|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
قراءة في كتاب : فضل العربية ووجوب تعلمها علي المسلمين لأبي عبدالله محمد سعيد رسلان
و بعد .... فمن بدأ تاريخ التدوين العربي صنفت مؤلفات لا تعد و لا تحصي عن اللغة العربية و عن فضلها و علومها قديما و كثيرا و لن يجف مداد الحبر ابدا و لن تنتهي الكتابة عن لغتنا الجميلة ما بقي في الدنيا قران يتلي . و الكتاب* الذي بين ايدينا الآن من بين تلك الكتب التي تتزين بها مكتبتنا العربية العامرة . و يبحث كتابنا عن موضوع لم يصنف فيه كتاب من قبل بهذا الشكل المستفيض و الإلمام بالموضوع من كل جوانبه . يتحدث كتابنا بشكل اساسي عن حكم تعلم العربية و علومها بالنسبة للمسلمين و المقدار الذي يجب ان يحيط به علما كل مسلم . و بالطبع استفتح الكاتب كلامه بالحديث عن فضل اللغة العربية و ميزاتها مؤيدا كلامه ببعض ما تكلم به علماء الامة عن فضل لغتنا الشاعرة علي سائر اللغات . ثم يذكر الكاتب كيف انزل الله القران بلغة قريش و كيف تحداهم و هم امراء الفصاحة و البيان ان يأتوا حتي باصغر سورة منه لكنهم عجزوا عن ذلك إلي الابد { قل لئن اجتمعت الإنس و الجن علي ان يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا } و ترجع اهمية اللغة العربية كما قال الكاتب إلي ان المسلم تكون معرفته بفضل القران وعلو شأنه بقدر معرفته باللغة قال ابن القيم : و لا يعرف فضل القران إلا من عرف فضل العربية . فالسبيل الوحيد إلي معرفة إعجاز القران العظيم هو معرفة لغة العرب و ما كانوا عليه من الفصاحة و البيان و اللسن ، و من لم تكن له بذلك دراية ، و لا له عليه إقبال فشأنه شأن الاعجمي** الذي يعرف الإعجاز في القران بعجز العرب عن الإتيان بمثله . ثم شرع كاتبنا في بيان حكم تعلم اللغة العربية للمسلمين قائلا : إن تعلم اللغة العربية و تعليمها فرض واجب ؛ فعلي كل مسلم ان يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده ، حتي يشهد به ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده و رسوله و يتلو به كتاب الله و ينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير و امر به من التسبيح و التشهد و غير ذلك و من ازداد من العلم باللسان العربي كان خيرا له . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ... فإن عامة ضلال اهل البدع كان بسبب جهلهم باللغة العربية فإنهم يحملون كلام الله و رسوله علي ما يدعون انه دال عليه ولا يكون الامر كذلك ... فنحن مأمورون امر إيجاب او استحباب ان نحفظ القانون العربية و نصلح الالسنة المائلة عنه . ولقد كره الإمام احمد الرطانة _ و اطلقت غالبا علي كلام العجم _ لئلا يتعود الرجل النطق بغير العربية . وشدد الكاتب علي ضرورة تعويد السنتنا علي النطق بالعربية فقال : واعلم ان شخصية الامة تبدو جلية عند اعتيادها الاخذ بلغة الكتاب العزيز ، وترك تلك اللغة مضيعة لشخصية الامة و إمحاء لها و ذوبان لتلك الشخصية في كيان الامم التي تتكلم الأمة بلغتها . يقول شيخ الإسلام إن اعتياد اللغة يؤثر في العقل و الدين تأثيرا قويا بينا ... و كره الشافعي ان يتكلم البعض ببعض الألفاظ الاعجمية بين الكلام العربي و نص علي ذلك مالك و احمد . ثم فند كاتبنا بعضا من الشبهات التي تحوم حول اللغة العربية فقال : ربما قال قائل و لكن العرب الذين نزل القران في زمنهم وكانوا من الفصاحة بمكان و مع ذلك لم يسلموا ، و نحن لا نفهم شيئا في كتاب الله و لكننا _والحمدلله _ مسلمون ، فبماذا ينفع الفهم بدون إيمان ؟! و رد الكاتب علي هذه الشبهه بقوله : إن اسباب كفر هؤلاء مع فصاحتهم و بلاغتهم كثيرة منها الكبر و العناد والحسد ، ومع ذلك اسلم منهم كثير مثل ابي بكر و عمر و عثمان و علي و اضرابهم و لم يتفاخروا ابدا بعدم فهمهم لكتاب الله وجهلهم له و قلة فقههم مقاصده ومراميه . وساق الكاتب شبهة ثانية مفادها ان اللغة العربية لغة صعبة بحيث استقر في الادهان ذلك و علي وجه التحدي نحوها و صرفها ، وليس من شك ان اللغة قد صيغت في بعض جوانبها صياغة عسيرة علي الفهم ، و لكن الحمل علي الفصحي بالصعوبة و الشذوذ دون سائر اللغات لا يخفي ما فيه من الظلم الشديد لها بل في غيرها من اللغات اعرق في الصعوبة و في العسر منها مثل اللغة الالمانية ، ثم إذا كان هناك تشديد فلندع إلي التيسير لا إلي الهجر و التنفير . و أخيرا يقول الكاتب : إنما اردت ان يولي المسلم اللغة بعضا من اهتمامه ، و شيئا من جهده ، فيقرأ في كتب السلف و من سار علي دربهم من اصحاب الادب الهادف لا من اصحاب الاهواء و المذاهب المحدثة . و يوصي الكاتب بقراءة كتب العلامة محمود محمد شاكر رحمه الله خاصة كتابه الرائع ( رسالة في الطريق إلي ثقافتنا ) ، و النظر في كتاب تحت راية القران للعلامة الرافعي رحمه الله . و بعد فهذه قراءة بسيطة لهذا الكتاب القيم اردت بها ان يرجع إليه كل من كانت العربية تهمه و تشغل حيزا من فكره . واسال الله العظيم ان يصلح نياتنا وان يجعل كل عملنا دائما خالصا لوجهه واستغفر الله العظيم من طغيان القلم و سوء القصد . *_ عبارة عن كتاب من القطع المتوسط تبلغ عدد صفحاته اثنتين و ستين صفحة ؛ عن دار العلوم الإسلامية و دار البخاري _جمادي الآخرة 1409 _يناير 1989 ** _ فرق الكاتب علي لسان الإمام القرطبي بين كلمتي اعجمي و عجمي ؛ حيث الأولي تطلق علي العربي إن لم يكن فصيحا ، و الثانية تطلق علي من كان من بلاد العجم و إن كان فصيحا . |
#2
|
|||
|
|||
بارَكَ اللهُ فِيكِ أُخْتِي وَطْفَاء.
|
#3
|
|||
|
|||
و بارك فيك و بلغك ليلة القدر اختي نصرة دائما ما تنيرين مواضيعي بإطلالتك الجميلة
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
:, لأبي, محمد, المسلمين, اللغة, العربية, تعلمها, بن, رسلان, سعيد, على, عبدالله, في, فضل, و, وجوب, قراءة, كتاب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|