الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
بطانة صالحــة
بطانة صالحــة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : ــ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ساعة لا يخرج فيها ، ولا يلقاه فيها أحد ، فأتاه أبو بكر فقال : ( ما جاء بك يا أبا بكر ؟ ) قال : خرجت ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنظر في وجهه والتسليم عليه . فلم يلبث أن جاء عمر فقال : ( ما جاء بك يا عمر ؟ ) قال : الجوع يا رسول الله ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( وأنا قد وجدت بعض ذلك ) . فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري ، وكان رجلا كثير النخل والشاء ، ولم يكن له خدم ، فلم يجدوه ، فقالوا لامرأته : أين صاحبك ؟ فقالت : انطلق يستعذب لنا الماء . فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها ، ثم جاء يلتزم النبي - صلى الله عليه وسلم - ويفديه بأبيه وأمه ثم انطلق بهم إلى حديقته ، فبسط لهم بساطا ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه ، فقال - النبي صلى الله عليه وسلم - : ( أفلا تنقيت لنا من رطبه ؟ ) ، فقال : يا رسول الله ! إني أردت أن تختاروا أو تخيروا من رطبه وبسره ، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ظل بارد ورطب طيب وماء بارد ) . فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تذبحن لنا ذات در ) . فذبح لهم عناقا أو جديا فأتاهم بها فأكلوا ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( هل لك خادم ؟ ) قال : لا . قال : ( فإذا أتانا سبي فأتنا ) . فأتيَ - صلى الله عليه وسلم - برأسين ليس معهما ثالث . فأتاه أبو الهيثم فقال : النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( اختر منهما ) . فقال : يا رسول الله اختر لي . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : ( إن المستشار مؤتمن خذ هذا فإني رأيته يصلي ، واستوص به معروفا ) . فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت امرأته : ما أنت ببالغ حق ما قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بأن تعتقه ، قال : فهو عتيق ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله لم يبعث نبيا ، ولا خليفة ، إلا وله بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، وبطانة لا تألوه خبالا ، ومن يوق بطانة السوء فقد وُقي ) ( حديث صحيح ) انظر : [ مختصر الشمائل ص 79 ــ 81 ] .[ السلسلة الصحيحة 193 ] . [ الأدب المفرد 1/99 رقم 256] . " أختــــــــــاه ! يا من امتنّ الله – تعالى – عليك فأعزك وأكرمك بالإسلام . ما أجمل أن تقتدي بأمهات المؤمنين الطاهرات ، وبالصحابيات الصالحات - رضوان الله عليهن - . ما أجمل أن تكوني خير خلف لخير سلف بإذن الله - تعالى - . أختـــــــــاه ! ها أنت في زمن طغت فيه المادة ، والأنانية وحب الذات والشهوات. فهلاّ كنت أيتها الغالية ، الزوجة الحانية ، والأمينة الناصحة ، والبطانــة الصالحــة لشريك العمر ، الصاحب بالجنب وأنت تشاطرينه أعبــــاء الحياة . لأننا لن نبلغ الكمال المنشود ، ولن نعيد المجد المفقود ، إلا بالتأسي بخير الناس " سلفنا الصالح " . ورحم الله الإمام مالكا حيث قال : ( لا يصلح آخر هذه الأمة ، إلا بما صلح به أولها ، فما لم يكن يومئذ دينا ، لا يكون اليوم دينا ) انظر : [ حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - ص 104 ] . وقاك الله - تعالى – وأهل بيتك بطانة السوء ، وحماكم المولى من كل سوء . وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح
|
#2
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيراً
|
#3
|
|||
|
|||
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
بطانة, صالحــة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|