الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الرقابة الذاتية عند الشباب في تصفح الانترنت!!!
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ:
نسأل الله أن يهديَ أولادنا وأولاد المسلمين، وأن يرزقهم الصُّحبة الصالحة، التي تحضُّهم على الخير، وتعينهم عليه. بدايةً، نشكركم على تواصُلكم معنا عبر هذا الموقع المبارَك (الألوكة)، وأهلاً ومرحبًا بكم في أي وقت شئتم. لقد أحْسَنَتْ والدتكِ في تفكيرها لولدها بهذه الصورة التربوية النموذجية العالية، فإن ترك المنكرات إن لم ينبعْ مِن نفس فاعلها، فلن يؤتي ثمرته المرجوَّة منه؛ لأنَّ النفس إذا أَلِفَتْ شيئًا صعب عليها أن تتركَه إلاَّ بشديد الصبر والمكابَدة والمجاهَدة، ولا يمكن أن يتأتَّى هذا بالتَّضْييق على فاعِلها، أو إكراهه على تركها؛ لأنه مع هذا لا بُدَّ أن يعودَ إليها بعد زوال الإكراه أو التضييق، ولكن الأسلوب الأمثَل لذلك أن نوجد لمثل هذا البديلَ الذي يناسبه، ويعينه على ترك مألوفِه؛ لأنه يرى أنَّه قدِ اسْتَظَلَّ بشيءٍ، فمَن أخْرَجَه منه إلى لا شيء فقد أخْرجه منَ الظل إلى الشمس المحرقة، فلا يرضى بذلك أبدًا، لكن قد يرضى إذا وجد ظلاًّ آخر يستظل به، ولا شيء أقوى في صرف المرء عن مألوفات النفس من الترغيب في حبِّ الله ورسوله المستلزم ضرورة فعل ما يرضيه، وترك ما يسخطه. قال ابن القيم في "الفوائد": "وأما العلائق فهي كلُّ ما تعلق به القلب دون الله ورسوله من ملاذ الدُّنيا وشهواتها ورياستها، وصحبة الناس والتعلق بهم، ولا سبيل له إلى قطْعِ هذه الأمور الثلاثة ورفضها إلا بقوة التعلق بالمطلب الأعلى، وإلاَّ فقطعها عليه بدون تعلقه بمطلوبه ممتنع، فإنَّ النَّفس لا تترك مألوفها ومحبوبها إلاَّ لمحبوب هو أحب إليها منه، وآثر عندها منه، وكلما قوي تعلُّقه بمطلوبه، ضعف تعلُّقه بغيره، وكذا بالعكس، والتعلُّق بالمطلوب هو شدة الرغبة فيه، وذلك على قدر معرفته به وشرفه وفضله على ما سواه". اهـ. أظنُّ أنَّ كلام ابن القيم يشفي علَّتنا، ويروي غلَّتنا فيما نحن بصدَدِه، مِن إدراك ابنكم الذي أشرف على الغرق في مستنقعات فتن الدنيا وشهواتها وحظوظها الفانية. ونصيحتنا لكم تجاه ما وقع فيه ابنكم: أولاً: تَزْوِيدُه بالمواعظ الشرعيَّة عن طريق الكتاب، والشريط، والفيديو، وغير ذلك من وسائل التعليم للأحكام الشرعية؛ محاولةً منكم لدفْع الهجوم الشيطاني الشرس الذي لا قِبَل لهذا البرعم الصغير به. ثانيًا: لابدَّ أن ولدكم هذا اكْتَسَبَ بعض هذه الأشياء من بعض صحبته؛ لأن مثل هذه الأمور في الغالب لا تأتي وفاقًا، وإنما تكون بتلقين الغير، أو بتقليده عند رؤيته من باب الفُضُول لا من باب الرغبة؛ لكنها سرعان ما تتحول إلى رغبة، وتفنن قد يفوق بها من لقنه إياها أو تعلمها منه. فيجب السَّعي الحثيث في تجنيبه مثل هذه الصُّحبة، التي تنال من أعز شيء لديه ولديكم، ألا وهو الدين والخلق. ثالثًا: تنمية وازع الخوف منَ الله في نفسه؛ فإنَّ ذلك من حُسْن التعبُّد لله تعالى، والاهتمام بظواهر الأُمُور على حسابها لا يحدث تغييرًا، ولا يوجد حلاًّ؛ بل يزيد الأمر تعقيدًا، فينبغي أن تعوِّدوا ولدكم على أن يعبدَ الله كأنه يراه، فإن لم يكنْ يراه، فالله تعالى يراه؛ كما صَحَّ بذلك الخبر عن سيد البشر - صلى الله عليه وسلم - في بيان مرتبة الإحسان، التي هي أعلى مراتب الدِّين. أمَّا مُحَاوَلة منعه مما أَلَمَّ به بإشعاره بمراقبتكم له، فلن يجدي معه شيئًا؛ لأنه إذا غاب عنكم فَعَلَ ما شاء، وصَنَعَ ما يُريد، ولعلكم تذكرون قصة خالطة اللبن بالماء - كما رواها أهل السير - ففي "صفة الصفوة"؛ لابن الجوزي: عن عبدالله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم، قال: بينا أنا مع عمر بن الخطاب، وهو يعس المدينة، إذ أعيا واتكأ على جانب جدار في جوف الليل، وإذا امرأة تقول لابنتها: يا ابنتاه، قومي إلى ذلك اللبن، فامذقيه بالماء، فقالت لها: يا أمتاه، وما علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم؟ قالت: وما كان من عزمته يا بنية؟ قالت: إنه أمر مناديًا فنادى: ألاَّ يشاب اللبن بالماء، فقالت لها: يا بنية، قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء، فإنك بموضع لا يراك عمر، ولا منادي عمر، فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه، ما كنت لأطيعه في الملأ، وأعصيه في الخلاء. وعمر يسمع كل ذلك، فقال: يا أسلم، علِّم الباب، واعرف الموضع، ثم مضى في عسسه حتى أصبح، فلما أصبح، قال: يا أسلم، امض إلى الموضع، فانظر من القائلة، ومن المقول لها، وهل لهم من بعل؟ فأتيت الموضع فنظرت، فإذا الجارية أيِّم لا بعل لها، وإذا تيك أمها، وإذا ليس لهم رجل، فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته، فدعا عمر ولده فجمعهم، فقال: هل فيكم مَن يحتاج إلى امرأة أزوجه، ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه المرأة، فقال عبدالله: لي زوجة، وقال عبدالرحمن: لي زوجة، وقال عاصم: يا أبتاه لا زوجة لي، فزوجني، فبعث إلى الجارية، فَزَوَّجَهَا من عاصم، فولدت لعاصم بنتًا، وولدت البنت عمر بن عبدالعزيز. اهـ. مختصرًا. رابعًا: مُحَاوَلة شغل وقته ببعض تكاليف البيت أو الوالدين، أو الإخوة والأخوات، والترفيه عنه بالمباح من وسائل الترفيه المختلفة، والاستعانة على ذلك بإخوانه وبعض أصدقائه، فإنَّ المرء إذا شغل بشيء منَ الحق، نسي ما يعرض له من الباطل، وتشاغل عنه بما هو فيه. خامسًا: مراعاة المرحلة التي يمر بها ولدكم، فهي منعطف خطير، لابد فيه من متابعة ما هو فيه، ولا يتأتى ذلك بالبعد عنه أو إهماله؛ بل لا بد من مناقشته والاستماع إليه، وتداول الاقتراحات معه، وإشعاره بأنَّ عليه شيئًا من المسؤولية تجاه نفسه وأهله وبيئته، ودينه قبل كل شيء، فذلك مما يدفعه للعمل الجاد فيما فيه نفعه ومصلحته، ويبعده بكل قناعة عما من شأنه أن يعطله عن هذا المقصد. وراجع في موقعنا استشارة: "ابنتي والغناء"، و"مشكلة مراهق 14 سنة". وفي الختام لا يسعنا إلا أن ندعوَ لكم ولولدكم بالخير والصلاح والهداية والرشاد http://www.wanees.net/play.php?catsmktba=34 |
#2
|
|||
|
|||
الله يحمي شبابنا من كل سوء
جزاك الله خير
|
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم
|
#4
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الانترنت!!!, الذاتية, الرقابة, الشباب, تصفح, غنى, في |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|