انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-27-2009, 10:01 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي تفريغ العقيدة 8 للفرقة 3 و 4

 



لسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .


تفريغ العقيدة 8 للفرقة 3و4 بفضل الله .

إلى الدقيقة 34:15:8
....

أما المُعلَّق فهو في قول الله تعالى {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ }الرعد39
فهذا المثبت أو المطلق أو المُبرم هذا في اللوح المحفوظ عند الله تبارك وتعالى . وأما الذي تغيرويتبدل هذا في صحف الملائكة .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : والأجل أجَلان : أجل مطلق يعلمه الله . وأجل مقيد . وبهذا يتبين معنى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من سرَّه أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه " .

.. يتابع شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلا . وقال ( يقصد الله تبارك وتعالى ) إن وصل رحمه زدته كذا وكذا ( أي من العمر) . والملك لا يعلم أيزداد أم لا .
لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر . وهو المثبت في اللوح المحفوظ .
الله تبارك وتعالى قدر له عمرا في صحف الملائكة . وأخبر الملك إن وصل رحمه فزد له في عمره كذا وكذا . والله تبارك وتعالى يعلم أنه سيصل رحمه أو لا وكتب هذا في اللوح المحفوظ ،أنه مقدر له كذا من العمر . فوصل رحمه . فزاد من العمر كذا .
قال : لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر . فإذا جاء الأجل لا يتقدم ولا يتأخر .

وفي موضع آخر من الفتاوى يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ، عندما سئل عن الرزق ، هل يزيد وينقص ؟ ..
فقال : الرزق نوعان : أحدهما علمه الله تبارك وتعالى (ليس هذا معناه أن الآخر لا يعلمه ) .
والثاني ما كتبه وأعلم به الملائكة . فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب ( الذي هو الثاني .
أما الأول ، الذي في اللوح المحفوظ فلا يتغير ) .

فيقول الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : كأن يُقال للملَك مثلا إن عمر فلان مائة عام . إن وصل رحمه وستون إن قطعها . وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع . فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر . والذي في علم الملك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص . وإليه الإشارة بقوله :
{يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }الرعد39
قال : فالمحو والإثبات بالنسبة لما في علم الملك . وما في أم الكتاب هو الذي في علم الله .
فلا محو في البتة .

وشيخ الإسلام ابن تيمية يقول :
الأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله وكتبه . فإن كان قد تقدم بأن يرزق العبد بسعيه واكتسابه ، ألهمه السعي والاكتساب . وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب ( سنبين المعنى إن شاء الله ) . وما قدره له بغير اكتساب ،كموت مُوَرِّثه يأتيه بغير اكتساب .

شيخ الإسلام ابن تيمية يقول أن الأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله سبحانه وتعالى وكتبه . هذا واضح . فإن كان قد تقدم أن يرزق الله العبد بسعيه واكتسابه ، سعيه مثلا ، كما ذكرنا في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فليصل رحمه . فيزاد له في رزقه باكتسابه هذا .
ألهمه السعي والاكتساب ، يعني أن الله عز وجل إن يعلم أنه سيفعل ذلك وسيحصل منه هذا الاكتساب ألهمه الله عز وجل إلى هذا السعي وهذا الاكتساب . {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى }الليل5
{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }الليل7 هذا هو المراد .
وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب . وما قدره له بغير الاكتساب لا دخل له فيه .. الأمور التي هو مجبر عليها ، كأن يكون له أنف واحدة . أو موت مورثه ... هذا كسب يأتيه.
لكن بدون اكتساب وسعي منه . هذا مفاد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ .

كانت هذه هي النقطة الأولى حول هذه المسألة . هل من إشكال ؟ ..

ج/ هذا إجماع من أهل العلم ـ رحمهم الله ـ من أهل السنة والجماعة . وهم عندما استشكل الناس ، كيف يمحو الله ما يشاء ويثبت ، والأصل أن علم الله عز وجل الذي كُتب .. فالله تعالى خلق القلم وكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة . فكيف يحصل فيه محو وإثبات مع الآية ؟ . فبين العلماء ـ رحمهم الله ـ أن المقصود بالمحو والإثبات بدلالة الأحاديث الأخرى بأن هذا يُكتب .. مثلا حادثة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا . هذا الأصل أنه مكتوب عندهم أنه من أهل الضلالة . فمُحي من عندهم لأنه يُكتب من أهل الضلالة إلى أهل السعادة .
طبعا ، اللوح المحفوظ كُتب فيه كل شيء مقدر . كتب فيه ما سيُكتب في صحف الملائكة وما مُحي منها وما جاء في الأخير .


ننتقل إذن إلى النقطة التالية وهي الكلام على أن الله تبارك وتعالى يجعل رجلا من الناس من المحسنين . ويكون هذا الرجل مزدادا في الحسنات بإعانة الله تبارك وتعالى له . والآخر يبقى على كسبه وعلى ما يختاره هو ، هل يكون في هذا ظلم لهذا العبد ؟ ..
هذا فحوى عبارات قد تتردد على بعض الأذهان ومن ضمن الإشكالات التي تتردد على أذهان الناس .
الأصل : عندنا قول الله تبارك وتعالى :
{لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ }البقرة272
فالناس كلهم يُعاملون بمعاملة العدل على حسب كسبهم واجتهادهم . ( طبعا نقصد بالكسب غير ما يقوله الأشاعرة . وسنتكلم عن معنى الكسب عندهم . وسنبين أنهم اختلفوا فيما بينهم في تعريف الكسب ) .
لكن بمقتضى قول الله تعالى :
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }الإنسان3
لكن الله تبارك وتعالى قد يتفضل على بعض عباده فضلا منه . فيصلحه ويهديه إلى طريق الصواب وهذا ليس ظلما للآخر . بل هذا فضل من الله عز وجل يمتنُّ به على من يشاء من عباده .فلذلك مقتضى قول الله تعالى :
{لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ } .

وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ " الله تعالى غني عن العباد . إنما أمرهم بما ينفعهم . ونهاهم عما يضرهم " يقول شيخ الإسلام " فهو محسن إلى عباده بالأمر لهم .
محسن لهم بإعانتهم على الطاعة " .. يقصد حينما أرادوا الطاعة أعانهم عليها .
يقول ـ رحمه الله ـ " لو قُدِّر أن عالما صالحا أمر الناس بما ينفعهم ، ثم أعان بعض الناس على فعل ما أمرهم به ولم يعن آخرين ، لكان محسنا إلى هؤلاء إحسانا تاما ولم يكن ظالما لمن لم يحسن إليه " .

فهذا واضح في المثال الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ

يقول "وإذا قُدِّر أنه عاقب المذنب العقوبة التي يقتضيها عدله وحكمته ، لكان أيضا محمودا على هذا وهذا " .
ثم يقول " وأين هذا من حكمة أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ؟ . فأمره لهم إرشاد وتعليم وتعريف بالخير . فإن أعانهم على فعل المأمور كان قد أم النعمة على المأمور . وهو مشكور على هذا وهذا . وإن لم يعنه حتى فعل الذنب ، كان له في ذلك حكمة أخرى " .
المقصد أن الله تبارك وتعالى يقول للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ { إن عليك إلا البلاغ } .
وهذا هو ما أنت مأمور به . أن تبلِّغ الناس وترشدهم . لا أن تأخذهم معك إلى الصلاة مثلا وأنت ذاهب إلى المسجد . ثم تراقبهم هل صلوا أم لا . وتنظر إلى افعالهم وتتابعهم . هذا إحسان منك إلى هؤلاء الأشخاص . لكن هل هذا واجب عليك ؟ .
{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }الشعراء3
فالشاهد أن الله تبارك وتعالى لما بين شريعته وأعلم الناس بالخير وحذرهم من الشر ، فهذا ليس منتهى العدل . ثم لما تفضل على بعض الأشخاص وأعانهم على الطاعة هذا فضل منه يوتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . النقطة واضحة .

نختم بكلام ابن قتيبة في هذه المسألة يقول :
وعدل القول في القدر ( القول الواضح البيِّت الوسط ) أن تعلم أن الله عدل . لا يجور كيف خلق وكيف قدر وكيف أعطى وكيف منع . (يعني أنه لا يجور في خلقه ولا يجور في تقديره ولا يجور في إعطائه ولا يجور في منعه ) . وأنه لا يخرج من قدرته شيء . ولا يكون في ملكوته من السماوات والأرض إلا ما أراد . وأنه لا دين لأحد عليه . ( لا أحد يلزم الله تعالى بشيء ) ولا حق لأحد قبله .

ثم قال :
فإن أعطى فبفضل . وإن منع فبعدل .
وهذا هو الشاهد .

من بعض الإشكالات التي يوردها الناس في هذا الباب وهي : الآن نعلم أن الأجنة في بطن الأمهات ، يعلم هل هي ذكر أو أنثى . وكيف هذا والله يقول {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}
وفي حديث عبد الله ابن مسعود : أذكر أم أنثى .
فهل هذا فيه مخالفة مع هذا الحديث ومع الآية ؟ .. هذا سنبينه في نقاط .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

  #2  
قديم 09-04-2009, 09:15 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي الجزء الثالث من العقيدة 8


بسم الله الرحمن الرحيم



الجزء الثالث من العقيدة 8 بفضل الله (حصة الأخت راجية رحمة الله )

من الدقيقة 01:07:20 إلى 01:35

...............


سيأتي معنا في نظرية الكسب عند الأشاعرة أن الإنسان ، يقولون ، يكتسب فعله ولا يقولون أنه مجبور . سيأتي الحديث عنهم بإذن الله تعالى .

أول شيء نتكلم عن القدرية .

( ج/ الشيخ على أحد الأسئلة : تدور حول هاتين النقطتين ، المراتب. وهل له مشيئة أو لا أو له قدرة أو لا .. إلخ . إذا أتقنت المَدْخَلَيْن ، أتقنت الباب ).

لماذا سموا بقدرية بداية ؟ .. يقول ابن قتيبة ـ رحمه الله ـ : لأنهم أضافوا القدر إلى أنفسهم .
وغيرهم يجعله له تعالى دون نفسه . ومُدَّعي الشيء لنفسه أولى بأن يُنسب إليه ممن جعله لغيره. فهم الآن يقولون : نحن الذين نحدد قدرنا . إذن نُسب إليهم القول بالقدر .
فإذن عندهم أن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة . وليس بمشيئة الله وقدرته في ذلك أصلا. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
وعليه فيقولون أن أفعال العباد غير مخلوقة . لكن العبد هو الذي يخلق فعله ، أعوذ بالله .
( يجيب الشيخ على تدخل : هذا يلزم أيضا ، لكن لا أحد يقول بأن الله لا يعلم صراحة .وإلا معناه أنه يقول ، أعوذ بالله ، أن الله يجهل . لكن تجد هذا من التلاعب بالأقوال . لذلك حاول الأشاعرة ، كما سيأتي ، أن يخرجوا من هذا الباب . لكن في باب الجبر وسنتكلم عنه بإذن الله تعالى .
فهم مفرَّعون على هذا الباب . أرادوا أن يخرجوا من مسألة أن الله يعلم وأن الله يجبر وأن الله يجعل للعبد إرادة . حالوا أن يخرجوا بنظرية غريبة كما سيأتي بإذن الله تعالى ) .

وقالوا أيضا من قولهم : نحن نفعل ما لا يريد الله . ونقدر على ما لا يقدر . ( هذا كما ذكره ابن قتيبة عنهم ) . هم بذلك شابهوا المجوس ، الذين جعلوا للكون إلهين : إله النور وهو خالق الخير. وإله الظلمة وهو خالق الشر .
المجوس جحدوا قدرة الله على أنه يخلق الخير ويخلق الشر . فلذلك سمي القدرية بمجوس هذه الأمة .
( الشيخ يجيب عن تدخل لأحد الطلبة :جميع أفعالهم . نحن نقول هذا كان على القدرية في العموم وتفرع عنهم من ينسبون الخير لله والشر لأنفسهم ... الله عز وجل خلق كل شيء . فالمجوس سلبوا لخلق الشر هذا.. وأصلا خلق الله عز وجل ليس في الأصل أنه شر . لكن فيما يظهر للعبد أنه شر . فنقول أن الله تبارك وتعالى خلق كل شيء . فهم قالوا في الشر ، أو في ما يظهر لنا أنه شر ، الله لم يكن خلقه . إنما الذي خلقه ه الظلمة . إذن سلبوا الله عز وجل الإرادة . فإذن شابه هؤلاء المجوس في هذا الباب في أنهم سلبوا الله تبارك وتعالى القدرة في هذا الباب ) .

وطبعا وردت أحاديث في أن القدرية هم مجوس هذه الأمة . لكن الأحاديث لا تخلو من مقال . والصواب أنها لا تصح . لكن بعض المشايخ الفضلاء بمجموعها أوصلها إلى الحسن . ولا مُشاحتة في ذلك . طبعا نقصد المرفوع منها .

لذلك جاء من الأحاديث المرفوعة ما جاء عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ وعن أبيه . أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : لكل أمة مجوس . ومجوس هذه الأمة الذين يقولون : لا قدر .
من مات منهم فلا تشهدوا جنازته ومن مرض منهم فلا تعودوهم وهم شيعة الدجال وحق على الله أن يحشرهم معه .
هذا الحديث عند أبي داوود . وهو ضعيف . وأحاديث أخرى تحمل هذا المعنى .

أيضا وردت آثار كثيرة في ذم القدرية ووصفهم في هذا الباب .
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : ما غلا أحد في القدر إلا خرج من الإيمان .
وبداية هؤلاء القدرية أرادوا أن ينزهوا الله تبارك وتعالى عن نسبة الشر إليه . فلما أرادوا أن ينزهوا الله تبارك وتعالى أن يخلق الشر ، قالوا بأن الإنسان هو الذي خلق فعله . وحتى لا يقعوا في الاضطراب ، حتى يقولوا مثلا أنه يخلق الخير ولا يخلق الشر قالوا إذن يخلق جميع أفعاله .

ثم جاء بعضهم وتفرع عنهم فقالوا أن الله تبارك وتعالى يخلق فقط الخير من الأفعال ولا يخلق الشر . وإنما الذي يخلق الشر هو الإنسان نفسه .
ومن استدلالاتهم في هذا الباب . قال الله تعالى {لمن شاء منكم أن يستقيم } .
هذه استدلالات القدرية .. وقول الله تعالى { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} .
وقال الله تعالى {لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر } . وكل هذا فيه إثبات مشيئة العبد .

وقالوا : إذا لم تكن هذه الأفعال هي أفعالهم وهم الذين خلقوا ، إذن لماذا علَّق بالمشيئة ؟ .
لكن ، نحن وضحنا هذا الباب ، نقول أن هذا استدلال ، صح أن نقول عنه استدلالا أعور . ينظرون بعين واحدة . لكن الأولى أن ينظر بكلتا عينيه حتى يصل إلى الصواب .
فنقول بأن الله تبارك وتعالى خلق للعبد مشيئة ثم اختار العبد شيئا معينا ، سواء كان خيرا أو كان شرا . وعزم عليه فيسر الله عز وجل له ما عزم عليه وخلق له هذا الأمر وهذا سبق الإشارة إليه .
وسنعيد طبعا هذه الاستدلالات كلها من بعد ونناقشها ، لكن هذه المناقشة هي سيرة . حتى أذكر ببعض ما سبق الكلام عليه .

الأمر الثاني وهو أنهم استدلوا بالآيات التي تبين أن العباد هم الذين يؤمنون ويكفرون ويطيعون ويعصون .
قال الله تعالى {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ }الكهف55
وقوله تعالى {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ}
إذن هم الذين كفروا .. طبعا هذا استدلالهم . وواضح أنه باطل . لكنه استدلالهم .

وقوله تعالى :{وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ} . إذن هم الذين يؤمنون وهم الذين يخلقون الإيمان .

وقوله تعالى :{لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }آل عمران71 } .
إذن نُسب الفعل إليهم . وهي تابعة للأدلة التي فيها ذكر المشيئة .

قالوا : كيف يكون الله خالقا لأفعال العباد مع أن هذه الآيات تنص على أنهم هم الذين يؤمنون ، هم الذين يكفرون ، هم الذين يطيعون ، هم الذين يعصون . فكيف الله عز وجل يخلق أفعالهم ؟ .
وسبق الإشارة إليه في كلام سابق . سيأتي المزيد من الحديث عليهم بإذن الله تعالى .

قالوا ، واستدلوا أيضا بآيات الجزاء كما في قوله تعالى {جزاء بما كانوا يعملون} .
{جزاء بما كانوا يكسبون} .. إذن بفعلهم الذين هم أنشأوه .

واستدلوا أيضا بقول الله تعالى { صنع الله الذي أتقن كل شيء} .
فقالوا بوجه الاستدلال أن أفعال الله تعالى كلها متقنة . وهذا الإتقان يدل على الحكمة ويدل على الحسن . وأفعال العباد ، التي فيها مثلا يفعل المعصية ، يكون يهوديا ، يكون نصرانيا ، هذا ليس فيه حكمة وليس فيه حسن . فكيف ينسب لله تبارك وتعالى ؟ .. والله عز وجل أتقن كل شيء . هذا مما يستدلون به . لكن كما ذكرنا ، ومثلنا بمثال ونكرره ، كما يعطي الأب إبنه الحقنة .
الأصل في الحقنة أنها تؤلم . والألم هذا هو الذي نعبر عنه بالشر . وأصل الوالد لما يعطي ولده الحقنة ، ماذا يريد ؟ . هل يريد أن يضر بابنه ؟ .. أبدا . هل أب يفعل ذلك ؟ .. ويريد أن يضر ابنه؟ .. لا أبدا . ولكنه يريد له الشفاء. إذن فعل الأب هذا فعل خير وليس فعل شر . ولله المثل الأعلى . فالضر الذي قد يقع بالعبد هو لله عز وجل فيه حكمة . وأراد الله عز وجل بهذا الفعل الخير . ففعل الله خير . والذي حصل من المفعولات الظاهرة مثل الألم وغيره ، هذا هو الشر .
لذلك قولنا لله تعالى والشر ليس إليك . يعني لا ننسب أن الله عز وجل يريد بعباده الشر .

ومن أقوالهم في هذا ، قول عبد الجبار الهمذاني :
إتفق أهل العدل على أن أفعال العباد من تصرفهم وقيامهم وقعودهم . قال : وقيامُهم وقعودُهم حادثة من جهتهم . وأن الله جل وعز أقدرهم على ذلك . هو الذي أعطاهم أنهم يستطيعون أن يقوموا وأن يقعدوا ويفعلوا كل شيء. فقط أعطاهم القدرة وهم يفعلون ما يريدون .

يقولون : ولا فاعل لها ولا محدث سواهم . وأن من قال أن الله سبحانه وتعالى خالقها ومحدثها فقط عظم خطأه .
هذه قالها في كتابه المُغني في كتاب التوحيد والعدل . ولم يغن شيئا هذا الكتاب في الحقيقة .

وهم أيضا يجَوِّزون أن الإنسان يُفني فِعْل الله تعالى ، الذي هو القدرة . فعل الله عز وجل أنه يجعل فيك الحياة . فهو يقول : أنا الذي أقتل نفسي مثلا . إذن هو يقضي على فعل الله تعالى بأنه جعل تلك الحياة .

ويجوز أن يُبطِل فعل الغير للسكون بتحريك المحل . مثلا يقول هو الآن ساكن . أنا أستطيع أن أغير فعله إلى الحركة بإرادتي أنا وفعلي أنا .

هذه خلاصة لأقوالهم . ويظهر فيه التناقض والتعارض الظاهر وقصر النظر . لذلك نحن قلنا أنهم ينظرون بالعَوَر . ونحن قلنا بأن أبسط شيء نرد به عليهم قول الله تعالى :
{والله خلقكم وما تعملون} ... أي خلقكم وخلق فعلكم .
فأفعال العباد كلها خلق لله تعالى .

ثم بعد ذلك نتكلم عن قول الجبرية .
الآن عندنا قول القدرية . وقلنا أن المعتزلة وافقوهم في هذا القول مؤخرا ، كما سبق في المحاضرات السابقة .
والجبرية أو المُجبرَة ، الآن نسبوا إلى أنفسهم أنهم يُجبرون . أنهم مجبورون . فلذلك هم جبرية .
والله تبارك وتعالى ، كما يزعمون ، أنه جبرهم على ذلك تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
فمثلا يقولون : إنسان سرق ، إنسان صلى ، إنسان صام .. هذه مثل طلعت الشمس وغربت الشمس.
تماما . مسألة واحدة . طبعا أهم الفرق التي حملت هذا اللواء . فرقة الجهمية . أتباع الجَهْم ابن صفوان الذي استقى تعاليمه من أستاذه الجعد ابن درهم ، الذي ورد أنه قُتِل . لكن القصة فيها ما فيها .
الجهمي يقول : لا فعل ولا عمل لأحد غير الله تبارك وتعالى ... هو الآن يريد تنزيه الله تبارك وتعالى . لا أحد يستطيع فعل شيء إلا الله تبارك وتعالى . وإنما أن تنسب الأعمال للمخلوقين فهذا مجازا . فيستخدم بعض الأساليب اللغوية .. طبعا والمجاز أسلوب عربي . بعيدا عن مسألة هل هو في القرآن أم في السنة ، هذه مسألة أخرى . لكن نقول : هو أسلوب عربي . يقولون : يقاتل الأسد في المعركة . يقصدون الرجل الجندي الباسل الشجاع . هذه بعيدا عن المسألة التي تقول هل المجاز في القرآن والسنة أو لا ... لا ندخل فيها . لكن هؤلاء استدلوا بهذه الأساليب وأخذوا يطبقوها على كل نص حتى يوافق ما يسير عليه .

طيب ، إستدلالات القدرية {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} .. يقول : لا ، لا .. هذه مسندة إليهم مجازا . لأنه في الظاهر أنهم هم الذين يفعلون ذلك . لكن الحقيقة لا فاعل إلا الله . لا أحد يفعل شيء إلا الله تبارك وتعالى .

ويقول الشِّهِرستاني عن الجهم : ومنها قوله في القدرة الحادثة : إن الإنسان لا يقدر على شيء ولا يوصف بالاستطاعة وإنما هو مجبور في أفعاله لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار . وإنما يخلق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يخلُق في سائر الجماد . وتنسَب إليه الأفعال مجازا كما تُنسب إلى الجمادات . مثل : { جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ } . فقالوا : هذا نُسب إليه مجازا .
كما يُقال : أثمرت الشجرة ... هذا من كلامه هو . و " جرى الماء " و " تحرك الشجر " و " طلعت الشمس وغربت " و " تغيمت السماء وأمطرت " و " اهتزت الأرض وأنبتت " إلى غير ذلك ..
والثواب والعقاب جبر ، أعوذ بالله . كما أن الأفعال كلها جبر .
قال : وإذا أُثبِت الجبر ، فالتكليف أيضا كان جبرا .
يعني على كلامهم أن الله تبارك وتعالى خلقك وجبرك على أشياء ، وعذبك جبرا . أعوذ بالله من ذلك .
وهذا هو مذهب الجهم إبن صفوان . وواضح أن مذهبه يجعل الإنسان في أعماله مثل ورقة الشجر. جماد .

لكن الأشاعرة خالفوهم في بعض النقاط وفي بعض الألفاظ وإن ساروا إلى مذهب الجبر جملة .

فالإمام أو الحسن الأشعري ـ رحمه الله ـ يذكر رأي الجهم في القدر . لكن مع اختلاف يسير .
فيقول الأشعري عن الجهم بأنه زعم أنه لا فعل لأحد الحقيقة إلا الله وحده . وأنه هو الفاعل .وأن الناس إنما تُنسب إليهم أفعالهم على سبيل المجاز . كما يُقال : تحركت الشجرة . ودار الفلك . وزالت الشمس . وإن ما فعل ذلك بالشجر والفلك والشمس سبحانه إلا أنه خلق للإنسان قوة كان بها الفعل . وخلق له إرادة للفعل واختيارا له منفردا بذلك كما خلق له طولا كان به طويلا ولونا كان به متلونا .
هذا هو الفرق ... إذن هو يوافق في (الأساسات ؟)01:30:22 عليها . هو الآن يقول أنه لا فعل ..
هذا كلام الجهم . لا فعل لأحد ، هذا مر معنا ولا إشكال فيه . وأنه هو الفاعل وأن الناس تُنسب إليهم أفعالهم على سبيل المجاز مثل : زالت الشمس ودار الفلك ... إلخ ..
.. هو يقول ، وإنما فُعِل ذلك بالشجر والفلك والشمس سبحانه إلا أنه خلق للإنسان ...
"إلا " هذه .. أخذ يُبطِل ما سبق ويقيده . إلا أنه خلق للإنسان قوة كان بها الفعل .
( هذه توافق بعض ما عليهم الجهم . أن الجهم يقول هو أعطاه قوة وقدرة في العموم . لكن هو لا يقوم بفعل ) .
فزاد الأشعري من كلام القدرية على ما سبق . القدرية قالوا ، لما نسبوا القدر إلى أنفسهم فقالوا بأن الله تبارك وتعالى لم يتصرف في أي شيء إنما نحن الذين خلقنا هذا الشيء . فالله عز وجل هو فقط أعطانا القدرة والقوة ونحن نفعل بهذه التي وهبنا الله عز وجل كل شيء .
وهو أخذ منهم هذه العبارات وأضافها إلى كلام الجهم وهي أنه خلق للإنسان قوة كان بها الفعل الذي هو مجبور عليه . فيفعل فعل المجبور عليه بالقوة التي خلقها الله عز وجل له . وخلق له إرادة للفعل . فهو جبره على أن يريد هذا الفعل . فجعل له إرادة . لكن الأصل أنه لا إرادة له. ولا اختيار . تجد بعض الناس يفكرون بهذا حاليا . وهي مقالة قديمة . {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا}الأنعام 148
وهم قالوا لا قوة له ولا قدرة ولا اختيار . لكن هو يقول : له قدرة وله إرادة وله اختيار .
يقول : واختيارا له منفردا بذلك . فالله عز وجل جبره على أن يختار ، فاختار هو .
واختيارا له منفردا بذلك كما خلق له طولا كان به طويلا ، ولونا كان به متلونا .

فنقول : إذن هو في الأصل مذهب الجهمية .
فما أدلة هؤلاء ؟ .. يستدلون بالآيات التي معناها أن الله عز وجل خالق كل شيء . والآيات في هذا المعنى كثيرة {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }الأنعام102
طبعا ، في مقام العبودية يُقدَّم لا إله الإ هو . وأما في مقام .. لما ادعى بعض الناس أنهم يخلقون
قدم الله عز وجل {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىُ تُؤْفَكُونَ }
غافر62
هذا في الفرق بين سورة الأنعام وسورة غافر .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته


التعديل الأخير تم بواسطة نسيم الفجر ; 09-05-2009 الساعة 05:57 PM
  #3  
قديم 10-03-2009, 05:26 PM
راجية عفو العفو راجية عفو العفو غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

الجزء الثاني من المحاضرة 8 :

المحاضرة الثامنة عقيدة للفرقة 3,4


2/3/2009


من اول الدقيقة 33 و حتى الساعة 7: 1


ثم قال فإن أعطى فبفضل و إن منع فبعدل .


من الاشكالات التي يوردونها في هذا الباب وهى , الآن نستطيع معرفة نوع الجنين ذكر ام انثى فكيف هذا و الله يقول "و يعلم ما في الارحام " ؟ , وفي حديث عبد الله بن مسعود : " أذكر أم أنثى " , هل هذا فيه مخالفة مع هذا الحديث أو الآية ؟


هذا سنبينه في نقاط :


النقطة الأولى :


وهي أن اختصاص علم الله تعالى لا يقتصرفقط على مسألة الذكورية و الأنوثة بالنسبة لما في الأرحام , هذه بداية لكن يزيد عليه أن الله تبارك و تعالى - كما في حديث ابن مسعود – أنه في حال النطفة يأمر الله تعالى الملك بكتابة ذكر أم أنثى شقي أم سعيد , هل في هذه اللحظة الطب الحديث أو القديم يعرف ذكر أم أنثى ؟


وعموم قول الله تعالى : " يعلم ما في الأرحام ليس فيه تحديد أنه يعلم ذكر أم أنثى , التحديد في كونه ذكر أم أنثى مع بداية التخليق .


النقطة الثانية :


ذكرناها في ثنايا الكلام وهي أن معرفة ذكر أم انثى لا يكون إلا بعد التخليق , وقبل ذلك لا يستطيع العلم الحديث ولا القديم ولا غير ذلك معرفة النوع .


و نفخ الروح يكون بعد أربعة أشهر , وعندئذ يؤمر الملك بكتب ذلك والعلم الحديث لا يستطيع عند أربعة أشهر معرفة ذلك .

وكذلك أذكر كلام الحافظ بن كثير في تفسير آية " ويعلم ما في الأرحام " : كذلك لا يعلم مما يريد أن يخلقه تعالى سواهولكن إذاأمر بكونه ذكر أو أنثى شقيا أو سعيدا علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه .
النقطة الأخرى التي أشار إليها أخونا جزاه الله خيرا ، هى مسألة الإحتمالية فقد يقولون ذكر وتكون أنثى وقد يقولون أنثى وتكون ذكر وهذا مشاهد .

بعض المباحث ستأتي معنا وهى بعض المخالفات في كلام بعض الناس و التي تتعلق بباب القدر ثم بعد ذلك نذكر الفرق التي تكلمت على ذلك .

من أقوال بعض الناس مثلا : أعطي الحلق للي بلا ودان.
طبعا هذه من الأقوال المخالفة التي بقليل من الفهم لدين الله عز وجل يعلم الانسان كذب هذه العبارات .

هذ الباب باب واسع جدا ، من أفضل المؤلفات في المخالفات عموما في الأقوال كتاب الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد اسمه " المناهي اللفظية " هو مجلد كبير ، طبعا مخالفات في باب القدر وغيره .
كنت حاولت جمع بعض الأقوال لكن يبدو أني ما جئت بها لكن سنهمد لهذا الباب تمهيدا وهو :
أنك لابد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى يعلم كل شئ والذي علمه الله تبارك وتعالى أمر الملائكة فكتبته في صحفها على ما ذكرناه أنه يمحى ويثبت أما الذي لا يتغير و لا يتبدل فهو الذي في اللوح المحفوظ , لما خلق الله القلم قال له اكتب فهو كائن إلى يوم القيامة .
ثم بعد ذلك ذكرنا المرتبة الثالثة وهى المشيئة ( العلم - الكتابة ثم المشيئة ، هذا على الترتيب) ثم هذه المشيئة أن الله تبارك وتعالى خلق لعباده مشيئة أى إرادة والله تبارك وتعالى بعد أن أرشد الناس قال : " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا "فأراد العبد أن يذهب إلى طريق الشر " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره للحسنى وأما من بخل واستغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى " ، إذن فيسره الله عز وجل لهذا .
طيب إنسان عزم على فعل الشر والله تبارك وتعالى جعله على الخير ، هذا بفضل من الله عز وجل لكن العدل أنه أراد الشر فيسر له الشر .
وخلق الله عز وجل العبد وخلق فعله كما سبق الحديث عنه ، ولا نقول أن الله تبارك وتعالى خلق العبد وحين إرادته للفعل خلق الفعل ، بمعنى أن الإنسان ليس هو الفاعل في الحقيقة بل أن الله تبارك وتعالى هو الذي فعل هذا الأمر ، قلنا هذا الكلام باطل غير صحيح لكن الذي نعتقده أن الإنسان هو الفاعل في الحقيقة لفعله أما المفعول أو الناتج الذي خرج هذا خلقه الله تبارك وتعالى .
ومثلنا بأمثلة ، قلنا النار هى التي تحرق والله تبارك وتعالى خلق فيها خاصية الإحراق فعندما يقترب منها ورق مثلا فاعتقادنا أن النار تحرق الورق لأن خاصية النار أنها تحرق بإذن الله تبارك وتعالى والله عز وجل هو الذي خلق الإحراق لكن من الذي أحرق ؟ النار لا تقل الله تبارك وتعالى .
لذلك الله تبارك وتعالى لما وضع المشركون إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قال " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " لو كان الله تبارك وتعالى هو الذي يخلق الإحراق لما قال شيئا لأن على قولهم ( على قول بعض الأشاعرة ) أن الله تبارك وتعالى هو الذي يحرق لكن الله تبارك وتعالى أمرها ألا تقم بفعلها لكنها الأصل أن أى شئ يوضع فيها أنها تحرقه إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى وشاء الله في هذا الوقت ألا يحترق إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام .
إذن ما ندَََّ عن هذا الفهم من الأقوال والأفعال فهو مخالف ومنافي للإيمان بالقضاء والقدر ، وأنت قيس على ذلك في الأقوال والأفعال التي يفعلها الناس بدون تعسف أو تعنت .
مسألة إذا كان القول محتمِلا فالأولى عدم إطلاقه لكن لابد أن نحمل الناس على نواياهم لكن لابد أن نعلمهم أن الأولى أن تقول كذا وكذا .
لو قلت لأحد ممن يقول العبارة التي ذكرناها أن الله تبارك وتعالى يظلم يقول لك لا ،لكن لازم قوله أن الله تبارك وتعالى يظلم فالنية هنا لا تُغني لأن هذه العبارة لا تحتمل إلا شيئا واحدا فلابد أن تنزه عنها الألسن .
وقد يهوي الإنسان في النار بلفظة سبعين خريفا كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
يبقى عندنا الفرق التي ضلت في هذا الباب ولن نتكلم عن الفرق كلها وإنما سنقسم إلى قسمين معروفين : قدرية وجبرية ، ونذكر بعض الطوائف التي شاركت القدرية وبعض الطوائف التي شاركت الجبرية .
ثم بعد ذلك نناقش أدلة هذه الفرق وتكون هذه النهاية تعتبر مراجعة لما سبق والأصل أننا ناقشنا هذه الأقوال في خلال كلامنا.
إن شاء الله نكمل بعد الصلاة ،هل من أسئلة حول ما سبق ؟

ج: الابن المشرك يعني مات قبل بلوغه ؟ نعم العلماء اختلفوا فيه وقلنا أن الصواب إن شاء الله أنه في الجنة لأن الأصل أنه على الفطرة ،


ثم بعد ذلك بدأ التمييز و نقول إن الكافر إذا كان وهو على كفره ثم بينت له رسالات الله فأسلم فله اجر عظيم .


ج : إنما الأعمال بالخواتيم , هذا ليس ظلما .


ج : الله عز وجل ما خلقه كافرا , هذا من منطلق الحديث الذي أنا ذكرته الآن


هو الأخ يريد أن يوضح " فمنكم كافر " .

نحن نبين ان الله أصلا ما خلقه كافرا هو خلقه مسلما " إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين " هذا في حديث عياض بن حمار في صحيح مسلم و غيره .

إذن الأصل فيهم الإسلام ، هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة " نحن نصدق النبي أكثر من أى أحد .

في حديث / حميد بن عبد الرحمن الحميري يحيى بن يعمر قال أن أول من قال بالقدر في البصرة / معبد الجهيني ، وفي الحقيقة إن معبد الجهني أخذ وتلقف هذه المقالة من رجل نصراني يسمى سوسن ، والعلم عند الله تعالى لكن الذي يظهر أنه ما استطاع أن يجاهر بهذه المقالة ( مقالة القدر ) فتلقفها منه معبد الجهني وطفق ينشرها .
كما يقول الأوزاعي رحمه الله تعالى : أول من نطق بالقدر رجل من أهل العراق يقال له سوسن كان نصرانيا فأسلم ثم تنصر فأخذ عنه معبد الجهني وأخذ غيلان عن معبد ( غيلان هو غيلان بن مسلم الدمشقي ) وغيلان هذا جاء وتلفظ بالقول بالقدر فرجع على يد عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه ثم بعد ما مات عمر رحمه الله طفق هذا الرجل يعود لمقالته مرة أخرى حتى مات عليها ، و أُحضر الأوزاعي لكى يناظره فأفتى الأوزاعي في نهاية المطاف بقتله فقتل على باب كيسان بدمشق ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
ذكر هذه القصة الإمام الذهبي في " ميزان الإعتدال".

طيب إذن نوجه ما جاء في الأثر ، أول من قال بالقدر في البصرة /معبد الجهني
يعني قال به حقيقة لكن أصل الفكرة عند الرجل النصراني الذي أسلم ثم تنصر كما قال الأوزاعي رحمه الله تعالى .

وعبارة الأوزاعي نجدها في " الشريعة " للأجري و " القدر " للفريابي و كتاب " أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " ل........( لم اسمع اسم المؤلف 59:27 دقيقة)
وبعدمعبد وغيلان جاء جماعة كان منهم رؤوس الاعتزال /واصل بن عطاء الذي كان يحضر في مجلس الحسن البصري ثم اعتزل الحسن البصري وكان لا يستطيع نطق الراء وكان فصيحا بليغا فكان يخطب الخطبة لا يأتي بحرف الراء فيها لكن فصاحته لم تغني عنه من الله شيئا .
وعمرو بن عبيد كان يستخدم التقية لكن لم يكن شيعيا ، كان يتزين بالقول الحسن أمام بعض الأئمة فكان أحد الأئمة يقول " كل الناس صيد غير عمرو بن عبيد" يعني كل الناس أمر عادي لكن هذا الرجل له مكانه ،لكنه كان يسب الصحابة ، وتجد كتاب "أخبار عمرو بن عبيد" للإمام الدارقطني رحمه الله ملئ بالروايات التي يندى لها الجبين ، والكتاب كان مخطوطا فترة من الزمان ثم طبع مؤخرا فكنت لأول مرة قبل أن يطبع هذا الكتاب كنت أقرأ في المخطوطة الأصل فذُكر له قول عن عثمان بن عفان وغيره في المسألة فقال هو و صحابي آخر لا يساوي عندي شراك نعل ( نعوذ بالله من ذلك ) فالرجل برغم ذلك هو من قال وتلقف هذه المقالة في القدر .
وطبعا نقصد بكلامنا أنه أول من قال بالقدر يعني بنفى القدر .
والصحابة رضوان الله عليهم لهم دور في ذلك ، وأول من قام بهذا الدور هو عبد الله بن عمر لما جاء في الحديث
وهناك أقوال أخرى لكن ما ذكرته لكم هو أصح الأقوال ، ونشير إلى هذه الأقوال إشارة فقط ومنها : أن أول من قال بذلك هو معبد الجهني لكنه كان في الحجاز وأنه حصل منه ذلك لما احترقت الكعبة وكان عبد الله بن الزبير محصورا بمكة فقال أناس احترقت بقدر الله وقال أناس لم تحترق بقدر الله لكن هذا قول أيضا غير صحيح وذكره جماعة .

القول الآخر : أن أول من قال بالقدر رجل بالشام اسمه عمرو المقصوص وهذا أيضا قول ضعيف نبه عليه أهل العلم رحمهم الله تعالى .

ثم أخذت المسألة تتوالى وهكذا دائما بعض الناس يكونون أتباع كل ناعق وأحيانا تخمد الفتنة ثم بعد ذلك تصحو مرة أخرى ، فبعد ما يموت الرجل يبقى فكره واعتقاده لا يموت وهكذا الفكرة دائما سواء كانت صائبة أم غير صائبة فحافظ على اعتقادك ودعوتك ولا تحافظ على جسدك ومكانتك ، أنت أصلا موجود ليبقى دين الله عز وجل ، هذه من باب الفائدة تذكر في هذا الباب.
فتجد بعض من يحملون هم عقيدتهم وإن كانوا على باطل قد يموتوا من أجل هذه العقيدة لكن يقولو أهم شئ أنها تنشر فتجد إخلاص لكن بدون متابعة .
ثم توالت الأقوال فجاء جهم بن صفوان وزاد أقوالا شنيعة في هذا الباب وسبق الإشارة إلى أقواله وقال بقوله جماعة ، وسيأتي الكلام عن الجهمية والقدرية والجبرية ومن قال بهذا ومن قال بهذا .
والخلاف عموما في باب القدر يتعلق بأمور ،
أول أمر : المراتب الأربعة ، وهى مجموعة في قول القائل :
علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين
فالعلم لا ينازع فيه أحد ، أن الله تبارك وتعالى يعلم ، كان أحيانا بلوازم قول بعض الفرق أن الله تبارك وتعالى لا يعلم ( نعوذ بالله من مقالتهم ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) ،
وكذلك الكتابة وبعضهم يفهم ان الله تبارك وتعالى بكتابته قد جبر أناسا على أفعالهم سواء كانت على الخير أو الشر .
والمشيئة والخلق ، والخلق حصل فيه إشكال كبير سبق الحديث عنه .

النقطة الثانية وهى ما يتعلق بالعبد ، هل له إرادة أم ليس له إرادة ؟ ، هل له قدرة أم ليس له قدرة ؟ ، هل يفعل فعله أم لا يفعله ؟
لابد أن تفهم هذه النقطة جيدا .
سيأتي معنا في نظرية الكسب عند الأشاعرة يقولون أن الإنسان يكتسب فعله ولا يقولون أنه مجبور .سيأتي الحديث عنهم بإذن الله تعالى .












 

الكلمات الدلالية (Tags)
3, 4, 8, للفرقة, العقيدة, تفريغ, و


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:06 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.