الخبر من بي بي سي...
هو خبر طويل قليلاً..لكنه مهم جداً جداً ..
و يجب أن يعطي كلٌ منا رأيه فيه..
"سوف تتمتع بأوقات فراغ طويلة تتمكن فيها من القراءة أو الاستذكار، أو حتى الاستجمام، وسيكون لديك تلفزيون رقمي وطاولة بلياردو وألعاب فيديو وأفلام دي في دي، والان ستتمتع أيضا بحرية الاطلاع المجاني على الانترنت".
ليس هذا إعلانا بالصحف لاحدى شركات الرحلات البحرية التي تجوب شواطئ جنوب أوروبا أو جزر الكاريبي الخلابة، بل أحد إعلانات شركات الادوية تطلب فيها متطوعين مقابل أجر للخضوع لتجارب أدوية جديدة.
لا شك أن هناك تحذيرات بشأن المخاطر التي تتضمنها كل تجربة، وهناك قواعد ورقابة صارمة تخضع لها تجارب الادوية البشرية.
إذا ما الذي حرك هذه القضية إلى الواجهة مجددا الان وأثار معها علامات استفهام تتعلق بالابعاد الاخلاقية والضوابط الرقابية لهذه التجارب، ومدى الشفافية المتبعة من جانب شركات الادوية أو الشركات المتخصصة في اختيار المتطوعين وإجراء التجارب من قبل علمائها لصالح شركات الادوية؟
قبل حوالي أسبوعين أصيب ستة متطوعين في بريطانيا بمضاعفات خطيرة بعد خمس دقائق فقط من تجربة دواء مضاد للالتهابات المزمنة عليهم، وادخلوا العناية المركزة.
وأصيب المرضى، الذين لا يزال أربعة منهم في المستشفى أحدهم في حالة حرجة، بحالات من اضطراب متعدد لاجهزة الجسم وتقيؤ شديد وفقدان الوعي والتورم حتى أن رأس أحدهم "تضخمت إلى ثلاثة أضعاف حجمها الطبيعي" بحسب ما روت صديقته لاحدى الصحف البريطانية.
أحد هؤلاء الستة شاب مصري يدعى محمد عبد الهادي عبد الله الذي تحسنت حالته وأفاق من غيبوبة استمرت أكثر من 10 أيام.
ورغم أن هذه ليست أول تجربة دوائية على البشر تؤدي إلى نتائج خطيرة فإن هذه "الكوارث" نادرة الحدوث للغاية بفضل القواعد الصارمة التي تخضع لها هذه التجارب.
في عام 1987 توفي متطوع شاب صحيح البدن في أيرلندا خلال إحدى التجارب الدوائية.
وفي عام 1999 توفي شاب يبلغ من العمر 18 عاما في بنسلفانيا خلال تجربة عقار جديد رغم توصل التحقيق في هذه القضية إلى أن خطأ كان من جانب الاطباء.
قواعد رقابية صارمة
التطور الابرز على طريق القواعد التي وضعت لضبط عمليات تجارب الادوية كان نشر كتاب "فئران التجارب البشرية" الشهير للطبيب موريس بابورث عام 1967 والذي وضع قواعد توفر أعلى قدر من الحماية للمتطوعين.
والان تعرض كل تجربة دوائية على حدة على لجنة أخلاقيات مستقلة مكونة من أشخاص عاديين وعلماء وخبراء إحصاء، بالاضافة إلى ضرورة الحصول على ترخيص من قبل هيئة رقابية متخصصة.
ولابد أن تمر تجربة العقار على مرحلتين سابقتين قبل منح ترخيص لبدء التجارب على البشر.
حيث يجب أن يثبت العقار نجاحه في التجارب الانبوبية ثم تجارب برامج الكمبيوتر التي تستخدم لمعرفة تفاعل المواد المختلفة مع الجسم البشري.
وفي العادة لا تتمكن 99 بالمئة من العقاقير الجديدة من تجاوز هذه المرحلة.
بعد ذلك تتقدم الشركة التي ينجح عقارها في تجاوز المرحلتين السابقتين بطلب ترخيص من وزارة الداخلية لاجراء تجارب على الحيوان.
المضاعفات العكسية التي تصاب بها الحيوانات تمنع حوالي 80 بالمئة من العلاجات من الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي التجارب على البشر.
ويتعين أن يوقع المتطوعون "موافقة بعد اطلاع كامل" قبل اختبار الدواء عليهم، كما يجب أن يُنص صراحة وبوضوح على كافة احتياطات السلامة المتخذة في حال حدوث نتيجة عكسية.