ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
هل تعرف النصرانية؟؟؟؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم لا اقصد بهذا (نبي الله عيسى عليه السلام ) لان عيسى عليه السلام لم يكن نصراني ولا اى نبي من أنبياء الله كان نصراني أو يهودي إنما كانو على الإسلام قال تعالى { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)} سورة الشورى فأصل دين الأنبياء واحد وهو(الأسلام)ما من نبي أرسله الله إلا وهو يقول (اعبدو الله مالكم من اله غيره) قال تعالى ( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47))سورة المائدة ولكن بنى إسرائيل لا يوفون بعهد ولا يعرفون وعد إنهم يحترفون التحريف هذا ما حدث للإنجيل وكما حدث مع التوراة قبل ذلك. من مؤسس النصرانية ( شاؤول ) الذي تسمى ( بولس ) فيما بعد هو مؤسس النصرانية الحالية ، فالدين الحالي هو دين بولس ، ونصارى اليوم بجميع طوائفهم يتبعون ( بولس ) ويدعونه رسولا. مات المسيح عليه السلام ولم يُملِ الإنجيلَ على حوارييه كما فعل النبي محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ . بل تركه تعاليمٌ في الصدور ، ولم يترك أتباعا كثيرين إذ كان تلاميذه ــ الحواريين ــ إثنا عشر رجلا منهم يهوذا الاسخريوطي الخائن ، وتعرضوا بعده لاضطهاد شديد فتفرقوا في البلاد ، وفور رفع المسيح عليه السلام ــ دخل النصرانية رجلا يقال له (شاول ) وتسمى بعد ذلك ( ببولس ) [ 10 م ـــــ 67 م ] ، وهو الذي أسس النصرانية الحالية . فكل ما هو موجود اليوم ــ تقريبا ــ من النصرانية يرجع إلى ( بولس الرسول ) كما يسمونه ، فهو رسول النصرانية الحقيقي . كان بولس طبقاّ للإنجيل يضطهد المسيحيين اضطهادا شديد لكن فجأة تراجع عن هذا الاضطهاد ما السر (فسقطت على الارض و سمعت صوتا قائلا لي شاول شاول لماذا تضطهدني فاجبت من انت يا سيد فقال لي انا يسوع الناصري الذي انت تضطهده)سفر أعمال الرسل الإصحاح 22 الفقرة 7،8 (فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني و يقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك ان ترفس مناخس فقلت انا من انت يا سيد فقال انا يسوع الذي انت تضطهده و لكن قم و قف على رجليك لاني لهذا ظهرت لك لانتخبك خادما و شاهدا بما رايت و بما ساظهر لك به منقذا اياك من الشعب و من الامم الذين انا الان ارسلك اليهم) سفر أعمال الرسل الإصحاح26الفقرة رقم15,17 انظر الفرق بين الإصحاح 26،22 هل هذا هو السر أن المسيح ظهر له كما يدعى لا لان هذا كذب إنما السر هنا (لان اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديا و لا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانا بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي)رسالة بولس الرسول الى اهل رومية الإصحاح رقم2 الفقرة28 فهو يؤكد يهوديته دون مواربة ولكنه يعلن قراه بهتك شريعة اليهود من خلال الختان .وهو رمز لتلك الشريعة ليجوف المسيحية ويضعها في متناول الإرادة اليهودية وبالفعل نجاح وكان هذا الرجل يكذب على الله علانية مبررا ذلك بأنه وسيلة لرفعة الرب (فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ) )رسالة بولس الرسول الى اهل رومية الإصحاح رقم3الفقرة رقم7 هذا كان منهجه في الكذب ومنهجه الثانى كان هكذا وكل منهما يكمل الأخر (فصرت لليهود كيهودي لاربح اليهود و للذين تحت الناموس كاني تحت الناموس لاربح الذين تحت الناموس و للذين بلا ناموس كاني بلا ناموس مع اني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح لاربح الذين بلا ناموس)رسالة بولس الرسول الأولى الى اهل كورنثوس الإصحاح رقم9 الفقرة رقم20،21 ماذا فعل بولس ؟! عزل المسيح ـ عليه السلام ـ وجعله إلها يعبد مع الله ، وأخذ هو دور الرسول . بكل ما تعنيه كلمة رسول من معاني ، فأحل وحرم ، وكتب الرسائل إلى البلاد ، وضمت رسائله فيما بعد للكتاب ( المقدس ) . فأحدث أخطر انحراف عقدي عرفته البشرية ، وهو ما يعرف بالمسيحية اليوم . . . كل النصارى يعظمون ( بولس ) وهو عند كلهم ( رسول ) من عند ( رب المجد يسوع ) !!. يتبع إن شاء الله
|
#2
|
|||
|
|||
تسجيل متابعة...
جزاك الله خيرا ياغالى |
#3
|
|||
|
|||
الله يعطيك العافيه
|
#4
|
|||
|
|||
(
مراحل النصرانية) المرحلة الأولى : منزلة من عند الله جاء بها عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام : - هي رسالة أنزلها الله تعالى على عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام إلى بني إسرائيل بعد أن انحرفوا وزاغوا عن شريعة موسى عليه السلام ، وغلبت عليهم النزعات المادية . وافترقوا بسبب ذلك إلى فرق شتى ، فمنهم من يؤمن بأن غاية الإنسان هي الحياة الدنيا ، حيث لا يوم آخر ، ولا جنة ولا نار ، ومنهم من يعتقد أن الثواب والعقاب إنما يكونان في الدنيا فقط ، وأن الصالحين منهم يوم القيامة سيشتركون في ملك المسيح الذي يأتي لينقذ الناس ، ليصبحوا ملوك العالم وقضاته . كما شاع فيهم تقديم القرابين والنذور للهيكل رجاء الحصول على المغفرة ، وفشا الاعتقاد بأن رضا الرهبان ودعاءهم يضمن لهم الغفران . لذا فسدت عقيدتهم وأخلاقهم ، فكانت رسالته ودعوته عليه الصلاة والسلام داعية إلى توحيد الله تعالى حيث لا رب غيره ولا معبود سواه ، وأنه لا واسطة بين المخلوق والخالق سوى عمل الإنسان نفسه ، وهي رسالة قائمة على الدعوة للزهد في الدنيا ، والإيمان باليوم الآخر وأحواله ، ولذا فإن عيسى عليه الصلاة والسلام كان موحداً على دين الإسلام ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين . - المبلغ : عيسى ابن مريم عليه السلام ، أمه البتول مريم ابنة عمران أحد عظماء بني إسرائيل ، نذرتها أمها أن تحمل بها لخدمة المسجد ، وكفلها زكريا أحد أنبياء بني إسرائيل وزوج خالتها ، فكانت عابدة قانتة لله تعالى ، حملت به من غير زوج بقدرة الله تعالى ، وولدته عليه السلام في مدينة بيت لحم بفلسطين ، وأنطقه الله تعالى في المهد دليلاً على براءة أمه من بهتان بني إسرائيل لها بالزنا ، فجاء ميلاده حدثاً عجيباً على هذا النحو ليلقي بذلك درساً على بني إسرائيل الذين غرقوا في الماديات ، وفي ربط الأسباب بالمسببات ، ليعلموا بأن الله تعالى على كل شيء قدير . - بعث عيسى عليه السلام نبياً إلى بني إسرائيل ، مؤيداً من الله تعالى بعدد من المعجزات الدالة على نبوته ، فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيراً بإذن الله . ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله . -كما كان يخبر الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم بإذن الله . -وقد أيده الله هو وحوارييه بمائدة من السماء أنزلها عليهم لتكون عيداً لأولهم وآخرهم . - آمن بدعوة المسيح عليه السلام الكثير ولكنه اصطفى منهم اثني عشر حوارياً كما هم مذكورون في إنجيل متى . - وهناك الرسل السبعون الذين يقال بأن المسيح عليه السلام اختارهم ليعلموا النصرانية في القرى المجاورة المرحلة الثانية : -- ويسميها مؤرخو الكنيسة بالعصر الرسولي ، وينقسم هذا العصر إلى قسمين : التبشير وبداية الانحراف ، والاضطهاد الذي يستمر حتى بداية العهد الذهبي للنصارى . •التبشير وبداية الانحراف •بعدما رفع المسيح عليه السلام ، واشتد الإيذاء والتنكيل بأتباعه وحوارييه بوجه خاص ؛ وعذب سائر الرسل ، وحدثت فتنة عظيمة لأتباع المسيح عليه الصلاة والسلام حتى كادت النصرانية أن تفنى . وفي أثناء هذه المرحلة دخل في دين النصارى شقي النصرانية ومبدلها شاءول اليهودي - وهذا اسمه العبراني أما اسمه الروماني فهو بولس - ، وكان دخوله في دين النصرانية محل شك وريبة من حواريي عيسى - عليه السلام - وذلك لما كان يدعوا إليه من آراء ومذاهب شاذة ، ولما كان عليه قبل تنصره من أذى النصارى وتعذيبهم ، وكان لبُّ دعوة بولس يدور حول القول بألوهية المسيح - عليه السلام – وأنه المخلص للبشر من خطاياهم ، وعلى ذلك فلا حاجة للعمل بالشريعة ( التوراة ) ، ومما دعا إليه بولس أيضا عالمية دعوة عيسى – عليه السلام – وأنها ليست مختصة ببني إسرائيل ، وبذلك أدخل بولس تغييراً عظيماً على دين النصارى ما دفع كثيراً من الباحثين كمايكل هارت صاحب كتاب المائة الأوائل إلى القول : ( إن مؤسس الديانة المسيحية بشكلها وتركيبتها الحالية هو بولس وليس المسيح …!) إلا أن هذا التغيير العقائدي الذي أدخله بولس على النصرانية قد قوبل بمجابهة شديدة من دعاة التوحيد ولا سيما حواريي عيسى – عليه السلام – الذين نفروا من بولس وآرائه ، وحذروا الناس منه ، ومن يقرأ رسائل بولس واتهامه لمخالفيه ورميه لهم بأقبح السباب يعلم عظم ما بينهما من خلاف ، والذي استمر بينهما وبين أتباعهم من بعدهم عقوداً متتالية ، حتى جاء ما يسمى بعهد الرخاء النصراني والذي تحول فيه دين النصارى من دين مضطهد ، يتوارى أتباعه ويتخفون من بطش الرومان وجبروتهم إلى دين رسمي ، وذلك بعد أن اعتنقه ملك الرومان قسطنطين الأول أو الأكبر الذي حكم من سنة 306 إلى سنة 337م . وقد اعتنق قسطنطين النصرانية في عام 312م فكان أول من تنصر من ملوك الروم . - عانت الدعوة النصرانية أشدَّ المعاناة من سلسلة الاضطهادات والتنكيل على أيدي اليهود الذين كانت لهم السيطرة الدينية، ومن الرومان الذين كانت لهم السيطرة والحكم، ولذلك فإن نصيب النصارى في فلسطين ومصر كان أشد من غيرهم، حيث اتخذ التعذيب والقتل أشكالاً عديدة؛ مابين الحمل على الخُشْبِ، والنشر بالمناشير، إلى التمشيط مابين اللحم والعظم، والإحراق بالنار. من أعنف الاضطهادات وأشدها: - سعى قسطنطين بما لأبيه من علاقات حسنة مع النصارى إلى استمالة تأييدهم له لفتح الجزء الشرقي من الإمبراطورية حيث يكثر عددهم، فأعلن مرسوم ميلان الذي يقضي بمنحهم الحرية(*) في الدعوة والترخيص لديانتهم ومساواتها بغيرها من ديانات(*) الإمبراطورية الرومانية، وشيَّد لهم الكنائس، وبذلك انتهت أسوأ مراحل التاريخ النصراني قسوة، التي ضاع فيها إنجيل عيسى عليه الصلاة والسلام، وقُتل الحواريون(*) والرسل، وبدأ الانحراف والانسلاخ عن شريعة التوراة(*)، ليبدأ النصارى عهداً جديداً من تأليه المسيح(*) عليه الصلاة والسلام وظهور اسم المسيحية(*).1- اضطهاد نيرون سنة 64م الذي قُتل فيه بطرس وبولس. 2- واضطهاد دمتيانوس سنة 90م وفيه كتب يوحنا إنجيله(*) في أفسس باللغة اليونانية. 3- واضطهاد تراجان سنة 106م وفيه أمر الإمبراطور بإبادة النصارى وحرق كتبهم، فحدثت مذابح مُروِّعة قُتل فيها يعقوب البار أسقف(*) أورشليم. 4- ومن أشدها قسوة وأعنفها اضطهادُ الإمبراطور دقلديانوس 284م الذي صمم على أن لا يكف عن قتل النصارى حتى تصل الدماء إلى ركبة فرسه، وقد نفذ تصميمه؛ وهدم الكنائس(*) وأحرق الكتب، وأذاقهم من العذاب صنوفاً وألواناً، مما دفع النصارى من أقباط مصر إلى اتخاذ يوم 29 أغسطس 284م بداية لتقويمهم تخليداً لذكرى ضحاياهم. - هكذا استمر الاضطهاد يتصاعد إلى أن استسلم الإمبراطور جالير لفكرة التسامح مع النصارى لكنه مات بعدها، ليعتلي قسطنطين عرش الإمبراطورية. لم تكن عقيدة التثليث معروفة في عصر الحواريين تقول دائرة المعارف الفرنسية: "وإن تلاميذ المسيح(*) الأوّلين الذين عرفوا شخصه وسمعوا قوله كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنه أحد الأركان الثلاثة المكوِّنة لذات الخالق، وما كان بطرس حواريه يعتبره أكثر من رجل يوحي إليه من عند الله". وتستشهد على ذلك بأقوال قدماء المؤرخين مثل جوستن ماراستر من القرن الثاني الميلادي حيث يصرح بأنه كان في زمنه في الكنيسة(*) مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنساناً بحتاً، وأنه كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما تنصَّر عدد من الوثنيين(*) ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل.
|
#5
|
|||
|
|||
(مجامع النصارى) [النصارى تلقوا أصول دينهم عن أصحاب المجامع] في ذكر استنادهم في دينهم إلى أصحاب "المجامع"، الذين كفروا بعضهم بعضاً، وتلقيهم أصول دينهم عنهم، ونحن نذكر الآن الأمر كيف ابتدأ وتوسط، وانتهى، حتى كأنك تراه عياناً. - كان الله سبحانه قد بّشر بالمسيح على ألسنة أنبيائه، من لدن موسى إلى زمن داود، ومن بعده من الأنبياء، وأكثر الأنبياء تبشيراً به داود، وكانت اليهود تنتظره وتصدق به قبل مبعثه، فلما بعث كفروا به بغياً وحسداً، وشردوه في البلاد، وطردوه، وحبسوه وهموا بقتله مراراً إلى أن أجمعوا على القبض عليه وعلى قتله، فصانه الله وأنقذه من أيديهم، ولم يهنه بأيديهم، وشبه لهم بأنهم صلبوه ولم يصلبوه، كما قال تعالى: {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}، وقد اختلف في معنى قوله: {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} فقيل: المعنى: ولكن شبه للذين صلبوه بأن ألقى شبه على غيره فصلبوه الشبيه، وقيل: المعنى ولكن شبه النصارى، أي: حصلت لهم الشبهة في أمره، وليس لهم علم بأنه ما قتل وما صلب، ولكن لما قال أعداؤه: إنهم قتلوه وصلبوه واتفق رفعه من الأرض، وقعت الشبهة في أمره، وصدقهم النصارى في صلبه لتتم الشناعة عليهم، وكيف ما كان، فالمسيح صلوات الله وسلامه عليه لم يقتل ولم يصلب يقيناً لا شك فيه. ثم تفرق الحواريون في البلاد بعد رفعه على دينه ومنهاجه يدعون الأمم إلى توحيد الله ودينه والإيمان بعبده ورسوله ومسيحه، فدخل كثير من الناس في دينه، ما بين ظاهر مشهور ومختف مستور، وأعداء الله اليهود في غاية الشدة والأذى لأصحابه وأتباعه، ولقى تلاميذ المسيح وأتباعه من اليهود ومن الروم شدة شديدة، من قتل وعذاب وتشريد وحبس وغير ذلك، وكان اليهود في زمن المسيح في ذمة الروم وكانوا ملوكاً عليهم، وكتب نائب الملك ببيت المقدس إلى الملك بعلمه بأمر المسيح وتلاميذه، وما يفعل من العجائب الكثيرة، من إبراء الأكمه - والأبرص وإحياء الموتى، فهَمَّ أن يؤمن به ويتبع دينه فلم يتابعه أصحابه، ثم هلك، وولى بعده ملك آخر فكان شديدًا على تلامذة المسيح. ثم مات، وولى بعده آخر، وفي زمنه كتب "مرقس" إنجيله بالعبرانية، وفي زمانه صار إلى الإسكندرية، فدعا إلى الإيمان بالمسيح، وهو أول شخص جعل بتركا على الإسكندرية، وصير معه اثنى عشر قسيساً على عدة نقباء بني إسرائيل في زمن موسى، وأمرهم إذا مات البترك أن يختاروا من الاثنى عشر واحداً يجعلونه مكانه، ويضع الاثنى عشر أيديهم على رأسه ويبركونه، ثم يختارون رجلاً فاضلاً قسيساً يصيرونه تمام العدة، ولم يزل أمر القوم كذلك إلى زمن قسطنطين. ثم انقطع هذا الرسم، واصطلحوا على أن ينصبوا البترك من أي بلد كان من أولئك القسيسين أو من غيرهم، ثم سموه "بابا" ومعناه أبو الآباء، وخرج "مرقس" إلى برقة يدعو الناس إلى دين المسيح. ثم ملك آخر، فأهاج على أتباع المسيح الشر والبلاء، وأخذهم بأنواع العذاب، وفي عصره كتب "بطرس" رئيس الحواريين إنجيل مرقس عنه بالرومية، ونسبه إلى مرقس، وفي عصره كتب لوقا "إنجيله" بالرومية لرجل شريف من عظماء الروم، وكتب له الإبركسيس الذي فيه أخبار التلاميذ، وفي زمنه صلب "بطرس"، وزعموا أن بطرس قال له: إن أردت أن تصلبني فاصلبني منكساً، لئلا أكون مثل سيدي المسيح فإنه صلب قائماً، وضرب عنق بولس بالسيف، وأقام بعد صعود المسيح اثنين وعشرين سنة، وأقام "مرقس" بالإسكندرية وبرقة سبع سنين يدعو الناس إلى الإيمان بالمسيح، ثم قتل بالإسكندرية وأحرق جسده بالنار. ثم استمرت القياصرة ملوك الروم على هذه السيرة، إلى أن ملك مصر قيصر يسمى "طيطس"، فخرج بيت المقدس بعد المسيح بسبعين سنة بعد أن حاصرها وأصاب أهلها جوع عظيم، وقتل من كان بها من ذكر وأنثى، حتى كانوا يشقون بطون الحبالى ويضربون بأطفالهن الصخور، وخرب المدينة وأضرم فيها النار، وأحصى القتلى على يده فبلغوا ثلاثة آلاف ألف. ثم ملك ملوك آخرون - فكان منهم واحد شديد على اليهود جداً، فبلغوه أن النصارى يقولون: إن المسيح ملكهم، وأن ملكه يدوم إلى آخر الدهر. فاشتد غضبه، وأمر بقتل النصارى، وأن لا يبقى في ملكه نصراني، وكان "يوحنا" صاحب الإنجيل هناك فهرب، ثم أمر الملك بإكرامهم، وترك الاعتراض عليهم. ثم ملك بعده آخر، فأثار على النصارى بلاء عظيماً، وقتل بترك أنطاكية برومية، وقتل أسقف بيت المقدس وصلبه، وله يؤمئذ مائة وعشرون سنة، وأمر باستعباد النصارى، فاشتد عليهم البلاء إلى أن رحمتهم الروم، وقال له وزراؤه: إن لهم ديناً وشريعة، وأنه لا يحل استعبادهم. فكف عنهم، وفي عصره كتب "يوحنا إنجيله" بالرومية، وفي ذلك العصر رجع اليهود إلى بيت المقدس، فلما كثروا وامتلأت منهم المدينة عزموا على أن يملكوا منهم ملكاً، فبلغ الخبر قيصر، فوجه إليهم جيشاً فقتل منهم من لا يحصى. ثم ملك بعده آخر، وأخذ الناس بعبادة الأصنام، وقتل من النصارى خلقاً كثيراً. ثم ملك بعده ابنه، وفي زمانه قتل اليهود ببيت المقدس قتلاً ذريعاً، وخرب بيت المقدس، وهرب اليهود إلى مصر وإلى الشام والجبال والأغوار وتقطعوا في الأرض، وأمر الملك أن لا يسكن بالمدينة يهودي، وأن يقتل اليهود ويستأصلوا، وأن يسكن المدينة اليونانيون، وامتلأت بيت المقدس من اليونانيين، والنصارى ذمة تحت أيديهم، فرأوهم يأتون إلى مزبلة هناك فيصلون فيها، فمنعوهم من ذلك، وبنوا على المزبلة هيكلاً باسم "الزهرة"، فلم يمكن النصارى بعد ذلك قربان ذلك الموضع. ثم هلك هذا الملك، وقام بعده آخر، فنصب يهودا أسقفاً على بيت المقدس، قال ابن البطريق: فمن يعقوب أسقف بيت المقدس الأول إلى يهودا أسقفه هذا، كانت الأساقفة الذين على بيت المقدس كلهم مختونين. ثم ولى بعده آخر، وأثار على النصارى بلاءً شديداً وحرباً طويلاً، ووقع في أيامه قحط شديد، كاد الناس أن يهلكوا، فسألوا النصارى أن يبتهلوا إلى إلهم، فدعوا وابتهلوا إلى الله، فمطروا وارتفع عنهم القحط والوباء. قال ابن البطريق: وفي زمانه كتب بترك الإسكندرية إلى أسقف بيت المقدس، وبترك أنطاكية، وبترك رومية؛ في كتاب، فصح النصارى وصومهم، وكيف يستخرج من فصح اليهود، فوضعوا فيها كتباً على ما هي اليوم. قال: وذلك، أن النصارى كانوا بعد صعود المسيح إذا عبدوا عيد الغطاس من الغد يصومون أربعين يوماً ويفطرون كما فعل المسيح، لأنه لما اعتمد بالأردن خرج إلى البرية فأقام بها أربعين يوماً، وكان النصارى إذا أفصح اليهود عيّدوا هم الفصح، فوضع هؤلاء البتاركة حساباً للفصح ليكون فطرهم يوم الفصح، وكان المسيح يعيد مع اليهود في عيدهم، واستمر على ذلك أصحابه إلى أن ابتدعوا تغيير الصوم، فلم يصوموا عقيب الغطاس، بل نقلوا الصوم إلى وقت لا يكون عيدهم مع اليهود. ثم مات ذلك الملك وقام بعده آخر، وفي زمنه كان "جالينوس"، وفي زمنه ظهرت الفرس، وغلبت على بابل وآمد وفارس، وتملك ازدشير ابن بابك في اصطخر،وهو أول ملك ملك على فارس في المدة الثانية. ثم مات قيصر وقام بعده آخر، ثم آخر، وكان شديداً على النصارى؛ عذبهم عذاباً عظيماً، وقتل خلقاً كثيراً منهم، وقتل كل عالم فيهم، ثم قتل من كان بمصر والإسكندرية من النصارى، وهدم الكنائس، وبنى بالإسكندرية هيكلاً وسماه هيكل "الآلهة". ثم قام بعده قيصر آخر، ثم آخر، وكانت النصارى في زمنه في هدوء وسلامة، وكانت أمه تحب النصارى. ثم قام بعده آخر، فأثار على النصارى بلاءً عظيماً، وقتل منهم خلقاً كثيراً، وأخذ الناس بعبادة الأصنام، وقتل من الأساقفة خلقاً كثيراً، وقتل بترك أنطاكية، فلما سمع بترك بيت المقدس بقتله هرب وترك الكرسي. ثم هلك، وقام بعده آخر، ثم آخر، وفي أيام هذا ظهر "ماني" الكذاب وزعم أنه نبي، وكان كثير الحيل والمخاريق، فأخذه بهرام ملك الفرس فشقه نصفين، وأخذ من أتباعه مائتي رجل فغرس رؤسهم في الطين منكسين حتى ماتوا. ثم قام من بعده فيلبس، فآمن بالمسيح، فوثب عليه بعض قواده فقتله. ثم قام بعده "دانقيوس"، ويسمى دقيانوس، فلقى النصارى منه بلاء عظيماً، وقتل منهم ما لا يحصى، وقتل بترك رومية، وبنى هيكلاً عظيماً وجعل فيه الأصنام، وأمر أن يسجد لها ويذبح له، ومن لم يفعل قتل، فقتل خلقاً كثيراً من النصارى، [بولس أول من ابتدع اللاهوت والناسوت في شأن المسيح]
ثم قام بعده قيصر آخر، وفي زمنه جعل في أنطاكية بتركا يسمى "بولس الشمشاطي"، وهو أول من ابتدع في شأن المسيح اللاهوت والناسوت، وكانت النصارى قبله كلمتهم واحدة أنه عبد رسول، مخلوق مصنوع مربوب، لا يختلف فيه اثنان منهم، فقال بولس هذا - وهو أول من أفسد دين النصارى -: إن سيدنا المسيح خلق من اللاهوت إنساناً كواحد منا في جوهره، وأن ابتداء الابن من مريم، وأنه اصطفى ليكون مخلصاً للجوهر الأنسي، صحبته النعمة الإلهية فحلت فيه بالمحبة والمشيئة، ولذلك سمى ابن الله. وقال: إن لله جوهر واحد، وأقنوم واحد. ملحوظة:- (بولس الشمشا طي هذا غير بولس المؤسس فان بولس هذا ظهر في القرن الثالث لكنه يعتبر من المؤسسين لعقيدة الناسوت وللاهوت ومع ذلك يكفرونه في أول مجمع لهم ) توضيح }وأما بولس فهو أول من حرف في دين النصارى فيما بين عام 51-55 م عقد أول مجمع يجمع بين الحواريين مجمع أورشليم تحت رئاسة يعقوب بن يوسف النجار المقتول رجماً سنة 62م ليناقش دعوى استثناء الأمميين، وفيه تقرر -إعمالاً لأعظم المصلحتين- استثناء غير اليهود من الالتزام بشريعة التوراة إن كان ذلك هو الدافع لا نخلاعهم من ربقة الوثنية على أنها خطوة أولى يلزم بعدها بشريعة التوراة، كما تقرر فيه تحريم الزنا، وأكل المنخنقة، والدم، وما ذبح للأوثان. بينما أبيحت فيه الخمر، ولحم الخنزير، والربا مع أنها محرمة في التوراة. عاد بولس بصحبة برنابا إلى إنطاكية مرة أخرى، وبعد صحبة غير قصيرة انفصلا، وحدث بينهما مشادة عظيمة نتيجة لإعلان بولس نسخ أحكام التوراة، وقوله إنها كانت لعنة تخلصنا منها إلى الأبد، وإن المسيح جاء ليبدل عهداً قديماً بعهد جديد، ولاستعارته من فلاسفة اليونان فكرة اتصال الإله بالأرض عن طريق الكلمة أو ابن الإله أو الروح القدس، وترتيبه على ذلك القول بعقيدة الصلب والفداء وقيامة المسيح وصعوده إلى السماء ليجلس على يمين الرب ليحاسب الناس في يوم المحشر، وهكذا كرر بولس نفس الأمر مع بطرس الذي هاجمه، وانفصل عنه مما أثار الناس ضده، لذا كتب بولس رسالة إلى أهل غلاطية ضمَنَّها عقيدته ومبادئه، ومن ثم واصل جولاته بصحبة تلاميذه إلى أوروبا وآسيا الصغرى ليلقى حتفه أخيراً في روما في عهد نيرون سنة 65م، وقد استمرت المقاومة الشديدة لأفكار بولس عبر القرون الثلاثة الأولى، ففي القرن الثاني الميلادي تصدى هيولتس وإيبيي فايتس وأوريجين لها، وأنكروا أن بولس كان رسولاً، وظهر بولس الشمشاطي في القرن الثالث وتبعه فرقته البوليسية إلا أنها كانت محدودة التأثير، وهكذا بدأ الانفصال عن شريعة التوراة وبذرت بذور التثليث والوثنية في النصرانية.{
|
#6
|
|||
|
|||
وهذا النقل مما بين يدي القوم من كتب علمائهم (سعيد بن البطريق) من هو سعيد بن البطريق
مؤلف كتاب (نظم الجوهر) الذي ننقل منه هذه المجامع سعيد بن البطريق من أهل فسطاط مصر، وكان طبيباً نصرانياً مشهوراً عارفا بعلم صناعة الطب وعملها متقدماً في زمانه، وكانت له دراية بعلوم النصارى ومذاهبهم، ومولده في يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين ومائتين للهجرة، ولما كان في أول سنة من خلافة القاهر باللّه محمد بن أحمد المعتضد باللّه، صير سعيد بن البطريق بطريركاً على الإسكندرية وسمي أوثوشيوس، وذلك لثمان خلون من شهر صفر سنة إحدى وعشرين وثلثمائة ولسعيد بن البطريق من العمر نحو ستين سنة، وبقي في الكرسي والرئاسة سبع سنين وستة أشهر، وكان في أيامه شقاق عظيم وشر متصل بينه وبين شعبه، واعتل سعيد بن البطريق بمصر بالإسهال، وكان متميزاً في صناعة الطب فحدس أنها علة موته، فصار إلى كرسيه بالإسكندرية، وأقام به أياماً عدة عليلاً، ومات يوم الاثنين سلخ رجب من سنة ثمان وعشرين وثلثمائة، ولسعيد بن البطريق من الكتب كتاب في الطب، علم وعمل، كناش، كتاب الجدل بين المخالف والنصراني، كتاب نظم الجوهر، ثلاث مقالات،كتبه إلى أخيه عيسى بن البطريق المتطبب في معرفة صوم النصارى وفطرهم وتواريخهم وأعيادهم، وتواريخ الخلفاء والملوك المتقدمين؛ وذكر البطاركة وأحوالهم، ومدة حياتهم ومواضعهم، وما جرى لهم في ولايتهم، وقد ذيل هذا الكتاب نسيب لسعيد ابن البطريق يقال له يحيى بن سعيد بن يحيى، وسمى كتابه كتاب تاريخ الذيل. عيسى بن البطريق كان طبيباًَ نصرانياً عالماً بصناعة الطب علمها وعملها، متميزاً في جزئيات المداواة والعلاج، مشكوراً فيها وكان مقامه بمدينة مصر القديمة، وكان هذا عيسى بن البطريق أخا سعيد بن البطريق المقدم ذكره ولم يزل عيسى بمدينة مصر طبيباً إلى أن توفي بها.
|
#7
|
|||
|
|||
ولك اخى الكريم انتظر الى تخبط القوم فى عقيدتهم ومعبودهم
[المجمع الأول] قال سعيد بن البطريق: وبعد موته (يقصد موت المسيح عليه السلام)اجتمع ثلاثة عشر أسقفاً في مدينة أنطاكية، ونظروا في مقالة "بولس"، فأوجبوا عليه اللعن، فلعنوه ولعنوا من يقول بقوله، وانصرفوا. ثم قام قيصر آخر فكانت النصارى في زمنه يصلون في المطامير والبيوت فزعاً من الروم، ولم يكن يترك الإسكندر يظهر خوفاً أن يقتل، فقام بارون بتركاً، فلم يزل يادري الروم حتى بنى بالإسكندرية كنيسة. ثم قام قياصرة، آخرهم اثنان تملكا على الروم إحدى وعشرين سنة، فأثارا على النصارى بلاء عظيماً وعذاباً أليماً، وشدة تجل عن الوصف من القتل، والعذاب، واستباحة الحريم، والأموال، وقتل ألوف مؤلفة من النصارى، وعذبوا مارجرجس أصناف العذاب ثم قتلوه، وفي زمنهما ضربت عنق بطرس بترك الإسكندرية، وكان له تلميذان، وكان في زمنه "أريوس" يقول: إن الأب وحده الله الفرد الصمد، والابن مخلوق مصنوع، وقد كان الأب إذ لم يكن الابن. فقال بطرس لتلميذيه: إن المسيح لعن أريوس، فاحذرا أن تقبلا قوله، فإني رأيت المسيح في النوم مشقوق الثوب، فقلت: يا سيدي، من شق ثوبك؟، فقال لي: "أريوس"، فاحذروا أن تقبلوه، أو يدخل معكم الكنيسة. وبعد قتل بطرس بخمس سنين صير أحد تلميذيه بتركاً على الإسكندرية فأقام ستة أشهر ومات، ولما جرى على أريوس ماجرى أظهر أنه قد رجع عن مقالته فقبله هذا البترك، وأدخله الكنيسة وجعله قسيساً. ثم قام قيصر آخر، فجعل يتطلب النصارى ويقتلهم، حتى صب الله عليه النقمة، فهلك شر هلكة. ثم قام بعده قيصران: أحدهما: ملك الشام وأرض الروم وبعض الشرق. والآخر: رومية وما جاورها. وكانا كالسباع الضارية على النصارى، فعلا بهم من القتل والسبى والجلاء مالم يفعله بهم ملك قبله، وملك معهما "قسطنطين" أبو قسطنطين، وكان ديناً، يبغض الأصنام، محباً للنصارى، فخرج إلى ناحية الجزيرة والرها، فنزل في قرية من قرى الرها، فرأى امرأة جميلة يقال لها "هيلانة"، وكانت قد تنصرت على يدي أسقف الرها، وتعلمت قراءة الكتب فخطبها قسطنطين من أبيها فزوجه إياها، فحبلت منه وولدت قسطنطين فتربى بالرها، وتعلم حكمة اليونان، وكان جميل الوجه قليل الشر محباً للحكمة، وكان "عليانوس" ملك الروم حينئذ رجلاً فاجراً شديد البأس، مبغضاً للنصارى جداً، كثير القتل فيهم، محباً للنساء، لم يترك للنصارى بنتاً جميلة إلا أفسدها، وكذلك أصحابه، وكان النصارى في جهد جهيد معه، فبلغه خبر قسطنطين وأنه غلام هاد قليل الشر كثير العلم، وأخبره المنجمون والكهنة أنه سيملك ملكاً عظيماً، فهمّ بقتله، فهرب قسطنطين من الرها، ووصل إلى أبيه فسلم إليه الملك، ثم مات أبوه، وصب الله على "عليانوس" أنواعاً من البلاء حتى تعجب الناس ماناله، ورحمه أعداؤه مما حل به، فرجع إلى نفسه وقال: لعل هذا بسبب ظلم النصارى، فكتب إلى جميع عماله أن يطلقوا النصارى من الحبوس، وأن يكرموهم ويسألوهم أن يدعوا له في صلواتهم، فوهب الله له العافية ورجع إلى أفضل ما كان عليه من الصحة والقوة، فلما صحّ وقوي رجع إلى شر مما كان عليه، وكتب إلى عماله أن يقتلوا النصارى، ولا يدعوا في مملكته نصرانياً، ولا يسكنوا له مدينة ولا قرية، فكان القتلى يحملون على العجل ويرمى بهم في البحر. وأما "قيصر الآخر" الذي كان معه، فكان شديداً على النصارى، واستبعد من كان برومية من النصارى، ونهب أموالهم، وقتل رجالهم ونساءهم وصبيانهم. [أول من ابتدع شارة الصليبة: قسطنطين] فلما سمع أهل رومية بقسطنطين، وأنه مبغض للشر محب للخير، وأن أهل مملكته معه في هدوء وسلامة؛ كتب رؤساءهم إليه يسئلونه أن يخلصهم من عبودية ملكهم، فلما قرأ كتبهم اغتم غماً شديداً، وبقي متحيراً لا يدري كيف يصنع. قال سعيد بن البطريق: فظهر له على ما يزعم النصارى نصف النهار في السماء "صليب" من كوكب، مكتوباً حول: "بهذا تغلب"، فقال لأصحابه: رأيتم ما رأيت؟، قالوا: نعم، فآمن حينئذ بالنصرانية، فتجهز لمحاربة قيصر المذكور، وصنع صليباً كبيراً من ذهب وصيره على رأس البند، وخرج بأصحابه، فأعطي النصر على قيصر فقتل من أصحابه مقتلة عظيمة، وهرب الملك ومن بقي من أصحابه، فخرج أهل رومية إلى قسطنطين بالإكليل الذهب وبكل أنواع اللهو واللعب، فتلقوه وفرحوا به فرحاً عظيماً، فلما دخل المدينة أكرم النصارى، وردهم إلى بلادهم بعد النفي والتشريد، وأقام أهل رومية سبعة أيام يعيدون للملك وللصليب، فلما سمع عليانوس جمع جموعه وتجهز للقتال مع قسطنطين، فلما وقعت العين في العين انهزموا وأخذتهم السيوف، وأفلت عليانوس، فلم يزل من قرية إلى قرية حتى وصل إلى بلده، فجمع السحرة والكهنة والعرافين الذين كان يحبهم ويقبل منهم فضرب أعناقهم لئلا يقعوا في يد قسطنطين ، وأمر ببناء الكنائس ، وأقام في كل بلد ن بيت المال الخراج فيما تعمل به أبنية الكنائس ، وقام بدين النصرانية حتى ضرب بجرانه في زمانه. فلما تم له خمس عشر سنة من ملكه حاج النصارى في امر المسيح واضطربوا ، فأمر بالمجمع في مدينة (نيقية) وهي التي رتبت فيها المانة بعد هذا المجمع – كما سيأتي – فأراد آريوس أن يدخل معهم فمنعه بترك الإسكندرية ، وقال بطرساً قال لهم إن الله لعن آريوس فلا تقبلوه ولا تدخله الكنيسة ، وكان على مدينة أسيوط من عمل مصر أسقف يقول بقول آريوس فلعنه أيضاً وكان بالإسكندرية هيكل عظيم على اسم زحل وكان فيه صنم من نحاس يسمى (ميكائيل) ، وكان أهل مصر والإسكندرية في اثني عشر يوماً من شهر هتور وهو تشرين الثاني يعيدون لذلك الصنم عيداً عظيماً ويذبحون له الذبائح الكثيرة. فلما ظهرت النصرانية بالاسكندرية أراد بتركها أن يكسر الصنم ويبطل الذبائح له ، فامتنع عليه أهلها ، فاحتال عليهم بحيلة ، وقال: لو جعلتم هذا العيد لميكائيل ملاك الله لكان أولى . فإن هذا الصنم لا ينفع ولا يضر فأجابوه إلى ذلك ، فكسر الصنع وجعل منه صليباً وسمى الهيكل كنيسة ميكائيل فلما منع بترك الإسكندرية آريوس من دخول الكنيسة ولعنه خرج آريوس مستدياً عليه ومعه أسقفان فاستغاثوا إلى قسطنطين ، وقال آريوس : إنه تعدى علي وأخرجني من الكنيسة ظلماً ، وسأل الملك أن يشخص بترك الاسكندرية بناظره قدام الملك ، فوجه قطنطين برسول إلى الإسكندرية فأشخص البترك وجمع بينه وبين آريوس ليناظره ، فقال قسطنطين لآريوس اشرح مقالتك قال آريوس : أقول إن الأب كان إذ لم يكن الابن ، ثم أنه أحدث الابن فكان كلمة له أنه محدث مخلوق ، ثم فوض الأمر إلى ذلك الابن المسمى كلمة ، فكان هو خالق السموات والأرض وما بينهما ، كما قال ففي إنجيله إن يقول وهب لي سلطاناً على السماء والأرض فكان هو الخالق لهما مما أعطى من ذلك ، ثم إن الكلمة تجسدت من مريم العذراء ومن روح القدس فصار ذلك مسبحاً واحداً ، فالمسيح الآن معنيان، كلمة وجسد، إلا أنهما جميعاً مخلوقان. فأجابه عند ذلك بترك الإسكندرية، وقال: تخبرنا الآن أيما أوجب علينا عندك: عبادة من خلقنا أو عبادة من لم يخلقنا؟، قال أريوس: بل عبادة من خلقنا، فقال له البترك: فإن كان خالقنا الابن كما وصفت، وكان الابن مخلوقاً عبادة الابن المخلوق أوجب من عبادة الأب الذي ليس بخالق، بل تصير عبادة الأب الذي خلق الابن كفراً وعبادة الابن المخلوق إيماناً، وذلك من أقبح الأقاويل. فاستحسن الملك وكل من حضر مقالة البترك، وشنع عندهم مقالة أريوس، ودارت بينهما أيضاً مسائل كثيرة، فأمر قسطنطين البترك أن يكفر أريوس، وكل من قال بمقالته، فقال له: بل يوجه الملك بشخص للبتاركة والأساقفة حتى يكون لنا مجمع ونصنع فيه قضية، ويكفر أريوس، وبشرح الدين ويوضحه للناس.
|
#8
|
|||
|
|||
أخى الكريم
المثنى بارك الله فيك وعليك وجعل ما قدمت فى موازين حسناتك موضوع رائع وإن شاء المولى سأكمله بس هو يحتاج الكثير والكثير لى عودة بحول الله وقوته ومهما ان شكرتك لم ولن أوفيك حقك ولكنى لا أملك سوى شكرااااااااااااا أخوكم ـــــــــــــــ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|