التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مواقف للصحابى (أبى بن كعب) رضى الله عنه
مواقف لأبي بن كعب أبي بن كعب كان أبيض الجسم ، أبيض اللحية ، أبيض الرأي ، أبيض القلب ، أبيض المصحف ( نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ) (النور: من الآية35) ، لماذا ابيضت لحيته ، وابيض رأيه ، وابيض جسمه ؟ قيل : أصابته الحمى ثلاثين سنة ، وكان قد قال : يا رسول الله أيخفف عنا بما نصاب به ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده يا أبا المنذر لا تصاب بمرض أو هم أو غم إلا كان كفارة أو حط الله بها من سيئاتك ) . فراح إلى بيته ، وسأل الله حمى ، لا تعطله عن صلاة ، ولا عن جهاد ، ولا عن غزوة ، فأصابته الحمى ، حتى يقولون ، ما يقترب منه إنسان إلا وكان يجد منه حرارة ، رضي الله عنه ، يا سيد القراء . قال الذهبي في ( السير ) : أكسبته الحمى قوة ، لذلك ما كان يوافق عمر إلا أبي ، فكل الصحابة يحجمون عند عمر ، إلا أبي . وله مواقف رضي الله عنه : الموقف الأول : أتى جبريل بسورة البينة من عند الله ، عز وجل ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) (البينة:1) . فقال جبريل : يا رسول الله ، إن الله يأمرك أن تقرأ هذه السورة على أبي بن كعب . فقام ( صلى الله عليه وسلم ) فطرق على أبي ، ففتح الباب : يا رسول الله ، أهلاً وسهلاً ما أسعدني هذا اليوم . قال : ( إن الله أمرني أن أقرأ عليك سورة البينة ) . قال : وسماني في الملأ الأعلى ؟ قال : ( نعم ، سماك ) . فبكى أبي ، وجلس ( صلى الله عليه وسلم ) يقرأ عليه البينة حتى ختمها . متفق عليه . ولذلك يسأل أهل الحديث بطرافة ، يقولون : من شيخ الرسول ( صلى الله عليه وسلم )في القراءة . قالوا : هو : أبي بن كعب . حياك الله يا أبي ورفع الله منزلتك ، وأكرمك الله ، يا سيد القراء . الموقف الثاني : أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) تجاوز آية في الصلاة ، فما رد عليه الناس ، فلما سلم قال له أحد الصحابة : يا رسول الله ، إنك تجاوزت آية في الصلاة أنسيتها أم نسخت ؟ فترك الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الناس جميعاً ، وقال : ( يا أبا المنذر ( يعني أبياً ) أكما يقول الناس ؟ ) قال نعم : ، ( أعطوا القوس باريها ) . ولذلك قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( أقرؤكم أبي ) . الموقف الثالث : يأتي ( صلى الله عليه وسلم ) فيقول : ( يا أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم ) ؟ قال : الله ورسوله أعلم . قال : ( أي آية في كتاب الله أعظم ) ؟ قال : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )(البقرة: من الآية255) . فأخذ ( صلى الله عليه وسلم ) كفه ، وضرب به صدر أبي ، وقال : ( لهينك العلم أبا المنذر ) (59) . ليهنك الذكاء في كتاب الله ، فهو سيد القراء ، ونحبه كثيراً حتى يقول أحد أهل العراق : وفدت المدينة وإذا عمر جالس في مجمع من الناس من الصحابة ، وحوله شيخ أبيض اللحية ، أبيض الرأس ، أبيض الثياب ، أبيض الجسم ، وكان عمر إذا تكلم نظر إليه كالمهاب أي : يهابه قلت : يا أمير المؤمنين ، من هذا الرجل ؟ قال : ثكلتك أمك ، ما عرفته ؟ قال : لا . قال : هذا سيد المسلمين : أبي بن كعب ، أبو المنذر رفع الله منزلته ، وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر . كتاب مصارع العشاق للشيخ د/عائض القرني حفظه الله
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|