السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ
المَسَائِلُ المُهِمَّةُ لِلمَرْأةِ المُسْلِمَةِ
مُخْتَصَرَةٌ في النِّقاطِ التَّالِيةِ :
- أوَّلُها: حُقُوقُ الزَّوْجِ الَّتِي سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ وذَكَرَ اللهُ أصُولَهَا فِي القُرْآنِ,وهِيَ طَاعَتُهُ في طَاعَةِ اللهِ، وإرْضَاؤهُ في إرْضَاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وحِفْظُهُ بِالغَيْبِ يَوْمَ يُسَافِرُ ويَغِيبُ عَنِ البَيْتِ، وحِفْظُهُ في السَّمْعِ والبَصَرِ، وفي الفِرَاشِ وما اسْتَحْفَظَكِ اللهُ عَلَيْهِ، وإنَّ أمَانَةَ اللهِ عَلَى المَرْأةِ أمَانَةٌ عَظِيمَةٌ
وأمَانَتُهَا أنْ تَحْفَظَ زَوْجَهَا إذَا غَابَ عَنْ بَيْتِهَا:[ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ]النِّساء:34، ومِنْ حِفْظِهَا ألاَّ تَتَطَلَّعَ إلَى الأجَانِبِ ولا تَنْظُرُ إلَى المُحَرَّمَاتِ:[ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ]النُّور:31
- ثانيا: اعْلَمِي أيَّتُهَا الأخْتُ المُسْلِمَةُ أنَّ جَمَالَ المَرْأةِ، ورَوْعَةَ المَرْأةِ وحُسْنَ المَرْأةِ، هُوَ تَقْوَاهَا، لا في ذَهَبِهَا ولا في ثِيَابِهَا ولا في حُلِيِّهَا ولا في بَيْتِهَا
- ثالثا: حَقُّ الزَّوْجَةِ عَلَى زَوْجِهَا أنْ يَتَّقِيَ اللهَ فيهَا، فهِيَ ضَعِيفَةٌ لَطِيفَةٌ تُرِيدُ الحَنانَ وتُرِيدُ الرَّحْمَةَ وتُرِيدُ البِرَّ،فَوَصِيَّتِي إلى الرِّجَالِ أنْ يَتَّقُوا اللهَ في أمَّهَاتِ الأجْيَالِ، وأمَّهَاتِ الأبْطَالِ وأمَّهَاتِ العُلَماءِ والزُّعَمَاءِ والشُّهَدَاءِ، رَحْمَةً وحَنَاناً ورِقَّةً ومُحَافَظَةً ونَفَقَةً وكِسْوَةً وتَعَاهُداً، كَما قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الحَجِّ الأكْبَرِ يَوْمَ أعْلَنَ حُقُوقَ المَرْأةِ وحُقُوقَ الإنسَانِ:" اللهُ اللهُ في النِّسَاءِ "
- رابعا: وُجِدَ في السَّاحَةِ مَنْ يُنَادِي بِتَحْرِيرِ المَرأةِ! ومَعْنَى تَحْرِيرُ المَرأةِ عِنْدَهُمْ أنْ تَخْرُجَ سافِرَةً مُتَبَرِّجَةً.. وأنْ تَبِيعَ عِرْضَهَا لكُلِّ مُشْتَرٍ.. وأنْ تَبِيعَ قِيَمَها وأخْلاقَهَا وسُلُوكَهَا وأنْ تَهْتَكَّ عِرْضَهَا، وهَذا واللهِ خِيانَةٌ عُظْمَى لرِسَالَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أنْ تَتَحَرَّرَ المَرْأةُ مِنْ دِينِهَا وأصَالَتِهِا وحِجَابِهَا وسِتْرِها.
فيَا أخْتِي المُسْلِمَة إيَّاكِ إيَّاكِ ... أنْ تَسْمَعِي لهَذا النَّاعِقِ الشِّرِّيرِ
- خامسا: وهِيَ تَتَعَلَّقُ بِمَجَالِسِ المَرْأةِ، فالَّذِي يُلاَحَظُ عَلى كَثِيرٍ مِنَ النِّسَاءِ هو كَثْرَةُ الغَيْبَةِ والنَّمِيمَةِ وقَوْلُ الزُّورِ إلاَّ مَنْ عَصِمَ اللهُ، ولِسَانُ المَرْأةِ إلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ سَرِيعٌ في نَهْشِ الأعْرَاضِ، ولذَلِكَ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في يَوْمِ العِيدِ " تَصَدَّقْنَ فإنِّي رَلأيْتُكُنَّ لأكْثَرَ أهْلِ النَّارِ" قالَتْ امْرَأةٌ: يا رَسُولَ اللهِ ما بَالُنَا أكْثَرُ أهْلِ النَّارِ؟ قالَ: " تَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وتُكْثِرْنَ اللَّعَنَ، ما رَأيْتُ مِنْ ناقِصَاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أغلب َ للُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إحْداكُنَّ "(1) فوَصِيَّتِي يا أخْتِي المُسْلِمَة أنْ تَتَّقِي اللهَ في مَجَالِسِكِ وأنْ تَعْرِفِي مَنْ تُجَالِسِينَ.
- سادسا: الحِرْصُ عَلَى العِلْمِ الشَّرْعِيِّ:[ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ]المجادلة 11،[ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا]طه 113، العِلْمُ الَّذِي نُرِيدُ هُوَ العِلْمُ الَّذِي يَدُلُّكِ عَلَى الصَّلاَةِ والصِّيَامِ والحَجِّ وعَلَى مَخَافَةِ ومُرَاقَبَةِ اللهِ وعَلَى تَقْوَى اللهِ، فلَ تَعَالَى:[ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ]المائدة 13 َنَحْنُ بِحَاجَةٍ إلَى عِلْمٍ شَرْعِيٍّ تَرْقَى بِهِ المَرْأةُ، لا عِلْمَ الفَضَلاتِ وعِلْمَ الحَواشِي، ولا العِلْمَ المُضَيِّعَ للعُمْرِ، بَلْ العِلْمُ الَّذي يَدُلُّ عَلَى تَقْوَى اللهِ وكَيْفَ تُرَبِّينَ أبْنَاءَك.
- سابعا: هُنَاكَ بَعْضُ المُغْرَيَاتِ طُرِحَتْ في السَّاحَةِ الإسْلامِيَّةِ وفَتَكَتْ بالمَرْأةِ المُسْلِمَةِ فَتْكاً ذَرِيعاً وضَلَّ بسَبَبِهَا كَثِيرٌ مِنَ الفَتَيَاتِ هَدَاهُنَّ اللهُ إلى سَواءِ السَّبِيلِ. مِنْهَا الأغْنِيَةُ المَاجِنَةُ الَّتِي انْتَشَرَتْ وكَانَتْ سَبَباً في حُدُوثِ الجَرِيمَةِ والفَاحِشَةِ والزِّنَا، لأنَّ أهْلَ العِلْمِ يَقُولُونَ :" الغِنَاءُ بَرِيدُ الزِّنَا
وعُقُوبَاتُ الغِنَاءِ أرْبَعَةٌ:
أولها: قَسْوَةُ القَلْبِ وإعْرَاضُهُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، فَلاَ تَجِدُ رَجُلاً أو إمْرَأةً يُدْمِنُ الغِنَاءَ إلاَّ وقَلْبُهُ قَاسٍ لا يَسْتَفِيدُ مِنَ الخَيْرِ كَمَا
ثانيا: وُجُودُ وَحْشَةٍ بَيْنَ العَبْدِ وبَيْنَ اللهِ، فَلاَ يَجِدُ رِقَّةً ولاَ حُبّاً ولاَ خُشُوعاً.. لأنَّهُ قَطَعَ الصِّلَةَ بَيْنَهُ وبَيْنَ اللهِ
ثالثا: أنَّهُ يُحْرَمُ في الجَنَّةِ سَمَاعَ الغِنَاءِ الَّذي يَجْعَلُهُ اللهُ للمُتَّقِينَ وللأبْرَارِ الصَّالِحِينَ،ولذَلِكَ عِنْدَ أحْمَدُ فِي المُسْنَدِ أنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قالَ:" إنَّ في الجَنَّةِ جَوَارِي يُغَنِّينَ يَقُلْنَ نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فلاَ نَبْأسُ، نَحْنُ الخَالِدَاتُ فلاَ نَبِيدُ، طُوبَى لِمَنْ كُنَّا لهُ وكَانَ لَنَا " (2)
رابعا: ومِمَّا تُورِثُهُ الأغْنِيَةُ كذَلِكَ أنَّهَا تُحَبِّبُ الفَاحِشَةَ والجَرِيمَةَ. وقَدْ قالَ كَثِيرٌ مِنْ أهْلِ العِلْمِ والفُضَلاءِ والنُّبَلاءِ ومَنْ لَهُمْ خِبْرَةٌ واسْتِقْراءٌ للمُجْتَمَعَاتِ: أنَّ أكْثَرَ مَنْ يَقَعُ في جَرِيمَةِ الزِّنَا اللَّواتِي يَسْمَعْنَ الغِنَاءَ والَّذينَ يَسْتَمِعُونَ الغِنَاءَ.
فاللهُ اللهُ في مُقَاطَعَةِ هَذا الغِناءِ المَاجِنِ فإنَّهُ واللهِ مُحَرَّمٌ
يَقُولُ اللهُ سُبْحانَهُ وتَعالَى: [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ]لقمان:6
ويَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كما عِنْدَ البُخَارِي عَنْ أبِي مُوسَى الأشْعَرِي: " لَيَكُونَنَّ أقْوَامٌ مِنْ أمَّتِي يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ والخَمْرَ والمَعَازِفَ " (3)
ومِنَ المُغْرَيَاتِ الَّتِي أضَرَّتْ بالمُسْلَمَةِ: المَجَلَّةُ الخَلِيعَةُ الَّتِي رَاجَتْ، كمَجَلَّةِ – سيدتهم- والمَجَلاَّتِ الأخْرَى.
وكَذَلِكَ الفِيديو المُهَدِّمُ ومَا أحْدَثَهُ في البُيُوتِ مِنْ إرْبَاكٍ ومَا أحْدَثَهُ مِنْ ضَلاَلاَتٍ، ومَا أحْدَثَهُ مِنْ ثَقَافَاتٍ وجَرَائِمٍ ومِنْ مُشْكِلاَتٍ.
- ثامنا: وكَذَلِكَ مِنَ الأمُورِ الَّتِي يَجِبُ التَّنْبِيهُ عَلَيْهَا والتَّطَرُّقُ إلَيْهَا أنَّ بَعْضَ النِّسَاءِ أو الفَتَيَاتِ أو الشَّابَّاتِ أحْجَمْنَ عَنِ الزَّوَاجِ ورَفَضْنَهُ بِحُجَجٍ وَاهِيَةٍ.
مِنْهَا: مُوَاصَلَةُ الدِّرَاسَةِ
ومِنْهَا: أنَّها لا تُرِيدُ الإضْرَارَ بِضَرَائِرٍ قَبْلَهَا وشَرِيكَاتٍ
ومِنْهَا: أنَّها تُرِيدُ أنْ تَخْتَارَ زَوْجاً فيهِ مُوَاصَفَاتٍ مُعَيَّنَةٍ قَدْ لا تُوجَدُ في النَّاسِ، بأنْ يَكُونَ زَاهِداً عَالِماً عَابِداً حَافِظاً قَائِمَ اللَّيْلِ مُجَاهِداً زَعِيماً .. وهَذِهِ قَدْ تَنْتَظِرُ طَوِيلاً حَتَّى تَجِدْ إنْسَاناً بهذِهِ المُوَاصَفَاتِ، وقَدْ لا يَأتِي.
فَوَصِيَّتِي لبَنَاتِ الإسلاَمِ أنْ يَعْلَمْنَ أنَّ في الزَّوَاجِ حِفْظاً ورِعَايَةً وحَيَاةً سَعِيدَةً.
فاللهُ اللهُ في الحِرْصِ عَلَى الزَّوَاجِ والاسْتِقْرَارِ.
- تاسعا: اعْلَمِي أخْتِي المُسْلِمَة أنَّ الإسْرَافَ ظَاهِرَةٌ شَائِعَةٌ لَدَيْنَا، إسْرَافٌ في المَلاَبِسِ، وإسْرَافٌ في الطَّعَامِ، وإسْرَافٌ في الأشْرِبَةِ، وإسْرَافٌ في أثَاثِ البَيْتِ.
فأيْنَ الدِّينُ؟ وأيْنَ تَقْوَى اللهِ؟
بَلْ وُجِدَ مِنْ بَعْضِ النِّسَاءِ الجَاهِلاَتِ السَّفِيهَاتِ أنَّهَا تَلْزِمُ زَوْجَهَا في كُلِّ مُنَاسَبَاتٍ وفي كُلِّ حَفْلٍ أو زَوَاجٍ بلَبْسٍ جَدِيدٍ وحُلِيِّ جَدَيدٍ! وحِينَهَا يَغْضَبُ عَلَيْهَا وتَنْقَطِعُ العَلاَقَةُ بَيْنَ الزَّوْجِ وزَوجَتِهِ.
يَقُولُ اللهُ تَعَالَى:[ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا] الإسراء: 27
ويَقُولُ تَعَالَى: [وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا] الفرقان: 67
فالاقْتِصَادُ! الاقْتِصَادُ! واعْلَمْنَ أنَّ جَمَالَ المَرْأةِ في عَفَافِهَا وفي اقْتِصَادِهَا وزُهْدِهَا وفي طَاعَةِ رَبِّهَا وفي رِضَاءِ زَوْجِهَا عَنْهَا.
صَحَّ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ: " إذا صَلَّتِ المَرْأةُ خَمْسَهَا، وصَامَتْ شَهْرَهَا، وأطَاعَتْ زَوْجَهَا، دَخَلَتْ جَنَّةَ رَبِّهَا "(4)
فهَنِيئاً لَكِ يا أمَّ الأبْطَالِ، ويا أمَّ العُلَماءِ والشُّهَدَاءِ، هَنِيئاً لَكِ تَقْوَى اللهِ
من كتاب- بيت أسس على التقوى- للشيخ عائض بن عبد الله القرني
(1) رواه مسلم برقم(1998)، وأحمد برقم(14132)
(2) أخرجه أحمد برقم (1355)، والترمذي برقم(2621)، وابن أبي شيبة في المصنف برقم(29759)، وانظر: المشكاة برقم(5649)
(3) أخرجه البخاري برقم(5463)، وأبو داود برقم(4039)
(4) أخرجه أحمد برقم(1673) عن عبد الرحمن بن عوف، وأخرجه ابن حبان برقم(3087) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وانظر: مجمع الزوائد برقم(7632،7634)، والمشكاة برقم(3254)
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك