : بأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه العزيز بتكليمه لموسى ، فقال { وكلم الله موسى تكليماً } { النساء : 164 } وقال له : { فاستمع لما يوحى } { طه : 13 } . (( فدل هذا على أنه سمع كلام الله تعالى ، ولا يسمع إلا الصوت ، وربنا تعالى قد خاطبنا باللسان العربي الذي نفهمه ، وليس فيه سماع يحصل من غير صوت ( 10 ) ، فهو كلام مسموع بالآذان وليس من قبيل الإلهامات . فهل سماع موسى عليه السلام بأذنه الحادثة المخلوقة يمنع منكون كلام اله الذي تكلم به إليه قديم غير حادث ؟! وقال تعالى لنبيه ? : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } {التوبة :6} . فوصف سبحانه وتعالى هذا القرآن الذي نتلوه بألسنتنا الحادثة ، وتحفظه قلوبنا المخلوقة بأنه كلام الله ، وأنه يا محمد إذا استجار بك أحد من المشركين فأجره حتى يسمع بأذنه – وهي مخلوقة – كلام الله سبحانه وتعالى الُمنزل إليك – غير المخلوق - ، وإن كنا أثبتنا الكمال المطلق لله سبحانه ، فلا يعزب عن قدرته أن يُسمع موسى المخلوق باذنه الحادثة كلام الله سبحانه الذي هو صفة من صفاته غير المخلوق ، وإلا لو نفينا ذلك ، لتناقض الإثبات مع النفي .

ولكن السقاف تأول هذه الآية ، فقال : ( وأما معنى قوله تعالى { فأجره حتى يسمع كلام الله }أي اتل عليه هذه الألفاظ التي خلقتها وعلمتك إياها ، والتي تعبر عن كلامي الأزلى ، والتي لم يصنفها أحد واتي تقرؤها بفمك الحادث ، وتقرير ذلك في كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري – رحمه الله تعالى - ) .

قلت : وهذا صرف لظاهر الكلام عن حقيقته ، وهو التأويل المذموم الذي ذمه السلف ، والذي نُهينا عنه ، ثم تناقض هنا فقال في أول كلامه : (( أي اتل عليه هذه الألفاظ التي خلقتها )) ، ثم قال بعد ذلك : (( والتي لم يصنفها أحد )) . والأعجب من ذلك أن السقاف تمادى في تدليسه فأحال القارئ إلى كتاب (( خلق أفعال العباد )) للبخاري ، وكأن البخاري يقول بمثل قوله !! وهاهو إمام رضي من أئمة السلف – رضوان الله عليهم أجمعين – يثبت أن هذا القرآن المثبت في المصحف ، المتلو بالألسنة ، المحفوظ في الصدور هو من كلام الله سبحانه غير حادث . هذا الإمام هو : سفيان بن عيينة – رحمه الله - .

قال الترمذي في (( الجامع )) (2884) : حدثنا محمد بن إسماعيل – ( وهو البخاري ) – قال : حدثنا الحميدى ، حدثنا سفيان بن عيينة – في تفسير حديث عبد الله بن مسعود قال : ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي – قال سفيان : لأن آية الكرسي هو كلام الله ، وكلام الله أعظم من خلق الله من السماء و الأرض. وسند هذا الخبر صحيح . وفيه ما يدل على أن آية الكرسي من كلام الله – على الحقيقة – غير الحادث ، بل الذي هو صفة من صفاته .

وعلى قول السقاف ، فلا بد أن يقول أيضاً أن تلاوة جبريل للنبي ? مخلوقة ، فإن قال بذلك خالف ما عليه السلف ، وإن لم يقل لزمه التسليم بأن ما في المصحف من قرآن غير مخلوق . قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النيسابورى في (( مسائله للإمام أحمد ))(1853) : ((وسمعت أبا عبدالله يقول : من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي . وقال : أرايت جبريل عليه السلام ، حيث جاء إلى النبي ? فتلا عليه ، تلاوة جبريل للنبي ? ، أكان مخلوقاً ؟! ما هو مخلوق )) .

وقد أنكر العلماء – رحمهم الله أجمعين – من قال بمثل مقولة السقاف ، بل كفر بعضهم من اعتقدها أو دان بها ، وإليك جملة من اقوالهم – رحمهم الله تعالى .

قال الإمام احمد بن حنبل – رحمه الله - : (( القرآن علم من علم الله ، ومن زعم أن القرآن مخلوق ، فقد كفر بالله تعالى ))(11) . ونقل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمى في (( اعتقاد الإمام أحمد )) عنه : (( وكان يبطل الحكاية ، ويضلل القائل بذلك ، وعلى مذهبه : أن من قال : إن القرآن عبارة عن كلام الله عز وجل فقد جهل وغلط ))(12) . والحكاية : هي ما ذهب إليه السقاف ، من أن كلام الله عز وجل معنى قائم بذاته ، وأن ما تتلوه الألسنة وتحفظه القلوب ، وما يسطر في الصحف عبارة عنه ، وحكاية له ، وهي دلالات ، والدلالات مخلوقة ، كذا زعموا !!

وقال الإمام البخاري – رحمه الله – (13) : سمعت عبيدالله بن سعيد ، يقول : سمعت يحيى بن سعيد ، يقول : ما زلت أسمع من أصحابنا يقولون : إن أفعال العباد مخلوقة . قال أبو عبدالله – ( هو البخاري ) - : حركاتهم ، وأصواتهم ، واكتسابهم ، وكتابتهم مخلوقة ، فأما القرآن المتلو المبين ، المثبت في المصحف ، المسطور ، المكتوب ، الموعي في القلوب ، فهو كلام الله ليس بخلق ، قال الله : { بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم } { العنكبوت : 49 } .

وقال الإمام الحافظ بن محمد بن الحسين الآجرى رحمه الله (14) : (( من قال : إن هذا القرآن الذي يقرؤه الناس ، وهو في المصاحف : حكاية لما في اللوح المحفوظ ، فهذا قول منكر تنكره العلماء ، يقال لقائل هذه المقالة : القرآن يكذبك ، ويرد قولك ، والسنة تكذبك وترد قولك )) . ثم قال (15) : (( حكمه : أن يهجر ، ولا يكلم ، ولا يصلى خلفه ، ويحذر منه )).

وقال الإمام المفسر الحافظ محمد بن جرير الطبري – رحمه الله – في ذكر اعتقاده المسمى بـ (( صريح السنة )) (16) : (( فأول ما نبدأ فيه بالقول من ذلك كلام الله عز وجل وتنزيله ، إذ كان من معاني توحيده : فالصواب من القول في ذلك عندنا : أنه كلام الله عز وجل غير مخلوق ، كيف كُتب ، وكيف تُلي ، وفي أي موضع قرئ ، في السماء وجد ، أو في الرض حيث حفظ ، في اللوح المحفوظ كان مكتوباً ، أو في ألواح صبيان الكتاتيب مرسوماً في حجر منقوش ، أو في ورق خُطّ ، في القلب حُفظ ، أو باللسان لفظ ، فمن قال غير ذلك ، أو ادعى أن قرآناً في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا ، أو اعتقد غير ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه ، أو قال بلسانه دائناً به فهو كافر ، حلال الدم ، وبريء من الله والله بريء منه لقول الله جل ثناؤه : { بل هو قرىن مجيد في لوح محفوظ } ، وقال – وقوله الحق - : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } فأخبرنا جل ثناؤه أنه في اللوح المحفوظ مكتوب ، وأنه من لسان محمد ? مسموع ، وهو قرآن من محمد مسموع ، وفي اللوح المحفوظ مكتوب ، وكذلك في الصدور محفوظ ، وبألسن الشيوخ والشبان متلو )) .

وقال أبو القاسم بن منده – رحمه الله - : بعد روايته لحديث عوف بن مالك – رضي الله عنه – مرفوعاً : (( من قرأ حرفاً من القرآن كُتبت له حسنة ، ولا أقول { ألم ذلك الكتاب } ولكن الألف حرف ، واللام حرف ، والميم … )) . قال : (( والمبتدع يشير بهذه الحروف إلى قرآن سوى ذلك الكتاب ، فقد صار القرآن عنده قرآنين : مجازاً وحقيقته ، والمجاز عنده مخلوق ، وصاحب الحديث يعرف قرآناً غير هذا الذي يراه المبتدع مخلوقاً )) (17) .

وفيما ذكرناه كفاية للبيب في إثبات الكلام لله تعالى ، والرد على السقاف فيما نفاه من ذلك ، وقوله بالحكاية . أعاذنا الله وعامة المسلمين من الضلال بعد الإيمان .
التوقيع

اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي واكثروا السجود ليلاونهارا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-20-2015, 03:50 PM
عبدالله الأحد عبدالله الأحد غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ثانيا - الاستواء : يتضح تناقض الحبشي من موقفه من صفة الاستواء وعدم ثبوته على رأي واحد فمرة يعتبر ، أن المقصود بالاستواء القهر فيقول : " فتحمل لفظة الاستواء على القهر ، لأن القهر صفة كمال لله تعالى ، هو وصف نفسه به قال تعالى : { خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (الرعد: من الآية16) " من كتاب إظهار العقيدة السنية ، ص 164 ، وكتاب الصراط المستقيم ، ص47".
- ويرى الحبشي أنه استوى استواءً يليق به فيقول : استوى استواءً يعلم هو مع تنزيهه عن استواء المخلوقين كالجلوس والاستقرار " من كتاب الصراط المستقيم ، ص47"
- ويُؤوِل الاستواء بالاستيلاء فيقول : " ويصح تأويل الاستواء بالاستيلاء " من كتاب إظهار العقيدة السنية ، ص164 " موافقاً في ذلك قول المعتزلة حيث قال الإمام الأشعري : " وقالت المعتزلة : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طـه:5) يعني استولى " من كتاب مقالات الإسلاميين ج 1/237 ".
- ويقول : الاستواء قد يراد بها أيضاً العلو، والعلو على وجهين : علو مكان ، وعلو معنى أي علو قدر ، والذي يليق بالله علو قدر لا علو مكان ، لأنه لا شأن له في علو المكان إنما الشأن في علو القدر" من كتاب اظهار العقيدة السنية للحبشي ، ص165" .
هذا هو الموقف الحبشي وأتباعه من صفة الاستواء موقف متردد غير ثابت على قول واحد ، ولكن الموقف الحق في ذلك هو موقف علماء السلف حيث فسروا الاستواء بمعنى العلو ، قال مجاهد وغيره من علماء السلف { استوى على العرش } " علا على العرش " " من كتاب مجموع الفتاوى 5/519" وهذا يتفق مع اللغة حيث قال الحافظ ابن عبد البر : " والاستواء معلوم في اللغة مفهوم ، وهو العلو والارتفاع على شيء ؛ وقولهم في تأويل الاستواء - استولى - فلا معنى له ؛ لأنه غير ظاهر في اللغة " من كتاب موسوعة أهل السنة 1/64. ، عن كتاب التمهيد 7/131 ."
ولذلك كان جواب الإمام مالك واضحاً عندما سئل كيف استوى على العرش ؟ فأطرق برأسه حتى علاه الرحضاء - أي العرق مع سخونة في الوجه - ثم قال : " الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا مبتدعاً ،- أي لسائله - ثم أمر به فأُخرج " - من مجموع الفتاوى 6/ 398- 399 ، والمسائل والرسائل 1/279- .

فصـــل في إبطال تأويل من تأول الاستواء بمعنى الاستيلاء والمبطل لتأويل من تأول استوى بمعنى : استولى، وجوه .

أحدها : أن هذا التفسير لم يفسره أحد من السلف من سائر المسلمين من الصحابة والتابعين، فإنه لم يفسره أحد في الكتب الصحيحة عنهم، بل أول من قال ذلك بعض الجهمية والمعتزلة؛ كما ذكره أبو الحسن الأشعري في كتاب [المقالات] وكتاب [الإبانة]
الثاني : أن معنى هذه الكلمة مشهور؛ ولهذا لما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن ومالك ابن أنس عن قوله : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه5] قالا: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. ولا يريد أن: الاستواء معلوم في اللغة دون الآية ـ لأن السؤال عن الاستواء في الآية كما يستوى الناس.
الثالث :أنه إذا كان معلومًا في اللغة التي نزل بها القرآن كان معلومًا في القرآن .
الرابع :أنه لو لم يكن معنى الاستواء في الآية معلومًا لم يحتج أن يقول : الكيف مجهول؛ لأن نفي العلم بالكيف لا ينفي إلا ما قد علم أصله، كما نقول :إنا نقر باللّه، ونؤمن به، ولا نعلم كيف هو.
الخامس: الاستيلاء سواء كان بمعنى القدرة أو القهر أو نحو ذلك، هو عام في المخلوقات كالربوبية، والعرش وإن كان أعظم المخلوقات ونسبة الربوبية إليه لا تنفي نسبتها إلى غيره، كما في قوله:{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [المؤمنون :86]، وكما في دعاء الكرب؛ فلو كان استوى بمعنى استولى ـ كما هو عام في الموجودات كلها ـ لجاز مع إضافته إلى العرش أن يقال :استوى على السماء، وعلى الهواء، والبحار، والأرض، وعليها ودونها ونحوها؛إذ هو مستو على العرش. فلما اتفق المسلمون على أنه يقال استوى على العرش ولا يقال :استوى على هذه الأشياء، مع أنه يقال: استولى على العرش والأشياء ـ علم أن معنى[استوى] خاص بالعرش، ليس عامًا كعموم الأشياء.
السادس: أنه أخبر بخلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، وأخبر أن عرشه كان على الماء قبل خلقها، وثبت ذلك في صحيح البخاري عن عمران ابن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان اللّه ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السموات والأرض)، مع أن العرش كان مخلوقًا قبل ذلك، فمعلوم أنه ما زال مستوليا عليه قبل وبعد، فامتنع أن يكون الاستيلاء العام هذا الاستيلاء الخاص بزمان كما كان مختصًا بالعرش.
السابع: أنه لم يثبت أن لفظ استوى في اللغة بمعنى: استولى؛ إذ الذين قالوا ذلك عمدتهم البيت المشهور.

ثم استوى بشر على العراق ** من غير سيف ولا دم مهراق

ولم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي، وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه، وقالوا: إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغة، وقد علم أنه لو احتج بحديث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لاحتاج إلى صحته، فكيف ببيت من الشعر لا يعرف إسناده ؟!وقد طعن فيه أئمة اللغة، وذكر عن الخليل كما ذكره أبو المظفر في كتابه[الإفصاح]قال: سئل الخليل:هل وجدت في اللغة استوى بمعنى: استولى؟فقال: هذا ما لا تعرفه العرب، ولا هو جائز في لغتها ـ وهو إمام في اللغة على ما عرف من حاله ـ فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل.
الثامن: أنه روى عن جماعة من أهل اللغة أنهم قالوا: لا يجوز استوى بمعنى: استولى، إلا في حق من كان عاجزًا ثم ظهر، واللّه ـ سبحانه ـ لا يعجزه شيء، والعرش لا يغالبه في حال، فامتنع أن يكون بمعنى: استولى

إثبات صفة العلو للواحد القهار والرد على السقاف في نفيه ذلك


لقد تأول السقاف صفة العلو للواحد القهار ، فادعى أنه علو معنوي ، وهذا خروج عن ظاهر النصوص ، فإنه يقصد بذلك علو المنزلة والمكانة ، وينفي العلو بالذات والصفات لله تعالى .

والأدلة على إثبات صفة العلو لله سبحانه وتعالى كثيرة من الكتاب والسنة . قال تعالى :{ ثم استوى على العرش } {يونس : 3 ، الفرقان : 59 ، السجدة : 4 ، الحديد : 4 } .
وقال : { أأمنتم من في السماء } { الملك : 16 } . وقال عز من قائل :{ إليه يصعب الكلم الطيب } { فاطر : 10} . وقال سبحانه : { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه } {السجدة : 5 } .
وقال تعالى : { تعرج الملائكة والروح } {المعارج : 4 } .
وقال لعيسى : { إني متوافيك ورافعك إلي } {آل عمران : 55 } .
وقال عنه : { بل رفعه الله إليه } { النساء : 158} .
وقال سبحانه وتعالى : { يخافون ربهم من فوقهم } {النحل : 50 } .
وأخبر سبحانه عن فرعون فقال : { ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً } { غافر :36 – 37 } .

وقد تأول السقاف قوله تعالى : { إني متوفيك ورافعك إلي } ، فقال في كتابه (( إلقام الحجر ))(ص:16) : ( المقرر أن علو الله تعالى علو معنوي كما أثبت ذلك الحافظ في الفتح 6/136) .
وقال فيما علقه على كتاب قواعد العقائد من كتاب الإحياء للغزالي ، والذي نشره باسم (( عقيدة أهل السنة والجماعة ))(ص:33) :
( جميع الآيات والأحاديث التي ظاهرها جهة السماء المراد منها العلو المعنوي والفوقية القهرية ، والعرب الذين جاء القرآن بلغتهم إذا أرادوا وصف أي شيء بالعظمة والرفعة والكبرياء يشيرون في تعظيمه إلى جهة السماء ، وإلى العلو المعنوي كما هو مشهور ، فالعلو المراد بالفوقية ونحوها هو من جهة المعنى وليس من جهة الحس في حق المولى تبارك وتعالى ) .

قلت : إثبات العلو لله سبحانه والفوقية له عز وجل بذاته وصفاته ليس معناه التشبيه ، ولا يعني أن يرد عليه النقص بإثبات هذه الصفة فهو سبحانه فوق عباده بذاته وصفاته بغير كيف ، مع اعتقاد الكمال المطلق ، والتنزيه عن النقص والعيب .
? وأما أدلة إثبات الصفة العلو من السنة ، فكثيرة جداً ، نذكر منها :

1 – حديث الجارية الذي حكم عليه بشذوذ لفظه :
وهو عند مسلم في (( صحيحه )) وغيره ، عن معاوية بن الحكم السلمي ، قال : كانت لي جارية ترعى غنماً لي قبل أُحد والجوانية ، فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها ، وأنا رجل من بني آدم ، آسف كما يأسفون ، لكني صككتها صكة ، فأتيت رسول الله ? ، فعظم ذلك علي ، قلت يا رسول الله !! أفلا أعتقها ؟ قال : (( ائتني بها )) ، فأتيته بها ، فقال لها : (( أين الله ؟ )) قالت في السماء ، قال : (( من أنا ؟)) ، قالت : أنت رسول الله ، قال : (( أعتقها فإنها مؤمنة )) .
قال السقاف في (( عقيدة أهل السنة والجماعة )) !! (ص:36) :
( وقد صح حديث الجارية بلفظ : (( أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال نعم )) ونحن نقول : هذا هو الثابت عنه ? ، ولفظة (( أين الله )) لا تثبت لأنها مروية بالمعنى ) .
وقال في تعليقه على (( دفع شبه التشبيه )) لابن الجوزي (ص:186) :
( قد خالف كثير من الحفاظ في مصنفاتهم هذا اللفظ الذي جاء في ((صحيح مسلم)) فروه بلفظ :
(( قال أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ فقالت : نعم ، قال : أتشهدين أني رسول الله ؟ قالت : نعم ، قال : أتومنين بالبعث بعد الموت ؟ قالت : نعم ، قال : فأعتقها )) .
رواه أحمد في (( مسنده ))(3/452) ، وقال الهيثمي في (( المجمع ))(4/244) : رجاله رجال الصحيح ، وعبد الرزاق في (( المصنف ))(9/175)، والبراز (1/14كشف ) ، والدرامى (2/187) والبيهقي (10/57) ، والطبراني (12/27) وسنده صحيح ، وليس فيه سعيد بن المرزبان كما قال الهيثمي ، وابن الجارود في (( المنتفي))(931) ، وابن أبي شيبة (11/20)) .

قلت : وهذا الكلام فيه تدليس عريض ، فظاهره أن الاختلاف في اللفظ دون السند ، فكأنه يشير بذلك إلى أنه اختلف في متن هذا الحديث على أحد رواة السند ، فرواه جماعة عنه بلفظ مسلم ، وجماعة آخرون باللفظ الآخر ، وهذا غير صحيح .
فما أورد من تخريج هذا اللفظ فلأحاديث عدة بأسانيد مختلفة .
وسوف أذكرها لك أخي القارئ ، حتى ترى أي درجة من التدليس وصل إليها السقاف .
? أما الحديث الأول :
فالذي أخرجه عبد الرزاق في (( مصنفه ))(9/175) – ومن طريقه الإمام أحمد في ((المسند ))(3/452) وابن الجارود (931) -:
عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة ، عن رجل من الأنصار ، جاء بأمة سوادء إلى النبي ? ، فقال : يارسول الله ، إن علي رقبة مؤمنة ، فإن كنت ترى هذه مؤمنة ……الحديث .
وأخرجه البيهقي في (( الكبرى ))(10/57) من طريق :
يونس بن يزيد ، عن الزهري به .
قلت : وهذا الإسناد معلول بجهالة صحابية ، فإن قيل ما وجه إعلاله بذلك ، والصحابة كلهم عدول ؟ فالجواب : أنه لم يرد في طريق من طرق الحديث ما يدل على أن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة قد سمعه من هذا الأنصاري ، فلعله لم يسمع منه ، وكما قال السقاف :
(( متى طرأ الاحتمال سقط الاستدلال )) .
وقد استظهر البيهقي في هذه العلة ، فقال عقب إخراجه هذا الحديث :
(( هذا مرسل )) .
وأما الحديث الثاني :
فما أخرجه البراز في (( مسنده ))(13/كشف ) والطبراني في (( الكبير ))(12/27) من طريق :
ابن ليلى ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
أتى رجل النبي ? ، فقال : إن على أمي رقبة ، وعندي أمة سوداء ….الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، وعجباً للسقاف كيف صحح الإسناد ؟!! .
? وأما الحديث الثالث :
فهو الحديث الذي أشار إليه عند الدارمى (2348) من طريق :
حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن الشريد ، قال : أتيت النبي ? فقلت : إن على أمي رقبة ، وإن عندي جارية سوداء نوبية ، أفتجزي عنها ؟ قال : ادع بها ……..الحديث .
قلت : وهذا الحديث دليل قاطع على تدليس السقاف ، فحديث مسلم إنما هو من رواية معاوية بن الحكم ، مما يدل على الواقعتين مختلفتان ، وأن واقعة الشريد في التفكير عن أمه ، وبها يفسر الحديثان السابقان ، وأما واقعة معاوية بن الحكم فتختص بعتقها لأنه صكها على وجهها .
فلا أدري كيف يُشذذ لفظة في حديث ورد في واقعة معينة بحديث آخر في واقعة أخرى ؟!!
وما أجود ما علقه شيخنا عبدالله بن يوسف الجديع على من يعل الحديث باختلاف اللفظ من أهل البدع .
قال حفظه الله – في تعليقه على (( ذكر الاعتقاد )) لأبي العلاء بن العطار (ص:75) :
(( من زعم الاختلاف في متنه فلم يصب ، لأنه احتج لما ذهب إليه بروايات أحسن مراتبها الضعف ، على أنها عند التحقيق لا تُعد اختلافاً ، وإنما أراد بعض أهل البدع التعليق بهذا لإبطال دلالة هذا الحديث على اعتقاد أهل السنة من أن الله فوق خلقه وأنه في مكان .
كذلك تشكيك بعض أهل الزيغ في ثبوت هذا الحديث في (( صحيح مسلم )) هو أوهي من بيت العنكبوت لمن علم وفهم وأنصف ، وشبهات أهل البدع لم تسلم منها آيات الكتاب فكيف تسلم منها السنن ؟؟!)) .
? وأخيراً أقول للسقاف :
قد ورد في القرآن الكريم ما يشهد لحديث الجارية ، ألم تقرأ قوله تعالى :
{ أأمنتم من السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير } {الملك : 16-17} .
? ومما يدل على علو الله عز وجل أيضاً :
الأحاديث الواردة في الإسراء والمعراج ، ومعراجه ? إلى السماوات العُلا ، وتردده بين الله سبحانه وتعالى وبين موسى عليه السلام في أمر الصلاة .
وفي الباب أحاديث أخرى صحيحة تثبت صفة العلو وذكرها مبسوط في كتب أهل العلم ، ولكن كان الاهتمام بذكر ما أعله السقاف منها .


--------------------------------------------------------------------------------

الجزء العشرون
أقوال أهل العلم الدالة على ثبوت صفة العلو للواحد القهار
وإليك أقوال أهل العلم الدالة على إثباتهم العلو لله سبحانه بذاته وصفاته .

عبدالله بن المبارك – رحمه الله - : عن علي بن الحسن بن شقيق ، قال : سألت عبدالله بن المبارك : كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز وجل ؟ قال : على السماء السابعة على عرشه ، ولا نقول كما تقول الجهمية : أنه هاهنا في الأرض . أخرجه عبدالله في (( السنة ))(22) ، والدارمى في (( الرد على الجهمية ))( ص: 23) ، والبيهقي في (( الأسماء والصفات ))(ص:427) وسنده صحيح . وأورده البخاري جازماً به في كتاب ((خلق أفعال العباد ))(14).

? لإمام مالك بن أنس – رحمه الله - : قال – رحمه الله - : الله عز وجل في السماء ، وعلمه في كل مكان ، ولا يخلو من علمه مكان . رواه أبو داود في (( المسائل ))(ص:263) ، وعبدالله في (( السنة )) ، والآجرى في ((الشريعة ))(ص:289) ، من طريق : الإمام أحمد ، عن سريج بن النعمان ، عن عبدالله بن نافع ، عن الإمام مالك به . وسنده حسن ، فعبدالله بن نافع الصائغ في حفظه لين ، إلا أنه صحيح الكتاب ، وحديثه عن الإمام مالك لا ينزل عن درجة الحسن .

? الحسن بن موسى الأشيب : قال : الجهمي إذا غلا قال : ليس ثم شئ – وأشار إلى السماء - . أخرجه الإمام البخاري في (( خلق أفعال العباد ))(69) بسند صحيح .

? حماد بن زيد : عن سليمان بن حرب قال : سمعت حماد بن زيد – وذكر هؤلاء الجهمية – قال : إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء شيء . رواه عبدالله في (( السنة ))(41) ، وابن أبي حاتم في (( الرد على الجهمية )) كما في ((العلو)) للذهبي (ص:106-107) . وسنده صحيح .

? الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله - : عن يوسف بن موسى البغدادي أنه قيل لأبي عبدالله أحمد بن حنبل : الله عز وجل فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه ، وقدرته وعمله في كل مكان ؟ قال : نعم على العرش ، وعلمه لا يخلو منه مكان . أورده اللالكائي (3/401) معلقاً ، وعزاه ابن القيم في (( اجتماع الجيوش ))(ص:123) إلى الخلال في كتاب السنة ، فعلى هذا يكون سنده صحيحاً ، فيوسف بن موسى هذا له ترجمة في (( تاريخ بغداد ))(14/308) ذكر فيها رواية الخلال عنه وثناؤه عليه وهو صاحب مسائل عن الإمام أحمد .


--------------------------------------------------------------------------------

الجزء الواحد والعشرون
معنى قول أهل السنة والجماعة : إن الله في السماء
إثبات أهل السنة لصفة العلو ، واحتجاجهم بحديث الجارية على أن الله في السماء ، ليس معناه إثبات الحلول له ، تعالى عن ذلك عز وجل ، وإنما عنوا بـ ((في)) أي: ((على)) . وليس هذا تأويلاً كما ادعى السقاف ، بل له نظائر في القرآن الكريم : قال تعالى : { ولأصلبنكم في جذوع النخل } أي : على جذوع النخل .

قال شيخنا العلامة المحدث المفيد عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله قي تعليقه المُنيف على كتاب (( ذكر الاعتقاد ، وذم الاختلاف )) لأبي العلاء بن العطار – رحمه الله – (ص:30) : (( الحق أن الله تعالى له جهة العلو ، وأنه مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، وقول من قال من السلف والأئمة : إن الله في السماء إنما أراد حكاية القرآن : { أأمنتم من في السماء } وما ورد في حديث الجارية ونحو ذلك ، وليس معنى ذلك عندهم على الظرفية ، بل إن نصوص الفوقية والاستواء والعلو مفسرة ، لكون ( في ) بمعنى على ، وذلك نظير قوله تعالى : { ولأصلبنكم في جذوع النخل } )) .

قلت : وهذا يؤيده ما ذكره الذهبي في (( الأربعين في صفات رب العالمين ))(ص:87) حيث قال : (( ورد أنه – عز وجل – في السماء ، و ( في ) ترد كثيراً بمعنى ( على ) ، كقوله تعالى : { فسيحوا في الأرض } {التوبة :2} . أي : على الأرض . { ولأصلبنكم في جذوع النخل } {طه : 71} . أي على جذوع النخل ، فكذلك قوله : { أأمنتم من في السماء } {الملك :16} . أي : من على السماء )) .



ثالثاً : التكفير : لقد غالى الأحباش في التكفير متبعين منهج الخوارج في التكفير ،كل من خالفهم دون مراعاة ضوابط التكفير ، ولا وجود مسامحة في التعامل مع المخالفين بل يلاحظ فيه الفظاظة والقسوة ، ولذلك برعوا في التفتيش والتنقيب في بطون كتب العلماء لاستخراج ما يرخص لهم تكفيرهم ، وشن الحملات عليهم حتى لا يكاد يسلم أحد من حملاتهم فهذا الإمام الذهبي قال عنه الحبشي : " إذا قيل عن الذهبي إنه خبيث فهو في محله " - من شريط خالد كنعان وجه أ / 143" - كما سلط لسانه على شيخ الإسلام ابن تيمية ، وشارح العقيدة الطحاوية ابن عبد العز الحنفي فقال " وقد شرح هذه العقيدة شارح زائغ دعا فيها إلى الضلالة والكفر ... موافقة لابن تيمية ، وكأنه ظِلُّ ابن تيمية لا يخالفه في شيء من ضلالاته التي مقتته الأمة من أجلها ،- من كتاب إظهار العقيدة السنية للحبشي ص324- 325 - مع تكفيره الصريح لابن تيمية رحمه الله تعالى وكذلك للشيخ اللألباني وكذلك لعلماء الحجاز أمثال ابن عثيمين وابن باز وغيرهما ، حيث قال عن الشيخ الألباني " وأما الشيخ الألباني لا أتوقع أن يموت على الإسلام ، هذا إن مات مسلماً " - من كتاب التعقب الحثيث للحبشي ص/89" - . كما تعرض للشيخ سيد سابق واصفاً إياه بأنه " مجوسي وإن ادعى أنه من أمة محمد " - من شريط رقم واحد الوجه الأول "181 " - . كما أن ألفاظه تجاه مخالفيه كانت تعتمد على السب والشتم حيث كان يصف مشايخ وعلماء الجزيرة العربية - أمثال ابن باز ، وابن عثيمين ، وغيرهما بأنهم " بهائم نجد " ومشايخ اللفائف ، كما كفَّر الشيخ عبد العزيز بن باز ، حتى أدى ذلك بأحد أتباعه أن يقول : " أهدي سلامي إلى مسلمي لبنان طالباً منهم الاجتماع صفاً واحداً على طحن الوهابية - يقصدون بذلك العلماء في السعودية وكل من دعا بدعوة التوحيد ونبذ الشرك ، اتفقوا بقولهم هذا مع بوش وشارون وطوني بلير ، وكل من هو معادي للتوحيد ابتدعوا هذه الكلمة بهتاناً وظلماً وسُيسألوا أمام الله عما افتروه ، - من كتاب الحبشي شذوذه وأخطاؤه ، ص 9 ، موسوعة أهل السنة 1/1179 - 1180 –
ومن المعلوم أن هذا - أي الشتم واللعن - يتعارض مع أخلاق الإسلام لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي ) أنظر صحيح الجامع .
- وكفَّر الأحباش كل من يقول بأنَّ الله في السماء ويظهر هذا من قولهم : " من قال لا إلـه إلا الله وهو يعتقد أن الله في السماء ، فإن هذه الشهادة لا تنفعه ، وهو كافر لأن الشهادة تنفع مع الاعتقاد الصحيح ، أما من تلفظ بها بلسانه وعقيدته فاسدة فإنها لا تنفعه - من كتاب موسوعة أهل السنة 1/18 . حيث يعتقد الحبشي أن الله ليس فوق العلم ولا تحته ولا خارجه ولا داخله ولا متصلاً بالعالم ولا منفصلاً عنه ، ويؤول معنى قوله تعالى {أأمنتم من في السماء } فالضمير في الآية عند الحبشي يعود على الملائكة ، هذا كذب . فأخبرونا يا معشر الأحباش : أهي - أي الملائكة - مرسِلة- أي هي التي ترسل - أم مرسَلة - أي هي التي تُرسَلُ ؟!!
وهذا يدل على جهل الحبشي بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية - ، لأن الذي يصف الله تعالى بأنه في السماء ،هو الله سبحانه وتعالى حيث أن معظم القرآن يشير إلى علو الرحمـن ، منها، قال تعالى {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } (الملك: 16)
فأوَّل الحبشي أن المراد من في السماء هم الملائكة ، وهذا قول على الله بغير علم ، والله تعالى يقول{وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (الاسراء: 36) وقال تعالى : {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} (لأعراف:33

‌فالذي في السماء هو الله تعالى كما أخبر سبحانه ، ولقوله تعالى أيضاً : { أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً} (الإسراء:68
ولقوله تعالى { أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ } (النحل:45) . وقال تعالى : {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (السجدة وقال إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )(فاطر: من الآية1.) )تعالى
وقال تعالى في وصف كتابه العزيز {تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ العلى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5
وأخبر تعالى عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء ليطلع إلى إلـه موسى ، فيكذبه فيما أخبر من أنه سبحانه فوق السماوات {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً}(غافر: من الآية37) .)
وكذلك معظم السنة النبوية تشير إلى علو الرحمـن وأن الله في السماء ، منها :
أنه صلى الله عليه وسلم شهد للجارية بالإيمان ؛ لقولها إن الله في السماء
حيث أورد مسلم في صحيحه من حديث معاوية بن الحكم السلمي قال : كانت لي غنم بين أحد والجوانية فيها جارية لي فاطلعتها ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من بني آدم فأسفت فصككتها فأتيت النبي فذكرت ذلك له فعظم ذلك علي فقلت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا أعتقها ؟ قال : ( ادعها ) فدعوتها فقال لها : ( أين الله ) قالت : في السماء قال : ( من أنا ؟ ) قالت : أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) وعن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها) متفق عليه
وقال أيضاً "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء " متفق عليه

وقال أيضاً :"الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل صالحا قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيفتح لها فيقال من هذا فيقولون فلان فيقال مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل"رواه أحمد وابن ماجه وهو صحيح . وجاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) صحيح لغيرة أنظر مختصر العلو ). فالمراد بقوله ي"يرحمكم من في السماء " هو الله عز وجل وهو أرحم الراحمين لقوله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم الناس لا يرحمه الله " رواه البخاري ومسلم

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وليس المراد بذلك أن السماء تحصر الرب وتحويه، كما تحوي الشمس والقمر وغيرهما، فإن هذا لا يقوله مسلم، ولا يعتقده عاقل، فقد قال ـ سبحانه وتعالى {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } ، والسموات في الكرسي كحلقة ملقاة في أرض فَلاة ، والكـرسي فـي الـعرش كحـلقة ملقاة في أرض فلاة، والرب ـ سبحانه ـ فوق سمواته، على عرشه، بائن من خلقه؛ ليس في مخلوقاته شىء من ذاته، ولا في ذاته شىء من مخلوقاته ، وقال تعالى {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}طه : 71 وقال {فّسٌيحُوا فٌي الأّرضٌ}"التوبة 2، وقال:{يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ}"المائدة:26"وليس المراد أنهم في جوف النخل، وجوف الأرض، بل معنى ذلك أنه فوق السموات، وعليها، بائن من المخلوقات، كما أخبر في كتابه عن نفسه أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش ،وقال تعالى {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}آل عمران:55"، وقال تعال {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}المعارج : 4 وقال:{بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ} [النساء : 158]، وأمثال ذلك في الكتاب والسنة وجواب هذه المسألة مبسوط في غير هذا الموضع.- مجموع الفتاوى لابن تيمية - 4/271-272- .
ويؤيد قول إبن تيمية رحمه الله أن الله فوق سماواته حديث رواه البخاري وهو أصح الكتب بعد القرآن الكريم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (.. إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة) .

ومن المعلوم أن الجنة بعد السماوات السبع بل بعد سدرة المنتهى لقوله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أخرى *عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عندها جنة المأوى } "النجم- 15" وهذا في معراج النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه السلام حيث ارتقى إلى كل سماء والتقى ببعض الأنبياء- كما ثبت في الصحيح- إلى أن ارتقى إلى السماء السابعة فالتقى بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام ، ثم ارتقى إلى سدرة المنتهى وهناك رأى عليه السلام جبريل على صورته الحقيقية كما رآه عند بدء الوحي له ستمائة جناح ، وعند سدرة المنتهى جنة المأوى ولها مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض - كما ثبت في الصحيح - وأعلى مراتب الجنة الفردوس الأعلى ومن فوقها عرش الرحمـن ، والله فوق عرشه ، قال تعالى : {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} (الفرقان:59) وروى البخاري ومسلم وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش " . وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما طرف صاحب الصور مذ وكل به مستعدا ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان " السلسلة الصحيحة ) وعن سعد ابن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن معاذ : ( لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سموات ) وفي رواية " لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة )متفق عليه
التوقيع

اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي واكثروا السجود ليلاونهارا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-20-2015, 03:53 PM
عبدالله الأحد عبدالله الأحد غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وروى مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر نزل إلى سماء الدنيا فنادى هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع حتى ينفجر الفجر " . البعض يؤوَّل هذا النزول " نزول الرحمة " والبعض يؤوله بنزول الملائكة ، الجواب هل رحمة الله محصورة في السماء الدنيا ، أما هناك رحمة عامة شملت جميع الخلائق ، أليس هذا الكافر عندما يأكل ويشرب فهي من رحمة الله وإن كان هذا متاع قليل في الدنيا ، وعمَّت هذه الرحمة المؤمن أيضاً بل هي شاملة له بمشيئة الله تعالى ، فهل الرحمة تقول " من يدعوني فأستجيب له " ثم إذا نزلت الرحمة إلى السماء الدنيا ولم تنزل إلينا ، فأيُّ منفعةٍ لنا بذلك . كما لا يمكن أن يقول ذلك المَلَك لأن ألفاظ الحديث تبطل التأويل بنزول الملك ، ففي بعض الروايات قال صلى الله عليه وسلم "ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر " صحيح الترمذي . فهل الملائكة تقول أنا الملِك ، أنا الملِك ؟ وهل الناس يدعون الملائكة من دون الله فتستجيب لهم ؟ بل وجاء في بعض الروايات الصحيحة قال تعالى " لا أسأل عن عبادي أحداً غيري " ذكره الألباني في إرواء الغليل وقال سنده صحيح ، وفي رواية لا يسألن عبادي غيري " صحيح ابن ماجه . فهل الملائكة تقول لا يسألن عبادي غيري ؟ فهذا شرك أكبر حاشا لملائكة الرحمـن الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون أن يقولوا مثل هذا الكفر الأكبر والعياذ بالله

وعلى هذه العقيدة نشأ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نذكر منهم " عبد الله بن عباس حبر هذه الأمة وترجمان القرآن أنه دخل على عائشة رضي الله عنها زهي تموت ، فقال لها " كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن يحب إلا طيبا ، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات "رواه أحمد وإسناده حسنة -وهذا ابن مسعود رضي الله عنه الذي قال في حقه عليه الصلاة والسلام " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة بن أم عبد " صحيح ابن ماجه ، قال :" العرش فوق الماء والله عز وجل فوق العرش ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم " صحيح أنظر سنن البيهقي . وهذا عمر بن الخطاب يقول : ويل لديان الأرض من ديان السماء يوم يلقونه إلا من أمر بالعدل فقضى بالحق" صحيح مختصر العلو

وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : وإيم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلت - يعني عثمان رضي الله عنه - ولكن علم الله فوق عرشه أني لم أحب قتله " صحيح الدارمي
وهذه زينب بن جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم والتي نزلت هذه الآية فيها{ فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها } فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
وهذا ابن عمر مر براع فقال : هل من جزرة ؟ فقال : ليس هاهنا ربها - أي صاحبها- قال ابن عمر : تقول له أكلها الذئب قال : فرفع رأسه إلى السماء وقال فأين الله فقال ابن عمر أنا والله أحق أن أقول أين الله واشترى الراعي والغنم فأعتقه وأعطاه الغنم . - أراد ابن عمر أن يمتحن الراعي- إسناده جيد مختصر العلو . وهذا مسروق مولى النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حدَّث عن عائشة قال " حدثتني الصِّديقة بن الصِّديق حبيبة حبيب الله ، المبرَّأة من فوق سبع سماوات " أخرجه الذهبي وه صحيح

وهكذا كان التابعون ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين على هذه العقيدة الصحيحة ، فقد جاء عن الإمام مالك ، إمام دار الهجرة قوله " الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء"أنظر صحيح أبي داود .
(وروى يحيى بن يحيى التميمي وجعفر بن عبد الله وطائفة قالوا جاء رجل إلى مالك فقال : يا أبا عبد الله ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ قال : فما رأيت مالكا وجد من شيء كموجدته من مقالته وعلاه الرحضاء يعني العرق وأطرق القوم فسري عن مالك وقال : الكيف غير معقول والإستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وإني أخاف أن تكون ضالا وأمر به فأخرج - صحيح مختصر العلو - وهذا عبد الله بن مبارك شيخ الإمام أحمد قال " سؤل كيف نعرف ربنا عز وجل؟ قال " بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه " أخرجه الدارمي وهو صحيح . وهذا الإمام الشافعي والذي يزعم الأحباش أنهم علة مذهبه سائرون قال " القول في السنة التي أنا عليها ، ورأيت أصحابنا عليها ، أهل الحديث الذين رأيتهم فأخذت عنهم ، مثل سفيان ومالك وغيرهما : الإقرار بشهادة أن لا إلـه إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله ، وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء " وصية الامام الشافعي ص53- 54) وقال : " وأن الله عز وجل يُرى في الآخرة ينظر إليه المؤمنون عياناً جهاراً ، ويسمعون كلامه ، وأنه فوق العرش " المرجع السابق ص38- 39)
وهذا تصريح من أبي حنيفة بتكفير من أنكر أن يكون اللّه في السماء، حيث قال : من قال "لا أعرف ربي في السماء، أم في الأرض فقد كفر؛ لأن اللّه يقول {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وعرشه فوق سبع سموات.
ومن قال"لا أدري، العرش في السماء أم في الأرض فهو كافر؛ لأنه أنكر أن يكون في السماء؛ لأنه تعالى في أعلى عليين، وإنه يدعي من أعلى لا من أسفل . " أنظر مجموع الفتاوى " .
وهذا الإمام أحمد "إمام أهل السنة والجماعة " قال في ردٍ له على الزنادقة والجهمية - ص48-49 - : " أنكرتم أن يكون الله على العرش ، وقد قال تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، وقال { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وما بينهما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش } وقد أخبرنا أنه في السماء فقال : {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرض}{أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً } وقال {إليه يصعد الكَلِمُ الطَّيِّب }، وقال {إني متوفيك ورافعك إلَيَّ} - أي لعيسى عليه السلام - وقال {بل رفعه إليه}وقال {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ}وقال {يخافون ربهم من فوقهم } وقال {ذي المعارج}وقال { وهو القاهر فوق عباده}وقال {وهو العلي العظيم } فهذا خبر الله أخبرنا أنه في السماء .
وإنما معنى قوله جل شأنه {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ }يقول : هو إلــه من في السماوات وإلـه من في الأرض ، وهو على العرش وقد أحاط علمه بما دون عرشه ، ولا يخلو من علم الله مكان ، ولا يكون علم الله في مكان دون مكان ، فذلك قوله { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً}(الطلاق: من الآية12) - الرد على الجهمية ص39 - )
وهكذا قول جمهور السلف ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

وهذا أبو حسن الأشعري الذي ينتسب إليه أهل التحريف والضلال بزعمهم أنهم على مذهبه متمسكون ، فماذا كان مذهبه رحمه الله ؟ لنسمع الجواب من كتابه العظيم "الإبانة في أصول الديانة " قال "ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث، : أن اللّه على عرشه كما قال {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، وأن له يدين بلا كيف كما قال تعالى :{لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} -ص75) وأقروا أن للّه علما كما قال {أَنزَلَهُ بِعِلْمِه} {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ }[ فاطر:11] وأثبتوا السمع والبصر، ولم ينفوا ذلك عن اللّه كما نفته المعتزلة، ويقولون إن القرآن كلام اللّه غير مخلوق؛ ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، مثل (إن اللّه ينزل إلى سماء الدنيا فيقول هل من مستغفر فأغفر له ؟كما جاء في الحديث . ويقرون أن اللّه يجىء يوم القيامة كما قال{وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر:22] . وقال الأشعري أيضًا في [مسألة الاستواء] قال أهل السنة وأصحاب الحديث: ليس بجسم، ولا يشبه الأشياء، وأنه على عرشه، كما قال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه 5] . ولا نتقدم بين يدي اللّه ورسوله في القول، بل نقول "استوى بلا كيف، وأن له يدين بلا كيف كما قال تعالى:{لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:75] وإن اللّه ينزل إلى سماء الدنيا، كما جاء في الحديث.
وقال أيضاًَ في هذا الكتاب العظيم " الإبانة في أصول الديانة : [باب الاستواء]:إن قال قائل:ما تقولون في الاستواء؟قيل:نقول له:إن اللّه مستو على عرشه كما قال :{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وقال :{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } [فاطر1.] وقال:{ بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}[النساء:158]
وقال تعالى حكاية عن فرعون {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر36 ،37]كذب فرعون موسى في قوله إن اللّه فوق السموات قال اللّه تعالى {َمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}(لملك:16)السماوات فوقها العرش، وكل ما علا فهو سماء، وليس إذا قال{أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} يعني: جميع السموات، وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات، ألا ترى أنه ذكر السموات فقال{وجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا}ولم يرد أنه يملأ السموات جميعًا؟ورأينا المسلمين جميعًا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء؛ لأن اللّه مستوٍ على العرش الذي هو فوق السموات، فلولا أن اللّه على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش.وقد قال قائلون من المعتزلة، والجهمية والحرورية إن معنى استوى استولى وملك وقهر، وأن اللّه في كل مكان، وجحدوا أن يكون اللّه على عرشه كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة، فلو كان كما قالوا، كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة؛ لأن اللّه قادر على كل شيء، والأرض فاللّه قادر عليها وعلى الحشوش والأخلية، فلو كان مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء، لجاز أن يقال:هو مستو على الأشياء كلها، ولما لم يجز عند أحد من المسلمين أن يقال إن اللّه مستو على الأشياء كلها، وعلى الحشوش والأخلية، بطل أن يكون معنى الاستواء، على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها.وقد نقل هذا عن الأشعري غير واحد من أئمة أصحابه، كابن فُورَك والحافظ ابن عساكر في كتابه الذي جمعه في [تبيين كذب المفترى، فيما ينسب إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري]، وذكر اعتقاده الذي ذكره في أول [الإبانة] وقوله فيه:فإن قال قائل:قد أنكرتم قول المعتزلة، والقدرية والجهمية، والحرورية، والرافضة، والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون قيل له قولنا الذي به نقول، وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب اللّه ـ تعالى ـ وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما روى عن الصحابة والتابعين، وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل ـ نضر اللّه وجهه ـ قائلون، ولما خالف قوله مجانبون؛ لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل، الذي أبان اللّه به الحق عند ظهور الضلال، وأوضح المنهاج به، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين، فرحمة اللّه عليه من إمام مقدم، وكبير مفهم، وعلى جميع أئمة المسلمين .
إذا كان هذا قول أبو حسن الأشعري رحمه الله - وهو في كتاب الإبانة في أصول الديانة - وهو قول أهل السنة والجماعة فلماذا ينكره الأحباش- وبزعمهم أنهم أشاعرة ؟!!- يكفِِّرون من قال إنَّ الله في السماء ؟!!! *
لقد خصص الحبشي قسماً من كتابه " الصراط المستقيم " لموضوع التكفير ، واعتنى بهذا الأمر وشرحه ، وتوسع فيه حتى فتح على تلاميذه أبواب التكفير على أوسعها ، لدرجة أنه غالى في التفصيل ، حتى أتى بألفاظ كثيرة مستقبحة مع أنه لا يخفى كفرها على الجهال فضلاً عن العلماء ، وقد كان كافية أن ينهى الناس عن التلفظ بسب الله عز وجل دون الحاجة إلى ذكر أنواع السب بالتفصيل الذي ينافي الأدب مع الله عز وجل بألفاظ يستحي الإنسان من ذكرها خالياً ناهيك عن كتابتها في كتاب - أنظر تلك الألفاظ في كتاب الصراط المستقيم للحبشي ، 1.- 11 - " .
-في حين أن الحبشي يكفر من قال بمقولة أهل السنة والجماعة في صفات الله وأسمائه ، فإنه يقلل من شأن التحاكم إلى الأحكام الوضعية المناقضة لحكم الله ، وقد وصف من لا يريدون إقامة دولة تحكم بالإسلام ن وإنما يريدون دولة علمانية بأنهم أناس مسلمون ومؤمنون (من شريط بصوته 1/318 الوجه الأول) وأن " من لم يحكِّم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب شيئاً من المحرمات ، لكنه قال ولو مرة في العمر " لا إلـه إلا الله : فهو مسلم مؤمن -الدليل القويم 9،1.- بغية الطالب 51

رابعاً التوسل :التوسل هو : التقرب إلى الله بطاعته وعبادته ، واتباع أنبيائه ورسله ، وبكل عمل يحبه الله ويرضاه . قال ابن عباس رضي الله عنهما :" الوسيلة هي القربة " وقال قتادة في قوله : " وابتغوا إليه الوسيلة " تقربوا إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه " وهكذا فإن كل ما أمر به الشرع من الواجبات والمستحبات ، فهو توسل شرعي ووسيلة شرعية - أنظر : فتح القدير للشوكاني 2/38،التوصل إلى حقيقة التوسل ، ص2. - .
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (المائدة:35
وقال تعالى : {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } (الاسراء: 57) . يتضح مما سبق من آية المائدة يحض الله تعالى فيها عباده على أن يبتغوا إليه الوسيلة ، أي التقرب إليه بالإيمان التقوى والجهاد في سبيله ، ولهم الفلاح والفوز بالجنة وذلك أقصى غايات الفلاح والنجاح . وأما في آيتي الإسراء فإن الله تعالى ، يبين أن عمل المشركين بالتزلف إلى الله تعالى بأشخاص مخلوقين ، لا يفيدهم شيئا ؛ لأنهم لا يملكون كشف الضر عنهم ، ولا تحويله ، فدعاؤهم بالذوات أو التوسل بهم لا يقدم ولا يؤخر ، ولا يصلهم إلى مبتغاهم ؛ لأنهم أخطأوا الطريق إلى الله تعالى ، ولذلك يقول شارح الطحاوية : " فإن الداعي تارة يقول بحق نبيك أو بحق فلان ، يقسم على الله بأحد مخلوقاته ، فهذا محذور من وجهين : أحدهما : أنه أقسم بغير الله ، ولا يجوز الحلف بغير الله لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) - أنظر صحيح الجامع - . [color="rgb(46, 139, 87)"]والثاني[/color] : اعتقاده أن لأحد على الله حقاً ، وليس لأحد على الله حق إلا ما أحقه على نفسه ، كقوله تعالى : { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }(الروم: من الآية47) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( يا معاذ هل تدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم ) صحيح ابن ماجه
- من كتاب شرح العقيدة الطحاوية ، ص261 - .
وينقسم التوسل إلى قسمين : أولاً : التوسل المشروع : وهو كل توسل ندبنا الله تعالى إليه في كتابه وحثنا عليه ، ووضحه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم ، أي ما كان موافقاً لما شرع الله من التقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة التي يحبها ويرضاها ، ولا يحب ويرضى إلا الذي أمر به . وهذا التوسل ثلاثة أنواع :
أ - توسل المؤمن إلى الله تعالى بذاته العلية وبأسمائه الحسنى وبصفاته العليا .
ب - توسل المؤمن إلى الله تعالى بأعماله الصالحة .
ج - توسل المؤمن إلى الله تعالى بدعاء أخيه المؤمن له .
2- توسل ممنوع : وهو المخالف لشرع الله ، وهو ثلاثة أنواع :
أ - التوسل إلى الله تعالى بذات وشخص المتوسل به . كأن يقول المتوسل : اللهم إني أتوسل إليك بفلان أن تقضي حاجتي .
ب - التوسل إلى الله تعالى بجاه فلان أو حقه أو حرمته أو بركته ، كأن يقول المتوسل : اللهم إني أتوسل إليك بجاه فلان عندك أو بحقه عليك أو بحرمته أو بركته أن تقضي حاجتي .
ج - الإقسام على الله تعالى بالمتوسل به كأن يقول : اللهم أقسم عليك بفلان أن تقضي لي حاجتي .
وقد أجاز المستحلون للتوسل الممنوع كل هذه الأوجه الثلاثة والحقيقة إنها جميعاً باطلة ، وفاسدة ومخالفة لأصول الدين ونصوصه ، ونظراً لانتماء الحبشي للصوفية واعتقاده بأفكارها ومعتقداتها فقد أجاز كل توسل ممنوع وهذا يتضح من أقواله ، ففي كتابه إظهار العقيدة قال : " إن بالنبي وغيره وردت بها الآثار التي تبين أن التوسل به في حياته وبعد مماته جائز " - من كتاب اظهار العقيدة السنية للحبشي ص :333-
وأما في كتابه بغية الطالب فيتحدث عن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول : " والزيارة تكون بعد صلاة ركعتي تحية المسجد ثم يتوسل به في نفسه ويتشفع به إلى ربه " - من كتاب بغية الطالب للحبشي - .
وفي كتابه الصراط المستقيم تحت عنوان " إثبات أن التوسل بالأنبياء والأولياء جائز ، وأنه ليس شركاً " اعلم أنه لا دليل حقيقي يدل على عدم جواز التوسل بالأنبياء والأولياء في حال الغيبة أو بعد وفاتهم بدعوى أن ذلك عبادة لغير الله ، لأنه ليس عبادة لغير الله مجرد النداء لحي أو ميت ولا مجرد التعظيم ولا مجرد الاستغاثة بغير الله ، ولا مجرد قصد قبر ولي للتبرك ولا مجرد طلب ما لم تجر به العادة بين الناس ، ولا مجرد صيغة الاستغاثة بغير الله تعالى ، أي ليس ذلك شركاً " - من كتاب الصراط المستقيم للحبشي ، ص96 .
بل ويدَّعي أتباع هذا الضال الحبشي أنهم يرون الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول لشيخهم الحبشي يا معلم التوحيد : عجباً كيف يصف الرسول صلى الله عليه وسلم شيخهم الحبشي بأنه معلم التوحيد وهو الذي أفتى بأنه يجوز لك أن تستعيذ بغير الله ، فلا مانع أن تقول : "أعوذ برسول الله " وهذا من كتبه( الدليل القويم 173+ صريح البيان 62+ المقالات السنية 46) فهل هذا معلم التوحيد أم معلم الشرك ماذا يبقى من الدين إن جاز الاستعاذة بغير الله ؟ أهذه عقيدة الشافعي الذي يزعم الحبشي أنه على مذهبه ؟ فهذه الفتوى شاهدة في أن الحبشي مشرك بالله يضاد الله في قوله تعالى { فاستعذ بالله } ويوافق أهل الجاهلية الذين كانوا يستعيذون بالجن { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} (الجـن:6)
ويُجيز الحبشي التبرك بالأحجار (صريح البيان ص58)وقد قال بأن " قبر معروف الكرخي الترياق المجرب " - من كتابه المقالات السنية ص162- فيا أخي أليس دعاء الله وحده هو الترياق المجرب .
قال ابن خزيمة " فهل سمعتم علماً يجيز أن يقول الداعي أعوذ بالكعبة من شر ما خلق ؟ هذا لا يقوله مسلم يعرف دين الله ، محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه " والله تعالى يقول { فاستعذ بالله } كيف يكون الحبشي معلم التوحيد وهو صاحب هذه الفتوى وهي : جواز الاستغاثة بالأموات ، بل زعم أنهم يخرجون من قبورهم لكشف كرب الداعي ، حيث الحبشي عمن يستغيث بالأموات ويدعوهم قائلا : " يا سيدي بدوي أغثني يا دسوقي المدد ، قال : " يجوز ذلك ، فإنه يجوز أن يقول أغثني يا بدوي ساعدني يا بدوي ، ثم قيل له : إن الأرواح تكون في برزخ فكيف يستغاث بهم وهم بعيدون ؟ أجاب : الله تعالى يكرمهم بأن يُسمعهم كلاماً بعيداً وهم في قبورهم فيدعون لهذا الإنسان وينقذوه أحياناً ، يخرجون من قبورهم فيقضون حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إلى قبورهم " - من كتاب تفنيد مزاعم المدعى ، ص45 ، الحبشي شذوذه وأخطاؤه ، ص61- . ألست تعجب ممن خرج من القبر كيف يطيب نفساً بالعودة إليه ؟ أفلا مر على أهله وسلم عليهم أو مرَّ بأقرب بقالة يشتري طعاماً أو شراباً بعد طول المكث فيه بلا طعام ولا شراب ؟ هذه خرافات تُضحِك الكفار وتزيدهم تمسكاً بدينهم
الرد على هذا القبوري هو الآتي : ألأولياء هم أهل الصلاح والاستقامة على طاعة الله ورسوله ، وعلى رأس الأنبياء نبينا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ، ثم أصحابه رضي الله عنهم ، ثم الأمثل فالأمثل في التقوى والإيمان . وحبهم في الله والتأسي بهم في الخير وعمل الصالحات أمر مطلوب ولكن لا يجوز التعلق بهم وعبادتهم من دون الله ولا دعاؤهم مع الله ولا أن يستعان بهم أو يطلب منهم المدد؛ كأن يقول : يا رسول الله أغثني أو يا علي أغثني أو يا الحسن أغثني أو انصرني أو يا سيدي الحسين أو يا شيخ عبد القادر أو غيرهم ، كل ذلك لا يجوز؛ لأن العبادة حق الله وحده ، كما قال عز وجل : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وقال تعالى : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }وقال تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }الآية . وقال سبحانه : {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } . الرسول صلى الله عليه وسلم فضلاً عن غيره لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة. ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله سبحانه وتعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ } وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع ) أنظر صحيح أبي داود ، فهذه الآية والحديث الشريف، وما جاء بمعناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات، إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين، ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم: التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم، من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان . ومن العجب العجاب أن أحداً يغيث اللهفان ويوسع عليه في عيشه ورزقه ودنياه وهو لا يستطيع أن يوسع على نفسه المدفونة في قبر متر ونصف على متر ، فتفكر !! فالواجب الحذر من عبادة غيره والتعلق بغيره من الأموات والغائبين والجماد وغيرهم من المخلوقات التي لا تسمع الداعي ولا تستطيع نفعه أو ضره . فدعاء الأنبياء والأولياء والاستغاثة بهم والنذر لهم ونحو ذلك فهو الشرك الأكبر ، وهو الذي كان يفعله كفار قريش مع أصنامهم وأوثانهم ، وهكذا بقية المشركين يقصدون بذلك أنها تشفع لهم عند الله ، وتقربهم إليه زلفى ، ولم يعتقدوا أنها هي التي تقضي حاجاتهم وتشفي مرضاهم وتنصرهم على عدوهم ، كما بين الله سبحانه ذلك عنهم في قوله سبحانه : {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } فرد عليهم سبحانه بقوله : {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }وقال عز وجل في سورة الزمر : {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } فأبان سبحانه في هذه الآية الكريمة : أن الكفار لم يقصدوا من آلهتهم أنهم يشفون مرضاهم ، أو يقضون حوائجهم وإنما أرادوا منهم أنهم يقربونهم إلى الله زلفى ، فأكذبهم سبحانه ورد عليهم قولهم بقوله سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }فسماهم كذبة وكفارا بهذا الأمر فالواجب على مثلكم تدبر هذا المقام وإعطاءه ما يستحق من العناية ، ويدل على كفرهم أيضا بهذا الاعتقاد ، قوله سبحانه : {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }فسماهم في هذه الآية كفارا وحكم عليهم بذلك لمجرد الدعاء لغير الله من الأنبياء والملائكة والجن وغيرهم ويدل على ذلك أيضا قوله سبحانه في سورة فاطر : {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }فحكم سبحانه بهذه الآية على أن دعاء المشركين لغير الله ، من الأنبياء والأولياء ، أو الملائكة أو الجن ، أو الأصنام أو غير ذلك بأنه شرك ، والآيات في هذا المعنى لمن تدبر كتاب الله كثيرة وهكذا يتبين لنا مدى انحراف الحبشي عن المنهج الصحيح الذي وضحه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .
- وهذا الحبشي يروي المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم فيزعم أن الله قال للملائكة " اسكتوا يا ملائكتي " وأنه أمر جبريل يوم مولد نبينا أن يوزع الشراب على أهل السماوات والأرض ( المولد الشريف 11-12-16) على من يوزع جبريل الشراب على الملائكة ؟
- وهذا الحبشي يزعم أن جبريل عليه السلام هو الذي عبَّر ألفاظ القرآن العربي بعد أن علم ما نفس الله (الدليل القويم ص66) سبحان الله سيدنا عيسى يقول لله {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ }(المائدة: من الآية116) وجبريل بزعم الأحباش كأنه يقول لله " تعلم ما في نفسي وأعلم ما في نفسك " .
موقف الأحباش من الصحابة : لقد كان للأحباش مواقف واضحة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي الطعن فيهم مخالفين بذلك وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مركزين في ذلك على عائشة ومعاوية رضي الله عنهما حيث يقول الحبشي : كل من قاتل علياً فهم بغاة ولو كان مَنْ هم خيار الصحابة - من كتاب موسوعة أهل السنة 2/856 ، 858 - .
كما أنه لم يسلم منهم خالد بن الوليد الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيف الله المسلول حيث يرى الحبشي أن الحديث " لا تسبوا أصحابي " خاص بطائفة من الصحابة فقط وليس كلهم ، وقد أخرج خالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بقوله " وهؤلاء لا يدخل فيهم خالد بن الوليد ولا معاوية بن أبي سفيان - من كتاب بغية الطالب للحبشي ، ص376- .
ويفتري هذا الحبشي على معاوية بأنه كان يرسل الأصنام في قوافل إلى الهند ليبيعها للوثنيين وأنه ليس في قلبه خشية لله ولا تقوى وأنه رجل مخادع ( صريح البيان ص 102 *105) .
كما زعم الحبشي عدم أفضلية الصحابة على من بعدهم بقوله : " وأما ما زعم الناس بأن كل فرد من أفراد الصحابة أفضل ممن جاء بعدهم على الإطلاق فهو منابذ للقرآن والحديث ، لأن كثيراً من التابعين ومن جاء بعدهم أرقى عند الله من بعض أفراد الصحابة - من كتاب إظهار العقيدة السنية للحبشي ، ص3.. - .
رد بذلك آيات الله تعالى والتي بينت أفضلية الصحابة على الإطلاق في هذه الأمة وكذلك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (الفتح:29)
قال إبن الجوزي رحمه الله تعالى : (( وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور ))
قال صلى الله عليه وسلم : (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) صحيح الجامع . وقال العلامة الشوكاني : ( فانظر الى هذه المزية العظيمة ، والخصية الكبيرة التي لم تبلغ من غيرهم انفاق مثل الجبل الكبير من الذهب نصف المد الذي ينفقه الواحد منهم ، فرضي الله عنهم وارضاهم .
فهم أفضل أولياء الله سبحانه وأكرمهم عليه ، وأعلاهم منزلة عنده : وهم الذين عملوا بكتاب الله تعالى وستة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من سب اصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ) (3 ) .
قال الامام الآجري : ( ومن سبهم فقد سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن سب رسول الله استحق اللعنة من الله عز وجل ومن الملائكة ومن الناس أجمعين )
إن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم سب أحد منهم وحفظ وصيته فيهم حيث قال : " لا تسبوا أحداً من أصحابي " رواه مسلم
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " مسلم
ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما : لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة يعني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمل أحدكم أربعين سنة" شرح العقيدة الطحاوية ص53.-531- . وقال أيضاً : إياك وشتم أحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيكبك الله في النار على وجهك " موسوعة أهل السنة . قال الإمام الطحاوي "
التوقيع

اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي واكثروا السجود ليلاونهارا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-20-2015, 03:56 PM
عبدالله الأحد عبدالله الأحد غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان " شرح العقيدة الطحاوية للألباني .
فالأحباش ركزوا على معاوية رضي الله عنه إرضاءً للروافض الشيعة أو إحياءً للفتنة وايقاظها بعد أن ماتت وخمدت وهذا هو دأبهم دائماً ، فمعاوية رضي الله عنه من فضائله أنه كان كاتباً للوحي وهذا يقتضي ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم ، حيث روى مسلم في صحيحه أن أبا سفيان قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يَا نَبِيَّ اللَّهِ ثَلَاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ قَالَ نَعَمْ قَالَ عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أُزَوِّجُكَهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ وَمُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَتُؤَمِّرُنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْكُفَّارَ كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ قَالَ نَعَمْ " إذن كان معاوية من كتبت الوحي ولولم يكن له إلا هذه المنقبة لكفته ، فكيف يكون كاتباً للوحي ثم هو فاسق أو هو من أهل النار والعياذ بالله ، فعياذاً بالله مما يقوله الأحباش الذين وافقوا الرافضة بسبهم على معاوية رضي الله عنه ، والذي ثبت أيضاً من فضائله أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فقال " اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب " صحيح ابن خزيمة .
وأما عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وخالد بن الوليد سيف الله المسلول فمعلوم مكانتهما عند المسلمين ولذلك قال الإمام أحمد بن حنبل : " ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين ، فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحداً منهم فهو مبتدع رافضي ، ولا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم ولا يطعن على أحد منهم " - من كتاب الرد على الحبشي ص : 13 -
موقفهم من العلماء : إن من يجرأ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يتورع من النيل من علماء السلف ، حيث نال الأحباش من الأئمة الأربعة واتهموهم أنهم علماء كلام ، وكذلك نالوا من شيخ الإسلام ابن تيمية ، فقد ألف الحبشي كتاباً سماه المقالات السنية في كشف ضلالات ابن تيمية ، اتهمه فيها باتهامات شتى ، لم سند اتهامه إلى شيء من كتب شيخ الإسلام ، ومن هذه التهم "أن ابن تيمية يشبه الله بخلقه : " بقوله إن ابن تيمية أحيا التشبه " - من كتاب الحبشي إظهار العقيدة السنية ص1.3 - إن من العجب أن ينسب الحبشي إلى ابن تيمية هذا القول في الوقت الذي حكم ابن تيمية بالكفر على من قال بهذا " أي بالتشبيه " ، حيث قال في مجموع الفتاوى " فمن قال إن علم الله كعلمي، أو قدرته كقدرتي أو كلامه مثل كلامي، أو إرادته ومحبته ورضاه وغضبه مثل إرادتي ومحبتي ورضائي وغضبي، أو استواءه على العرش كاستوائي، أو نزوله كنزولي، أو إتيانه كإتياني، ونحو ذلك فهذا قد شبه الله ومثله بخلقه، تعالى الله عما يقولون، وهو ضال خبيث مبطل، بل كافر" - من مجموع الفتاوى 11/482 - .
كما زعم الحبشي أن ابن تيمية نقض اجماع المسلمين " فقال إن نار جهنم تفنى " - من كتا المقالات السنية 75، 76 - . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في - مجموع الفتاوى 18/ 307 " وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفني بالكلية؛ كالجنة والنار، والعرش، وغير ذلك .ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين، كالجَهْم بن صفوان، ومن وافقه من المعتزلة، ونحوهم، وهذا قول باطل يخالف كتاب الله، وسنة رسوله، وإجماع سلف الأمة وأئمتها .كما في ذلك من الدلالة على بقاء الجنة وأهلها، وبقاء غير ذلك مما لا تتسع هذه الورقة لذكره .وقد استدل طوائف من أهل الكلام والمتفلسفة على امتناع فناء جميع المخلوقات بأدلة عقلية والله أعلم .
وقد كفَّر شيخ الإسلام ابن تيمية واتهمه بالزندقة ، بزعمه أن ابن تيمية يقول " بأن العالم أزلي غير مخلوق لله " - من كتاب اظهار العقيدة السنية ص85- . ويبطل قول الحبشي أقوال ابن تيمية بحدوث العالم حيث قال " كل مخلوق فهو محدث مسبوق بعدم نفسه، وما ثم قديم أزلي إلا اللّه وحده " - مجموع الفتاوى 16/95 - . وفي درء تعارض العقل والنقل قال " كل ما سوى الله حادث كائن بع أن لم يكن ، وأن الله وحده هو القديم الأزلي ، ليس معه شيء قديم نقدمه " - من كتاب درء تعارض العقل والنقل 1/125 - . وفي منهاج السنة النبوية "القول بقدم العالم قول الدهريين وهو كفر ظاهر معلوم فساده بالعقل والشرع ، إذ لو كان العالم قديماً ، لوجب أن يكون مع الله قديم آخر ، وهذا من أبطل الباطل وأن من قال بذلك فليس معه إلا الجهل - منهاج السنة النبوية - .
هذا بعض ما افتراه الحبشي على شيخ الإسلام من الأكاذيب ، ولا غرابة في ذلك لأن من طعن بالصحابة رضي الله عنهم لا يستبعد أن يطعن في غيرهم .
بعض فتاوى الأحباش : للأحباش فتاوى مخالفة للشرع مخالفة واضحة ، ومن ذلك :
1- أكل البصل والثوم يسقط صلاة الجمعة : أفتى الحبشي لمن يريد أن يتخلف عن صلاة الجمعة في المسجد أن يأكل الثوم أو البصل ، لأن في أكلهما النهي عن الإتيان إلى المسجد ، كما أنه لا يسمح لتلاميذه المقيمين في بلاد مخالفة له في الاعتقاد كالسعودية بحضور الجمعة والجماعات في مساجدهم ؛ ويرخص لهم أكل الثوم والبصل قبيل صلاة الجمعة حتي يصيروا معذورين عند الله من حضور الجمعة ؛ وإذا ألح البعض عليهم بحضور الجمعة سألوه : هل يستشهد خطيب المسجد بابن تيمية ؟ فإن قال لا ، ذهبوا معه ، وإن قيل : نعم ، أكلوا الثوم والبصل . فأصبح تلاميذ الحبشي يأكلون الثوم والبصل لتحصل لهم الرخصة ويقوم بهم العذر لتضييع صلاة الجمعة .- أنظر الرد على الحبشي ،ص:32، الحبشي شذوذه وأخطاؤه،ص121- .
2- زكاة الأوراق النقدية : يرى الحبشي أن العملة الورقية المستعملة في هذا العصر كالدينار والدولار وغيرهما ، لا زكاة عليها ؛ لأنها ليست داخلة في قوله تعالى : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ } ووافق القول بعدم الزكاة عليها قائلاً : " وتجب في النقد أي الذهب والفضة المضروب من ذلك وغيره ، وأما غير الذهب والفضة من الأثمان فلا زكاة فيه ... فهذه العملة المستعملة في هذا العصر لا تجب فيها الزكاة " - من كتاب بغية الطالب للحبشي ص 2.7 - .
وهذا القول يعني أن أصحاب الملايين من الدولارات والدنانير لا زكاة عليهم ،وهذا مخالف للحق كما أن فتواه هذه تعتبر وسيلة للتهرب من دفع الزكاة .
3- جواز أخذ الربا : أفتى الحبشي بجواز أخذ الربا من الكفار . فقد سئل عن حكم أخذ الربا في لبنان فقال :" يجوز في لبنان وغيره من كل بلد يظهر فيها أحكام الكفر على الاستهتار " - أنظر : موسوعة أهل السنة 2/913 - . بهذا أجاز الحبشي أكل الربا معرضاً عما جاء من عموم النهي عن أكل الربا من الكتاب والسنة ، حيث قال صلى الله عليه وسلم " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية " صحيح الجامع - فهذا الحديث محمول على عموم الربا وسواء أكان من كافر أم من مسلم ، قياساً على تحريم الزنا ، فهل هو محصور على الزنا بالمسلمات ، فهذا لا يقوله عاقل فتفكر - بل يشمل المسلمة وغير المسلمة - .
4- وأفتى بجواز صلاة العبد متلبساً بالنجاسة ولو من بول كلب أو عذرته قال " فمن صلى بالنجاسة صحت صلاته لا فرق بين النجاسة المغلظة و المخففة فيجوز للمصلي الصلاة بما يمسه ريق الكلب من ثيابه وبدنه وبوله وعذرته - أي غائطه - من كتاب بغية الطالب ص 99-1.. والطبعة الجديدة 131-132" وجهل نزول جبريل عليه السلام ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في نعله أذى .وناقض نفسه حين صرح بأنه إذا أصاب شيء من بول الطفل يد أمه أثناء وضع - الحفايض- ترتكب كبيرة من كبائر الذنوب"مسجل بصوته" مما أدى بتلميذاته إلى لبس القفازات أثناء عملية التغيير، فصار بول الطفل أنجس من بول الكلب !
5- وأفتى بأنه لا يُنكَر على من يصلي بالكلسون فقط . ويجوز دخول الحمام الجماعي كحمام البخار وغيره ولو كان فيه كشف للعورات ، ويحفظ بصره ، ولا يلزم الإنكار إلا في ظهور السوأتين (بغية الطالب 138،139ط جديدة)فتصور أخي المسلم رجلاً يصلي بالكلسون وه مع ذلم متلبساً بالنجاسة ، فأيُّ صلاةٍ هذه ؟!!
6- وزعم الحبشي أن الله تعالى هو الذين يعين الكافر على الكفر (النهج السليم 67)وأثنى على قول الرازي أن " الإنسان مجبور "وأعتبره من أنصف الأقوال (العقيدة السنية 196)
7- وأجاز الحبشي للمسلم سلب أموال الكفار ولو بطريق القمار (صريح البيان 133)
ولكن ما العمل يا شيخ لو خسر المسلم في لعب القمار مع غير المسلم ؟!!
8- وبينما هذا الحبشي يحرم اليناصيب - اللوتو- على الغني ، يجيزه على المحتاج على أن يأخذ ما يربحه من اليناصيب ، وقال هو بمنزلة المال الضائع (صريح البيان 136)
8- وزعم أن الماء الخارج من فم النائم نجس ، وأنه عند شراء اللحم وجب غسله لإزالة الدم (بغية الطالب ط جديدة 121-122) فصار حكم ماء الفم كحكم البول ، وأما حكم الماء الخارج من فم الحبشي فهو طيب كالمسك كما حكى نبيل الشريف (شريط مجالس الهدى28)قال إنه كان يخرج من فم شيخهم بلغم ، فكانوا كانوا يمسكون بالمنديل الذي يبصق فيه تتعلق بأيديهم رائحة عطر تفوح في أرجاء الغرف .
9- وأفتى بأن من ذهب إلى بلاد الكفار فيجوز له أن يعلق صليباً إذا خاف على نفسه منهم (الدليل القويم155) وهذا نص منه على أن يلبسه عند مجرد الخوف لاعند حصول الإكراه
1.-وأفتى بأن مجامعة الخنثى في نهار رمضان لايفطر(بغية الطالب 192)
11- وذكر أنه يُسَن تقديم الاستنجاء على الوضوء ، فإن أخَّر الاستنجاء إلى ما بعد الوضوء صَحَّ ( من كتاب بغية الطالب 134 طبعة جديدة )
12- رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة : سئل عن رجل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ما حكم ذلك؟ فقال : بشراه بأنه لا بد أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة ولو عند الموت "شريط بصوت الحبشي رقم 3 (744) الوجه الثاني" .
على هذا قال الحافظ نقلاً عن القرطبي يستلزم من هذا
"1-أن يكون من رآه صحابياً
2- إن لا تنقطع الصحبة - أي هي باقية ولا تنقطع إلى يوم القيامة
3- أن يسلم على القبر وليس فيه أحد ! وهذا كله جد هراء لا يكون إلا عند الحبشي وأتباعه والذين استحوذت عليهم الشياطين فتلبست بهم باليقظة والمنام فاعتقدوا أن الذي يرونه في المنام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هو إلا شيطان مريد ، ومن زعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فنقول له هات ما رأيت ، حيث جاء رجل إلى ابن عباس وقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال له ابن عباس "قص علي ما رأيت " حيث قال صلى الله عليه وسلم "من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي " صحيح ابن ماجه . إذن يرى النبي على الحقيقة كما وصفه الصحابة ونقل إلينا ، حيث أن الشيطان لا يتمثل بصورته الحقيقية ، ولكنه قد يتمثَّل بأي صورة ويوحي إلى صاحبه في المنام أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا مايرونه أكثر أتباع الحبشي ، وعلى هذا نحن نتحداهم أن يأتوا بالوصف الدقيق لما أروه وهو ما ثبت في الصحاح عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وليس بالأبيض الأمهق - أي أزهر اللون - ولا بالآدم وليس بالجعد القطط ولا بالسبط في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء . وفي رواية يصف النبي صلى الله عليه وسلم قال كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير أزهر اللون . وقال كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه " . وجاء في صحيح الجامع " كان أحسن الناس ( صفة وأجملها كان ) ربعة إلى الطول ما هو بعيد ما بين المنكبين أسيل الخدين شديد سواد الشعر أكحل العينين أهدب الأشفار إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ليس له أخمص إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة وإذا ضحك يتلألأ " فهل رأى الأحباش النبي حقا؟!!

- فتواه حول المرأة ، منها : جواز خروج المرأة متعطرة :
يقول الحبشي "إذا خرجت المرأة متعطرة أو متزينة ساترة ما يجب عليها ستره من بدنها ... فليس في ذلك أكثر من الكراهة التنزيهية أي أنه لا تعصى - من كتاب بغية الطالب للحبشي ،ص446 - ويستدل الحبشي على قوله هذا بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية " صحيح الجامع . ثم عقب على الحديث بقوله " وشرح الحديث أن المراة التي تقصد بخروجها متطيبة استمالة الرجال إليها للفاحشة - من كتاب بغية الطالب للحبشي446- ‌ وهذا القول مخالف لظاهر الحديث الذي أطلق الحكم فجاء الحبشي ليقيده باستمالة الرجال دون دليل وهذا باطل ، ويؤكد بطلانه أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم نهى المرأة أن تتعطر وهي ذاهبة للمسجد فقال " أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل " صحيح الجامع . فهل وهي ذاهبة للمسجد تستميل الرجال ؟!!!
ومن فتاواه : جواز خروج المرأة دون إذن زوجها : أباح الحبشي خروج المرأة على طاعة زوجها إذا لم يأذن لها بالذهاب لطلب العلم . بل أجاز لها السفر ولو بغير إذنه لاستفتاء المشايخ في أي وقت بل قال تخرج بدون رضاه - من كتاب بغية الطالب للحبشي 254-
وهذه دعوة إلى نشوز المرأة وتطاولها على زوجها وهذا مخالف لشرع الله تعالى وقوامة الرجل

- وزعم الحبشي أن مقدار عورة المرأة مع محارمها ما بين السرة إلى الركبة وما سوى ذلك ليس محرماً (بغية الطالب 29. )
- وأفتى تلميذه نزار الحلبي بجواز لبس سروال الفيزون الضيق جمعاً بين السترة والموضة" جريدة المسلمون عدد 40.7"
- ومن صور الاحتيال عند الحبشي فتواه بجواز النظرة الأولى للمرأة مهما دامت أول نظرة "لو استدام هذا النظر ليس حراماً " (بغية الطالب 224)
- بل سهَّلَ الحبش الطريق إلى الزنا بزعمه أن المفاخذة لا تعد من الزنى وهي صغيرة من الصغائر - والمفاخذة هي: مباشرة الرجل للمرأة وهما عاريان دون الإيلاج ، بهذه الفتوى رد الحبشي على نبيه صلى الله عليه وسلم القائل " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه . وفي رواية لمسلم قال كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه " .


وأخيراً نقول هذا هو الحبشي الذي غالى فيه أصحابه إلى أن وصل بهم الحال أن يقولوا : إنه كثير الاجتماع بالمهدي وأنه يسكن الآن المدينة يتلقى العلم عن شيخهم ( سبحان الله إذا كان المهدي لا يعلم نفسه إنه المهدي إلا في ليلة كما ثبت في السنة " يصلحه الله في ليلة " وهل المهدي والذي سيكون على منهاج النبوة يأخذ عقيدته من جهمي معطل رافضي صوفي لا تعلم له وجهة يرسوا عليها ؟
ومن مغالات أتباعه له زعموا أنَّ شيخهم معطر وأنه صاحب خطوة يطير وينتقل من بلد لآخر في ثوان " منار الهدى 2/36" . لا جواب عندي على الفقرة الآخيرة إلا أن أقول مسكين النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن معطر لهذا كان يضع العِطر - أي الطيب- وكذلك مسكين لم يكن له خطوة كخطوة الحبشي يطير حيث يشاء!!!

وأخيراً أحذر إخوتي المسلمين في شتى بقاع الأرض من هذا الضلالي الذي يسمى بعبد الله الهرري ،المكنى بالحبشي ومن إنتشار أتباعه في أكثر بلاد أوروبا وأمريكا بعد ما انتشروا في لبنان والآن بدأ لهم موطأ قدم في فلسطين الحبيبة على يد أحد تلاميذه الضاليين ، فالله ، الله بالحذر منه ومن الوقوع في شراكه .
منقول عن الشيخ احمد رزق –ابو محمود من منتدى لأجلك محمد صلى الله عليه وسلم
وبعضه منقول من كتاب لا دفاعا عن الالباني فحسب ولكن دفاعا عن السلفية
ملتقى السنة

التوقيع

اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي واكثروا السجود ليلاونهارا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 08:36 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.