القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
أحكام وفوائد في قوله تعالى "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ "
قال الله تعالى ( الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء و الله يعدكم مغفرة منه و فضلا و الله واسع عليم ) البقرة 268 . الشيطان عدو الانسان , كما قال الله - عز و جل - ( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) فاطر 6 , و من عداوته لنا , أو من عداوته لبني آدم أنه يعدهم الفقر , كلما أراد أن يجود بماله قال لا تخرج فتبقى فقيرا , فيبخل الانسان , لأن الشيطان وسوس له ووعده اذا أنفق بالفقر . (ويأمركم بالفحشاء ) قال بعض العلماء يأمركم بالبخل , لأن السياق يقتضيه .والصواب أنه أعم من ذلك أنه يأمر بني آدم بالفحشاء بكل فاحشة من البخل و الزنا و اللواط و غير ذلك .فهو حريص على بني آدم أن يمنع عنه الخير , و أن يملأه بالشر . ثم بين الله -عز وجل - الوعد الحقيقي النافع لبني آدم , فقال (والله يعدكم مغفرة منه ) بالانفاق , لان النفقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء النار . ( وفضلا ) أي زيادة على ما عندكم , لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( ما نقصت صدقة من مال (1) . (والله واسع عليم ) سبق لنا مثل هذه الجملة أن معنى قوله واسع أي واسع الصفات , واسع العلم , واسع السلطان , واسع القدر , كل صفاته ليس فيها نقص , كلها واسعة شاملة و العليم الذي لا يخفى عليه شيء . *في هذه الآية من الحكم و الفوائد مايلي - أن الشيطان له ارادة , لقوله (يعدهم ), ( و يأمركم ) وهذا لا يصدر الا ممن له ارادة و ماذا يريد الشيطان من بني آدم ؟ يريد اغواءهم واهلاكهم . فإن قال قائل ماهي العلامة ؟ . قلنا العلامة اذا أحسست من نفسك من داخلها ما يحثك على الفساد و على المحرم , فهذا هو أمر الشيطان , فاحذر , و قد أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أن ( الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) (2) , و أخبر صلى الله عليه و سلم أن ( الحلم من الشيطان ) وهو أن يرى الانسان في منامه ما يكره فان الشيطان يري الانسان في منامه ما يكره حتى يقوم حزينا مغموما , و لهذا أمر الانسان اذا رأى في منامه ما يكره أن يتفل عن يساره ثلاث ويستعيذ بالله من شر الشيطان ,ومن شر ما رأى , و أن يتحول الى الجنب الآخر ان أراد الاستمرار في نومه لأن الشيطان له لمة في قلب ابن آدم . - أنك متى أحسست عند الانفاق الخشية من الفقر , فاعلم أن هذا من وعد الشيطان , لقوله ( يعدكم الفقر ) . - أن أوامر الشيطان كلها شر , لقوله - تعالى - ( و يأمركم بالفحشاء ) فاحذر الشيطان فانه عدوك أيها الانسان , كما قال الله - عز و جل - ( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) فاطر 6 ,أعاذنا الله و اياكم منه . - أن ما يعد الله به عباده دائر بين المغفرة و الفضل , المغفرة للذنوب , و العطاء بزيادة المطلوب , لقوله ( و الله يعدكم مغفرة منه و فضلا ) فكيف كان ذلك بالنسبة للانفاق ؟ الجواب أن النبي صلى الله عليه و سلم أخبر أن ( الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار (3) , و بذلك تحصل المغفرة , و أخبر صلى الله عليه و سلم أن الصدقة لا تنقص المال , و هذا يعني أنها تزيده , و هذا معنى قوله - تعالى - ( و فضلا ) , و كثير من الناس الذين ينفقون ابتغاء وجه الله يجدون ذلك ظاهرا في أموالهم , بالبركةفيها , و دفع الآفات عنها حتى ان الرجل يقول كيف لم أنفق في هذا الشهر الا كذا , أو في الأسبوع الا كذا , يتقال ما أنفق , لأن الله أنزل فيه البركة , و بركة الله - تعالى - لا نهاية لها .فاذا أردت أن يزيد مالك و تكفر سيئاتك فعليك بالصدقة .أعانني الله و اياكم عليها . - أن الله واسع عليم , فيعطي على العمل أكثر مما يستحق العامل لسعة فضله و علمه - عز و جل - بمن هو أهل لذلك , و اذا كان الله - تعالى - يعلم حيث يجعل رسالته , فهو يعلم حيث يجعل امتثال هذه الرسالة , يعني يعلم من هو أهل للهداية فيهديه , و من ليس أهلا فلا يهديه , نعوذ بالله من ذلك . (1)-أخرجه مسلم كتاب البر و الصلة باب استحباب العفو و التواضع رقم (2588) . (2)-أخرجه البخاريكتاب الاعتكاف باب هل يخرج المعتكف لحوائجه الى باب المسجد رقم (2035) و مسلم كتاب السلام رقم (2175). (3)-أخرجه أحمد و الترمذي و ابن ماجة . من كتاب أحكام من القرآن الكريم المجلد الثاني للشيخ بن عثيمين - رحمه الله - |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيكِ أختى الغالية , وجزاكِ خير الجزاء
|
#3
|
|||
|
|||
وفيكِ بارك الله, وجُزيتِ خيراً منه أخيتي الفاضلة .
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|