الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
المقصود من استحباب كثرة السجود
السؤال قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا أردت أن ترافقني في الجنة فأكثر من السجود ) ، كم هو القدر من الركعات الذي يحصل به مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث ، من يصلي مائة ركعة كل يوم هل تكفيه لتحصيل هذه الفضيلة ؟ الجواب الحمد لله. أولاً : الحديث المقصود في السؤال ثبت معناه – وليس لفظه - عن رَبِيعَة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ : " كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ ، فَقَالَ لِي : سَلْ ، فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ : أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، قُلْتُ : هُوَ ذَاكَ ، قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ) رواه مسلم في " صحيحه " (489) . يقول الإمام النووي رحمه الله : " فيه الحث على كثرة السجود والترغيب به ، والمراد به السجود في الصلاة " . انتهى من " شرح مسلم " (4/206) . وقوله عليه الصلاة والسلام : ( بكثرة السجود ) يُفهم في إطار القاعدة التي تحكم كثيرا من الأحاديث النبوية الواردة في ترتيب الأجور على الأعمال ، أن من زاد ، زاد الله في حسناته ، ومن نقص نال من الأجر بقدر ما عمل ، فمن يستكثر فالله عز وجل يعطيه أكثر وأكثر ، كما قال أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذًا نُكْثِرُ . قَالَ عليه الصلاة والسلام : اللَّهُ أَكْثَرُ ) رواه الترمذي رقم (3573) وقال : حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وصححه الألباني في " صحيح الأدب المفرد " برقم (550) . ولهذا نقول للسائل هنا : كلما أكثرت من المحافظة على الصلوات الفرائض ، وأكثرت من النوافل في الليل والنهار ، كانت فرصتك في مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم أكبر وأعظم ، وكانت المرافقة في الجنة أطول وأشد ، ومن صلى ما تيسر له من التطوع والنافلة ، كان له من كرامة المرافقة ـ إن شاء الله ـ بقدر ذلك ؛ إذ المرافقة نفسها درجات ، فمن الناس من يتنعم بصحبته عليه الصلاة والسلام التامة ، وملازمته في الجنة ، ومن الناس من يتنعم بلقاء أو رؤية بحسب أعماله الصالحة . وهذا ما يفيده الحديث الثابت عن معدان بن أبي طلحة قال : " لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ - أَوْ قَالَ قُلْتُ : بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ - فَسَكَتَ ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ : سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً ) رواه مسلم في " صحيحه " (488). فانظر كيف كانت رفعة الدرجات مطردة بحسب الاستكثار من الصلوات بين يدي الله سبحانه وتعالى ، تماما كما يفيده قول الله عز وجل : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ) النساء/69. وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : ( وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ ) ، قَالَ : لاَ شَيْءَ ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ) ، قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ ، فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ، قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ " رواه البخاري (3688) ومسلم (2639) . فرتب مرافقة الأنبياء والشهداء على طاعة الله ورسوله ، فكلما زادت الطاعات والمحبة لله ورسوله كان الجزاء زيادة في رفقة الصالحين ، وقربا من معية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وشدة ملازمة له . وهكذا جميع الأعمال التي جزاؤها مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل كفالة اليتيم ، وعول البنات والقيام عليهن ، وحسن الخلق ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا ) رواه الترمذي (2018) وقال : حسن غريب . وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ". فهو حديث صريح في تفاوت القرب من النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة بحسب تفاوت الأخلاق . ويقول الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله : " هذا يدل على أنه لا حد محدد للركعات التي يتطوع بها الإنسان من النوافل المطلقة في ليل أو نهار ، ما في حد محدد ، ( أعني على نفسك بكثرة السجود )، وكلما كان أكثر كانت الإجابة أقرب " انتهى من " شرح المحرر في الحديث " (27/11) بترقيم الشاملة. وكذلك كلما كانت السجدة ذات خشوع وخضوع وانكسار بين يدي الله ، كانت أعظم أجرا ، وأكثر قربا من الله عز وجل ، ومن تحقيق مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " إذا كانت إحدى السجدتين أفضل من الأخرى ، كان ما يرفع به من الدرجة أعظم ، وما يحط به عنه من الخطايا أعظم ، كما أن السجدة التي يكون فيها أعظم خشوعا وحضورا هي أفضل من غيرها ، فكذلك السجدة الطويلة التي قنت فيها لربه هي أفضل من القصيرة ... وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَقُولَ: إنّ َمَا كَانَ أَكْثَرَ ، مَعَ قِصَرِهَا ، فَهُوَ أَفْضَلُ مِمَّا هُوَ كَثِيرٌ أَيْضًا ، وَهُوَ أَتَمُّ وَأَطْوَلُ ، كَصَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ." انتهى من " مجموع الفتاوى " (23/78) . وقد سبق الحديث عن استدلال بعض العلماء بهذا الحديث في المفاضلة بين السجود والقيام ، وأيهما أعظم أجرا ، وذلك في جواب السؤال رقم : (41857) . والله أعلم . اسلام سؤال
|
#2
|
|||
|
|||
السؤال
أيهما أفضل طول القيام أم الزيادة في عدد الركعات ؟ الجواب الحمد لله. اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال : فقد ذهب جمهور الحنفية , والمالكية - في قول - والشافعية , وهو وجه عند الحنابلة , إلى أن طول القيام أفضل من كثرة العدد ، وذهب المالكية في الأظهر , وهو وجه عند الحنابلة : إلى أن الأفضل كثرة الركوع والسجود ، وللحنابلة وجه ثالث , وهو : أنهما سواء , لتعارض الأخبار في ذلك . ومما استدل به من قال إن طول القيام أفضل : حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : " إنْ كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلِّي حتى ترم قدماه - أو ساقاه - فيقال له ، فيقول : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ) " . رواه البخاري ( 1078 ) ومسلم ( 2819 ) . ومما استدل به من قال : إن كثرة عدد الركعات أفضل : حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) مسلم ( 482 ) . ومما استدل به أهل القول الثالث ، وهو أنهما سواء : عن حذيفة قال : " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت : يركع عند المائة ، ثم مضى ، فقلت : يصلي بها في ركعة ، فمضى ، فقلت : يركع بها ، ثم افتتح النساء ، فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول : سبحان ربي العظيم ، فكان ركوعه نحوا من قيامه ، ثم قال سمع الله لمن حمده ، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع ، ثم سجد فقال : سبحان ربي الأعلى ، فكان سجوده قريباً من قيامه " رواه مسلم ( 772 ) . ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية القول الثالث ، قال رحمه الله : وقد تنازع الناس , هل الأفضل طول القيام ؟ أم كثرة الركوع والسجود ؟ أو كلاهما سواء ؟ على ثلاثة أقوال : أصحها أن كليهما سواء , فإن القيام اختص بالقراءة , وهي أفضل من الذكر والدعاء , والسجود نفسه أفضل من القيام , فينبغي أنه إذا طوَّل القيام أن يطيل الركوع والسجود , وهذا هو طول القنوت الذي أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم لما " قيل له : أي الصلاة أفضل ؟ فقال : طول القنوت " رواه مسلم ( 756 ) ؛ فإن القنوت هو إدامة العبادة , سواء كان في حال القيام , أو الركوع أو السجود , كما قال تعالى : ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً ) ، فسمَّاه قانتاً في حال سجوده , كما سمَّاه قانتاً في حال قيامه " . انتهى من " الفتاوى الكبرى " ( 2 / 121 ، 122 ) . وقال : " وقد تنازع العلماء : أيما أفضل : إطالة القيام ؟ أم تكثير الركوع والسجود ؟ أم هما سواء ؟ على ثلاثة أقوال : وهي ثلاث روايات عن أحمد ، وقد ثبت عنه في الصحيح " أي الصلاة أفضل ؟ قال : ( طول القنوت ) " ، وثبت عنه أنه قال : ( إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ; وحط عنك بها خطيئة ) رواه مسلم ( 488 ) ، وقال لربيعة بن كعب : ( أعنِّي على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم ( 489 ) . ومعلوم أن السجود في نفسه أفضل من القيام , ولكن ذكر القيام أفضل , وهو القراءة , وتحقيق الأمر : أن الأفضل في الصلاة أن تكون معتدلة ، فإذا أطال القيام ، يطيل الركوع والسجود , كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل , كما رواه حذيفة وغيره ، وهكذا كانت صلاته الفريضة , وصلاة الكسوف , وغيرهما : كانت صلاته معتدلة , فإن فضَّل مفضِّل إطالة القيام والركوع والسجود مع تقليل الركعات ، وتخفيف القيام والركوع والسجود مع تكثير الركعات : فهذان متقاربان ، وقد يكون هذا أفضل في حال , كما أنه لما صلى الضحى يوم الفتح صلَّى ثماني ركعات يخففهن , ولم يقتصر على ركعتين طويلتين ، وكما فعل الصحابة في قيام رمضان لما شق على المأمومين إطالة القيام " . انتهى " الفتاوى الكبرى " ( 2 / 252 ) ، وينظر أيضا تفصيلا مهما في "مجموع الفتاوى" (23/69-83) . والله أعلم . اسلام سؤال
|
#3
|
|||
|
|||
ط¨ط§ط±ظƒ ط§ظ„ظ„ظ‡ ظپظٹظƒ ط¬ط¹ظ„ظ‡ ط§ظ„ظ„ظ‡ ظپظٹ ظ…ظٹط²ط§ظ† ط*ط³ظ†ط§طھظƒ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|