انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-21-2010, 07:41 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




Download قال مالك رحمه الله : لا أوتي برجل،غير عالم بلغة العرب، يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
هناك مجموعة من القواعد والشروط التي أشار إليها علماؤنا رحمهم الله لمن أراد أن يفسِّر كتاب الله،أنقل لكم ما وقفت عليه من كلام أهل العلم بخصوص هذا الموضوع، لحاجتنا الماسة له في هذه الأيام التي تَصَدَرَ بها أغمارٌ من الناسِ، هم ليسوا من العلمِ في قليلٍ أو كثيرٍ فتجدهم يتجرءونَ على كتاب اللهِ، تفسيراً لآياته وخوضاً في معانيه من غير علمٍ ولا دراية،
ومن غير أن يكون معه من العلوم التي يحتاجها المفسر لكتاب الله تعالى شيء، حتى أنك تجد الكثير من هؤلاء ينزل آيات الله في غير منازلها ويوقعها في غير مواقعها فيفسر آيات الله
وفق هواه وعلى ما ينصر به باطله ومبتغاه، ومن ذلكم ما وقفت عليه من تفسير أحدهم للآية التالية من سورة البقرة
"
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)"

قال متبجحا ذلك الغمر، مشبهاً حال الذين سقطوا بهذا الامتحان الرباني ببعض من خالفه في مسألة ما، فأصبحت مخالفتهم له سقوطا بالامتحان مشبهاً أوامره بأوامر أنبياء الله، ومشبهاً مخالفيه بمخالفي أوامر الأنبياء والرسل والعياذ بالله من هذا الإفك العظيم والبهتان المبين.


واللهِ إنه لأمر تقشعر له الأبدان وتأنقه النفوس الطيبة وترده العقول النيرة، فتجد من لم يعرف بالعلم يتصدر لتفسيرِ كتابِ الله، فتارةً ترى له مؤلفاً لتفسير سورة الفلق، وتارة لتفسير سورة العلق
ضارباً بالحائط الشروط التي وضعها أهل العلم لتفسير كتاب الله تعالى وناسياً أو متناسياً خطر الخوض في آيات الله تعالى من غير علمٍ ولا برهان نسأل الله تعالى لنا ولكم العافية.


قال محمد بن محمد بن عرفة الورغمي الفقيه أبو عبد الله المالكي1
والمفسر من شروطه :
حفظ القرآن كله ، لأن المفسر إذا استحضر آية لا يحل له أن يفسرها لاحتمال أن يكون ( هنالك ) آية أخرى ناسخة لها أو مقيدة أو مخصصة أو مبيّنة فلا بد للمفسر من حفظ القرآن كله2.


وقد ورد هذا عن الشعبي رحمه الله قال إسماعيل بن أبي خالد " رأيت الشعبي مر بأبي صالح3 فأخذ بأذنه فعركها، ثم قال: يا مخبثان،
تفسر القرآن وأنت لا تقرأه »4.
ومعنى قوله: " وأنت لا تقرأه "، أي: لا تحفظه.


العلوم التي يحتاج إليها المفسر5
النظر في تفسير كتاب الله تعالى يكون من وجوه :
الوجه الأول : علم اللغة أسماً وفعلاً وحرفاً ، الحروف لقلتها تكلم على معانيها النحاة فيؤخذ ذلك من كتبهم ، أما الأسماء والأفعال فيؤخذ ذلك من كتب اللغة.
الوجه الثاني : معرفة الأحكام التي للكلم العربية من جهة إفرادها ومن جهة تركيبها ويؤخذ ذلك من علم النحو .
الوجه الثالث : كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح ، ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع.
الوجه الرابع : تعيين مبهم ، وتبيين مجمل ، وسبب نزول ونسخ ، ويؤخذ ذلك من النقل الصحيح عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وذلك من علم الحديث .
الوجه الخامس : معرفة الإجمال والتبيين ، والعموم والخصوص ، والإطلاق والتقييد ، ودلالة الأمر والنهي وما أشبه هذا ، ويختص أكثر هذا الوجه بجزء الأحكام من القرآن ، ويؤخذ هنا من أصول الفقه.
الوجه السادس : الكلام فيما يجوز على الله تعالى وما يجب له وما يستحيل عليه ، والنظر في النبوة ويختص هذا الوجه بالآيات التي تضمنت النظر في الباري تعالى ، وفي الأنبياء ، وإعجاز القرآن.
الوجه السابع : اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص ، أو تغيير حركة أو إتيان بلفظ بدل لفظ ، وذلك بتواتر وآحاد ويؤخذ هذا الوجه من علم القرآن6.أهـ.


وقال الزمخشري في مقدمة كتابه الكشاف
إن أملأ العلوم بما يغمر القرائح وأنهضها بما يبهر الألباب القوارح من غرائب نكت يلطف مسلكها ومستودعات أسرار يدق سلكها علم التفسير الذي لا يتم لتعاطيه وإجالة النظر فيه كل ذي علم كما ذكر
الجاحظ في كتاب نظم القرآن فالفقيه وإن برز علم الأقران في علم الفتاوي والأحكام والمتكلم وإن برز أهل الدنيا في صناعة الكلام وحافظ القصص والأخبار وإن كان من ابن القرية
أحفظ والواعظ وإن كان من الحسن البصري أوعظ والنحوي وإن كان من سيبويه واللغوي وإن علك اللغات بقوة لحييه لا يتصدى منهم أحد لسلوك تلك الطرائق ولا يغوص على شيء من تلك
الحقائق إلا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن وهما علم المعاني وعلم البيان وتمهل في ارتيادهما آونة وتعب في التنقير عنها أزمنة وبعثته على تتبع مظانهما همة في معرفة لطائف حجة
الله وحرص على استيضاح معجزة رسول الله بعد أن يكون آخذا من سائر العلوم بحظ
جامعا بين أمرين تحقيق وحفظ كثير المطالعات طويل المراجعات قد رجع زمانا وردع إليه ورد عليه فارسا
في علم الإعراب مقدما في حملة الكتاب وكان مع ذلك مسترسل الطبيعة منقادها مشتعل القريحة وقادها يقظان النفس دراكا للمحة وإن لطف شأنها منتبها على الرمزة وإن خفي مكانها
لا كزا جاسيا ولا غليظا جافيا متصرفا ذا دراية بأساليب النظم والنثر مرتاضا غير ريض بتلقيح بنات الفكر
قد علم كيف يرتب الكلام ويؤلف وكيف ينظم ويرصف طالما دفع إلى مضايقه ووقع في مداحضه ومزالقه7. أهـ

وقال مجاهد رحمه الله : لا يحل لأحد يؤمن بالله، واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله، إذا لم يكن عالما بلغة العرب.
وقال مالك رحمه الله : لا أوتي برجل، غير عالم بلغة العرب، يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا8.


قال السيوطي رحمه الله تعالى9
منهم من قال يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها وهي خمسة عشر علما
أحدها اللغة لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع.
الثاني النحو لأن المعنى يتغير ويختلف بإختلاف الإعراب فلا بد من اعتباره.
الثالث التصريف لأن به تعرف الأبنية والصيغ قال ابن فارس ومن فاته علمه فاته المعظم لأن وجد مثلا كلمة مبهمة فإذا صرفناها اتضحت بمصادرها.

الرابع الاشتقاق لأن الإسم إذا كان إشتقاقه من مادتين مختلفتين إختلف المعنى بإختلافهما كالمسيح هل هو من السياحة أو المسح .
الخامس والسادس والسابع المعاني والبيان والبديع لأنه يعرف بالأول خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها وبالثالث وجوه تحسين الكلام وهذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة وهي من أعظم أركان المفسر لأنه لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز وإنما يدرك بهذه العلوم.
الثامن علم القراءات لأن به يعرف كيفية النطق بالقرآن وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض .
التاسع أصول الدين بما في القرآن من الآيات الدالة بظاهرها على ما لا يجوز على الله تعالى فالأصولي يؤول ذلك ويستدل على ما يستحيل وما يجب وما يجوز
العاشر أصول الفقه إذ به يعرف وجه الإستدلال على الأحكام والإستنباط
الحادي عشر أسباب النزول والقصص إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه .
الثاني عشر الناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره .
الثالث عشر الفقه .
الرابع عشر الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم .
الخامس عشر علم الموهبة وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم وإليه الإشارة بحديث من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم .
قال ابن أبي الدنيا وعلوم القرآن وما يستنبط منه بحر لا ساحل له.
قال فهذه العلوم التي هي كالآية للمفسر لا يكون مفسرا إلا بتحصيلها فمن فسر بدونها كان مفسرا بالرأي المنهى عنه وإذا فسر مع حصولها لم يكن مفسرا بالرأي المنهى عنه
قال والصحابة والتابعون كان عندهم علوم العربية بالطبع لا بالاكتساب واستفادوا العلوم الأخرى من النبي صلى الله عليه وسلم. أهـ.

نكتفي بهذه النقولات عن أهل الفقه والدراية والعلم والرواية،
لعله يكون فيما نقلنا رادعاً للخائضين في كتاب الله تعالى مانعاً لهم عن المضي في غيهم وضلالهم
وجرأتهم على كتاب الله جل في علاه وعظم في عالي سماه.


وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد
أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك
---------------------------------------------------

1 راجع ترجمته في: شذرات الذهب 7/38, غاية النهاية 2/243, طبقات المفسرين 2/236, أنباء الغمر 2/192, بغية الوعاة 1/229

2 تفسير ابن عرفة المالكى ص 61 بتحقيق د. حسن المناعي.

3 أبو صالح باذان، ويقال "باذام": هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب،
وهو تابعي ثقة، ومن تكلم فيه فإنما تكلم لكثرة كلامه في التفسير.


4 تفسير الطبري: 1/86 الضعفاء للعقيلي: 1/165

5 جميع ما كتب تحت هذا العنوان نقلاً عن تفسير البحر المحيط بإختصار (1/105 – 1/110)

6 وهو ما نسميه اليوم بعلم القراءات.

7 الكشاف للزمخشري ص(42/43)

8 أثر مجاهد ومالك رحمهما الله نقلهما بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى : 794هـ)
في كتابه البرهان في علوم القرآن 1/292


9 الإتقان في علوم القرآن (ج 2 / ص 477) باختصار

م ن ق و ل
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
:, لا, مالك, أنتى, الله, العرب،, بلغة, برجل،غير, جعلته, يفسر, رحمه, عالم, إلا, نكالا, قال, كتاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:00 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.