ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
|||
|
|||
|
#22
|
|||
|
|||
اقتباس:
|
#23
|
|||
|
|||
والله اني ندمت على ضياع الوقت لانتظار التحميل
وبالنهاية كلام بايخ على قولة الشيخ وجدي غنيم حفظه الله اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. |
#24
|
|||
|
|||
|
#25
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بين (أسامة سرايا)..و(أسامة القوصي)..!!
خالد خطاب | 04-04-2011 00:31 لا شك أن إحدى أهم مكتسبات الثورة المباركة, أنها هتكت أستار إعلام النظام, الذي ظل يمارس ألوانا من الكذب على الشعب على مدار ثلاثين عاما, وحتى اللحظات الأخيرة من حكم مبارك, يسعى سعيا حثيثا لترسيخ هذا المعنى عند كل مواطن: أنك أنت وحدك المتضجر..أنت وحدك المعترض..الرأي العام كله لا يرى في حكم مبارك مثقال ذرة من فساد, وإن نزل إلى الشوارع في يوم واحد 12 مليون مواطن! هذا الجهاز الإعلامي بمختلف أذرعه, كان يسعه أن ينسحب بشرف, بعد أن سقط فرس رهانه, وتنحى الرئيس مبارك, فلربما كان قد بقي له شيء من الاحترام في قلوب الشعب الذي ظل عليه ساخطا لعقود, ولكن الأمر لم يكن بيده, فقوم رضوا بالعبودية للبشر, وطُبِعوا على تقديم فروض الولاء والطاعة لصاحب القوة, ولو ذَبَحوا على أعتاب ذلك كل المبادئ الأخلاقية والمواثيق المهنية بغية نيل الرضا, سيعسر عليهم ولا ريب أن ينسلخوا من ذلك بين عشية وضحاها.. فما أن رأى هؤلاء أن الله قد أظهر الشعب على الطاغية, فإذا بهم يغيرون من جلودهم في طرفة عين, ويقحمون أنفسهم ويرتقون منبرا يتحدثون من فوقه باسم شباب الثورة وبلسان الشعب المصري, وكأنهم يخاطبون أنعاما صما بمكا عميا لا تعقل!! أذكر أنه بعد بعد سقوط النظام التونسي وفرار زين العابدين بساعات, صدرت الطبعة الأولى من جريدة الأخبار, وفيها على الصفحة الرئيسية مقال بعنوان: "وتعلو مصر! المؤسسات الدولية: مبارك حقق لبلاده أعلى معدلات الأمان الاقتصادي!" أما الأهرام, منبر (أسامة) سرايا, والتي كانت لسان النظام الناطق –لا سيما في أيام الثورة- فقرأنا فيها مثل هذا العنوان بعد ذبح الشباب في موقعة الجمل بسويعات: "يوم الوفاء للرئيس مبارك".. و"مظاهرة مليونية في حب الرئيس مبارك" هكذا! وقبل الثورة, كنا نرى على نفس الجريدة عناوين من قبيل: "مبارك أكثر زعيم يثق به شعبه بين شعوب العالم..." "94% من المصريين يؤكدون قدرة رئيسهم على إدارة الشئون الدولية." وفي آخر عيد ميلاد للرئيس المخلوع في 2010, يخرج علينا الأستاذ أسامة سرايا بمقال تحت عنوان: "صانع المستقبل"! وفيه:"اليوم..عرس الشرفاء..اليوم تنتظم الحياة السياسية وتنتعش الحرية في أرجاء الوطن..".."كل عام وأنت طيب يا ريس"! وبعد السقوط ووضع الرئيس تحت الإقامة الجبرية, فإذا بنا ننام ليلتنا السعيدة, ثم نستيقظ على أصوات مزلزلة, فنفتح أعيننا, لنرى الأستاذ أسامة سرايا وقد ارتقى نفس المنبر, يصرخ مع العاملين في مؤسسته قائلا: " الشعب أسقط النظام." ثم نرى في المانشيت الرئيسي في اليوم التالي: "تنظيف مصر"..! ومقالات من قبيل: ""أيام حسني مبارك الأخيرة في الحكم!" بل نرى ما يسمى "بملحق شباب التحرير"..ملحق كامل للحديث عن أمجاد الثورة وتضحيات الشباب وسير الشهداء وكواليس وخبايا عمليات الفساد التي مارسها النظام البائد!! وكانت هذه الممارسات التلوّنية تخرج بصورة فجة جدا, لم تؤذ مشاعر الشعب بقدر ما كانت مصدرا للفكاهة وزيادة الأفراح! وتصدى بعض الكتاب الكبار لمناقشة هذه الظاهرة, وكان من أبرزهم الأستاذ فهمي هويدي, في أكثر من مقال.. ونحن الآن, على موعد مع (أسامة) الثاني..رجل عليمٌ لسانه, حلو منطقه, مرتبٌ كلامه, منمقة ألفاظه, لا يتلعثم ولا يتردد, استطاع أن يقوم بدور (أسامة) الأول بكل براعة, فتوافقت مواقفهما قبل الثورة وأثناء الثورة وبعد الثورة! لكنه ليس مسئولا عن قناة فضائية أو صحيفة ينشر من خلالها أفكاره ويدافع على صفحاتها عن فساد الطاغية, بل كانت غرفة عملياته بين جدران مسجده في عين شمس, فوق منبر أخذ الله على من ارتقاه الميثاق, أن يبين للناس العلم ولا يكتمه! هذا الرجل كانت تصريحاته أثناء أحلك وأخطر منعطفات الثورة من قبيل: "مصر ليست تونس"! "لا للعقوق" "شباب مغرر بهم" "مبارك رمز" "لا يقال مبارك..ولا الرئيس مبارك..بل يقال قاهر الجيش الذي ادعى أنه لا يقهر..هكذا" "فتنة من الفيسبوك, إن شاء الله نخمدها" " هل يصح أن يتمرد الابن على أبيه؟!" "التغيير ليس دائما محمودا...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.." = = = == ثم أصابته نفس حمى التحول التي أصابت سميّه (أسامة) الأول بعد سقوط النظام, فوجدناه يصف الثورة التي أسماها من قبل (بفتنة الفيسبوك): "بالمكافأة التي كافأنا الله بها لأننا عدنا إليه"!!! وعبارات من قبيل: " فغباء السلطة هو الذي أدى إلى ذلك" " الحاكم الذكي, هو الذي لا ينتظر حتى تهب عليه رياح التغيير..يخرج ويقول: أنا مع إرادة الشعب" " الحاكم الذي لا يمثل إرادة شعبه ليس حاكما شرعيا..!!" " أن أعبر بطريقة سلمية فيطلق الحاكم الرصاص علي, فهنا أعتبر الحاكم هو الخارج على الجماعة..!" "من كان فساده ظاهرا حتى وصل إلى مرحلة الفجور...فلابد أن تكون توبته في ميدان التحرير...لا يصلح إلا ذلك.."!! " في الفترة الأخيرة: طفح الكيل..!!!" فمن هذا الرجل؟ ولماذا تسابقت الفضائيات لتخطب وده وتنازعت لتظفر بساعة واحدة من وقته الثمين؟ ولماذا لم تفعل مثل ذلك مع أسامة سرايا, وهما صنوان, وجهان لعملة واحدة؟ الشيخ أسامة القوصي, إمام مسجد الهدي المحمدي في عين شمس.. من كانت له دراية ولو يسيرة جدا بواقع السلفيين, يعلم أن الشيخ أسامة لا يتبعه ولا يحضر دروسه فضلا عن أن يتبنى آراءه إلا بضع عشرات من طلبته , لا سيما في السنوات الأخيرة, ولكنه في ذات الوقت: كان معروفا لدى جل السلفيين بل والكثيرين من غيرهم من الإسلاميين! وذلك لأنه ما ترك عالما ولا داعية ولا جماعة في الوسط الإسلامي إلا وتكلم فيه وأصدر عليه أحكاما جائرة مفتقرة إلى أدنى درجات البرهان, فأحدث من الفتن في مصر ما ذاق بسببها إخوانه الأمرّين, وبذلك عُرف, وهكذا اشتهر! أما جمهور المسلمين, فلم يسمعوا به يوما, فالرجل كان بعيدا كل البعد عن الإعلام, ما خرج يوما على قناة ذات توجه إسلامي أو غير إسلامي.. والمعلوم عن الأستاذ –كما ذكر ذلك بنفسه مرارا- أنه كان في بداية طريقه: أقرب إلى نهج الخوارج, يكفِّر القطاع الأعرض من المسلمين, ومن باب أولى: يكفر الحاكم بلا مواربة, ويميل إلى الانعزال عن المجتمع, ويحكي هو عن نفسه في ذلك النوادر والطرائف ويمازح طلبته بذكر بعض مواقفه خلال هذه المرحلة, ويقول: كنت أفخر أنني "قطبي", ويحكي كيف بايع إحدى الجماعات التكفيرية على السمع والطاعة في المنشط والمكره.. ثم تمر الأيام, ويقرر الأستاذ أن ينهي هذا الطور من حياته الفكرية, ليدخل بكل قوته في طريق أبلغ تطرفا وأشد غلوا, لا سيما فيما يتعلق بالموقف من الحاكم في مصر, فبعد أن كان يكفّره ويكفّر القطاع الأعرض من المجتمع, صار يضفي على الحاكم من هالات التبجيل ما حير بعض أتباعه, وأصبح يطري حاكم مصر بصورة مبالغ فيها, تفوق تلك التي كانت تقدمها صحف النظام وقنواته الإعلامية, في فترات مظلمة من عهد مبارك الذي شهد شتى صنوف الفساد والقمع! وكان من ديدنه في السنوات العشر الأخيرة تقريبا أن يصور كل من سولت له نفسه الشكوى من ظلم الحاكم وتسلطه على رقاب الشعب أو الكلام عن التغيير أو الدعوة إلى رفع الظلم, أن يصوره بصورة (الثورجي الخارجي المارق) –إذا ما كان المعترض سلفيا أو إسلاميا- أو (المغرر به القائم بتنفيذ أجندة أجنبية) , إذا ما كان المعترض ليبراليا أو علمانيا..في النهاية, كلهم عنده سواء, وكلهم في الجريمة شركاء! وظل يتمتع بما وفَّره له هذا الدور من مناخ, إذ كانت تمر المحن الشديدة بالإسلاميين عموما وبالسلفيين على وجه الخصوص, وتنطلق حملات أمن الدولة تنهش في أجسادهم كالسباع, والشيخ أسامة يبيت آمنا في سربه يجد قوت يومه, معظما عند النظام, مبجلا عند آلته القمعية, إذ هو مفزعهم عند المدلهمات, ولسانهم الناطق إذا ما حلت بهم الكربات, لدرجة أن ضباط أمن الدولة كانوا ما أن يثبت لديهم أن الشاب المقبوض عليه ممن يحضرون للشيخ ويرتادون مسجده, إلا ويهشون له ويبشون, ويرفعون سياطهم عن ظهره على الفور! ولم لا, وقد أيقنوا أن دماغ هذا الشاب لم تحوِ إلا ما أراد مبارك –حفظه الله على حد تعبير الأستاذ- بالحرف الواحد.. وفي ذلك يقول الأستاذ أسامة في إحدى محاضراته, تعقيبا على زيارة أوباما إلى القاهرة: ""البعض سيقول الشيخ أسامة هو الذي كتب خطاب أوباما, حصل هذا قبل هذا في خطب للرئيس حسني مبارك حفظه الله, قالوا الشيخ أسامة بيقعد مع الريس, لأن نفس الكلام اللي بنسمعه في الخطب هو نفس الكلام الذي نجده في خطابات الرئيس!!!" على هذا الرابط: تأمل هذا التصريح, واستحضر في ذهنك طالما قرأت من الآن وإلى نهاية المقال: صورة سميّه: أسامة سرايا. ولعل من اللطائف الجديرة بالإشارة, أن الأستاذ –أصلحنا الله وإياه- ما استطاع أن يحجم نفسه عن ممارسة طريقته هذه حتى مع منصب الرئيس الأمريكي! فما سمعناه يوما يتكلم عن الظلم والغطرسة الأمريكية, و"الإرهاب" المتستر في لبوس "الحرب على الإرهاب", والذي بدأ في اجتياح العالم الإسلامي منذ عام 2001, بل كان دوما يقول: "الأفكار المتطرفة هي التي تولد الإرهاب".. فما أن تولى باراك أوباما ذاك المنصب, إلا ووجدناه يقول: "شتان بين باراك أوباما وبين سلفه..جورج بوش بدأ بالتعالي, سنأتي ونؤدبكم في بلادكم..غطرسة..غطرسة"!! فأين كان هذا النقد اللاذع يوم كان بوش على كرسيه, يسوم مسلمي العراق وأفغانستان سوء العذاب؟ وليت شعري, أي عيوب في شخص أوباما ستُذكر على منبر الشيخ يوم انتهاء فترته الرئاسية؟! الشيخ أسامة قبل وأثناء الثورة المهم...ظل الأستاذ متبنيا لهذا الدور, راضيا به مستمعا بأدائه, يبذل من أجله الغالي والنفيس, واستمر ينافح عن مبارك, حتى بعد أن قامت الثورة وإلى آخر لحظة فيها, إذ خانه ذكاؤه هذه المرة, أو قل: كان قد أًلِف دورا ما استطاع الفطام عنه, فعمي بصره ولم يدرك أن النظام إلى زوال إلا بعد السقوط الكامل, في 11 فبراير 2011, ليدخل الأستاذ في طور جديد يناسب ظروف (مصر الجديدة)! وقد شاء الله تعالى, أن يوفر علينا الشيخ عناء البحث في مئات الأشرطة المسجلة, والتي حوت من عبارات تبجيل النظام وأعمدته والتستر على باطله والتبرير له ما يستفز مشاعر كل مصري مقموع مهان, إذ قدّر الله أن يقف الشيخ من الثورة موقفا معاديا صريحا, سنعرض طرفا منه إن شاء الله, ولكن قبل ذلك, نعرض مقطعين مسجلين للشيخ, يرجع تاريخ كل منهما إلى عصر ما قبل الثورة, يوضح الأستاذ فيهما موقفه من شخصين: الأول: عمود من أعمدة النظام البائد, متهم بالنصب والاحتيال والسرقة والنهب, هارب الآن لا يُعلم على وجه التحديد أين مستقره, وهو يوسف بطرس غالي, وزير المالية الأسبق.. والثاني: رجل قاد حملة يعارض فيها النظام البائد, وهو الدكتور محمد البرادعي.. ففي شأن الأول (يوسف بطرس غالي) يقول: "لولا هذا الرجل, لكانت مصر كاليونان وأشد, لولا هذا الرجل لضاع الاقتصاد المصري, ولانتهت كل الآمال..مصر كانت في طريقها إلى الهاوية...أسرته ليست محتاجة, لا يحتاجون أن يسرقوا أو يرتشوا.." على هذا الرابط: والعجب لا ينقضي من هذا التكلف في إقحام موضوع كهذا في محاضرة دينية! دع عنك ما فيه من كذب واضح ومبالغة فجة.. تأمل هذا التصريح, وضع بجانبه هذا العنوان على الصفحة الأولى لجريدة الأخبار, في عددها الصادر بعد سقوط النظام التونسي بساعات, وفيه: (وتعلو مصر..!المؤسسات الدولية: مبارك حقق لبلاده أعلى معدلات الأمان الاقتصادي..!!!) ولا تعليق! في المقابل, تراه حين يُسأل عن الدكتور البرادعي, إذا به يقول: "الدكتورالبرادعي مغرر به..هو يظن أن الشعب كله لا يريد مبارك كما هو حال أعضاء حملته التي هي مليونان: إن كانوا أصلا 2 مليون!!" ومفهوم كلام الشيخ, أن الشعب كله راض عن مبارك واثق فيه راغب في استمرار حكمه! لا يستثنى من ذلك إلا 2 مليون مواطن, هم المنضمون لحملة البرادعي.. ضع هذا بجانب ما سبق ونقلته لك عن جريدة الأهرام وقائدها المظفر أسامة سرايا: (مبارك أكثر زعيم يثق به شعبه بين شعوب العالم...) وأيضا..لا تعليق! فالبرادعي إذن "مغرر به": (التهمة المعلبة والوصف الجاهز الذي يرمي به كل معارض للنظام الفاسد, وهذا ما وصف به شباب التحرير كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى..) وهذا غير مستغرب, فالشيخ كان يرى في الرئيس مبارك: "صمام الأمان"..ولا يمانع في أن يبقى في منصبه "ثمانية عشر عاما آخرين", ويقول:"ماذا في ذلك؟..استقرار"! أما بخصوص موقفه من الثورة, فقد أعلنه واضحا أكثر من مرة, في أيام مفصلية في تاريخ مصر كلها, ففي جمعة الغضب 28 يناير, بعد أن ذاق المتظاهرون ألوانا من العذاب والتقتيل والاعتقال على أيدي جنود النظام البائد أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس, نراه في مقطع على موقع يوتيوب بعنوان: الشيخ أسامة القوصي إلى الشباب المصري - لا بل ألف لا, على هذا الرابط: وفيه: يستهل حديثه بآيات القرآن الذي لا يفارق لسانه! فيقول: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) ويقول: "لا للعقوق.." ويقول: "مصر ليست تونس.." ويقول في نفس المقطع: "دولتنا دولة قديمة, والحالة فيها الآن: هي دولة المؤسسات, ليست دولة الفرد, ولا دولة الدكتاتور ولا دولة الحكم البوليسي" ويقول: "هل يصح أن يتمرد الابن على أبيه؟! لم يفلحوا في ضرب المسملين بالمسيحيين, فلجؤوا إلى ضرب الحكومة بالشعب والشعب بالحكومة!".. ثم قال:"من هم..هل هناك مؤامرة؟ هل أؤمن بنظرية المؤامرة؟ أقول: المؤامرة قائمة, ويكفي أنها من الشيطان, والشيطان عدو للرحمن.." "فالشيطان محرك لكل المكائد والشرور, يوسوس ويزين, وهناك من ينساق له..." ثم آية من كتاب الله: "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن.."..(ولك أن تسأل: من هنا النبي؟ ومن الشياطين؟! يكاد رأسك ينفجر!) "التغيير ليس دائما محمودا...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.." (وهي نفس الآية التي استدل بها على نجاح الثورة كما سيأتي!! ولعل هذا من سعة فقهه وغزارة علمه!! ) ثم يقول: "لنكن كالأسرة الواحدة, كالأب مع أبنائه.." "لنعتبر أن الحكومة هي الأب, وأن الشعب هو الأبناء..لا ينبغي أن نحول الأمر إلى مواجهة, لا ينبغي أن نحول الأمر إلى نزاع".. ثم يخوفنا من عاقبة ما يفعله الشباب الذي خرج فاتحا صدره لتلقي رصاص حبيب العادلي, فيستدل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم, ويقول: "كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "السعيد من وعظ بغيره..اسألوا لبنان".. "لا تسمحوا لأحد أن يفرق بين الأب وابنه".. هكذا بكل صراحة ووضوح, والأمر لا يحتاج إلى تعليق..! هذا في جمعة الغضب, فماذا عن جمعة الرحيل؟ والتي تلت موقعة الجمل, التي سالت فيها دماء الشباب في ميدان التحرير على أيدي بلطجية النظام؟ هذا هو موقفه, على هذا الرابط: يقول بالحرف الواحد: "كما بدأت هذه الفتنة من الفيسبوك, إن شاء الله شباب أيضا, صادقون طيبون ليس مغررا بهم, إن شاء الله سيضعون هذه المادة على الفيسبوك الآن على الإنترنت, وتنتشر حتى تكون سببا في خمد هذه الفتنة, أين عقلاء بلدنا, أين حكماء بلدنا؟ الرئيس مبارك حفظه الله ورعاه..رمز!! لا أنسى اليوم الذي وقف فيه الرئيس السادات على منصة مجلس الشعب ووقف الفريق طيار محمد حسني مبارك تحت, والرئيس السادات: قال: حسني مبارك بيحترموه جدا في إسرائيل"".. فخلاصة موقفه يوم جمعة الرحيل, بعد يومين من موقعة الجمل, ما يلي: 1-أن هذه فتنة وليست ثورة للمطالبة بالحقوق.. 2-الشباب الثوار مغرر بهم.. 3-يدعو لنشر مادته لإخماد الفتنة (الثورة). 4-مبارك رمز!! 5-يذكرنا بثناء الرئيس السادات على مبارك في مجلس الشعب لإنجازاته في حرب أكتوبر..! قارن هذا أيضا بخطاب مبارك يوم الثلاثاء الذي سبق موقعة الجمل, والذي ظل يذكرنا فيه بأمجاده وكيف تعرض للموت وكيف قاتل في سبيل تراب مصر, ثم استحضر كلمة الشيخ حين قال: "قالوا الشيخ أسامة بيقعد مع الريس, لأن نفس الكلام اللي بنسمعه في الخطب هو نفس الكلام اللي نجده في خطابات الرئيس!!!" وزيادة في التوافق مع موقف النظام –لا أقول فقط الدفاع عنه والكذب من أجله فهذا ظاهر, ولكن تبني نفس الموقف الذي تراه السلطة آنذاك مناسبا! – فها هو يقول حين أرسل إليه أحد الحاضرين سؤالا يسأله: "أعرف شبابا من الإخوان المسلمين في ميدان التحرير الآن, لا يريدون أن ينصرفوا.." فأجاب:"ولن ينصرفوا إلا بإذن الجماعة..قالت جماعة الإخوان: لن نقبل الحوار إلا إذا رحل, والقرضاوي من هناك شغال: إرحل يا مبارك (ويحاكي طريقة الشيخ القرضاوي وطلبته يضحكون).." ثم يقول: "أين الأدب وأين الاحترام وأين التوقير..عيب..عيب..لا يصح هذا أبدا..الرئيس مبارك يتم تكريمه على أنه من أذلَّ الجيش الإسرائيلي, كده! لا يقال (الرئيس) مبارك..بل يقال: (قاهر الجيش الذي ادعى أنه لا يقهر).." ويقول في نفس المقطع عن الثورة:" لا ننشر غسيلنا المتسخ..عيب..هذه ليست من أخلاق العرب..ليست من أخلاق من عنده كرامة.." وهي نفس النغمة تحديدا التي غرَّد عليها مبارك: وفحواها: نعم, مبارك أخطأ, ومَن منا لم يخطئ (فما عاد ساعتها مجال لإنكار الأخطاء), ولكن هل نسيتم أمجاده وبطولاته في أكتوبر, وكم مرة تعرض للموت في سبيل تراب مصر؟! على هذا الرابط: والموقف المستخرج من هذا المقطع كما يظهر: 1-أن المطالبة برحيل مبارك: قلة أدب, ولا تصح أبدا..! 2-الرئيس مبارك لا ينبغي أن ينادى بمبارك أو يقال له إرحل, بل ولا يقال له "الرئيس مبارك" بل ينبغي أن ينادى: (بقاهر الجيش الذي ادعى أنه لن يقهر!!!), وهذا قد عجز عن التفوه به كبيرو أذناب مبارك من إعلاميين وصحافيين على مر السنين, ولا حتى (أسامة) الأول: سرايا! هذا كان موقفه أثناء الثورة.. الشيخ أسامة بعد سقوط النظام ثم شاء الله أن يسقط النظام, ويوضع الأستاذ في ورطة, ربما هي الأشد تعقيدا في حياته منذ وعى على هذه الدنيا, فكيف تعامل الأستاذ مع الموقف؟ لم يكتف فقط بتأييد الثورة التي أطاحت (بالرمز) – (قاهر الجيش الذي ادعى أنه لا يقهر), بل وصل به الأمر إلى أن قال إن الله كافأنا بهذه الثورة لأن النسبة الأكبر من الشعب المصري قد عاد إلى الله!فكانت هذه الثمرة المباركة!!! على هذا الرابط: ويستدل كعادته بكتاب الله –فهو شديد التأثر به- ويتلو علينا نفس الآية التي استدل بها يوم جمعة الغضب على أن التغيير ليس دائما محمودا!! قول الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ولا تعليق! ولا تعقيب! كيف نعقب بحرف والأستاذ يتلو علينا آيات الكتاب العزيز! وحسبنا الله ونعم الوكيل. ثم يقول: " فغباء السلطة هو الذي أدى إلى ذلك..كل ما الشباب يعملوا حاجة, تروح السلطة متصرفة بطريقة أغبى من اللي قبلها..كله غباء للأسف يعني!! يروح فالتين عليهم الجمال..وأنا كاتب على جبهتي (سلمية..سلمية..) تروح فالت عليا واحد بسيف؟ ثم يقول: "الحاكم الذكي, هو الذي لا ينتظر حتى تهب عليه رياح التغيير..يخرج ويقول: أنا مع إرادة الشعب".. فنسأل الشيخ..ماذا لو فعلها مبارك قبل جمعة الرحيل مثلا؟ يجيبك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم, فهو لا يتكلم إلا بها –حفظه الله!-: "لو فعلها أحد لقلنا له: من سنَّ في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها"..! وكفى! أما في هذا المقطع, على هذا الرابط: فلا يرى لجريمة مبارك وفساده حلا "إلا أن يتوب في ميدان التحرير"!! إذ "قد طفح الكيل من الفساد"!! ويذكر أن مبارك كان يدرب ابنه على تعلم السياسة..ويقول: "يجرب في مين؟ في الشعب؟" ثم يضحك, ويقول:" شر البلية ما يضحك!!" ومن الكوارث أيضا, ما قاله في لقائه مع يسري فودة يوم الخميس, 24 مارس, حين قال: "الحاكم الذي لا يحترم إرادة شعبه فلا شرعية له!" وأيضا قوله: "أن أخرج لأتظاهر مسالما فيطلق الحاكم عليّ الرصاص, فهذا الحاكم هو الذي أعتبره خارجا عن الجماعة!!" ونختم بهذا المقطع: والذي هو بعنوان: تحية للشباب! الذي يقول فيه عن الثورة: "كاد عقلي أن يصدأ لولا أن أولادي وأولادكم بعثوا فينا الحياة من جديد..فلنحمد الله تعالى على نعمة العودة إلى الحياة..بعضنا كان ينتظر الموت حتى يستريح من هذا الغم" فهل رأيتم يوما مثل هذا؟ أنا أقسم بالله تعالى أنني ما رأيت له نظيرا, ولا حول ولا قوة إلا بالله.. والحقيقة المرة, أن هذه المقاطع التي يركل أحدها الآخر وينسف أحدها تاليه!!..لم يخل أحدها من استشهاد بآية من كتاب الله أو حديث من سنة النبي صلى الله عليه وسلم! بل كما سبق, فأحيانا يستخدم الشيخ نفس الآية لإجهاض الثورة وللثناء عليها! فرجل ينسج على هذا المنوال, نراه غير مؤتمن أبدا على الكلام في دين الله ولا في أمور العامة, فهو –أصلحه الله- شديد التلون سريع التقلب, بارع جدا في الاصطفاف بجانب من بيده القوة أيا كانت صورتها, ثم ضرب الطرف المستضعف بلسان كسيف الحجاج من فوق منبر في بيت من بيوت الله. فإذا ما كانت القوة بيد النظام وآلته القمعية معدومة النظير, جهاز أمن الدولة, والشعب هو المستضعف المهان, فهو –وبكل مروءة- لبنة في هذا النظام, يدافع عن الرئيس ووزراء السوء سارقي البلاد, فيكون حبيب العادلي هو الذي يحفظ البلاد من إفساد الخوارج الإسلاميين, والثورة فتنة والشباب مغرر بهم ومبارك رمز وهو صمام الأمان ويوسف بطرس غالي أنقذ البلاد من الهاوية!! فإذا ما سقط النظام, فالقوة الآن بيد الشعب وشباب الثورة (المغرر بهم)!, ومبارك ونظامه في دركة من دركات الذل, فهاهنا تكون الثورة مكافأة من الله لنا جزاء عودتنا لربنا, حتى إن الممثلات والفنانات كن يذهبن إلى العمرة! ومبارك (الرمز) كان فاقدا للشرعية لأنه لم يحترم إرادة الشعب! بل كان خارجا عن الجماعة لأنه وجه الرصاص إلى الشعب الذي خرج مسالما! فإذا ما مرت الأيام, وأتيحت الفرصة للإسلاميين للتعبير, بعد أن قُمعوا دهرا, فلم يرق ذلك للعلمانيين ومالكي الآلة الإعلامية الأخطبوطية, فهاهنا يوازن الشيخ: فيجد أن كفة إعلام الفضائيات والصحف المغرضة ترجح, فالقرار وبلا تردد أو توقف: الانضمام إلى حزب الإعلام المتربص, ووضع النفس رهن الإشارة, متى ما دعوني أجبت. وإني لأجزم أنه إن جاء يوم تقلد الإسلاميون فيه مقاليد الحكم, فسوف تجدون للشيخ أسامة خطابا جديدا بالكلية, ولن يخلو طبعا من الاستشهاد بآيات الكتاب العزيز, يطوعها لرغبة الجماعة التي تقلدت السلطة.. لماذا الآن تحديدا؟ ونموذج سلفي متزن, ومطلب لنا! ولكن لعل القارئ الكريم يتساءل..لماذا أخرجته تلك الفضائيات الآن تحديدا؟ يبدو -والله تعالى أعلم- أنه حين أتيحت الفرصة للسلفيين للتعبير عن آرائهم, خشي العلمانيون والليبراليون من النتيجة المتوقعة, والتي ستكون حتما في صالح السلفيين والإسلاميين بصفة عامة, فكيف يتسنى لهم الوقوف أمام الإسلاميين في معركة فكرية شريفة مفتوحة لا قمع فيها ولا طغيان؟! أية براهين يملكونها يقارعون بها تلك التي يملكها الإسلاميون؟ إذن, فلتكن تلك الحملة الشعواء لتشويه صورتهم, فحرية الافتراء مكفولة في زمن الانفتاح, فسلفي يقطع أذن قبطي, وآخر يحرق بيتا تمارس فيه الرذيلة, وثالث يقتل زميله بالفأس لأنه لا يصلي, ومجموعة تنظم مظاهرة لاختطاف غير المحجبات, وهكذا, في فيض من البهتان, وحسبنا الله وحده.. ولكن فلنحذر, فالقضاء على السلفية ليس إلا ضربا من الخيال..فما الحل؟ الحل في تقديم نموذج مشوه لهذا المنهج السلفي, يوافقنا هذا النموذج في قضايا الخلاف بيننا وبينهم أو يقترب منا على أقل تقدير, تماما كما فعل الغرب وأذنابه ومازالوا يفعلون: حين يقدمون نموذجا مشوها لعالم الدين في الإسلام, يُصنع على أعينهم, ويقًدَّم للناس ويقال: هذا هو المسلم العقلاني المعتدل المسالم, وأمامكم خياران: إما أن يكون هو إمامكم, وإما أن نكون نحن جلاديكم! وبعد أن كان لسان حال النظام البائد وجهازه الغشوم: إما أن يكون الشيخ أسامة إمامكم وإما أن يكون أبو زعبل مثواكم, فإني لأخشى أن تكون النجاة من براثن إعلام الفضائيات ومقالات الصحف الصفراء وحملاتها التشويهية مرهونة عندهم بأن يقول السلفي: إني على خطى الشيخ أسامة القوصي سائر..! فإن قال قائل: فهل لديكم معاشر السلفيين نموذج لموقف متزن مشرف من هذه الأحداث الجسام التي مرت بها مصر؟ قلنا اللهم نعم, بل كثيرون ولله الحمد, نذكر منهم الشيخ محمد عبد المقصود, والذي تعدت شهرته نطاق التيار السلفي إلى أن قال عنه وائل غنيم: "هذا من أكبر مشايخ السلفية في مصر", مثنيا على أحد مواقفه..! وقد كان موقف الشيخ –باختصار شديد- يتمثل في: -تأييد الثورة والمشاركة فيها, ومقطع كلمته من ميدان التحرير موجود على موقع يوتيوب.. -الفرح بالنصر, فرح من القلب شعر به ثائر شارك إخوانه الثوار في الميدان.. -الدعوة إلى ضبط النفس والسمع والطاعة للجيش بعد تنحي الرئيس مبارك, والدعوة إلى الكف عن الاعتصامات الفئوية. -موقفه المشهور, يوم ادعت إحدى الكاتبات في إحدى الصحف أن أحد السلفيين قد بصق عليها! وقالت: أريد حقي من السلفيين, فكان للشيخ يومها مداخلة على قناة الناس يعرض فيها استعداده لأن تقتص منه الكاتبة إن أرادت ممثلا للسلفيين, ثم عاد وعرض نفس العرض مرة أخرى على منبره في خطبة الجمعة.. والمفارقة: أن هذا الشيخ –محمد عبد المقصود- كان غريما وخصما لدودا للأستاذ أسامة القوصي, إذ طالما صدع بالإنكار على النظام البائد وظلمه وفساده, ولاقى في ذلك من الاعتقال ما لاقى, في حين كان الشيخ أسامة القوصي لا يفوت محاضرة إلا وينهش فيها من لحم غريمه, مدافعا عن (ولي الأمر العادل), ( قاهر الجيش الذي ادعى أنه لن يقهر) (صمام الأمان) و(رمز الاستقرار) حسني مبارك (حفظه الله ورعاه وأطال في عمره)!! وختاما, فقد وضعنا بين يدي القارئ الكريم ما يتيح له بناء تصور كامل عن شخص الشيخ أسامة القوصي, وذكرنا موقفنا منه, ولا نلزم أحدا بالتصديق عليه أو التوقيع لنا على بياض.. ولكننا لن نفارق هذا المقام, إلا وقد وضعنا بين أيديكم أيضا, مطلبا واحدا لنا, نوجهه إلى كل شريف يتقي الله ويحب تراب وطنه, من أهل الإعلام والصحافة... إذا كنتم تريدون التعرف على السلفيين, فينبغي أن تطالبوهم بأن يبرزوا لكم رجلا يتحدث باسمهم, فهذا هو اللائق, وهو مقتضى العرف السليم, لا أن تنتقوا أحد المنتسبين إليهم وتبرزوه وتلمعوه وتطروه وكأنه من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار! والخلاف بينه وبين سائر السلفيين في أكثر القضايا التي أخرجتموه للكلام فيها معروف لديه قبل أن يكون معروفا لديهم ولديكم! فإن لم يرُق لكم ذلك, فاعقدوا بيننا وبينه مناظرة على شاشاتكم, يعرض هو ما عنده ونعرض نحن ما عندنا, وللمشاهدين قلوب تعقل وآذان تسمع وعيون تبصر. غير هذا, فنأسف أن نقول: هذا ليس من النزال الشريف, ولا يمت لأمانة المهنة بأدنى وشيجة.. والحمد لله رب العالمين..
التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب السلفي ; 04-05-2011 الساعة 03:57 PM |
#26
|
|||
|
|||
الدكتور مازن السرساوي "القوصي هكذا كان اسلافك"
|
#27
|
|||
|
|||
الاخ ابو مصعب
انى احبك فى الله |
#28
|
|||
|
|||
أحبك الله الذي أحببتني له أخي الحبيب, بارك الله فيك وولدك وأهلك ومالك ووقتك .
|
#29
|
|||
|
|||
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك |
#30
|
|||
|
|||
بدأ حياته صوفيا، وانضم بعدها وهو في كلية الطب إلى جماعة تكفيرية مع مجموعة من أصدقائه مطلع السبعينيات في جامعة القاهرة
كان القوصي - هداه الله - على استعداد للموت في سبيل الله فهاجر إلى اليمن ليستكمل مسيرة الجهاد، لكن الأقدار دفعت به إلى مجلس الشيخ مقبل بن هادي الوادعي الذي قلب أفكار الرجل من النقيض إلى النقيض، ومحا من عقله الفكر التكفيري، وسافر معه إلى السعودية، إلا أن الأقدار التي جمعتهم فرقتهم مرة أخرى بعد أن رحلت السلطات السعودية كلا الرجلين إلى موطنهما بعد سجنهما شهرين بسبب مجموعة جهيمان العتيبي التي كانت تحيط بالوادعي قبل تنفيذ حادثة الحرم، ثم رحل كل من القوصي والوادعي إلى بلديهما قبل حادثة جهيمان العتيبي بشهرين تقريبا. القوصي الذي ترك مصر وهو يرى أن حاكمها فرعون، وأن جنود الأمن المركزي هم أصحاب الأخدود، رجع إليها وهو يرفع الشعار المصري العريق (أعطِ العيش لخبازه "الحاكم" حتى لو أكل نصفه)، كما يكرر كثيرا في محاضراته ورجع لينادي "إمام غشوم خير من فتنة تدوم"، و"إمام ظالم وجائر يضرب ظهور الناس ويأخذ أموالهم خير من فتنة تدوم"، الرجل لا يؤصل لدعوته شرعيا فقط لكن عقليا كذلك؛ لأن العقل له منزلة مقدمة في الإسلام، فيتساءل: ماذا يستفيد الناس من مهاجمة الحكام والسلاطين؟ أصلح نفسك أولا وبيتك.. نحن نتحدث عن إصلاح الكون ولا نحسن الوضوء وخلافاتنا الدائرة في بيتنا لا نستطيع إصلاحها.. فلنبدأ حيث بدأ النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وينعكس هذا المنهج "الأصل" عند القوصي على الفرعيات الأخرى، فبما أنه ليس لأحد أن يخرج عن فتوى علماء البلد الرسميين؛ لأن هذا نظام جمهورية مصر العربية، فإن فوائد البنوك حلال ليس لأنه يرى أنها حلال، بل لأن مفتي البلاد قال ذلك، وعندما يحلل المفتي البنوك فليس لأحد منا أن يفتات أو أن يخرج عليه "ومن يقدح في الشيخ علي جمعة -حفظه الله وأطال عمره وحسن من عمله- فهو على طريق يشبه طريق الخوارج ". ولأن القوصي يرى أن محور الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان فإنه يحارب أي عمل جماعي خارج على نظام الدولة، ويناهض الجماعات الإسلامية والحزبية؛ لأنها في رأيه ضد مفهوم الجماعة ومن ثم فهم خوارج على النظام ومبتدعة في الدين، وحربه ضدهم تهدف إلى إنهاء التفرق في الأمة والتفافها حول سلطانها ...... الواقعية السياسية جزء مهم ومفتاحي لقراءة عقلية القوصي؛ فالجهاد عند الرجل يرتبط بالمصلحة من ورائه، ويخضع لمعايير الخسارة والربح؛ لأن الغرض في النهاية هو النفع؛ ولذلك فالرجل شديد النقد والهجوم على الحركات الجهادية في العالم وحتى المقاومة في فلسطين؛ لأنها لا تحكم هذا المعيار، ووصفهم بأنهم حمقى ومغفلون، ونزع عنهم صفة المصلحين. وذهب الرجل إلى حث حماس على قبول الصلح مع إسرائيل، كما فعل السادات، واستشهد بصلح الحديبية التي كان فيها إجحاف بالنبي، لكن النبي قبله؛ لأنه لم يكن قد تمكن من مقومات النصر بعد، والحال نفسه الآن بيننا وبين اليهود؛ فهم الأقوى ونحن الأضعف. والقوصي يرى أن الجهاد في زماننا من فروض الكفايات؛ لأن هناك جيشا لكل بلد والجيش يسد هذا الواجب العيني، ولو قلت إن هذا الجيش جيش الطاغوت ستكون دخلت في عقيدة الخوارج حتى في جهاد الدفع والطلب؛ لأن الجيش المصري هو الموكل عنا وعليه الدفع حتى لو دخل العدو إلى البلاد. وتأتي آراء الرجل السياسية منسجمة مع هذه القاعدة؛ فلا يكل من الهجوم على حماس والحلف السوري الإيراني، ويرى فيهم محور شر يريدون أن يورطوا بلادنا في الفوضى. بينما يرى أن أوباما رجل عاقل "فرح العقلاء في كل الدنيا بعقله "أما الحمقى فهم الذين يرفضون ما قاله جملة وتفصيلا.. وأيد القوصي كلام أوباما عن الهولوكوست؛ لأننا كمسلمين مشفقون على كل من قتل من اليهود، لكن يختلف معه لأن الأمريكان لا يقبلون أن تقام دولة لليهود في أمريكا، لكن لا يستطيع أوباما أن يذكر ذلك، وختم حديثه عنه بقوله: "أوباما رجل متسامح.. رجل عاقل، وهو من بلد فيه اختلاف وفيه تعدد، نسأل الله أن يسخره، وأن يجعله سببا في الأمن والسلام في العالم، وأن يجعله سببا في إنشاء دولة فلسطينية يعيش فيها الفلسطينيون آمنين مستأمنين .. والله المستعان ! |
الكلمات الدلالية (Tags) |
!, :, أجره, من, الإبل, القوصي, دات |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|