( القسم الرمضاني ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
صدق أو لا تصدق هذا الشيخ التاجر...!!
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد صلاةِ العشاء توجهتُ كالعادة إلى مجلسنا في الحي ، إنه ذلك المجلس الذي كنا أنا وصُحبَتي نلعب عند عتباته أيام الطفولة ، وكان ينهرنا آباؤنا من داخله ، فالباب مفتوح وصوتنا يقتحم صَفو حديثهم. أما الآن وبعد رحيل جيل الآباء، جاء جيل الأبناء ليحل محله ، فبعد أن كُنا نلعب خارج المجلس في ذلك الزمن ، الآن نجلسُ بداخلهِ كلٌّ مكان أبيه ، فسبحان الله. وصلتُ للمجلسِ ودخلتُ على رجالاتِ الحي وأخذتُ موضعي بينهم وجلستُ مكان أبي رحمه الله ، وبدأتُ بالمُلحِ والجودُ بما يَرسِمُ الابتسامة على وجُوهِهم ، كيف لا وقد قيل: من شابهَ أباهُ فما ظلم.!! وبينما نحن في غَمْرةِ الحديث ، فُتِحَ الباب ، فإذا بشيخٍ كبيرٍ أخذ من الهيبة كل نصيب ، دخل دون استئذان ، وكأن دخوله محتوم ، شئنا أم أبينا؟! ، ألا إن وقاره أسر عقولنا عن كل تفكير. وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرددنا عليه السلام ، وقلنا: تفضل يا عَم. ووقفنا له جميعا احتراما وتقديرا. وبعد جلوسه ، بدأ في الحديث ، واستطرد في القول فقال لي: ماشاء الله ، أنت تشبه أباك.!! فقلت له : أوتعرفُ أبي.؟!! فقال: وكيف لا أعرفه.!! لقد جئت هنا منذ زمن طويل ورأيته جالسٌ في مكانك هذا.! ثم قال: لعلكم لا تعرفوني؟! ولكني أعرفكم ، وأعرف آباءكم ، فأنا شيخ كبير ، وعهدي بالزمن قديم ، عملتُ في التجارة ، ولكن هذه الأيام قَلَّ المتاجرون ، فلا أجدهم إلا قليلا.!! يا أبنائي لم أعد مرغوبا كما كنت ، ذهبت أيام الشباب ، وازدادت آلامي ، واحدودب ظهري ، ولا تقوى على حملي عظامي ، لا زوجة لي ولا ولد ، تقتلني وحدتي ، زَهِدَ بيَ الناس ، وإن طرقت باب أحدهم فتحه على استحياء ، وأعرف عدم رضاه من بين عيناه ، فأتراجعُ حتى لا أزيده ثِقلا ، يا أبنائي كم عَبرة كاد أن يشق مجراها تجاعيد وجهي طول هذه السنين، ضَعُفت قوتي ، وقلت حيلتي ، لا أنيس ولا جليس ، تروح الناس وتجيء ، ولا سائلٌ يسأل ، مع إني أحب الناس ، ولكنهم لا يحبوني؟!! ، إن أقبلت عليهم عبست وجوههم ، وساءت أفواههم ، وإن رحلت عنهم ، ابتهجوا سرورا وفرحا ، هذه حالي ، والله المستعان ، فلا أوصيكم؟!! ، الله الله ، الله الله......انتهى كلامه. ثم نهض على عكازه وبذل الجهد حتى وقف على ساقيه ، ثم همَّ بالخروج ، فرفع أحدنا صوته مُناديا : ياعم ياعم.!! ، ولكنه خرج..!! فقلت لصديقي : اذهب خلفه وأعطه شيئا وسَله عن اسمه. فخرج صديقنا له ، ولم تمضِ دقائق حتى عاد صديقنا وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، إنا لله وإنا إليه راجعون. فبادرناه قائلين: على رسلك ، أحدث مكروه؟!!! فقال: لا. فقلنا: أأخذ المال؟! ، فقال: لا ، قلنا: أعرفت اسمه؟! قال: نعم. قلنا: وما اسمه؟! قال: إنه رمضان..!!
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
لا, من, التاجر...!!, الشيخ, تصدق, صدق, هذا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|