خزانة الكتب العربية هنا توضع كتب العربية بشتى فروعها وكذلك الدروس الصوتية المنقولة من مواقع أخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ما لم يعشه السندباد.
من كتاب ما لم يعشه السندباد / لـ عز الدين ميهوبي عندما تقرر ذهابي إلى الخرطوم تذكرت هارون، وهذا ما بقي من اسمه الكامل وجملة واحدة ما زلت أحتفظ بها قالها لي في أول رسالة قبل ثلاثين سنة "اخترتك من بين الآلاف فاخترني من بين الملايين".. وأجيء الخرطوم اليوم وأنا أتساءل أين هارون، أما زال حيا.. ماذا لو التقيته في الشارع هل يعرفني وهل أعرفه؟ وهكذا. قرأت النص الشعري الصغير.. ولم أكن أتصور أنه سينال هذا الحب والإعجاب من الحاضرين وطلب مني أن أقرأه في مناسبات أخرى. والنص هو كالتالي: ليتني ألقاه من بعد ثلاثين سنه ربما ألمح طفلا.. أو بقايا سوسنه ربما يأتي كطير سرمدي من بقايا الأمكنه ليتني أعرف من يعرف هارون فأهديه تحياتي وشيئا من حكاياتي وأحلامي الحزينه ربما ألمحه في شارع النيل وحيدا أو على جسر المدينه ربما يعرفني.. يسرع نحوي مثل طفل تائه أو مطر يغسل وجه الأرض من إثم المساءات اللعينه ربما أعرفه أجري كطفل يختفي.. أصرخ يا هارون عد.. فأنا جئت ولا أملك عنوانا.. ولا أملك في الوادي سفينه ليتني ألقاك يا هارون.. في جيبي بقاياك وبعض من رساله قلت لي قبل ثلاثين.. ومن يدري صديقي.. ربما تجمعنا الأقدار يوما في عجاله وأذكر أن الفريق الركن الشاعر قدور، وهو ضابط متقاعد في جهاز الشرطة، تقدم نحوي في ختام الأمسية وقال لي ضاحكا "اعطني مواصفات هارون وسأجيئك به حيا بلحمه وشحمه قبل أن تغادر الخرطوم.." وللإشارة فإن اتحاد الأدباء والكتاب في السودان لم يتم انتخابه إلا أسبوعا قبل بدء فعاليات الخرطوم الثقافية، وقد اختير على رأسه البروفيسور الراحل عون الشريف قاسم أحد المختصين في الثقافة السودانية العريقة، ويضم الاتحاد عددا من قادة الجيش الأدباء المتقاعدين، الأمر الذي جعل أحد الإعلاميين يقول ضاحكا "كأننا أمام اتحاد كتاب مسلح..".. غير أننا أعجبنا كثيرا لكون الشعر ليس حكرا على أصحاب البدلات الزاهية، إنما أيضا يقرضه أصحاب القبعات الخضراء والأقدام الخشنة..
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|