رجلٌ يرثُ عمرو !!

[العبّادي]

 

حَبَسَنِي البردُ بضعَةَ أيام ٍ لا أتحرَّك ..ولا أتَوَرَّك
فانْحَصَرَتْ دُنياي في غُرفتي كما تنحصرُ دُنيا الطائر في القفص ..
وأينَ القفص الضيّق من اتّساع الفضاء إذ يرى العصفورُ في كلِّ دوحةٍ عُشَّا لحُبِّه ..
وفي كلِّ روضةٍ مسرحا لغنائه ..
ثم يعرفُ بعد قليل كيف يطوي جناحيه على الصبر فيختصرُ السماءَ والهواءَ .. والأرضَ والرّوضَ .. بين اسلاكِ القفصِ المعدنيةِ الباردةِ يغرِّدُ بينها .. ويثبُ فوقها !
ولقد اُتيح لي – عبر الحاسوب - متابعة الأحداث على وجه البسيطة فإذا الناس غير الناس .. وإذا الدنيا غير الدنيا ..
ربَّاه .. ماهذا الذي أرى ؟
أهذا هو رجلُ الدين الذي حسبناه عنوانَ الوطنية ومثالَ الفضيلة ؟
مالي أراه اليوم وقد تهتَّكت الأسرارُ عن تنكره البارع بلحيةٍ مستعارةٍ تكاد تسقط ..
وزهادة كاذبة تهم أن تتوارى ..
وحُلة دينية سوداء تشف عن ديناصور تتَّقدٌُ عيناهُ بالشرِّ .. ويتحلّبُ شِدقاهُ بالفتنةِ .. ثم ينفخُ في قومه القِلال الضِّعاف في بضع سنين فيخالون أنفسَهم – دون غيرهم - ورثة الملك توت وحفدة الملكة نفرتيتي !!
أهذا هو رجل الأعمال الذي لم يكن لأجداده في مصر شبر أرض ولاجذع شجرة فإعتصرَ من أجسادِ هذه الملايين الجاهدة أموالا كأموال قارون .. وقصورا كقصور فرعون !
ماباله قد تساقطت عنه اللفائف الوردية فبدا أمام الناس عاريا ضاريا كالأسدِ الجائع يستعدي الدنيا على وطنِه !

ومن هذا ؟ أهذا هو السياسي الذي ألّف معجما في لغة الوطنية .. والذي رفعته بلده الى منصبٍ عال .. ماباله يستدير اليها فيطعنها في دينها وأهلها !
ومن هذا ؟
أهذا هو الإعلامي الذي باع ذمّتَه وضميرَه ودينَه لهؤلاء الحمقى الذين يملكون المال ولايملكون غيره ..

ياقوم ..
أرْبِعُوا على أنفسكم .. فكيدُكم مردودٌ الى نحوركم بإذن الله
والأمرُ صائرٌ ـ إنْ شاءَ اللهُ - لرجل ٍ يرثُ عمرو .. لا لاِمرأةٍ تعشق قيصر ..
ويا اللي مايشوف من طارة الغربال أعمى

( وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) ..


العبَّادي