دمري أهدمي لكي تنجحي

[محبةالسنةالنبوية]

 

دمري .. اهدمي .. لكي تنجحي !!
بسم الله الرحمن الرحيم

كتبتْ د . ملاك بنت محمد السليم فتقول :

في داخل كلِ منا قوى خفية أوجدها خالقنا لكي نستطيع أن نتكيف مع الحياة و تقلباتها و ظروفها .
فالحقيقة الثابتة أن ثبات الحال من المحال ،، فلا حياة تسير على وتيرة واحدة أو نمط لا يتبدل .

فانظري إلى الطبيعة التي أوجدها الله لتتعلمي منها حقيقة الحياة .. ليل يتبعه نهار .. خريف و ربيع .. صيف و شتاء .. صحراء و بساتين .

و تأملي حال البشر ، و أمعني النظر .. ميلاد و موت .. فرح و شقاء .. ابتسامة و دمعة .

فإذا كان هذا هو حال الدنيا الفانية فلماذا تفنين عمركِ في البكاء عليها و هي لا تساوي عند الله جناح بعوضة ؟!

لاشك أن هناك من ابتلاهم الله فتكالبت عليهم الهموم ، و أنهكتهم المصائب و الغموم ، و لم تهبهم دنياهم ليناً .
فمنهم من فقد عزيزاً ، و منهم من صفعته يدٌ كان يتوسم منها العطاء فعاش قهر الظلم و لوعته ، و منهم من رافقته أمراض العصر و مِحَنه فأناختْ شبابه على أرض اليأس ، و منهم من هزمه الفقر و ضِيق الحال و اضطرته ظروفه و عِوَزه إلى ذُلِّ السؤال .

إن المتأمل بعين العقل و فِكّره لوقائع البشر سيدرك أن السعادة في الحياة الدنيا همٌ كبير إلا لِمن كان همه آخرته ؛ فرضي بقدره و أقبل على الحياة بإرادة و اطمئنان و ثقة بالله .
فمن خلَقّه لا ينساه ، و من توكل على الله فهو حسبه ، و من اتقى الله فسيجعل له من أمره يسراً و يرزقه من حيث لا يحتسب .

فتخلصي

من قيود الفشل ، و الخوف من الحاضر و المستقبل ..
و لا تجعلي مرارة الماضي و تشوهاته تفسد مذاق و ملامح حاضركِ ..
و لا تمنحي ظروفكِ مهما كانت قسوتها فرصة كي تهزمكِ و تحطمكِ .

دمري

كل الحواجز التي تعرقل مسيرة دربكِ إلى الأمام و الخير و العطاء .

و اهدمي
صروح الأوهام التي تكبلكِ ، و لا تمشي أسيرة لأحزانكِ و آلامكِ .

خذي من واقعكِ حكمة تمنحكِ مزيداً من المعرفة و الإدراك و الوعي و الفِهم لطبيعة الحياة ،

و تدفع بكِ إلى سُبل النجاح ، و ارفعي رايةً شعارها ( الإقدام و الكفاح ) ..

و استعيني في ذلك كله بالله المُستعان