أهلكته ذنوبه .. فماذا يصنع !!

[أبو يوسف السلفي]

 

الســــ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــلام

أحبتي في الله ، إخوتي الكرام اليوم أسوق لكم مشكلة شابٍ يحكي عن نفسه يريد حلاً ، لم أستطع أن أفيده كلما وجهته لشيء يقول لي جربته ولم ينفع فماذا ترون بارك الله فيكم

حدثني قائلاً :

أنا شاب في العقد الثالث من العمر متزوج ولي طفل وأنا منذ حوالي ست أو سبع سنوات أحاول الالتزام بدين الله جل في علاه ، كانت البداية حينما وقع في يدي كتيب الشيخ الجليل ( محمد صالح المنجد ) والذي يحمل اسم ( محرمات استهان بها كثير من الناس يجب الحذر منها )

نظرت إليه قلبته يميناً ويساراً وقلت في نفسي ( محرمات استهان بها كثير من الناس ) كلنا يعرفها ولا حاجة لي بقراءتها ، ثم قلت نعم أنت تعلم ولكنك لا تعمل هيا يا رجل ابدأ يرحمك الله ، بدأت بالقراءة ، نعم كلها أو معظمها نعرفها ( الكذب ، الغيبة ، مس المرأة الأجنبية ، الحسد ................... ) ولكن الجديد اليوم أنني سأبدأ إن شاء الله في التطبيق
وبالفعل بدأت أطبق كل ما في الكتاب ، بل بدأت أعمل تقييماً شاملاً لحياتي فأضع مكان المعصية طاعة ومكان الغفلة تذكر ومكان الشقاء سعادة وهناء ، حتى الأغاني التي طالما أحببتها وصاحبتها في كل أمور حياتي ، وقفت عندها بعض الوقت ( ما يقرب من شهرين ) ولكني بعون الله تركتها لله .
ها أنا ذا قادم على ربي ولا يوقفني شيء ، بصرني الله بمنهج أهل السنة ، أحببته وأحببت أهل السنة ومشايخهم وشبابهم ، كبرت وتخرجت من الكلية ، وحصلت على تأجيل من الخدمة العسكرية ، بل عملت بل تقدمت لخطبة فتاة من أهل السنة اخترتها بعناية حتى تكون زوجة صالحة لي وأماً كفء لأولادي ، طلبت العلم على يد المشايخ ، تزوجت ، أنجبت طفلي الأول .

كل شيء على ما يرام الآن فما المشكلة ؟

مشكلتي أني طوال هذه السنوات ومنذ البداية استطعت بعون الله أن أتخلى عن كل ذنوبي وأهوائي وأبدلت مكانها طاعة إلا ذنب واحد - تحبه نفسي كثيراً - ما استطعت طوال هذه السنوات ومع هذه المراحل المتطورة لحياتي أن أتخلى عنه حتى بعد طلب العلم حتى بعد الزواج

إنه .. إنه .. إنه النظر إلى المحرمات عبر المواقع الإباحية .. إنها العادة السرية التي أهلكتني وضيعت عمري ، التي كانت سبب انتكاستي مرات ومرات
وكأني ذاك الرجل الذي نعلمه جميعاً ، ذاك الرجل آخر من يخرج من النار ، فهو يحاول جاهداً الخروج منها وكلما وصل إلى النهاية وقع ثانية حتى أعانه الله على الخروج ، فأنا كلما حاولت التخلص من تلك البلية أرجع ثانية ، كلما حاولت الالتزام بشرع الله أقع ثانية ، فهل سيكون مآلي مثل هذا الرجل في النهاية وأخرج من النار أم أنه سيختم لي بما عشت عليه من العصيان وتذهب كل محاولاتي وكل طاعاتي هباءاً منثوراً

اللهم اختملي بالحسنى

انتهى كلامه


لقد حاولت جاهداً أن أنقل لكم قصته وكلامه كما قاله فقد كان يكلمني وكله أسى و هَم ، يسند قلبه بيده وكأن العصيان أصابه في مقتل ، نظرت في عينه فإذا هي شاخصة يظهر عليها آثار الزنى - زنى العين - وكلما وجّهته لشيء يقول جربته كثيراً وما زلت أجرب ولا يفلح شيئاً ، وقد قصصت عليكم محاولاته فقد أخبرني أن طلبه للعلم ، بل وزواجه ، بل استغفاره كثيراً وبكاءه بين يدي الله ودعائه بالهداية والتوبة ، بل والصوم ... كل ذلك وغيره لم يكن إلا محاولات منه للتخلص من ذنبه قبل أن يكون طاعة يريد عليها الثواب من رب العباد ، قلت له إذا ما خلوت تذكر قول نبيك ( ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) صعقت لما قال لي : أذكر الحديث ثم أذهب إلى شيطاني ، ولكنه قال أخيراً وأقسَم لي أنه لم يفعل كل تلك الذنوب تحدياً لله بل يفعلها وهو يطمع أن يغفر الله له وأن مما هون عليه الذنب أن الله غفور ( يذنب ثم يتوب فيتوب الله عليه ويغفر له )

لما عجزت عن مساعدته نقلت لكم قصته
فما ترون يا رحمكم الله ؟