#1
|
|||
|
|||
أفضل ما ما تستثمر فيه اوقات الفراغ
شيخنا الفاضل أود أن أستشيرك في كيفية استغلال وقتي بما ينفع وخاصة في هذه الإجازه ؟ |
#2
|
|||
|
|||
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ... ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان ) فقوله صلى الله عليه وسلم : ( احرص على ما ينفعك ) فيه توجيه المؤمن للحرص على استثمار الأوقات في كل ما ينفعه ؛ سواء كان في الأمور الشرعية ، أو في الأمور الدنيوية التي لها مقاصد شرعية ، لأن " ما " من صيغ العموم على ما قرره الأصوليون في كتبهم ، ثم إن لفظ الحِرْص في لسان العرب يرجع إلى الإفراط في الرغبة كما قرره ابن فارس في " معجم مقاييس اللغة " وهذا كقوله تعالى " إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل " وعليه فإن المؤمن لا يحصل الأمور النافعة إلا بالإفراط في رغبتها ، ويؤيد هذا المعنى ما رواه الخطيب البغدادي في " تاريخه " بإسناد حسن من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتق الشر يوقه .) وأعظم ما تُفنى فيه الأعمار والأوقات شيئان : العلم النافع والعمل الصالح لأن المؤمن لا يقوى على السير إلى الله إلا بقوة علمية وقوة عملية فاجتهد رحمك الله في تحصيل العلوم النافعة ، بثني الركب في دروس العلماء الشائعة ، مع الاطلاع على مصنفاتهم ، والنظر والتأمل في سيرهم وهديهم ، ثم اجتهد بعد ذلك في العمل بما سمعت من الكلمات ، وذلك بإقامة الفرائض والصلوات ، والتقرب إلى الله بالسنن الرواتب والطاعات ، والمداومة على قراءة القرءان وتدبر الآيات ، والإكثار من ذكر الله في جوف الليل والخلوات ، ولا تكن في غفلة عن حقوق الأنام ، ولا سيما من الأقارب وذوي الأرحام ، ولا تألوا جهدا في معونتهم ، مع الرفق بهم والأخذ بأيديهم إلى ربهم ودعوتهم ، فلو ضربت بسهم في كل عمل من هذه الأعمال على مدار يومك لما مر عليك وقت فارغ لا تستزيد فيه من طاعة ربك والله يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى سبحانه .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحارث الشافعي ; 09-29-2008 الساعة 07:26 AM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|